*هل تقف أمريكا و اسرائيل وراء ضرب حقول ومصافي النفط السعودية* التقارير والمقالات | *هل تقف أمريكا و اسرائيل وراء ضرب حقول ومصافي النفط السعودية*
تاريخ النشر: 22-09-2019

بقلم: الدكتور علي محمد فخرو

لا توجد دوله او جماعه في المنطقه تمتلكً هذا النوع من التكنولوجيا المتطورة لتسيير عشر طائرات بدون طيار تمكنها من اختراق جميع الدفاعات الجويه السعوديه التي صرف عليها عشرات المليارات من الدولارات والتحليق لمئات الكيلومترات.... داخل الأراضي السعودية ... مسيره وفق أحدث نظم التحكم بالأقمار الصناعية واصابة أهدافها بدقه عالية ... بدون ان تفقد طياره واحده ... *سوى أمريكا وروسيا والصين*...
هناك ثلاث احتمالات لمصدر هذا الهجوم ...
*الاحتمال الأول* هو إن تكون هذه الطائرات قد انطلقت من قواعد روسية في سوريا لضرب حقول النفط السعودية ... بهدف تعطيل الإنتاج السعودي من النفط وهو الذي سيؤدي بدوره إلى رفع كبير في الأسعار (كما حصل فعلا) بما يخدم مصلحة الاقتصاد والعملة الروسيه ... وسيزيد من اعتماد اورباء على واردات النفط والغاز الروسية ... ويزيد من الفجوة بين اورباء وأمريكا المناهضة لأي تقارب اوربي روسي ... وخصوصا في مجال الطاقه .
*الاحتمال الثاني* ... ان تكون تلك الطائرات أقلعت من سفن تجارية صينية في الخليج العربي ... بهدف إشعال حرب استنزاف وتوريط أمريكا لفترة طويلة جدا في حرب مدمرة مع إيران .... لتخفيف الضغوط والعقوبات الاقتصادية الامريكية على الصين ، وهو ما سيترك المجال مفتوحا للصين لتعزيز هيمنتها على الاقتصاد العالمي ويجعل منها القوة العسكرية والاقتصادية الأولى في العالم ... خصوصا بعد ارتهان (والتهام) الصين لجميع دول أفريقيا بما تحويه من مود خام هامة تشمل حقول النفط في نيجيريا ... بما يحقق للصين هدفها الاستراتيجي في السيطرة على شرايين الاقتصاد العالمي من خلال مبادرة One Road one Belt
*والاحتمال الثالث*، وهو الأرجح ، ان الطائرات أقلعت من قواعد إمريكية في العراق او اسرائيل ... بهدف إيجاد مبرر للهجوم على إيران... او استنزاف وابتزاز جديد للسعودية ودول الخليج..
والسؤال هو ... هل من المعقول أن لاترصد كل تلك الأقمار الصناعية في الدول الغربية وامريكا وروسيا والصين تحركات هذه الطائرات ومن أين أقلعت ومسار طيرانها ... بالرغم من تحليقها كل هذه المدة والمسافة الطويلة التي قطعتها..... ؟؟؟
ثم لماذا كل هذا الغموض ... فتارة يتهمون ايران ... وتارة اخرى يقولون ... لا توجد دلائل قاطعة ... كما كان الحال في الهجمات التي قبلها على أنابيب النفط والحقول السعودية والسفن الإماراتية ... ؟؟؟
العالم كله اصبح مكشوف الآن بواسطة الاقمار الصناعية ... فهل يعقل ان عشر طائرات تطير طول وعرض السعوديه ولا تكتشفها تلك الأقمار ولاتعرف بالضبط من أين جاءت وهي طائرات بدائية وبطيئه جدا ويسهل تتبعها ورصدها... ؟؟؟
والغريب نلاحظ صمت السعوديه التام وعدم اتهامها ل اي جهة حتى الان .. بما في ذلك عدوها التقليدي إيران .... فهل يعلم السعوديون شيئا ولكن لا يريدون التصريح به الان ... ؟؟؟؟؟
التاريخ يخبرنا ان امريكا دخلت الحرب العالمية الثانية ...ب إدعاء الهجوم على ميناء بيرل هابر في هاواي ... البعيد جدا عن قدرة ومدى طيران الطائرات اليابانية ... وكذلك دخلت حرب ڤيتنام ... ب إدعاء هجوم ڤيتنام علي سفن امريكيه ... وايضا غزت العراق وافغانستان ... ب ادعاء الهجوم على ابراج التجارة العالميه في نيويورك... وجميع هذه الادعائات ثبت بطلانها لاحقا ...
فهل يعقل ان تفعل ايران ذلك وتوفر ذريعة لامريكا لشن حرب عليها... في وقت تئن فيه البلاد تحت حصار اقتصادي خانق، أدى إلى تدهور عملتها، وتجاهد لتصدير نصف مليون طن من نفطها بالتهريب وبصعوبة بالغة، بدلا من ثلاثة مليون حسب قدرتها الانتاجية، بسبب الحصار والعقوبات الأمريكية الصارمة على كل من يشتري النفط الايراني ...
وإذا كان كذلك ... فلماذا لم تدافع عن نفسها في سوريا بالرغم من تعرض العشرات من جنودها وضباطها لهجمات اسرائيل ....
كما انه من غير المعقول أيضا إن جماعة الحوثي البدائية التسليح والإمكانيات العسكرية ان تكون وراء هذا الهجوم المدمر ل 60% من إنتاج وتصدير النفط السعودي ..
الموضوع وحسب رأي الكثير من المحللين انه ، وبعد الطرد المهين لچون بولتون، يريد صقور البيت الأبيض واليمين المتطرف من أنصار اسرائيل في الادارة الامريكيه والبيت الأبيض، ارغام ترامب على شن حرب على إيران واختلاق الذرائع لذلك ... بعد أن رفض ذلك عدة مرات ... بالرغم من التزامه المطلق بدعم دولة الاحتلال الصهيوني بعدة قرارات صادمه ... ومنها نقل السفارة إلى القدس ... والاعتراف بضم الجولان ....
ولكنه ليس له مزاج عسكري لشن حروب مثل بولتون او بوش ... تنفيدا ل وعوده الانتخابية بعدم توريط أمريكا في حروب خارجية ... خصوصا ان لم تكن مضمونة النتائج

أمنيتنا ودعوتنا الوحيدة أن يسود صوت العقل والحكمة لدى صناع القرار في السعودية ... حيث ان هذه الحرب على اليمن تم توريط السعودية فيها بهدف استنزافها (كما كان الحال في حرب صدام مع ايران) ... *ولن تستطيع الخروج منها منتصرة ابدا* ... وهي ذات النتيجة التي خرجت بها أمريكا مهزومة بعد عشرين عام من تورطها في حرب ڤيتنام ... وايضا الانسحاب المذل ل الاتحاد السوڤيتي بعد هزيمته في أفغانستان... وهي دول بالطبع تملك قوة عسكرية واقتصادية هائلة بالمقارنة مع السعودية ....
والنقطة الثانية والأهم هي ، انه لن تكون روسيا (التي سحقت مسلمي الشيشان وساندت الصرب في دبح مسلمي البوسنة) او الصين (التي تمارس جرائم بحق المسلمين الايغور شرق الصين) او حتى الهند (التي تمارس جرائم في حق مسلمي كشمير) حليف للسعودية او الخليج ابدا ... فهذه الدول تعمل وفق أجندتها و مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية ...
وكذلك الحال مع أمريكا او اسرائيل التي تغلغلت فيها عقيدة العنصرية والكراهية للعرب والمسلمين ... لم تكن يوما ، ولن تكون ابدا حليف للعرب ... فهي تمارس ضدهم جميع صنوف الذل والخذلان
ومن الأفضل للعرب والمسلمين البحث عن القواسم المشتركة ونبذ الخلافات فيما بينهم ... واستثمار ميزانياتهم في التنمية الاقتصادية والبشرية والعلمية، وتحقيق الأمن المائي والغذائي ، وتطوير قدراتهم الدفاعية المحلية الصنع (مثل ايران) ... بدلا من إنفاقها على شراء السلاح من الغرب والدخول في حروب وصراعات عبثية فيما بينهم ...

 


تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013