الكيان الصهيوني ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى .. طبيعة وأهداف التواجد الدراسات والتوثيق | الكيان الصهيوني ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى .. طبيعة وأهداف التواجد
تاريخ النشر: 23-03-2017

بقلم:
 تتناول هذه الدراسة التواجد الصهيوني في القوقاز وآسيا الوسطى، موضحة أهمية تلك المنطقة وطبيعة التواجد الصهيوني فيها، والعوامل التي ساعدت على هذا التواجد، والأهداف التي ترجوها دولة الكيان من تواجدها في تلك المنطقة. 
الموقع والأهمية الاستراتيجية 
تتكون هذه المنطقة من قسمين، هما القوقاز ويحتوى على ثلاث دول هي أرمينيا وجورجيا وأذربيجان، وآسيا الوسطى وتحتوى خمس دول هي أوزبكستان، كازاخستان، طاجيكستان، قرغيزستان، تركمنستان. وتعد هذه الدول منطقة تنافس استراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، وقد كانت هذه الدول تابعة للاتحاد السوفيتي سابقا ثم نالت استقلالها بعد انهياره، وتتمتع هذه المنطقة بموقعها المتميز، إذ أنها تشترك في حدودها مع روسيا وإيران والصين وتركيا، وتطل على بحر قزوين الغني بالنفط. 
 وبعد استقلال هذه الدول سارعت دولة الكيان الصهيوني والعديد من الدول الإقليمية والدولية للعب دور فيها بسبب أهميتها الجيوسياسية الكبيرة؛ لذلك تولي دولة الكيان أهمية قصوى إلى تلك المنطقة حيث تم توسيع قسم منطقة "أوراسيا" في الخارجية الصهيونية، وهو القسم المسئول عن العلاقات مع الجمهوريات السوفيتية السابقة، بحيث أصبح القسم المعروف باسم "أوراسيا 2 " مسؤول عن العلاقات مع الجمهوريات السوفيتية السابقة في منطقتي جنوب القوقاز وآسيا الوسطى. 
 وتتلخص الأهمية الاستراتيجية لمنطقة القوقاز وآسيا الوسطى في المحاور التالية: 
1.   أنها تقع في موقع متوسط بين روسيا وتركيا والصين وإيران وبحر قزوين، ما يجعل منها محل تأثير على هذه المناطق الحساسة. 
2.     ممر مهم لخطوط الطاقة القادمة من آسيا الوسطى وبحر قزوين، والواصلة للبحر المتوسط. 
3.  تعتبر سوق تجاري مهم، حيث أنها نالت استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في أوائل التسعينات، ما جعلها سوقا متعطشة للاستثمارات وأسواقا مفتوحة للمنتجات. 
4.  سعي تلك الدول لإعادة بناء جيوشها، ما جعلها سوقا مفتوحة لاستيراد السلاح والخبرات العسكرية والأمنية، خاصة بعد الحرب على أفغانستان والحروب التي خاضتها بعض تلك الدول ضمن الاتحاد السوفييتي. 
5.  المخزون الهائل من النفط والغاز والفحم واليورانيوم والذهب والفضة وباقي المعادن الاستراتيجية، إذ أن كازاخستان  تمتلك ربع احتياط العالم من اليورانيوم، وتمتلك تركمنستان رابع احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، وتعد أوزبكستان ثالث أكبر منتج للقطن في العالم، وتمتلك رابع أكبر احتياطي عالمي من الذهب، وعاشر احتياطي عالمي من النحاس، إضافة للكميات الضخمة من النفط والغاز في بحر قزوين. 
مراحل التواجد الصهيوني في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى :
يمكن تقسيم الوجود الصهيوني في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى إلى ثلاث دورات زمنية: 
•    المرحلة الأولى (1948– 1985): تميزت بوقوف المنطقة موقف الخصم مع الكيان الصهيوني تبعاً لمقتضيات الحرب الباردة والعلاقات السوفيتية الأميركية، وكذلك العلاقات العربية – السوفيتية، والصراع العربي – الصهيوني، ولم تكن لدول هذه المنطقة " كونها كانت تابعة للسياسة المركزية للاتحاد السوفيتي" أية علاقات مع الكيان الصهيوني. 
   المرحلة الثانية (1985-1991): شكلــت نقطة تحول في تاريخ العلاقة، ولعبت سياســــة غورباتشوف- آخر رئيس للاتحاد السوفيتي قبل انهياره- دوراً مهماً في تسويق الكيان الصهيوني وتقديمها لدول المنطقة، وتبعاً لتحسن العلاقات بين موسكو والكيان كان الأمر ينسحب على العلاقات مع تلك المنطقة. 
•    المرحلة الثالثة( بعد1991): شكل انهيار الاتحاد السوفيتي نقطة انطلاق للمرحلة الثالثة من العلاقة التي جاءت في مصلحة الكيان الصهيوني، حيث اعترفت دولة الكيان باستقلال تلك الدول وعملت على بدء علاقات معها على كل الأصعدة، وقد لعبت تركيا آنذاك دوراً كبيراً في فتح الباب للنفوذ الصهيوني، واستطاعت العديد من الشركات الصهيونية، بدعم وغطاء من الشركات التركية، أن تبدأ مشاريع ضخمة في القوقاز، وبذلك بدأ التدخل الاقتصادي والسياسي والأمني الصهيوني في تلك المنطقة. 
عوامل ساعدت الكيان الصهيوني على التوغل في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى:
•    مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل الصهيوني، وتدعيمه سياسيًا وماديًا:، فقد دعمت التعاون الصهيوني التركي الذي ساعد دولة الكيان على التوغل في تلك الدول، إضافة لدعمها المالي لدول المنطقة التي تتماشي مع سياستها، ويرجع ذلك لرغبة أمريكيا في محاصرة روسيا والصين وإيران وتأمين موارد النفط في تلك المنطقة، إذ أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك44% من أصول شركات النفط في منطقة القوقاز وبحر قزوين، وتسعى إلى تقليص اعتمادها إلى أقصى حد ممكن على نفط الخليج. 
•    التقارب الصهيوني التركي في تلك الفترة، الذي مهد الطريق لدخول تل أبيب بقوة إلى تلك الدول، خاصة أن أنقرة لديها علاقات قوية مع هذه الدول ذات الأغلبية الإسلامية. 
•    ضعف الهيكل الأمني والسياسي والاقتصادي للمنطقة: فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي واستقلال تلك الدول، وجدت نفسها تعاني من أزمة اقتصادية وأمنية، استطاعت دولة الكيان الصهيوني استغلال هذه الفرصة وتلبية حاجات تلك الدول، من حيث التعاون العسكري أو الاستثمارات الاقتصادية، أو تزويدها بالمعونة الفنية التي هي في أمس الحاجة إليها. 
•    حاجة أنظمة تلك الدول لإعادة بناء قواتها الأمنية والعسكرية ، لتقوية حكمها، ومنع المنظمات "الإرهابية" من الإطاحة بها، تحت لافتة مكافحة "الأصولية الإسلامية" التي تقض مضاجع النخب الحاكمة في هذه العواصم. 
•        غياب الدور العربي والإسلامي عن المنطقة، ما جعل الساحة مفتوحة للكيان الصهيوني دون منازع أو ممانع. 
•        عدم وجود عداء تاريخي بين الكيان الصهيوني ومنطقة آسيا الوسطى والقوقاز، ما ساعد على تَقَبُّل التواجد الصهيوني فيها. 
•    الجالية اليهودية: ساعدت الجالية اليهودية لتمهيد الطريق للتغلغل الصهيوني، ورغم قلة عددهم إلا أن لهم تأثير كبير، بما يتمتعون به من قوة سياسية ومالية. 
•        رغبة تلك الدول في التحرر من الشيوعية واتجاهها للدول الغربية، وتبنيها الأفكار الليبرالية. 
أهداف الكيان الصهيوني في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى :
تنقسم أهداف الكيان الصهيوني في تلك المنطقة إلى: 
•        سياسية: 
1.     الظهور كقوة إقليمية تلعب دورا مؤثرا في المنطقة، معززة بذلك نفوذها العالمي. 
2.  إضعاف الأمن القومي للدول العربية، وعزل العرب عن الامتداد إلى الدول الإسلامية في تلك المنطقة،      وعزل تلك الدول عن المحيط العربي. 
3.  التأكيد على دورها الوظيفي المنوط بها لصالح الغرب وأمريكا، وذلك بالعمل علي منع عودة روسا كقوة عظمى، و منع التوسع الإيراني والصيني والعربي في المنطقة، ومحاولة عمل بديل عن خطوط النفط المارة بروسيا والمتوجهة لأوروبا. 
4.     مد نفوذها السياسي في تلك المنطقة بما يعزز الاعتراف بها دوليا، ويحسن صورتها ويمنحها دعما دعائيا. 
5.  الهجرة : حيث عملت دولة الكيان الصهيوني على جلب الآلاف من يهود تلك المنطقة للسكن في دولة الكيان، فقد جلبت ما يقرب من 23 ألف يهودي من جورجيا، و70 ألفا من أوزبكستان، والآلاف من أذربيجان وباقي دول تلك المنطقة، وأنشأت العديد من مكاتب الهجرة لاستقدام أكبر قدر ممكن من اليهود، بالإضافة لافتتاح العديد من المراكز الثقافية اليهودية للترويج للثقافة والأفكار الصهيونية. 
6.  تركيا: بعد التوتر الذي شاب العلاقة بين الدولتين مؤخرا، فإن دولة الكيان تسعى لمحاربة تركيا في تلك المنطقة، وهذا ما جاء على لسان وزير خارجيتها ليبرمان من أنه سيعزز علاقة دولة الكيان الصهيوني مع أرمينيا، "ذات العداء التاريخي مع تركيا  بسبب ما يعرف بمجازر الأرمن". 
•        اقتصادية: 
1.  تأمين خط جيهان النفطي: حيث تسعى لتأمين منابع النفط  التي تغذى خط الأنابيب الذي يمتد من أذربيجان، ثم جورجيا حتى ميناء جيهان التركي ثم إلى ميناء عسقلان المحتل، وينقل النفط الأذربيجاني والكازاخستاني الذي يزودها بما يقارب 40% من حاجاتها النفطية. وتسعى مستقبلا لعمل خط أنابيب يصل عسقلان بإيلات المحتلة على البحر الأحمر، لتصدير النفط من إيلات لدول آسيا كاليابان والهند والصين، لتصبح واحدا من ممرات الطاقة العالمية، مقللة بذلك الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس، والهيمنة الروسية على ممرات النفط، وكذلك إضعاف تأثير روسيا على آسيا الوسطى والقوقاز، وعزل الصين وإيران عن الثروات النفطية لتلك المنطقة. 
2.  عملت على ربط اقتصاد بعض دول تلك المنطقة باقتصادها، بحيث يصعب على تلك الدول فك هذا الربط، وتسعى من خلال ذلك لتقوية اقتصادها بفتح تلك الأسواق لمنتجاتها واستثماراتها، إضافة للتحكم في تلك الدول اقتصاديا. 
•        أمنية وعسكرية: 
1.  محاربة التنظيمات الإسلامية: إذ تسعى دولة الكيان الصهيوني لملء الفراغ الذي أحدثه انهيار الاتحاد السوفيتي في الجمهوريات السوفيتية الإسلامية، لضمان عدم ظهور إسلاميين في تلك المنطقة، وضمان بقاء تلك الدول على حالها من حيث الضعف والتبعية لواشنطن "وتل أبيب" على حد سواء، مستعينة بالأنظمة الحاكمة المستبدة في هذه الجمهوريات التي تستشعر خطر الحركات الإسلامية عليها. 
2.     تكثيف تواجدها العسكري والأمني في تلك الدول، والاستفادة من بيع الأسلحة والتعاون الاستخباري معها. 
3.  إضعاف نفوذ إيران الاقتصادي والعسكري والسياسي في تلك المنطقة، واستخدام تلك الدول "المجاورة لإيران" كورقة ضغط على إيران لتهديدها عسكريا وأمنيا. 
4.  تسعى دولة الكيان الصهوني وبدعم أمريكي وغربي لتقييد الدور الروسي في القوقاز وآسيا الوسطى، وكذلك الحيلولة دون عودة روسا كدولة عظمى، عبر إيجاد دول معادية على حدودها وإشغالها بها، ومحاولة إفقادها أهيمتها في نقل النفط من خلال نقله عبر دول منطقة القوقاز، وكذلك التأثير على الموقف الروسي تجاه دعم بعض الدول كإيران وسوريا(عسكريا وسياسيا). 
5.  تأمين حاجاتها من المواد الأساسية: كالقمح واليورانيوم والنفط، فقد اشترت دولة الكيان مجمع لمعالجة اليورانيوم من كازاخستان، حيث استطاعت بذلك توفير كل متطلباتها من اليورانيوم، واستفادت أيضا من قاعدة بايكونور الفضائية الكازاخية في إطلاق أكثر من قمر صناعي لها من هناك. 
مظاهر النفوذ الإسرائيلي في القوقاز وآسيا الوسطى :
•    سياسيا: سارعت دولة الكيان الصهوني منذ إعلان تلك الدول استقلالها عام1992، للاعتراف بها وإقامة علاقات دبلوماسية معها، وتقديم نفسها كوسيط لجذب رؤوس الأموال الغربية والأمريكية، وفتح أبواب واشنطن وغيرها من العواصم الغربية، وبدأت الوفود الحكومية الصهيونية بالقيام بالعديد من الزيارات لتلك الدول، حيث قامت بتوقيع العديد الاتفاقيات، معبدة الطريق أمام الشركات الصهيونية لغزو تلك المنطقة. 
•    اقتصاديا: بعد استقلال تلك الدول، استغلت دولة الكيان الصهيوني حالة الضعف الاقتصادي التي تمر بها، وأقامت العديد من المشروعات مستعينة بالجالية اليهودية فيها، وقامت بإنشاء غرفة للتجارة والصناعة خاصة بدول آسيا الوسطى لتسهيل التجارة معها، وتعاونت مع تلك الدول في شتى المجالات، الاقتصادية والصناعية والزراعية والري والصحة، وتقديم الخبرات والدعم الفني وتدريب الكوادر، حيث قامت ببناء مشروع ري وتدريب خبراء في زراعة القطن في أوزبكستان، وقامت بتقوية مصفاة تكرير النفط في تركمنستان، كما قامت باستثمارات محلية في قطاع البنوك والمحلات التجارية الكبرى والاتصالات، وعملت على استخراج النفط ومده حيث أنها تلبي 40 % من حاجاتها النفطية من كازاخستان وأذربيجان. 
•    عسكريا: استغلت دولة الكيان الصهيوني الفراغ الأمني بعد استقلال تلك الدول، وقامت بتدريب أجهزة مخابراتها أساليب مكافحة ما يسمى بـ "الإرهاب" ، وقد ساعد على ذلك  خوف حكام تلك الدول من المنظمات "الإرهابية" ، وما قامت به الإدارة الأميركية من حملة ضد "الإرهاب" ، وخاصة الحرب ضد أفغانستان، حيث عملت جمهوريات آسيا الوسطى على تحديث منشآتها العسكرية بما يلبي متطلبات حلف شمال الأطلسي، فقدمت دولة الكيان خبراتها في إعداد القيادات الأمنية، ما فتح المجال للتوغل العسكري والاستخباري الصهيوني، وقامت بإبرام العديد من الصفقات لتحديث وبيع الأسلحة لتلك الدول خاصة جورجيا وأذربيجان وكازاخستان. 
ومن أهم مظاهر التوغل العسكري في تلك المنطقة: 
•    التواجد العسكري في جورجيا: إذ تعد جورجيا ذراع الكيان الصهيوني في منطقة القوقاز، فقد أعدت دولة الكيان الصهيوني الجيش الجورجي وأمدته بأحدث الأسلحة من طائرات بدون طيار وتحسين طائرات "سيخوي-25"  لتتوافق مع استخدام الأسلحة الغربية، إضافة لوجود أكثر من ألف خبير عسكري صهيوني عملوا على إعداد الجيش الجورجي، منهم جنرالات سابقين في الجيش الصهيوني، كالجنرال احتياط إسرائيل زيو الذي كان قائد قوات المظليين في حرب لبنان الأولي 1982، وقائد لواء المظليين وفرقة غزة إبان الانتفاضة الثانية 2000، والجنرال احتياط غال هيرش قائد فرقة الجليل في حرب لبنان الثانية 2006، والجنرال روني ميلو وهو عضو كنيست سابق، إضافة أن وزير الحرب الجورجي يهودي يحمل الجنسية "الإسرائيلية" ؟؟!! 
 ولقد كان لدولة الكيان اليد الكبرى في توريط جورجيا مع روسيا، وبالتالي قيام حرب هاجمت فيها القوات الروسية جورجيا عام 2008. وقد استفادت دولة الكيان الصهيوني من هذا النفوذ، فقد بلغت مبيعات الأسلحة لجورجيا بعد الحرب الجورجية الروسية 200 مليون دولار سنويا، وقد حصلت على حق استخدام مطارات في جورجيا لنصب صواريخ وإقلاع طائرات مهددة بذلك الأراضي الإيرانية، واستطاعت الضغط على روسيا لمنعها من بيع أسلحة متطورة لسوريا وإيران، مثل صواريخ أس 300 وصواريخ إسكندر، مقابل عدم بيع الكيان الصهوني أسلحة متطورة لجورجيا. 
•    التواجد العسكري في أذربيجان: فقد قامت دولة الكيان الصهيوني بتوقيع صفقات سلاح بمئات ملايين الدولارات مع أذربيجان، منها اتفاقية بشأن مشروع مشترك لصنع طائرات صغيرة من دون طيار، والتزود بوسائل اتصال، وتطوير بعض الأسلحة، وتدريب دولة الكيان لطيارين في سلاح الجو الأذري ، إضافة للتعاون الأمني الاستخباري بين البلدين، ما مكن دولة الكيان الصهيوني من التجسس على إيران، والتهديد بضربها من أذربيجان التي تشترك معها في الحدود، والقريبة من منشئاتها النووية. 
تحديات الكيان الصهيوني في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى : 
•    الثورات العربية: بعد الثورات العربية فإن دولة الكيان الصهيوني تخشى من انتقال العدوى لتلك الدول، كون أكثر دول المنطقة إسلامية تعيش نفس الحالة من سيطرة أنظمة وحكام مستبدين موالين لها. 
•    الحرب الجورجية: بعد الحرب الجورجية الروسية الأخيرة تكشّف الدور الصهيوني الكبير في جورجيا، ما لفت أنظار القوى الإقليمية لمحاولة حصر هذا النفوذ. 
•    تركيا: بعد التوتر الذي شاب العلاقات الصهيونية التركية، فمن المتوقع أن تسعى تركيا لتحجم ومحاربة الدور الصهيوني في تلك المنطقة. 
•        إيران: تسعى إيران لمحاولة صد التوغل الصهيوني في تلك المنطقة، لما يشكله من خطورة على أمنها القومي. 
•    تراجع الدور الأمريكي وبروز القوة الروسية: بعد التراجع الذي تعانيه أمريكيا فإن هذا قد يشكل تحديا لاستمرار الدعم المقدم لدولة الكيان الصهيوني في المنطقة. 
•    روسيا: إذ تسعى روسيا لإعادة بسط نفوذها على تلك الدول، وتأمين أمنها القومي عبر منع تواجد أي قوة مؤثرة في تلك المنطقة، إضافة لسعيها للعودة كقوة عالمية. 
•    أرمينيا: خلافا لدول المنطقة انتابت العلاقات الأرمينية الصهيونية حالة من الفتور، نظرا للتحالف الأرميني الروسي الذي يمنع أي تواجد قوي لدولة الكيان في تلك الدولة، بالإضافة للعلاقات الوطيدة بين تركيا – ذات العلاقات التاريخية المتوترة مع الأرمن – والكيان الصهيوني، حيث أن دولة الكيان لم تعترف حتى الآن بالمجازر العثمانية المزعومة ضد الأرمن. إلا أنه وبعد تقلص وتوتر العلاقات بين تركيا ودولة الكيان الصهيوني بعد مواقف حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب أردوغان الداعمة للقضية الفلسطينية وذات التوجه نحو العمق العربي والإسلامي، تسعى دولة الكيان في الآونة الأخيرة لإعادة صياغة تحالفاتها بما يضمن محاصرة ومواجهة توجهات التركية الجديدة بتعزيز العلاقة مع الدول ذات الخلافات مع تركيا ومنها أرمينيا واليونان.المجد الامني، 18/9/2013 
المصدر : مركز باحث للدراسات الفلسطينية – المجد 


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013