(متحدون ضد "صفقة القرن" وخطة الضم) مجلس فلسطين | (متحدون ضد "صفقة القرن" وخطة الضم)
تاريخ النشر: 20-07-2020

بقلم: الدكتور عصام نعمان

مداخلة الدكتور عصام نعمان
في الملتقى العربي
2020/7/12

ممثل جامعة الأمة العربية في الملتقى العربي 
كل الفصائل الفلسطينية رحّبت بإعلان عباس ودعت الى تصعيد المواجهة ضد العدو الصهيوني. خلافاً لوسائل الإعلام ، بدت القيادة العسكرية الإسرائيلية اكثر حذراً وتحوّطاً لما يمكن ان يتولّد عن الرفض الحاسم لفصائل المقاومة ضمّ المزيد من الاراضي الفلسطينية لدولة العدو. فقد كشف الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي افيجاي ادرعي عن خطة "رياح السماء" لتدريب قواته البرية على سيناريوات الحرب في المنطقة الشمالية على جبهتي سوريا ولبنان.

ماذا يمكن ان تفعل فصائل المقاومة الفلسطينية ؟ وكيف يمكن ان تكون مشاركة قوى المقاومة العربية ؟

نائب رئيس المكتب السياسي لـِ "حماس" صالح العاروري قال لقناة "الميادين" إنه لا يستبعد ان تتفجر انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية . هذا الإحتمال وارد لدى القيادة الإسرائيلية ، لكن تحسّبها الاكثر دلالة إنما ينصّب على جبهتي سوريا ولبنان. لماذا ؟

لأن "اسرائيل" تُدرك ان صراع الإرادات بينها وبين قوى المقاومة العربية يتركّز ، بالدرجة الاولى ، على جبهتي لبنان وسوريا . فعلى جبهة لبنان تتمركز قوة مقاومة فاعلة وذات خبرة قتالية طويلة ، وترعاها قيادة متمرسة وذات افق استراتيجي مديد وسبق لها ان دعت الى ضرورة توحيد جبهات المقاومة ضد "اسرائيل".

هل تتجاوب فصائل المقاومة الفلسطينية ، ولا سيما "حماس" و"الجهاد الإسلامي " ، مع رؤية السيد حسن نصر الله لإفق الصراع مع العدو؟

الحقيقة ان الجواب عن هذا السؤال لا يتوقف على ما تعتزم فصائل المقاومة الفلسطينية القيام به في المدى القريب بل على رؤية

جميع اطراف محور المقاومة لمستقبل الصراع مع العدو على جميع المستويات. في هذا المنظور ، تقتضي الإحاطة، ولو بإقتضاب ، بأولويات كلٍّ من اطراف محور المقاومة في المرحلة الراهنة :

المقاومة الفلسطينية عموماً منشغلة بمواجهة "اسرائيل" في جبهات متعددة اهمها جبهة قطاع غزة. بعد اندلاع وباء كورونا وتأليف الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة باتت المقاومة مدعوة الى إبتداع نهج متطور واكثر فعالية في مواجهة العدو. فهل تراها جادة في هذا السبيل ؟ وهل تراها تضغط على سائر اطراف محور المقاومة لإنتهاج استراتيجيا متكاملة ضد الهجوم الصهيواميركي في هذه المرحلة ؟

المقاومة السورية – ومحورها الجيش العربي السوري ــ ما زالت منشغلة بعملية استكمال دحر التنظيمات الإرهابية العاملة في خدمة اميركا وتركيا في شمال غرب البلاد (ادلب) وشمال شرقها (مناطق شرق الفرات) . هل تراها تولي تنظيمات المقاومة الناشطة في جنوب البلاد ، وأهمها حزب الله اللبناني المدعوم عن بُعد بالحرس الثوري الإيراني ، الاهمية والدعم المستحقين ؟

المقاومة العراقية منشغلة مجدداً بعملية تنظيف البلاد من جيوب تنظيم "داعش" الذي عاد الى الترهيب والتخريب بدعم لوجستي ملحوظ من الولايات المتحدة ، فهل تراها تستطيع الإنخراط في مجهود قتالي متطور لطرد القوات الاميركية من بلاد الرافدين والإسهام تالياً في مجهود قتالي ضد الهجوم الصهيواميركي في بلاد الشام ؟

ايران منشغلة بمواجهة الولايات المتحدة على مستويات ثلاثة : محلي واقليمي ودولي ، وتُبدي في هذه المجالات تصميماً وفعالية. لكن هل تراها مستعدة ، في هذه الآونة ، لتوظيف قدرات ومشاركات اضافية اكبر وافعل في استراتيجيا مواجهة ، مباشرةً ومداورةً ، ضد الهجوم الصهيواميركي في منطقة غرب آسيا عموماً وفي بلدان المشرق العربي خصوصاً ؟

المقاومة اللبنانية هي الاكثر سيطرةً على ظروفها السياسية والإجتماعية بين سائر المقاومات العربية والإسلامية ، ومع ذلك فهي

مدعوة الى وزن خياراتها في المرحلة الراهنة ولاسيما في ما يتعلق بتوقيت وحجم مشاركتها المدنية والميدانية في الاستراتيجيا المتكاملة وفي المواجهة المتوخاة ضد الهجوم الصهيواميركي .

في ضؤ الواقعات والمتطلّبات سالفة الذكر يمكن استخلاص ثلاث توصيات وازنة :

اولاها ، ان الهجوم الصهيواميركي مستمر ومتصاعد في جميع انحاء غرب آسيا، ولاسيما في فلسطين ، وان المتضررين منه مدعوون الى المبادرة لمواجهته بإستراتيجيا متكاملة وتوحيد الجبهات ضده بلا ابطاء.

ثانيتها ، ان المقاومة الفلسطينية بشتى فصائلها مدعوة الى الإتحاد واجتراح انتفاضة مدنية وميدانية تشمل جميع الاراضي الفلسطينية ، بما فيها المناطق العربية داخل الكيان الصهيوني ، بغية مشاغلة العدو على جميع الجبهات واكراهه على توزيع قواته ما يؤدي الى ارهاقها من جهة ، ومن جهة اخرى الى ابقاء قضية فلسطين حيّة في قلوب الفلسطينيين كما في قلوب انصارها في عالم العرب وعالم الإسلام والعالم الأوسع .

ثالثتها ، ان جميع اطراف محور المقاومة مدعوة الى إجتراح استراتيجيا متكاملة لمواجهة الهجوم الصهيواميركي ووضعها موضع التنفيذ على مستوى بلدان غرب آسيا كلها.

المقاومة المستمرة هي الجواب ، دائماً وأبداً ، وفي مقابل "رياح السماء" الصهيونية يجب ان تهبّ " رياح الأرض العربية" ...


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013