جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

معركة تحرير إدلب والأرياف ونضوج الظروف لتنفيذ القرار | بقلم: حسن حردان
معركة تحرير إدلب والأرياف ونضوج الظروف لتنفيذ القرار



بقلم: حسن حردان  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
13-05-2019 - 1245

بدأ الجيش السوري والقوات الحليفة له عملية عسكرية لتحرير محافظة إدلب وأرياف حماة واللاذقية وحلب المجاورة للمحافظة.. وكان واضحاً أنّ هذه العملية، التي بدأت بتحرير بعض بلدات ريف حماة الشمالي، لم يكن الخصوم يتوقعون القيام بها، ولا حتى المحللون والخبراء، لكون سورية وحلفاءها لم يكونوا يريدون الاصطدام مع تركيا ودفعها الى التراصف إلى جانب الموقف الأميركي، وانطلاقاً من وجود مصلحة في الاستفادة من الخلاف الأميركي التركي حول الموقف من دعم واشنطن للأحزاب الكردية في شرق الفرات… غير أنّ ما لم يدركه هؤلاء هو أنّ لا سورية ولا حلفاءها في وارد السماح باستمرار الأمر الواقع الإرهابي في هذه المناطق، وانّ إنهاء وجود الإرهابيين إنما كان ينتظر التوقيت ونضوج الظروف التي تساعد على تنفيذ القرار المتخذ أصلاً باستعادة كلّ الأراضي السورية التي خرجت عن سيطرة الدولة السورية.. ومن الواضح أنّ هذه الظروف نضجت، وانّ العملية العسكرية بدأت وبغطاء من الطيران الحربي السوري والروسي الذي مهّد لها منذ أسابيع بقصف مركز لمواقع الإرهابيين… فما هي هذه الظروف التي نضجت وساعدت على اتخاذ قرار البدء بعملية تحرير محافظة إدلب وجوارها؟
في هذا السياق يمكن القول إنّ هناك عدة عوامل:
العامل الأول: تمادي الإرهابيين في اعتداءاتهم على مواقع الجيش السوري والمدن والبلدات الآمنة، مما أدّى إلى التسبّب بخسائر في وسط الجنود والمواطنين السوريين، وخلق حالة من انعدام الأمن والاستقرار، لم تعد تحتمل وباتت عاملاً يضغط على القيادة السورية لأجل وضع حدّ لحرب الاستنزاف التي يشنّها الإرهابيون…
العامل الثاني: إقدام الإرهابيين على قصف قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، بين الفينة والأخرى، مما شكل استفزازاً لروسيا ساعد على دعم قرار القيادة السورية بتنفيذ العملية العسكرية، خصوصاً أنّ تركيا لم تتمكّن من وقف اعتداءات الإرهابيين، بغضّ النظر عما إذا كان ذلك غضّ نظر من جانبها، أو فعلاً عدم قدرة، كما تدّعي..
العامل الثالث: إنّ تركيا لم تنجح في تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق أستانا، القاضية بإخلاء الإرهابيين والسلاح الثقيل من المنطقة المحاذية لمناطق تواجد الجيش السوري بعمق 15 إلى 20 كلم باتجاه الحدود مع تركيا، وقد جرى تمديد المهلة لتنفيذ ذلك أكثر من مرة، وتبيّن أنّ تركيا ليست في وارد استخدام القوة لتنفيذ التزامها، في حين أنّ جبهة النصرة، والجماعات التي تدور في فلكها، استفادت من هذه المماطلة التركية وقامت بطرد الجماعات المسلحة الأخرى وفرض سيطرتها على معظم محافظة إدلب، وما زاد من خطورة سيطرة النصرة إقدامها على إسقاط اتفاق خفض التصعيد وشنّ حرب استنزاف ضدّ الجيش السوري والمدنيين الآمنين في مناطق سيطرة الدولة السورية..
العامل الرابع: لم يعد هناك سبب سياسي يدفع سورية وحلفاءها إلى تحمّل هذا الواقع من الاستنزاف، بعد أن تراجعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تنفيذ قرارها بسحب كامل القوات الأميركية من سورية.. بل انّ جزءاً من القوات الأميركية جرى نقلها إلى مناطق قريبة من دير الزور والحدود مع العراق، لتوفير الدعم لفلول داعش، لإدارة حرب استنزاف ضدّ الجيشين السوري والعراقي، وعرقلة فتح الحدود بين العراق وسورية، وهو ما دفع الجيش السوري وقوات الحشد الشعبي العراقية إلى التنسيق عسكرياً، والقيام بعملية عسكرية وقائية أدّت إلى تطهير المناطق الحدودية من عناصر داعش.. وبالتالي فإنّ المراهنة على سحب القوات الأميركية والسعي إلى وضع قوات «قسد» الكردية أمام استحقاق حسم موقفها بالدخول في تسوية وضعها مع الدولة السورية، أو مواجهة هجوم تركي، لم تعد ممكنة مع بقاء جزء أساسي من القوات الأميركية، ومعها طبعاً قوات فرنسية وبريطانية تشارك في احتلال أجزاء من الأرض السورية بهدف توفير الدعم لقوات «قسد» وتشجيعها على عدم الدخول في تسوية مع الدولة السورية..
على أنّ بدء العملية العسكرية، بعد نضوج الظروف لتنفيذها، سيكون محكوماً ببعض الخصائص النابعة من واقع المنطقة المحاذية للحدود مع تركيا من ناحية، وعدم وجود مناطق سورية يذهب إليها الإرهابيون في حال وصلوا إلى مرحلة بات استمرارهم في القتال لا أفق له من ناحية ثانية..
1- من الواضح أنّ تركيا التي لم تعد قادرة على الاستمرار في المناورة مع روسيا، وستكون مجبرة على التسليم، كما هو واضح، بالأمر الواقع، انطلاقاً من ميزان القوى العسكري الذي يعمل لمصلحة الجيش السوري وحلفائه مدعوماً من روسيا.. وهذا ما تجسّد بسحب الجنود الأتراك من الحواجز التي كانوا يتواجدون فيها في المنطقة التي بدأت فيها العملية العسكرية.. وما يسري على المنطقة التي بدأت فيها العملية العسكرية، سوف يسحب نفسه في ما بعد على كامل المنطقة الشمالية الأقرب إلى الحدود مع تركيا، عندما يقترب الجيش السوري منها، حيث ليس من المستبعد أن تتمّ إعادة إحياء اتفاقية أضنة الأمنية بين دمشق وأنقرة، برعاية روسية، لتكون الإطار الذي يضمن أمن البلدين على جانبي الحدود..
2- انّ الجماعات الإرهابية المسلحة ستكون أمام ثلاثة خيارات:
الخيار الأول: دخول المسلحين، غير التابعين لداعش والنصرة، في المصالحة التي تعرضها الدولة السورية عليهم، على غرار ما جرى في مناطق سورية أخرى في محيط دمشق أو في الجنوب السوري..
الخيار الثاني: هروب المسلحين من النصرة وداعش إلى خارج سورية، وطبعاً فإنّ تركيا هي المكان الوحيد المتبقي أمامهم لأنّ الدولة السورية لن تفتح لهم باب الدخول في المصالحة باعتبارهم مصنّفين تنظيمات إرهابية، ولا توجد مناطق سورية خاضعة لهم يذهبون إليها…
الخيار الثالث: أن تسدّ تركيا الباب أمام دخول إرهابيّي النصرة وداعش إلى أراضيها، مما يجعلهم أمام خيار القتال حتى الموت أو الاستسلام للجيش السوري…
هذا هو المسار المتوقع لعملية تحرير إدلب والأرياف المجاورة لها.. عندما بدأ تنفيذ قرار تحريرها… لأنّ القرار باستعادتها إلى كنف الدولة الشرعية متخذ وكان ينتظر الظرف المناسب لتنفيذه.. على غرار ما حصل عندما بوشر تنفيذ القرار بتحرير الغوطة الشرقية وأحياء حلب الشرقية والجنوب السوري ودير الزور والبوكمال والميادين إلخ… لم تقف ايّ عقبة أمامه، ولم يكن أمام واشنطن سوى التخلي عن إرهابيّيها أو محاولة إطلاق التهديدات تارة أو التهويل تارة أخرى من تعرّض مناطق المسلحين للهجوم بالأسلحة الكيماوية لإعاقة العملية العسكرية وحماية المسلحين لمواصلة استخدامهم في إطالة أمد حرب الاستنزاف ضدّ الدولة السورية ومنع تعافيها من الحرب للبدء بورشة إعادة البناء…

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


تاريخ فى الوحشية
بقلم: د. عمرو عبد السميع

التهويل الأمريكي بالحرب على إيران
بقلم: علي حكمت شعيب



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب حسن حردان |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//