الخيار الأخير لمصر والسودان تجاه سد النهضة .. التقارير والمقالات | الخيار الأخير لمصر والسودان تجاه سد النهضة ..
تاريخ النشر: 19-07-2021

بقلم: الدكتور علي الحباشنة..

وٌجد على جدران المعابد الفرعونية انه في حال تعرض مياه نهر النيل للخطر فعلى الفرعون وجنوده ان يذهبوا للحرب وقتل المعتدين..

يقع سد النهضة على النيل الازرق على مسافة ٢٥ كم تقريبا من الحدود السودانية الأثيوبية وبارتفاع ٥٠٠ م فوق سطح البحر . ويبلغ أقصى ارتفاع لجدران السد (١٥٥م) وبعرض( ١٨٠٠ م) وحوله مرتفعات عالية. ويشكًل مساحة سطحية تُقدّر ب(١٨٧٤كم٢) . وقد بُني سد صغير بالجنوب منه يُعتبر مكملاً للسد الرئيسي .ويساهم هذا السد بحجز كمية المياه المخزنة التي تُقدّر ب( ١٧٣ مليار م٣ ) ٠ ومن المعروف أن إثيوبيا تٌعتبر من اكبر دول العالم غنىً بالمياه حيث ان بحيرة( تانا )لوحدها الواقعة في اثيوبيا تخزّن( ١٧٥ مليار م٣) من المياه على مدار العام . هذا فضلاً عن العشرات من الأنهار دائمة الجريان . وإثيوبيا التي لا تحتاج إلى مياه سد النهضة لتوليد الكهرباء كما تدعي ولو أرادت ذلك لأنشأت سداً حول بحيرة تانا لتوليد الطاقة . غير أن هدفها الرئيس هو تدمير الاقتصاد المصري والسوداني معاً . لا بل تدمير الأمن القومي لمصر والسودان والتحكم بمياة النيل لبيعها لمصر والسودان لاحقاً٠
وبعد فشل كل المحاولات السياسيه للتفاوض حول ضمان حقوق مصر والسودان في مياه النيل كما تنص عليها كل القوانين الدولية
والإنسانية . فإن الخيار الأخير الإجباري الذي فرضته إثيوبيا على الجميع. هو خيار الحرب بغض النظر عما يُقال بأن إثيوبيا تعتمد على قوى خارجيه في دعمها من بينها الكيان الصهيوني. الا ان الوضع الإقليمي والدولي هو في صالح مصر والسودان . ومن المُستبعد تدخل قوات اجنبية في حال وقعت الحرب . وبمقارنة القوات العسكريه الإثيوبية مع قوات مصر والسودان البريه والبحريه والجويه يكاد يكون الوضع العسكري الأثيوبي هزيلا . حيث يُشير ميزان القوة العسكرية إلى تفوق كبير لصالح مصر والسودان بنسبه (١ الى ٢٥) . واما بالنسبه للبيئة المحلية فالشعبين المصري والسودان تربطهم روابط قومية وحضارية وتاريخية مشتركة . بعكس إثيوبيا التى تُسمى (دولة الفسيفساء )او دولة(متحف الشعوب) . فهى ليست أُمة موحّدة ولكنها تتكون من عدة قوميات . حيث ينقسم السكان الى ٨٠ مجموعة عرقية واثنية تختلف في اللغه والعادات والتقاليد والدين . وتُقسم البلاد إلى عشرة اقاليم تستقل كل منها عن الاخرى بحكم ذاتي . وتتناحر العرقيات الكبيرة فيما بينها وأهمها ( الأمهرية والتغيراي وارموا الصومالي سيدا ماغ كوراج مولاتي ). ويمكن الاستنتاج ان البيئه الداخليه لاثيوبيا تعتبر رخوة تفتقر الى الوحدة القومية . وأن اي حرب قد تقع ستشجع هذه العرقيات والإثنيات للانفصال كما يحدث الآن في إقليم( تيغراي) الذي يدين سكانه بالمسيحية (المذهب الأرثوذكسي) ويسعى عسكرياً للاستقلال عن المركز ٠ وفي ظل هذا الواقع فإن من حق مصر والسودان ان تخوض الحرب للمحافظة على حقوقهما التاريخية بمياه نهر النيل خاصة وهو شريان الحياة لهما.
لذلك من المتوقع من القيادة المصرية والسودانية ان تتخذا القرار بإعلان الحرب العادلة المحدودة . بحيث ان لا تحدث أضرار بالأرواح والممتلكات والبنيه التحتيه للاقاليم العرقية الأثيوبية .وان يكون هدفها إبطال إرادة القتال للجيش الأثيوبي.
ضمن السيناريوهات التالية:-
السيناريو الأول :ان تقوم القوات العسكرية المصرية والسودانية بغارات من البحر والجو على الأراضي الإثيوبية ضمن بنك أهداف محددة . وهي مواقع القيادات والاتصالات والمطارات العسكريه وطرق المواصلات النافذة إلى سد النهضة . وضرب السد الصغير الواقع جنوب جسم السد الرئيسي بمسافة ٦ كم . وتدمير المولدات الكهربائية للسد ٠
السيناريو الثاني : توجيه ضربة بالصواريخ الدقيقة أرض _ أرض لتدمير طرق المواصلات وقواعد الدعم اللوجستي والمطارات للقوات المتواجدة على الحدود السودانية وقوات حماية السد٠
السيناريو الثالث: القيام بضربات جوية حول السد ومن ثم الزج بقوات محمولة جوا بطائرات عمودية بمرافقة قوات من سلاح الهندسه تعمل على نسف مولدات الطاقة والنقاط المهمه التي يرتكز عليها السد ومغادرة المنطقه٠
السيناريو الرابع : القيام بعمليات عسكرية برّية عِبر الحدود السودانية الإثيوبية مدعومة بقوة نار من الطيران والمدفعية .حيث يبعُد السد عن الحدود السودانية مسافة لا تزيد عن ٢٠ كم . وتحتل القوات المهاجمة السد واكتافه وتامين محيط بمساحة ١٥٠٠ كم٢ . (ويعتبر هذا السناريوا أكثرها كلّفة من غيره) ٠
ونحن نتمنى طبعاً ألا تقع الحرب . وان توقف القيادة الإثيوبية حالة التحدي والاستفزاز والاستهزاء بكل من مصر والسودان وتعود للغة العقل بالتفاوض الهادئ والتفاهم على التقاسم العادل لمياه النيل . وبعكس ذلك وضمن المعطيات التي ذكرتها وفي حال وقوع الحرب تكون القياده الإثيوبية قد ارتكبت مخاطرة ومغامرة غير محسوبة وخطيئة بحق نفسها وشعوب/قوميات إثيوبيا التي ستخوض حروباً اهلية فيما بينها تضع البلاد بالتأكيد
عُرضة للتقسيم على أساس إثني ٠


تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013