مؤتمر هرتسيليا :طمس الهوية العربية بشعار "الأمل الإسرائيلي المشترك" التقارير والمقالات | مؤتمر هرتسيليا :طمس الهوية العربية بشعار "الأمل الإسرائيلي المشترك"
تاريخ النشر: 16-06-2016 / 12:32:56

بقلم:
منذ انطلاقه قبل  كان مؤتمر هرتسيليا أول خطوة في الانقلاب الثقافي السياسي في الأكاديمية ،ً عاما الإسارئيلية، لجهة تعزيز وترسيخ نفوذ قوى اليمين الإسارئيلي، وذلك بعد الانقلاب السياسي الأول في إسارئيل  .كان المؤتمر 0677الذي أطاح بحكم حزب العمل لمصلحة اليمين الإسارئيلي بقيادة مناحيم بيغن في العام 
الأول خصص لموضوع "المناعة القومية لإسارئيل"، واتخذت فيه المسألة الديمغارفية وخطر "ضياع الأغلبية اليهودية " ً محوريا ً ا زّ بين النهر والبحر حي .وتم وضع خطط تهدف للحد من احتمال حصول ثقل نوعي للحركات والأحازب العربية في إسارئيل .ومر هذا المؤتمر بتقلبات كثيرة، بيد أنه مع مرور الوقت، وبعد أن اختاره رئيس   2115الوزارء الإسارئيلي الأسبق، أرييل شارون، عام  صار ،ة لإعلان خطة الانسحاب من قطاع غز ً ا منبر بمثابة المنصة الرئيسية ل رصد التحولات، في حال حدوثها، أو التوجهات الرئيسية لصانعي القارر في إسارئيل. ورسم معالم المؤتمر العام الماضي خطاب الرئيس الإسارئيلي، رؤبين ريفلين، وتباكيه على وهن الاربط الاجتماعي والوحدة في المجتمع الإسارئيلي، الذي قسمه ريفلين إلى أربعة قبائل أساسية اعتبر أنها تشكل "الكل الإسارئيلي "وهي :العلمانيون، المتدينون الصهاينة، الحريديم والعرب . ، د ريفلين في خطابه الدعائي آنذاك ّ وشد  وأن هناك حاجة لوضع ، ائيل وطن الجميع أن إسر ً مدعيا ، اف بالغبن الذي لحق بالعرب والشرقيين على الاعتر رغم أنه ين ،ً قواعد لبناء مجتمع أكثر تسامحا تمي إلى تيار الصهيونية التنقيحية، في اليمين الإسارئيلي التي رفعت لسنوات شعار " ً هذه لنا وتلك لنا أيضا"، ناهيك عن إعلانه باستمارر عن رفض حل الدولتين، ، للأردن ضفتان .2111وكان من أبرز من ارفقوا شارون في اقتحامه للمسجد الأقصى عام لكن اللافت في مؤتمر هذا العام، الذي انطلق أمس الثلاثاء، هو موافقة "المعهد للسياسة والاستارتيجية "الذي ينسق مع المركز الأكاديمي متعدد المجالات، في هرتسيليا، على احتضان فكرة خطاب ريفلين وتشكيل لجنة أطلق عليها لجنة توجيه لإعداد أوارق المؤتمر تحت شعار "أمل إسارئيلي مشترك :رؤيا أم حلم"، بمشاركة عدد اج خطاب رئيس  فساح مجال لإدر ا و"القائمة المشتركة "النائب أيمن عودة، ، من الشخصيات العربية في اللجنة  مع الشعار الذي رفعه ريفلين ً وذلك انسجاما ، وهو ما حصل أمس ، كخطاب أساسي أثناء مراسم افتتاح المؤتمر بشأن الأمل المشترك بهوية إسارئيلية .لكن هذا الأمر قد   لاحتمالات كون ، ع الفلسطيني في الشار ً يثير جدلا الشعار المرفوع من ريفلين وتبنيه من قبل المعهد، يمثل مقدمة لتكريس هوية إسارئيلية جامعة جديدة، بما يعني نسج مبادرة وخطط "لأسرلة "الفلسطينيين في الداخل في حال إدخالهم تحت هذا الشعار المرفوع من أشد المتمسكين بأرض إسارئيل الكاملة، وهو رؤبين ريفلين. ائيلي المشترك كان ن أن البحث في مسألة الأمل الإسر ّ يتبي ، امج والأوراق التي تم إرفاقها للبر ً ووفقا ت المحور الأساسي في المؤتمر في يومه الأول، أمس الثلاثاء، إلى جانب تقارير وقارءات تتعلق بالأمن الإسارئيلي واستارتيجياته، والتحديات التي تواجهها دولة الاحتلال في ظل العاصفة التي يمر بها الشرق الأوسط والوطن العربي .وما يزيد من خطورة هذا المحور هو أن لجنة الت وجيه التي شكلت لصياغة حلم الرئيس الإسارئيلي، شملت في صفوفها بعض الأكاديميين العرب من الداخل، وأبرزهم النائب السابق عن الجبهة والحزب الشيوعي،  مركز التخطيط البديل ً . الذي يرأس اليوم أيضا ، حنا سويد وتقر الورقة الرسمية للجنة التوجيه المذكورة أن هذه اللجنة والورقة المرفقة تهدف إلى الترويج ودعم فكرة ("الهوية )الإسارئيلية المشتركة "من خلال اللجنة التي تضم في صفوفها ممثلين عن "القبائل الأربعة"، وأنها 
اجتمعت لهذه الغاية عدة مارت واستمعت إلى آارء الخبارء والمندوبين لتشخيص وتحديد التحديات التي تطرحها رؤية الرئيس الإسارئيلي ريفلين لترجمة هذه الرؤية إلى خطوات عملية تقود إلى تحقيقها. ويدعي ريفلين أن رؤيته تقوم على أربعة شروط أو نقاط أساسية لخلق هوية "إسارئيلية مشتركة"، هي" :ضمان المحافظة على هوية كل قطاع، والمسؤولية المشتركة، والإنصاف والمساواة، وبناء أمل إسارئيلي مشترك ." وفي  ً تأتي عمليا ، تشير لجنة التوجيه في ورقتها إلى أن هذه الهوية المشتركة التي يقترحها ريفلين ، شرحها لهذه النقاط لتستبدل خطاب التعددية الثقافية والقومية والذهاب نحو "الاندماج المدني، من دون أن يكون الهدف منها صياغة وصناعة "ر ه ."إلى ذلك، تتطلب الهوية ا َ بوتقة ص وقف ، إلى مبدأ المساواة والإنصاف ً ا ارتكاز"اقتصار ، لمشتركة  وتقاسم ، على أبناء التيار العلماني والتيار الديني الصهيوني ،ً عمليا ،ي وبالأساس العسكر ، حمل العبء القومي  للوصول إلى ً هذا العبء مع القبيلة العربية والحريديم أيضا(هوية )إسارئيلية جديدة لا يعني تنازل التيارين  نما الوصول إلى مرحلة جديدة يضطر فيها أبناء البلاد إلى ا الصهيونيين العلماني والديني عن الحلم الصهيوني و إلى المدماك الصهيوني ً إضافيا ً ة تكوين جديدة تكون مدماكا توصيف وتحديد أسطور."  في الع ً ا كبير ً تشكل مشاركة النائب عودة في المؤتمر تراجعا مل السياسي للفلسطينيين في ، وفي هذا السياق اب العربية ماذا ستكون تداعياتها على هذا العمل وعلى التنسيق بين الأحز ً وليس واضحا .وألقى النائب ، الداخل عودة كلمة في الجلسة الافتتاحية طالب فيها بضمان المساواة للعرب في الداخل، وحل مشكلة المهجرين في الوطن، والاعتارف بالقرى العربية غ  إلى ما سماها ً داعيا"مصالحة تاريخية "تشمل ، ير المعترف فيها في النقب ائم التي ارتكبت عام اف بالجر الاعتر 18 أيضا من دون أن يتطرق ، لى اعتماد تسوية تقوم على حل الدولتين ا و ، إلى حملات التحريض ضد الفلسطينيين في الداخل، أو إلى شعار ريفلين بكون إسارئيل "دولة يهودية وديمقارطية ."وعودة ليس أول نائب عربي يشارك في هذا المؤتمر، فقد سبق أن شارك قبله عضوا الكنيست، أحمد طيبي، ومحمد بركة .   جلسات لاستعراض وضع إسرائيل ً ة إلى أن مؤتمر هرتسيليا سيخصص هذا العام أيضا تجدر الإشار الاستارتيجي، وسيلقي رئيس شعبة الاستخباارت في جيش الاحتلال، الجنارل هرتسل هليفي، كلمة في هذا الشأن، صباح اليوم الأربعاء، وأخرى سيلقيها البروفيسور عوزي أارد، إلى جانب مشاركة خاصة من وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، ووزير الأمن الإسارئيلي السابق، موشيه يعالون، ونائب وزير الخارجية الأميركي الحالي أنت وني بلينكين، والرئيس الإسارئيلي السابق، شيمون بيريز . وقد أعلن رئيس المؤتمر، أريئيل رويخمان، أنه تم توجيه الدعوة لرئيس الحكومة الإسارئيلية، بنيامين نتنياهو، إلا أنه لا يازل غير واضح بعد ما إذا كان سيشارك في المؤتمر .  اليوم ،ً ومن المقرر أن يخصص المؤتمر أيضا الأربعاء، جلسة للتداعيات الإقليمية بعد الاتفاق النووي مع إيارن، وأخرى للوضع في أوروبا في مسألة استيعاب اللاجئين الذين تدفقوا إلى القارة الأوروبية في العام الماضي، وتداعيات ذلك على تنامي مشاعر العنصرية والتطرف القومي فيها. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013