جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الإرهابي عنصري | بقلم: د. نبيل طعمة
الإرهابي عنصري



بقلم: د. نبيل طعمة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
14-11-2018 - 1301

تأسست الولايات المتحدة الأمريكية من دستور فريد قوي، أكد في بند من بنوده المعمول بها حتى اللحظة أن المجتمع الرئيس فيه يعني «WASP» اختصاراً «الرجال البيض الأنجلو سكسون البروتستانت» والدستور الأمريكي الذي وضع قبل 230 عاماً أكد في بنده هذا ما تقدم، فهؤلاء هم الذين أسسوا للعنصرية، ومارسوا أبشع صور العبودية ضد أصحاب الأرض والأفارقة وما سواهم، هذا الذي استخدم منذ قيامة الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي فلسطين، والذي اعتبر ضمناً مقابل الإسلامي الإرهابي.

هل سمعتم يوماً هذا العنوان؟ وهل خطه أي كاتب أو صحفي، أو نطق به سياسي عالمي أو عربي أو حتى أمريكي مهاجر؟ أو شاهدناه على شاشات التلفزة العالمية وحتى العربية؟ بينما نشاهد صباح مساء وعلى مدار الساعة كلمة إرهابي مسلم خطف وجرح واعتدى وقتل، وحتى وإن لم يكن مسلماً، فأول إخبار عن أي عمل إرهابي نلحظ مباشرة: إسلامي أو إسلاميون ينفذون عملاً إرهابياً صغيراً كان أم كبيراً، وهذا ما يثير مشاعر المسلمين وبشكل خاص العرب منهم، ويستفز حضورهم أينما وجدوا، وقد أدرك جميعهم الإجحاف والغبن من خلال سرعة اتهامهم وربطهم بأي عملية إرهابية، من دون تحقيق، أو حتى قبل الوصول إلى الحدث ومعاينته، وإذا اكتشفت الحادثة أن منفذها أمريكي أو أوروبي، فسرعان ما نجد المبررات التي تبحث في نشأته، وأن أسرته كانت على خلاف دائم فيما بينها، أو أنها منفصلة، وأنه أصيب بخلل نفسي منذ زمن، أو أنه اغتصب في طفولته، أو أنه مدمنٌ الكحول، أو يتعاطى الماريجوانا، وتبدأ رحلة البحث عن الأسباب التي تغرق المتابعين لينسوا الحادثة بأسرع ما يكون.

الإرهاب صناعة أمريكية ولد في مدينة هوليوود الدرامية السينمائية، ومن سيناريوهات أعدت في C.I.A وF.B.I، ومن خلال ما يقوم به الأفراد الأمريكيون بحق بعضهم، ما دعاهم لتعميمه عالمياً، وليقال عنه إنه إرهاب قادم من الشرق أو الجنوب عبر أمواج الهجرات والاختراقات متغافلين عما أوقعوه بحق شعوب الأرض قاطبة من ظلم وجور ونهب لثرواتهم، ناهيكم عن الضغوط التي يمارسها الأمريكي من حصارات اقتصادية وسياسية واجتماعية والكيل بمكيالين ووضع المعايير المختلفة التي تحدد أن الكل تحت مستوى نظر الأمريكي، وحركته متشابهة مع النظرية العرقية النازية.

تفكروا أنه حتى اللحظة هناك تقاليد مرعية في الولايات الجنوبية الأمريكية، أنه لا يجوز لزنجي أن يبادر بمد يده لمصافحة «أبيض» مهما كانت منزلته؛ بل على الأبيض أن يمد يده، فإن مدها، وهذا نادر جداً، استطاع الزنجي عندئذ أن يمد يده، ولا يجوز إطلاقاً أن تصافح أمريكية بيضاء زنجياً، ولا يجوز للزنجي مهما كانت منزلته أن يدخل دار الأبيض من بابها الأمامي؛ بل من بابها الخلفي، ويجب على الزنجي أن يخلع قفازه إذا دخل مخزناً أو مصرفاً أو مكتباً حكومياً، ومازالت بعض الولايات تمنع رعاياها الزنوج من السير على الطريق الذي يسير عليه البيض، على الرغم من كل ما يدعونه من حضارة حداثوية.

إنهم أي الأمريكيون يعززون الخوف من الإرهاب، وعلى أن المسلمين يقفون خلفه، ويجهدون لإظهاره واستثمار آثاره، وفي الخفاء يدفعون به انتشاراً، أجل نحن نتعايش مع إرهابهم قسراً، ونحن الذين نكافحه، ونقاتله بكل ما أوتينا من قوى.

هل تابعتم ما جرى منذ أيام بخصوص الهجوم على الكنيس اليهودي؟ هل تابعتم الإعلام الأمريكي الذي لم ينطق بكلمة إرهابي؟ أو أن هجوماً إرهابياً قد حدث؛ بل عن أن مسلحاً أو مهاجماً أو إطلاق نار؟ وهل تابعتم قضية إرسال الطرود المفخخة واعتبارها عمليات خلاف مع ترامب، أو ترامب مع خصومه التي قام بها مؤيد له، الذي أرسل أكثر من مئة طرد ناسف تحوي قنابل أنبوبية لمعارضين لترامب، وقبلها الهجوم على مدرسة وقتل عشرات التلاميذ، ومع كل صباح هناك عمل إرهابي أمريكي بحق الأمريكيين وغير الأمريكيين، يعتبرونه أنه من ضمن الحياة الديمقراطية، وحينما يُلقى القبض على الفاعل أو الفاعلين تحضر المبررات الإنسانية أو النفسية، كما هي العادة، أما إن كان مسلماً فيا غيرة الله! إرهابي بامتياز حتى وإن كان مختلاً.

يستخدم ترامب الإرهاب الإسلامي في حملته الانتخابية، كما استخدمه قبله أوباما وجورج بوش الابن، ويؤيدهم تابعاهم ماكرون وتيريزا ماي، وقبلهم بلير وأولاند والغرب برمته، الذي يعتبر العربي المسلم إرهابياً، والعرب المسلمون لا يحركون ساكناً، وكأنهم راضون عن هذه التهمة أو التهم، وأدلة الغرب جاهزة بحقهم.

كان الإرهاب يختص بالفلسطينيين مع بعض من داعميهم قبل انتهاء الألفية الثانية، حيث قامت سورية وبعض القوى القومية العربية بتأسيس ودعم المقاومة العربية للكيان الصهيوني ولسياسات الهيمنة الأوروأمريكية الصهيونية على الأمة العربية ومقاومة وعد بلفور المشؤوم عام 1917، الذي أدى إلى اغتصاب فلسطين العزيزة، وها نحن اليوم على أعتاب صفقة القرن التي تتدحرج رويداً رويداً، والكثرة من العرب والعالم لا يعلم تفاصيلها؛ أي إنه بعد مئة عام من الوعد المشؤوم يخرجون علينا بعرض مبهم يطلقون عليه «صفقة القرن» أو الصفعة الكبرى للفلسطينيين والعرب، يمحون بها شلالات الدم العربي التي سالت دفاعاً عن فلسطين والقضايا العربية، كل هذه المآسي التي عصفت بالعرب من اغتصاب فلسطين، مروراً بالحرب، وصولاً للربيع الدموي، ونحن موسومون بالإرهاب وإبداعاته القاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان، كما أننا نحن العرب متهمون بجرائم الكراهية، ليس ضد اليهود، وإنما ضد العالم الغربي، ونحن متهمون بالعنصرية وبمعاداة السامية.

إن الذي مورس على المصلين في الكنيس اليهودي هو عمل إرهابي بامتياز، وهو عمل إجرامي، وعمل وحشي، وعمل عنصري، والذي مورس على الفلسطينيين منذ وعد بلفور وحتى اللحظة يقع تحت المسميات نفسها، والذي مورس على الجولان في سورية، وعلى سورية من إرهاب دولي تقوده أمريكا، يقع تحت تلك المسميات أيضاً، والذي تمارسه أمريكا على شعوب الأرض قاطبة من حصارات اقتصادية وعسكرية وتهديدات بالقصف والإفقار والتجويع، يدخل أيضاً تحت تلك المسميات، لذلك أدعوكم لتحددوا الإرهاب في هذا العالم، هل هناك من يتجرأ ويتحدث بهذا الطرح؟

الأمريكان ومنذ عام 2001 يطلقون شعار لماذا يكرهوننا؟ وأنا أقول الكراهية فعل شائن، فلماذا يا أيها الأمريكان تكرهون العالم؟ فالكراهية لا تعكس إلا الكراهية، عنصرية أمريكية ضد الإثنيات الأمريكية ذاتها، والعرقيات التي تحيا على أرضها، لماذا؟ لأن الإرهاب العنصري الأمريكي بدأ من تأسيسها وإبادتها للهنود الحمر السكان الأصليين، ما يدلنا على تأصل الفعل الإرهابي العنصري، وانتشار حمل السلاح الذي عدل في الدستور الأمريكي بداعي حماية النفس من الاعتداء، واللغة السياسية التي تتجلى في العنجهية والصلف الأمريكي من باب لغة الأقوى والأعظم.

هل هناك من لا يقول إن الإرهاب وباء وداء صنعه الغرب، كما صنع «الكانسر»؟ وجميع الأمراض ضمن الحرب البيولوجية والاختبارات التي يجريها ويطبقها على شعوب الأرض قاطبة، ومنها شعوبهم أيضاً التي يرعبها حين فردها عليهم، الفقر والاقتصاد والضعف وانفصال السلطات عن بعضها، توفر البيئات الحاضنة للإرهاب، أو لنفاذه بسهولة إليها

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


مستقبل الناتو العربي ومشروع التطبيع الإسرائيلي الخليجي
بقلم: مصطفى حسان

هل روسيا دولة عظمى؟
بقلم: عبد الحسين شعبان



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب د. نبيل طعمة |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//