عشر سنوات من عمر الحرب الكونية على الدولة السورية.. ماذا حصد أعداؤها؟ التقارير والمقالات | عشر سنوات من عمر الحرب الكونية على الدولة السورية.. ماذا حصد أعداؤها؟
تاريخ النشر: 16-03-2021

بقلم: د. محمد قاجو

اليوم أكملت الحرب الإرهابية الكونية على الدولة السورية عامها العاشر والتي أخذت أشكالاً متنوعة عسكرية واقتصادية وسياسية وصحية, ولم يحصد أعداؤها سوى الخيبات والهزائم المتكررة ، ولم يستطيعوا تحقيق أي من أوهامهم وأحلامهم ومنيت مجموعاتهم الإرهابية التي أتوا بها من كل حدب وصوب, بهزائم وانكسارات عسكرية ومعنوية متلاحقة على كل الجبهات وفي مختلف المناطق السورية, رغم كل الدعم المالي الهائل واللوجستي والعسكري المباشر وغير المباشر الذي قدمه أعداء الدولة السورية لهذه المجموعات الإجرامية , والذين راهنوا عليها لتحقيق أوهامهم وأحلامهم في تدمير الدولة السورية وضرب دورها المحوري في المنطقة , الأمر الذي أصاب أنظمة هذه الدول في حرجٍ كبير بعد تكشف كذبهم وانفضاح دعمهم للمنظمات الإرهابية المدرجة على لائحة الإرهاب الدولي.
لقد بلغ أعداء الدولة السورية أقصى درجات العجز والإفلاس أمام صمود الشعب السوري وبسالة جيشه وحكمة قيادته التي أدارت الصراع بحنكة وحكمة مشهودة واستطاعت تحرير أغلبية المناطق السورية من التنظيمات الإرهابية, أدوات واشنطن وحلفائها الغربيين والإقليميين لتحقيق مشاريعهم العدوانية وأهدافهم الإجرامية. ولا شك فان الهزيمة تنتظر قوات الاحتلال الأمريكية وغير الأمريكية التي استغلت الإرهاب الذي صنعته لإيجاد موطئ قدم لها في سورية وسرقة ونهب موارد وثروات شعبها وأن دحرها مجرد وقت, وليس من خيار أمامها سوى الفرار من الأرض السورية والاعتراف بالهزيمة وانتصار الدولة السورية .
إنّ مالا يفهمه المحتلون رعاة الإرهاب , استحالة بقائهم على الأرض السورية، وإنّ محاولاتهم اليائسة من إحراق المحاصيل الزراعية والاستيلاء على المنازل وسرقة النفط وقطع المياه والكهرباء وغيرها من الأعمال العدوانية الشائنة التي تدخل ضمن الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية, لن تؤثر على إرادة السوريين ومقاومتهم وتضحياتهم ودفاعهم عن كرامتهم وأرضهم ووطنهم، ومن المؤكد أنَّ إرادة السوريين ستنتصر على المحتلين وستهزمهم, مستمدة عزيمتها من إرادة الأجداد الذين استبسلوا وقدموا التضحيات دفاعاً عن عزة وكرامة الوطن وانتصروا على أعتا جيوش المستعمرين وأنجزوا استقلال سورية .
ومن هنا فأن لجوء أعداء الدولة السورية بعد هزيمة أدواتهم الإرهابية إلى تشديد العقوبات الاقتصادية الإجرامية والفاشية لخنق الشعب السوري وتجويعه لن تجدي نفعاً , ولن تستطيع من خلالها تحقيق ما عجزت عن تحقيقه طوال عشر سنوات من الحرب الإرهابية الظالمة والحصار الاقتصادي الخانق الذي فرضته على الدولة السورية ، فقد حقق جيشها الانتصارات المتلاحقة وحرر أغلب المناطق السورية التي كانت تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية, وصمد اقتصادها وقد عاد الآن السوريون في المناطق التي تحررت من الإرهاب إلى منازلهم وأرضهم عادوا لينثروا القمح في حقولهم بيد ويبنوا بالأخرى ما دمره الإرهاب ,لتستعيد تلك المناطق عافيتها تدريجياً ومواصلة مسيرة الحياة في مختلف الجوانب التعليمية والخدمية والزراعية.
إن أعداء سورية لم يعرفوا قدرها ولم يقرأوا التاريخ جيداً ولم يدركوا سر قوتها ومكانتها الإقليمية والدولية، وبأنها كانت على الدوام عصية على كل من يريد الاقتراب من ترابها المقدس، فسورية تمردت على السلطنة العثمانية وانتزعت استقلالها منها, وهزمت المستعمر والمحتل الفرنسي الذي اندحر يجر أذيال الخيبة, وخاضت الحروب مع العدو الصهيوني وانتصرت في حرب تشرين التحريرية على الرغم من الدعم العسكري المباشر الذي قدمته أعظم قوة عسكرية في العالم, الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الكيان . فلم يقاتل أحد سورية إلا وهزم ، وذلك بعنفوان شعبها ووطنيته الصادقة وبحكمة وقوة تاريخها. فقلاعها التي بقيت قوية شامخة ضد حثالات البشرية, تشهد على عظمتها ومآثرها. واليوم سورية أثبتت وأعطت مثالاً للشعوب والأمم في كيفية الثبات ومواجهة الأعداء وهزيمة الإرهاب ورعاته في المنطقة والعالم .

إن على كل الذين تغيب عنهم هذه الحقائق أن يفيقوا من غفوتهم، بأنه لن يستطيع أحد أن ينال من سورية ما دام هناك شعب واعٍ وصامد وجيش قوي ومستعد دائماً للتضحية دفاعاً عن أرضها, ويقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن ينال من وحدتها وأمنها واستقلالها ، وهو على أتم الاستعداد لتحرير ما تبقى من أرضها من الإرهاب وقوات الغزو والاحتلال الداعمة له, أمريكية وغير أمريكية, التي استغلت الإرهاب لتجد موطئ قدم لها على الأرض السورية لسرقة موارد وثروات شعبها , لتكتب سورية التاريخ بسواعد أبنائها، ليس تاريخها فحسب، بل تاريخ المنطقة بأكملها، فأرض سورية تنبت الزيتون والتين والنخيل وشوك الأرض لكنها تنتج أيضاً رجال أشداء، وهذه حقيقة ثابتة رآها وشاهدها العالم كله.


تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013