دراسه توقعات الوالدين نحو تربيه الطفل وعلاقتها ببعض سماته الشخصيه الدراسات والتوثيق | دراسه توقعات الوالدين نحو تربيه الطفل وعلاقتها ببعض سماته الشخصيه
تاريخ النشر: 01-10-2019

بقلم: الأستاذة ايمان عباد محمد البدري

الأسرة :

هى المؤسسة التربوية الأولى التى يترعرع فيها الطفل وتتشكل شخصيته فى أحضانها. لذا كان من الضرورى أن يتهيأ كل من الوالدين لأداء أدوارهم المطلوبة من خلال التعرف على مراحل نمو الأطفال المختلفة وحاجاتهم تبعاً لأعمارهم والتعرف على الطرق الإيجابية السوية فى معاملتهم للتعرف كذلك على الأساليب الخاطئة لتجنبها وذلك من خلال تكوين توقعات والدية سليمة نحو تربية الطفل ولذلك يرجع اختيار الباحثة إلى دراسة توقعات الوالدين نحو تربية الطفل وعلاقتها ببعض سماته الشخصية.
مشكلة الدراسة:
تختلف أساليب معاملة الأباء لأبنائهم باختلاف توقعات الأباء نحو تربية الأبناء وتنشأ تلك التوقعات من خبرات وتجارب الوالدين السابقة وتتأثر إلى حد كبير بشخصية كل من الوالدين ومستوى تعليمه وثقافته فى حين أننا بحاجة إلى تكوين توقعات والدية سليمة نحو تربية الطفل عن طريق تعليم الأباء أفضل طرق معاملة الأبناء وخصائص نمو الطفل وحاجاته تبعاً للمرحلة العمرية التى يمر بها وذلك عن طريق الإرشاد الوالدى المباشر وغير المباشر ولتوضيح أهمية التوقعات الوالدية نحو تربية الطفل قامت الباحثة بإجراء تلك الدراسة للتعرف على التوقعات الوالدية نحو تربية الطفل وعلاقتها ببعض سماته الشخصية وذلك من خلال إيجاد العلاقة بين التوقعات الوالدية نحو تربية الطفل والأساليب الوالدية.
تم إيجاد العلاقة بين الأساليب الوالدية والسمات الشخصية للأبناء وإيجاد الفروق بين أساليب الأباء وأساليب الأمهات وإيجاد الفروق بين أساليب الوالدين فى معاملة الأبناء تبعاً لاختلاف جنس الأبناء.
وعليه تتمثل مشكلة البحث فى الإجابة عن التساؤلات الآتية :
1- إلى أى مدى تؤثر توقعات الوالدين نحو تربية الأبناء على أساليب المعاملة الوالدية.
2- إلى أى مدى تؤثر أساليب المعاملة الوالدية على السمات الشخصية للأبناء.
3- إلى أى مدى تختلف سمات البنين الشخصية عن سمات البنات الشخصية.
4- إلى أى مدى تختلف أساليب الأمهات وأساليب الأباء فى معاملة الأبناء.
5- إلى أى مدى تختلف أساليب معاملة الأباء للبنين عن أساليب معاملتهم للبنات.
6- إلى أى مدى تختلف أساليب معاملة الأمهات للبنين عن أساليب معاملتهم للبنات.
الإجراءات المنهجية للدراسة :
- مجتمع البحث والعينة :
(1) مجتمع البحث :
- أطفال أعمارهم حوالى 12 عاماً بالصف الأول الإعدادى (بمدرسة الرضوان الإسلامية بمنطقة مدينة نصر).
- أباء وأمهات بعض هؤلاء الأطفال.
(2) عينة البحث : تم اختيار العينة عشوائياً:
أ- عينة الأطفال : وعددهم 50 طفل (20 ذكوراً، 30 إناث) بالصف الأول الإعدادى.
ب- عينة الأباء والأمهات تمثلت فى أباء وأمهات (15) طفل من أطفال العينة.
فروض البحث :
1- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين توقعات الوالدين نحو تربية الطفل وأساليب المعاملة الوالدية كما يدركها الأبناء.
2- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين بعض أساليب المعاملة الوالدية وبين بعض السمات الشخصية للأبناء.
3- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين سمات البنين الشخصية وسمات البنات الشخصية.
4- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أساليب الأباء وأساليب الأمهات فى معاملة الأبناء.
5- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أساليب معاملة الأباء للبنين وأساليب معاملة الأباء للبنات.
6- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أساليب معاملة الأمهات للبنين وأساليب معاملة الأمهات للبنات.
مصطلحات الدراسة :
(1) التوقعات الوالدية نحو تربية الطفل :
التهيؤ والاستعداد لتربية الطفل بالمعرفة الكاملة بخصائص المرحلة التى يمر بها الأبناء بحيث يستجيب الوالدان لسلوك الطفل فى كل مرحلة من مراحله العمرية بصورة إيجابية وسليمة وتجنب الاستجابات السلبية التى تؤثر سلباً على الأبناء.
(2) أساليب المعاملة الوالدية :
هى الطريقة والنمط الذى يسلكه الأباء أثناء تربية الأبناء فى مراحل نمو الأبناء المختلفة بهدف إعدادهم للحياة.
أو هى تلك الاتجاهات الوالدية فى التنشئة التربوية للأطفال والسياسة السلوكية فى معاملة الأباء للأبناء.
(3) السمات الشخصية :
جميع الصفات والخصائص التى تجعل الفرد كما هو وتميزه عن الأفراد الآخرين أو هى الخصائص التى تتركب منها شخصية الفرد وتتميز بالثبات النسبى.
وتنقسم الرسالة إلى الفصول التالية :
الفصل الأول :
تعرض الباحثة فى هذا الفصل مشكلة البحث وتساؤلات الدراسة وأهميتها والأهداف وحدود الدراسة وأدواتها ومصطلحات الدراسة.
الفصل الثانى :
تعرض الباحثة فى هذا الفصل الإطار النظرى للدراسة متمثلا فى عرض التوقعات الوالدية نحو تربية الطفل وبعض نظريات الشخصية والسمات الشخصية.
الفصل الثالث :
تعرض فيه الباحثة للدراسات السابقة الخاصة بموضوع الدراسة سواء دراسات عربية أو أجنبية مع تعقيب على تلك الدراسات.
الفصل الرابع :
تتناول الباحثة فى هذا الفصل إجراءات الدراسة للتحقق من صحة الفروض ووصفاً للعينة والأدوات المتمثلة فى المقاييس المستخدمة.
الفصل الخامس :
وتعرض فيه الباحثة نتائج البحث وتفسير النتائج.
الفصل السادس :
وتعرض فيه الباحثة نتائج البحث والبحوث المقترحة والتوصيات.
تعرض الباحثة فى هذا الفصل النتائج المستخلصة والتوصيات وأفكاراً يمكن أن تستخدم كبحوث مقترحة.
أولاً: النتائج المستخلصة :
- توجد علاقة موجبة ذات دلالة إحصائية بين توقعات الوالدين نحو تربية الطفل وبين أساليب المعاملة الوالدية كما يدركها الأبناء.
- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين بعض أساليب المعاملة الوالدية وبين بعض السمات الشخصية للأبناء كما يلى :
1- توجد علاقة موجبة ذات دلالة إحصائية بين أسلوب القسوة عند الأباء وكل من سمات التعاطف والسيطرة وقوة الأنا الأعلى عند الأبناء.
وتوجد علاقة سالبة ذات دلالة إحصائية بين أسلوب القسوة عند الأباء وذكاء الأبناء وسمتى الواقعية والانبساطية عند الأبناء.
2- توجد علاقة موجبة ذات دلالة إحصائية بين الرفض الوالدى وذكاء الأبناء وكل من سمتى الواقعية والانبساطية عند الأبناء.
وتوجد علاقة سالبة ذات دلالة إحصائية بين الرفض الوالدى وسمات الأبناء وقوة الأنا الأعلى والتعاطف والسيطرة.
3- توجد علاقة موجبة ذات دلالة إحصائية بين أسلوب الإشعار بالذنب عند الأبناء وسمتى الواقعية والانبساطية عند الأبناء.
4- توجد علاقة موجبة ذات دلالة إحصائية بين التعاطف الوالدى وسمات التعاطف و السيطرة و قوة الأنا الأعلى.
وتوجد علاقة سالبة ذات دلالة إحصائية بين التعاطف الوالدى وذكاء الأبناء وسمتى الواقعية والانبساطية.
5- توجد علاقة موجبة ذات دلالة إحصائية بين أسلوب التشجيع عند الأباء وذكاء الأبناء وكل من سمتى الواقعية والانبساطية.
وتوجد علاقة سالبة ذات دلالة إحصائية بين أسلوب التشجيع عند الأباء وسمات التعاطف والسيطرة وقوة الأنا الأعلى عند الأبناء.
6- توجد فروق دلالة إحصائية بين سمات البنين الشخصية وسمات البنات الشخصية لصالح البنين.
- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أساليب الأباء وأساليب الأمهات فى معاملة الأبناء.
- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أساليب معاملة الوالدين للأبناء تبعاً لجنس الأبناء.

خلاصة وتوصيات :
هدفت الدراسة الحالية إلى معرفة العلاقة بين توقعات الوالدين نحو تربية الطفل وبعض السمات الشخصية للأبناء وقد استخدمت الباحثة أدوات الدراسة لتحديد هذه العلاقة.
ومن نتائج الدراسة الحالية اتضح ما يلى :
إن توقعات الوالدين نحو تربية الطفل لها تأثير مباشر على أساليب الوالدين فى معاملة الأبناء وأننا يجب أن نبذل قصارى الجهد لمساعدة الأباء فى تكوين توقعات والديه سليمة نحو تربية الطفل.
ومن خلال التطبيق ظهر تأثير المعاملة الوالدية على السمات الشخصية للأبناء فقد ظهرت علاقات بين كل من أسلوب القسوة وأسلوب الرفض وأسلوب الإشعار بالذنب وأسلوب التشجيع والتعاطف الوالدى على سمات الأبناء الشخصية.
وقد لاحظنا من خلال تفسير النتائج العلاقة المتبادلة بين أساليب المعاملة الوالدية والسمات الشخصية للأبناء.
وقد وجدنا من خلال التطبيق الفروق فى السمات الشخصية لصالح البنين وأوضحنا أن كلا من الجنسين أميل إلى جهة من السمة وأن علينا أن نراعى مثل تلك الفروق من معاملة كل من الجنسين.
وكما أتضح من الدراسة عدم وجود فروق بين الأباء والأمهات فى معاملة أبنائهم وهو ما يعتبر أحد الأسس المهمه و الصحيحة فى تربية الأبناء فالاختلاف يؤدى إلى التذبذب فى شخصية الطفل.
وكذلك اتضح لنا أن الأباء والأمهات لا يفرقون بين الأبناء وفى المعاملة الوالدية بسبب جنس الأبناء.
ومما سبق تم استخلاص التوصيات الآتية :
1- الاهتمام بتوعية الأباء والأمهات لتكوين معتقدات سليمة وتوقعات والدية صحيحة نحو تربية الطفل وذلك بالتوعية المستمرة من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.
2- توفير مراكز للإرشاد الوالدى بمراكز الأمومة والطفولة المنتشرة فى جميع أنحاء البلاد بحيث يتواجد بها الأخصائى النفسى الذى يقدم التوعية النفسية والإرشادية للأباء والأمهات لتصحيح المعتقدات الخاطئة حول تربية الأبناء ومساعدة الوالدين فى حل مشكلات الأطفال التى تواجههم بصورة صحيحة لمساعدة الطفل على تنمية جوانب شخصيتة بصورة صحيحة.
3- محاولة إعداد برامج (تربية طفل) تهتم بدراسة نمو الأطفال وحاجاتهم ودوافعهم ونمو شخصياتهم مع اختلاف مراحلهم العمرية. ومحاولة تدريس تلك البرامج فى نهاية المراحل الثانوية والجامعية بحيث لا تقتصر تلك المواد التربوية على طلاب كليات التربية فقط.
وذلك من أجل تزويد أبنائنا بالخبرة الوالدية المسبقة قبل مرحلة الزواج والإنجاب والتربية.
4- توجيه الأباء والأمهات إلى أهمية توافق أسلوبى التربية فيما بينهما بحيث لا يحدث الاختلاف فى طريقة وأسلوب كل منهما مما يؤثر سلباً على الأطفال.
5- توجيه الأباء والأمهات إلى عدم التفريق بين الأبناء فى المعاملة بسبب جنس الأبناء ولكن يتم توجيه كل منهم لما يناسب ميوله واهتمامته.
6- مراعاة الفروق فى سمات شخصيات البنين والبنات فى المناهج التعليمية.
7- التواصل المستمر بين البيت والمدرسة لتوجيه الأباء والأمهات من خلال الأخصائى النفسى الذى يجب أن يتواجد بالمدارس ويقدم نشرات تربوية للأباء ويقدم الندوات التى تساعد الأباء والأمهات على تفهم أدوارهم ويصحح ما لديهم من معتقدات خاطئة حول تربية أبناءهم ويساعدهم فى حل مشكلات الأطفال.


 


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013