جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الكيان الصهيوني، قلق متنامي في متاهات الانتصار السوري | بقلم: أمجد إسماعيل الآغا
الكيان الصهيوني، قلق متنامي في متاهات الانتصار السوري



بقلم: أمجد إسماعيل الآغا  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
06-04-2019 - 1406

في منتصف العام ألفين وستة عشر، عقد مركز سياسات الاستخبارات التابع لمعهد أبحاث الدفاع الوطني في مؤسسة "راند"، الذراع البحثي الفعلي الأهم لـ وزارة الدفاع الأميركية، عقد ما أسماه "مناورة" كانت أشبه بلعبة حرب سياسية، لمحاكاة الأزمات الإقليمية وما تبعها من تحديات أمنية في الشرق الأوسط، و قد أشرف الفريق الأمني لـ "راند" على هذه المناورة، وعمل على تحديد العناصر الاستراتيجية لإسرائيل في سوريا، إضافة لتحديده خيارات يمكن العمل عليها، ضمن ورقة كانت أشبه بـ "دليل العمل" الصادر عن نفس مركز الأبحاث الذي كتب في وقت ما "العقيدة العسكرية الإسرائيلية" على شكل ورقة بحثية شبيهة.
الأهداف الإسرائيلية في سورية يُكمن تلخيصها بعدة جوانب، فقد سعت إسرائيل إلى احتواء إيران في سوريا، و محاولة تحجيم قوتها و منعها من إقامة قواعد عسكرية في الجنوب السوري، فضلا عن محاولات اسرائيل استهداف قواعد الجيش السوري، و منعه من التقدم بُغية إفساح المجال للفصائل الإرهابية بالتقدم و السيطرة، يُضاف إلى ذلك، استهداف مراكز الأبحاث العسكرية السورية، في محاولة من اسرائيل لمنع تطوير الصواريخ السورية و إنتاج أجيال جديدة من الأسلحة تُشكل قلقا استراتيجياً سيفرض تغير واضح في موازين القوى.
في جانب أخر، أوصت مراكز الأبحاث في واشنطن و تل أبيب، بالتركيز على هدف استراتيجي بعيد المدى، حيث أن تعاظم القوة السياسية و العسكرية الروسية في سوريا، سيكون كارثيا بالنسبة لـ اسرائيل، على الرغم من الرؤية الاستراتيجية الاسرائيلية التي رأت في التدخل الروسي في سوريا، بمثابة فرصة لضبط الإيقاع لكافة القوى في الجغرافية السورية، لكن و في حسابات القوة الإسرائيلية، فقد برزت مخاطر عدة نتيجة التدخل الروسي في سوريا، هذه المخاطر بدت واضحة عند إسقاط الطائرة الروسية قبالة السواحل السورية، و ما تبعه من تداعيات لامست القطعية السياسية و العسكرية بين موسكو و تل أبيب، الأمر الذي أدخل اسرائيل في نفق من الخيارات المستحيلة، حيث أن تلاعب تل ابيب بكافة الأطراف الفاعلة و المؤثرة في الشأن السوري لتحقيق أهدافها، جعل منها عُرضة للتبدلات و التعقيدات المتزايدة التي فرضها انتصار الدولة السورية سياسيا و عسكريا، و بذلك انتقلت الاستراتيجية الاسرائيلية، من مرحلة الهجوم إلى مرحلة البحث عن تبديد هواجسها، جراء تعاظم قوة محور المقاومة، فالتجأت إلى موسكو بُغية الضغط على سوريا لجهة إخراج إيران من سوريا، ما يُفسر الزيارات المتكررة لـ نتنياهو إلى موسكو، و استجداء بوتين للتدخل من أجل تحقيق المطالب الاسرائيلية، و إفساح المجال للطائرات الاسرائيلية باستهداف ما ترأتيه خطراً يُهدد اسرائيل في سوريا، لكن تُرجمة إيحاءات وجه نتنياهو رفضاً روسياً للمطالب الإسرائيلية.
ضمن هذه المعطيات، من الواضح أن اسرائيل و منذ بداية الحرب على سوريا، سعت إلى تشكيل منطقة عازلة تصل إلى محافظات درعا والسويداء، عبر تقديم الدعم للجماعات الإرهابية التي كانت تُسيطر على الجنوب السوري، حيث دعمت إسرائيل هذه المجموعات بمختلف الأشكال عسكريا ولوجستيا ومعلوماتيا، و لم يعد خفياً الجهد الإسرائيلي المبذول لبناء واقعٍ يمكن أن يكون فرصة لحماية المحيط الاستراتيجي لها، خصوصاً أن الواقع الجديد الذي أفرزته الأزمة السورية، لم يكن كما تشتهي تل أبيب و من خلفها واشنطن، وهنا فإن مسألة أولوية أمن الكيان الإسرائيلي بالنسبة لأمريكا ليس بجديد، لكن حجم الرهانات الخاسرة والتي كانت من نتائج الأزمة السورية، قوَّضت الخيارات الاستراتيجية لواشنطن و تل أبيب، اليوم و بالنظر إلى مشهدية الميدان السوري و الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه على طول الخارطة السورية، والتوقعات بقرب انتهاء الأزمة السورية إضافة إلى القلق من الوجود الإيراني القوي في سوريا، هي من الأسباب التي تجعل إسرائيل تبادر لبعض الخطوات التي تأتي في سياق إطالة أمد الحرب على سوريا، و إن لم تتمكن من ذلك، فلا ضير بالاعتماد على استراتيجية المراوغة و استمالة روسيا و استجدائها للتعاون من أجل اخراج إيران من سوريا، إضافة إلى جُملة من الأهداف التي تسعى اسرائيل إلى تحقيقها ضمن جزئيات معادلاتها في المنطقة، و عليه فإن القلق الإسرائيلي المتنامي جراء انتصار سوريا، أدخلها في متاهات الانتصار السوري، مرحلة البحث عن خيارات بديلة تُشكل في ماهيتها بُعدا سياسياً و عسكرياً يُمكنها من احتواء القوة السورية و تعاظم محورها المقاوم.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


سياسة الفوضى الخلاقة الامريكية: الأصول الفكرية والأبعاد الدولية والإقليمية
بقلم: اياد الكناني

«إسرائيلية» الجولان
بقلم: عبد الحسين شعبان



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب أمجد إسماعيل الآغا |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//