من هو مخترع "قلم الحبر الجاف" الذي لا نستغني عنه؟ علوم وتكنولوجيا | من هو مخترع "قلم الحبر الجاف" الذي لا نستغني عنه؟
تاريخ النشر: 08-04-2017

بقلم:
يقول المثل إن الحاجة أم الاختراع! قصة قلم الحبر الجاف، هي مثال على المبتكر الذي حوّل الحاجة إلى اختراع غيّر العالم، حيث باتت الكتابة أكثر سهولة و متعة، قبل أن يأتي الكمبيوتر، برغم أن البعض لا يزال يفضل القلم.

الفكرة بدأت مع دباغة الجلود
بدأت القصة باختراع الأقلام ذات الكرة المستديرة الرأس أو الرأس الكروي، في الثمانينات من القرن التاسع عشر على يد مخترع أمريكي يدعى جون لاود. و كان قد ابتكر هذا القلم ليكتب به على الجلود التي تتم دباغتها حيث أن الرجل كان يعمل في هذا المجال، و كانت تلك الكرة فولاذية في رأس القلم مثبتة في تجويف بحيث تستطيع الدوران و ينزل الحبر.
لكن هذا الاختراع لم ينفع مع الورق فقد كانت الكرة غير زلقة وكانت الكتابة بها تسبب فوضى وتدفق الحبر بطريقة غير منتظمة. بيد أنه فتح الأفق نحو التفكير في تطوير الأمر و هو ما تم لاحقا بعد قرابة 50 سنة. وفقا لصحيفة الـ”تلغراف” البريطانية.
حبر المطبعة مصدر إلهام
تعود قصة اختراع القلم الجاف بشكله الحديث إلى الصحفي “لاديسلاو جوزيف بيرو” المولود في 29 أيلول 1899 والذي رحل في 24 تشرين الثاني 1985 وهو من أصل هنغاري “مجري” ولد في بودابست العاصمة، وقد توصل لاختراعه هذا وسجل رسميا في عام 1938 بباريس.
و كان بيرو يعمل صحفيا حيث لاحظ أن الحبر الذي يستعمل في طباعة الصحف يجف بسرعة على الورق، راقب ذلك وهو يشاهد ماكينات الطباعة تدفع بنسخ الصحيفة لتخرج من المطبعة وبعد دقائق تكون جافة و تؤخذ إلى الأسواق.
وفكر أن يستخدم الحبر نفسه – حبر الطباعة – في قلم الحبر التقليدي الذي يعبأ ولا يزال مستخدما، لكن التجربة لم تنجح لأن حبر الطباعة لم يكن يصب في المنقار أو رأس القلم وهو في حالة اللزوجة.
وقد عانى الرجل من استخدام نظام التعبئة التقليدية أو قلم الريشة حيث أصابه ذلك بالجنون، حيث كان عليه في كل مرة أن يغمس الريشة ثم يخرجها، وهو السبب الذي دفعه للتفكير في اختراعه.
كان لبيرو شقيق يعمل صيدليا يدعى جورج، فاستعان به وعملا معا على تطوير منقار جديد يشمل كرة حرة الحركة تغلق وتفتح لتسمح بتمرير الحبر من حولها إلى المنفذ، بحيث كلما تحرك القلم دارت الكرة فسمحت بتمرير الحبر من الخرطوشة من حولها إلى أسفل بانسياب متوازن.
وقد هاجر الأخوان إلى الأرجنتين سنة 1943 وهناك ظهر في عام 1943 قلم الحبر الجاف بشكله المعتاد والمعروف باسم birome “بيروم” لتنتشر بعدها هذه الأقلام في العالم من بريطانيا إلى بقية الدول، و قد استخدمتها بريطانيا في البدء لطاقم طائرات القوة الجوية الملكية حيث يسهل الكتابة بها في الارتفاعات العالية.
أول مصنع في تشيلي
في تشيلي كان الأخوان قد بحثا عن الدعم بعد أن تطور الاختراع ليتم إنشاء أول مصنع لأقلام الحبر الجافة في العالم، وتمت الدعاية للقلم الجديد في البداية على أنه “القلم الذي يكتب حتى تحت الماء”.
وقد تطورت صناعة الأقلام الجافة اليوم لتصبح تجارة واسعة النطاق، وتنوعت الأشكال والألوان والتشكيلات، وحيث تتفاوت الأسعار ما بين الأنواع عادية الاستعمال إلى الأنواع الخاصة والمميزة ذات الثمن الغالي التي يستخدمها رجال الأعمال والأثرياء كنوع من التميز. وبعض الأقلام تكون لها أغلفة من العاج أو الذهب أو الماس، و غيرها من المعادن الثمينة.

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013