مفهوم القضم التدريجي للوجود الصهيوني التقارير والمقالات | مفهوم القضم التدريجي للوجود الصهيوني
تاريخ النشر: 31-07-2021

بقلم: موقع سنمار سورية

يتم تعريف مفهوم الردع الكلا سييك بأنه التهديد بالقوة من أجل إثناء الخ صم عن تنفيذ إجراء غ مرغوب. كن
تحقيق هذا الهدف من خلال التهديد بالانتقام وهو ما أعلنته المقاومة الفلسطينية كرد على الانتهاكات الصهيونية
لحقوق الفلسطيني في القدس والمسجد الاقصى أو عن طريق إنكار قدرة الخصم على تحقيق أهدافه من الحرب،
وهذه مسألة تستوجب التوقف عندها خصوصا وأننا امام عدو تلك قدرات عسكرية كبة جدا إضافة الى دعم
داخلي وخارجي يحميه ويغطي على انتهاكاته المستمرة.
هذا التعريف البسيط غالب دفاعية كافية طالما ًا ما يقود إلى نتيجة مفادها أن كل ما يتطلبه الردع هو التلويح بقوة
أن كلا الطرف يتواجهان وفقًا لحسابات المكسب والخسارة. في المشهد الفلسطيني الحالي، لا مجال للشك في قدرة
المقاومة الفلسطينية على اعتد عنصر المفاجأة في المعركة وهو الذي أصبح أداة وازنة في مواجهة مرسات العدو
وانتهاكاته. لكن هذا الردع وان كان هدفه هو منع الكيان الصـــهيوني من ارتكاب الحماقات، لكنه يبقى رد فعل
دفاعي مرتبط بحالة معينة تفرضـــها ســـياســـة العدو العدوانية وانتهاكاته. في المشـــهدية الحالية بدت المعضـــلة
الإسرائيلية كالآيت: ضربات صــاروخية دقيقة وموجهة من قبل فصــائل المقاومة الفلســطينية في غزة باتجاه مناطق
حيوية ومهمة للكيان يواكبها تحرك عرب 48 في شــكل مطرد وكأنه يتحرك وفق تنســيق اســتراتيجي يتهى مع
صواريخ المقاومة التي مل تتوفق في ضرب ليس فقط العمق الاسرائيلي الذي من المفترض انه محمي ومح صن، وانها
في احتواء مرابطي الداخل وتشجيعهم على مواصلة المواجهة وعلى كل الجبهات.
ّ بالمجمل يمكن القول إن معيار نجاح المقاومة الفلسـطينية في المواجهة اليوم، هو افشـال محاولة الكيان الصـهيوني
ردعها من خلال تدفيعها مثن ما تقوم به من إنجازات، واحباطها وضرب قدراتها والتضـــييق عليها ومحاصرتها.
فالتركيز الأسـاسي هنا يكمن في معرفة قدرة الإسرائيلي فعليا على ردع المقاومة من خلال الضـغط عليها لتتخلى عن
خيار المواجهة او ردعها عن ضرب العمق الإسرائيلي او عن تطوير قدراتها العسكرية والتسلح مبا يكفي للوصول الى
أهدافها.
ّا ان العدو يعمل جديا على تحييد اقصىـ ما يمكن من الأهداف العسـكرية، وأيضـا تحقيق نتائج ولو على
يبدو جلي
حســـاب جثث الشـــهداء، وتحديدا عبر اســـتهداف البنى التحتية والعمرانية فيه لتحقيق ما يصـــبو اليه من ردع
لصــواريخ المقاومة. يؤكد الميدان أن الكيان الصــهيوني عاجز عن ســلب المقاومة إرادة القتال، اســتنادا الى ادراكه
محدودية النتائج التي يمكن أن يحققها على المســـتوى العســـكري، فهو يعمل فقط على تقليص قدرات المقاومة
المرتبط بحجم التدمير لهذه القدرات وليس القضـــاء عليها الذي يبدو أمرا غالبا قابل للتحقيق، إضـــافة الى فشـــل
قيادات الكيان في الترويج له ولو إعلامياً.
مع المحافظة على مفهوم الردع الثابت و سيا سته وتفاعلاته سواء بالن سبة للمقاومة الفل سطينية او للعدو، تفرض
المتغيرات الحالية مفهوما جديدا يضـاف الى مفهوم الردع بعناصره الهامة وتأثره النفسيـ، خاصـة في مرحلة ما بعد
ا ّ لحرب وتبعاتها وتداعياتها على جميع المسـتويات، وهو "مفهوم القضـم التدريجي" الذي يشـكل الية فعالة أيضـا،
قادرة على تحقيق الاهداف في مواجهة العدو مبفاعيل بعيدة المدى، والذي يمكن اســتخدامه بشــكل افضــل واكرث
حيوية، لأنه يحدد بشكل دقيق الغاية الواقعية لسلوك المقاومة الاستراتيجي، فالردع المتنازع عليه في ظل المواجهة
ليس هو المقصـــد الرئيسيـــ في الحرب الجارية حالياً ومثيلاتها من الحروب، بل الغاية الواقعية الممكنة والقابلة
للتحقق بشكل واضح هي قضم يتحقق بشكل تدريجي للوجود الصهيوني على مستويات وفي مجالات مختلفة.
ولكن تشخيص المسارات العملياتية للمقاومة الفلسطينية الجارية حالياً بالآيت:
1 -توحيد الصـف الفلسـطيني والتلاحم والتكامل بين فلسـطينيي الداخل (48 (والضـفة الغربية وقطاع غزة
لخلق جبهة موحدة قادرة على التصدي لكل محاولات التشتيت والفصل والتمييز.
2 -التحرك الاستباقي من خلال استخدام العمليات العسكرية الخاصة و الطائرات بدون طيار لتنفيذ عمليات
في عمق الكيان، وتنفيذ العلميات الخاصة النوعية.
3 -الاستفادة من انتفاضة المقدسي وعرب 48 واحتواءها أي التعبئة العامة بشكل يخدم المرحلة المقبلة من
الصرــاع حتى تكون بداية حقيقية لاختراق منسـق لكل مراكز القوة لدى العدو ولو بشـكل تدريجي قادر
على احداث تغيرات حقيقية واستغلال حالة الارباك والتشتت في الجبهة الداخلية للعدو.
4 ّ -الاســتفادة من المعادلة الجديدة التي أعلنتها المقاومة والتي تقول بان" انتهاك المقدســات وتهج الناس
من بيوتهم تنفيذا لمشروع تهويد القدس سيجابه بالصواريخ"، لتكون مدخلا لاستراتيجية ذكية تعتمد على
سياسة الهجوم الدقيق والفاعل لتحويل وجهة الصراع من الدفاع الى الهجوم لتغيير المعادلات.
5 -التخطيط بشــكل منســق لكيفية اختراق المفاصــل الحســاســة للعدو من خلال تنفيذ عمليات امنية او
عسكرية اعتادا على أدوات نافذة وحساسة لإ حداث شرخ داخل المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
6 -التركيز أكرث على الدور الهجومي الدقيق لضرـــب كل عناصر القوة لدى العدو من خلال الاختراق الأمني
والعسكري والاجتماعي والاقتصادي وعلى جميع المستويات وفي فترات مختلفة.
7 -ا ستغلال حالة الارباك وال صراع التي تعيشها الجبهة الداخلية الإسرائيلية لتفعيل الهجمات التي تستهدف
ّ المفاصل الحساسة والحيوية القادرة على التأثير بشكل مباشر على مقومات القوة لدى العدو والتي تشكل
تهديدا حقيقيا على أمنه القومي والوجودي.
8 -الدور الذي ســـيلعبه عرب 48 في المرحلة المقبلة والذي يجب ان يكون أكرث اتســـاقا بأهداف المقاومة
العسكرية ورافدا لها في الداخل لتحقيق مشروع " كسر القوة وتشتيت الجبهة" لدى العدو.
تعمل هذه المسارات في التمهيد لتحقيق القضم التدريجي، وهو مفهوم يتجاوز الردع من مفهومه الدفاعي ولو اعتمد
على القوة، ليكون اســتراتيجية عمل متكاملة قادرة على تخطي ســياســة رد الفعل عن فعل قام به العدو، ليصــبح
فاعلا أصـــل يا ثاب تا ودقي قا قادرا على تحقيق الأهداف بع يدة ا لمدى والمتمثلة في ضرب منظومة الامن القومي
الإسرائيلي واختراق مفاصلها وتدمير ادواتها الذاتية والخارجية.
تعتمــد فلســفة الــردع عــلى سياســة حئميــة للبيئــة الداخليــة للمقاومــة لكنهــا تبقــى غــير كافيــة وغــير
متكافئـة مــع قـدرات العــدو نســبياً. فـقد واجهتــه غــزة مـن حــروب متتاليــة في السـنوات الأخــيرة، خاصــة
ّ أمـام إمكانيـات العـدو أثبــت أن الـردع فاعـل نســبي أمـام عدوانيـة شرسـة ودمــار شـامل لكـل مقومــات
اتيجي بعيـد المـدى فتعتمـد عـلى الهجـوم والمواجهـة ّ البيئـة الحاضـنة للمقاومـة. أمـا فلسـفة القضـم الاسـتر
والحركــة الميدانيــة والمباغتــة والاخــتراق والتنفيــذ مــن جهــة، إضــافة الى وضــع خطــط تدريجيــة لإربــاك
العدو بشكل فاعل ومستمر من جهة أخرى.
• يســتوجب القضــم التــدريجي بعيــد المــدى نــزع أوراق القــوة مــن يــد العــدو مبعنــى، امــتلاك
استراتيجية مواجهة ترتقي الى مستوى تحديات المواجهة في المستقبل.
• يتطلــب القضــم التــدريجي ايضــا ابتــداع ــنمط خــاص بالمقاومــة يضــع في ـالاعتبــار خصــائص
قدرات العدو ويتلاءم مع مسرح أي عمليات مواجهة مفترضة في المرحلة المقبلة.
• لأن المقاومــة الفلســطينية تواجــه حربــا غــير متماثلة مــع العــدو. فمــن الضرــوري ان تســعى لبنــاء
ذراع طويلــة قــادرة عــلى ضرب العمــق الإسرائــيلي وتشــتيت ادواتــه عــلى الأرض. ولكــن أن يتحقــق
ذلك بـ:
 قضــم تــدريجي ممــنهج لمنــاطق ســيطرة الاحــتلال في قطــاع غــزو والضــفة وفي أراضي 48لا
سـيما في مراحـل مـا بعـد انسـحاب او هـروب وتشـتت وتخـبط ادوات الاحـتلال مـن شرطـة
وجيش ومستوطنين.
 اعتاد هذا التكتيك كاستراتيجية متكاملة ضمن سلسلة معارك متواصلة.
 التبدل المستمر في المواجهات مع العدو في ساحات قتال غير محددة.
 العمــل عــلى الســيطرة عــلى منــاطق نفــوذ العــدو، أي منــاطق جغرافيــة مركزيــة والتفــرغ
للسيطرة على المناطق الجغرافية الأخرى.
 العمــل عــلى تجنــب الخســائر في صــفوف المــدنيين وتقلــيص الــدمار الحاصــل في البنيــة
التحتية.
 ّ تعنـي اسـتراتيجية القضـم التـدريجي سـيطرة تراكميـة متكـن المقاومـة مـن السـيطرة بشـكل
تـدريجي وبطـيء عـلى مسـاحات المطلـوب التقـدم والتحـرك فيهـا مـن خـلال ربـط الصـلة
بـــها مختلـــف الفـــاعلين الفلســـطينين المؤيـــدين لحركـــة المقاومـــة في مختلـــف المنـــاطق
والجبهات.
 يحتــاج القضــم التــدريجي الى مقومــات كثــرة بعضــها لوجســتي وبعضــها بشرــي إضــافة الى
تحصين الساحات بشكل مستمر لكسر سطوة العدو.
مؤشرات نجاح مفهوم القضم التدريجي
 تراجــع ثقــة المستوطنين وعلاقــتهم بالحكومــة الإسرائيليــة، إضــافة الى نظــرتهم لاســتمرارية
العيش في داخل الكيان كبلد امن.
 اضــعاف صــورة القيــادات العســكرية والأمنيــة والسياســية الإسرائيليــة وقــدرتها عــلى جمــع
القبائل اليهودية، وتعميق أزمة القيادات في الكيان.
 زيادة الشرائح الفلسطينية المساهمة في المواجهة بكل الاشكال والصعد.
 تنمية الشعور الفلسطيني الموحد والتلاحم بين الجبهات المختلفة.
 بناء وتنمية الثقة الفلسطينية تجاه إمكانية التحرير والنصر.
 تخريب مشاريع التطبيع من خلال المواجهة المباشرة.


تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013