جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الأدلجة، وواقع الأحزاب العربية | بقلم: حسام خلف
الأدلجة، وواقع الأحزاب العربية



بقلم: حسام خلف  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
20-10-2018 - 2144
رغم أن الأحزاب السياسية نشأت في وقت مبكر في العالم العربي، إلا أنها اليوم تعاني من مشاكل خطيرة على مستوى الأداء والفاعلية وعلى مستوى الفكر والنظرية، فمعظمها مصابة بآفات عدة تتفاوت بينها بحسب طبيعة نفس الحزب وطبيعة الظروف المحيطة، ومن أهم هذه الآفات آفة (الأدلجة أو الإنغلاق الآيديولوجي) فكل حزب ينشأ من رؤية فلسفية ومنظومة أيديولوجية تشكل المرجع الفكري والقانوني للحزب.
يقوم المفكر بوضع هذه الأيديولوجيا كردة فعل على المآسي الاجتماعية أو كمحاولة لمعالجة اختناقات الواقع الذي يعيشه، لكن يحتاج المفكر إلى صبغ نظريته بلون من ألوان القداسة العلمية أوالدينية حتى تلاقي قبولاً اجتماعياً أو من باب القناعة بماأنتج، ومن أمثلة الصبغة القداسوية على النظرية السياسية ما وصفه ماركس لنظريته بأنها النظرية العلمية، أو مايضفيه أصحاب الإسلام السياسي من القداسة الدينية على نظرياتهم حيث يعتبرونها النسخة الأصلية من الدين والراد عليها أوالناقد لها رداً على الدين.
وهذه القداسة تجعل النظرية عصية على النقد والمراجعة، فمن سيردُّ على المسلمات العلمية أو الثوابت الدينية؟!
وهكذا تصبح الأيديولوجيا مغلقة يمنع الاقتراب من مفرداتها بالنقد والتقييم، فيقصر التقييم والمراجعة على الإجراءات العملية عند حصول الفشل وانسداد الأفق على التغييرالواقعي، فالشيوعية مثلاً لم تقدم على مراجعة النظرية بعد ماركس رغم الفشل الذي منيت به في كثير من المواطن إن لم نقل كلها، وكذلك بعض منظري الإسلام السياسي، وقد يبرر الفشل بطرق عديدة تارة بأن يلقى اللوم على الناس أنهم لم يفهموا النظرية بشكل جيد أو لم يتعاونوا مع الحزب، ومن ينتمون للفكر الديني قد يبررون الفشل بالابتلاء والامتحان، مع فصله عن غاية الاعتبار والرجوع التي جعلها الدين علة لهذا الاختبار والابتلاء.
 (الأحزاب والاستعلاء على الواقع) إن نظام عمل الأحزاب بشكله الطبيعي يظهر في عدة أمور، أولها التقاط هموم الشارع ومشاكل الناس واعتبارها مدخلات يتم من خلالها وضع خطة عمل وبرامج للحزب، ثم يبدأ العمل الدعائي ليقول أرباب الحزب للناس: أنكم إن أعطيتمونا أصواتكم سنعمل على علاج المشاكل التي تؤرقكم ونكون أفضل ممن سبقنا ويرفعون شعارات جاذبة، ثم يحصلون على أصوات الناخبين ويصلون إلى البرلمان أو الحكومة ويتخذون القرارات التي تؤثر على حياة الجماهير بشكل مباشر، والجماهير بدورها إما أن تؤيد هذه القرارات وسلوك الحزب أو تواجهها بالرفض والإنكار وبالتالي تذهب أصواتهم لأحزاب أخرى.
هذه منظومة متكاملة تحوي مدخلات ومخرجات وعمليات ونظام تحكمها بيد الجماهير من خلال التصويت والانتخاب، وعلى الحزب إن كان يريد النجاح -وفقا لهذا النظام- أن يأخذ هموم الناس ومشاكلهم بعين الاعتبار قبل الوصول للسلطة، ويراقب رضاهم بعد الوصول إليها، مما يتطلب دراسة مستمرة للواقع والخيارات المتاحة وعملية تفكير استراتيجي دؤوبة ومتواصلة، لكن الفشل يحصل عندما يكون للحزب أيديولوجيا مقفلة تحمل معها نسبة كبيرة من القداسة بحيث يصبح من الصعب الاعتراف بالخلل الأيديولوجي أو عدها قابلة للمراجعة وإعادة النظر، فتتم مقاربة المشاكل وانتاج الحلول بنفس الطريقة التي أدت للفشل، وهذا مايفقد الجماهير ثقتها بالأحزاب، ويؤدي إلى إعراضها عن الانتخابات، وارتفاع منسوب السخط الاجتماعي بسبب تراكم المشاكل والاختناقات، وقد يؤدي لانفجار المجتمع على نفسه سواء بشكل تلقائي أو بتشجيع من أيادي خارجية . والخروج من هذه المعضلة يتطلب جرأة كبيرة لفك القداسة العلمية أو الدينية عن النظرية وتحريرها من الاحتباس الأيديولوجي، والسماح للأفكار الناقدة بالتسلل إلى المنظومة العقائدية للحزب وإلا بقيت النتائج تدور في نفس الحلقة السابقة، وطريقة الفرْض الأيديولوجي ومحاولة اخضاع الواقع للنظرية هي سمة ظاهرة عند كثير من الأحزاب والتيارات السياسية، سواءً منها تلك التي وصلت للسلطة أو بعضا منها وتحاول البقاء والاستمرارفيها رغما عن أنف الواقع المنفجر اوالمختنق ،أم تلك التي لم تصل بعد لكنها لاتحاول أن تبحث عما يتاح لها في الواقع وإنما تحمل قوانيناثابتة على الواقع أن يقبلها شاء أم أبى، والتفكير الاستراتيجي التي تحتاجه الأحزاب هو ليس ذلك التفكير الذي يدورفي حدود الخطط العملية، والنوايا الاستراتيجية، لكن المطلوب هو المرونة في التفكير، بدايةً من:
(1) التفكير بالنظم أي رؤية الأشياء ضمن نظامها العام.
(2) التفكير خارج الافق المعهود بفك الإطارالذي ضربته الأيديولوجيا على نفسها ، وتحريرها من أوهام الحتمية.
(3) ممارسة التأمل والاستنتاج.
فالغرق في المعالجات الآنية لن يؤتي أكله وقدتتضخم المشاكل بحيث تصعب السيطرة على مجريات الأمور، والمختصر المفيد أن على الأحزاب إن أرادت أن تكون فاعلة في تقدم المجتمع أن تمارس عملية التوقع والتموقع باحترافية وفنية عالية، (بين السيطرة والتشاركية) يوجد نوعان من طرق التفكير لدى الأحزاب في مايخص البقاء في السلطة . بعضها يرى أن البقاء في السلطة هدفه الأول والأخيرولو سالت الدماء وخرّبت البلاد . والبعض الآخر يراها مباراة ودية تفوز مرة وتخسر أخرى، ثم تعود للتخطيط للفوز مرة أخرى . إن التفكير بعقلية السيطرة لايخدم أهداف المجتمع ولايفيد الحزب نفسه، فالحزب يريد رضا الجماهير ويعلم أن رضاها مسألة حياة أوموت للحزب ،لكن هذه النظرة لاتنشأ أساسا من أدبيات الحزب نفسه وإنما من طريقة تفكير الشخصيات القيادية في الحزب، والتي تصبغ مبتغياتها بصبغة حزبية تمريرا لأهدافها الخاصة ،وهذا يجعل صورة الحزب مشوهة وغيرعصرية وقد يفقد الناس ثقتهم بالحزب. فالطريقة التشاركية هي الحالة الصحية المطلوبة لتعامل الأحزاب مع السلطة، وهي تجعل الحزب أكثر فاعلية وقدرة على التغيير المثمر والتطور من خلال المنافسة، فمما سبق تتبين أهمية التحول الضرورية من الأدلجة المغلقة إلى التفكير الاستراتيجي المرن، وأهمية المراجعة الأيديولوجية المستمرة، وتحرير النظرية من جدران القداسة.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


العمق الاستراتيجي للعراق بين الدفاع والمشروع السياسي
بقلم: هشام العلي

فلسطينيّو الداخل المحتل: نهاية زمن الغموض
بقلم: نافذ أبو حسنة



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب حسام خلف |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//