جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

جدلية الهرولة العربية نحو الصهاينة | بقلم: عبدالستار قاسم
جدلية الهرولة العربية نحو الصهاينة



بقلم: عبدالستار قاسم  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
09-09-2018 - 1405

نعيش الآن موسم هرولة عربية متجددة نحو الكيان الصهيوني، وننشغل كثيرا بهذا الموضوع عسانا نهتدي إلى أسبابه والظروف المحيطة به. علما أن التطبيع مع الكيان الصهيوني ليس جديدا، وهو قديم تمتد جذوره إلى العلاقات العربية مع الحركة الصهيونية وقبل إقامة الدولة. أمراء عرب وقادة قبليون أقاموا علاقات مع الحركة الصهيونية قبل عام 1948، وقادة عرب عملوا على تطويع الفلسطينيين وإقناعهم بعدم جدوى التمرد على الانتداب البريطاني، والتسلح في مواجهة المستعمرين والغزاة مثل أمير شرقي الأردن وآل سعود، ونوري السعيد والملك فاروق ملك مصر المخلوع من قبل عبد الناصر وإخوانه.

الوضع الميداني مختلف الآن عن ذلك الذي ساد قبل عام 1948، لكن الجوهر الجدلي والسيكولوجي لم يتحول جذريا. فبعد أن كان قادة العرب يرفضون لفظيا وإعلاميا القبول بالصهاينة، تحولوا إلى البحث عن حلول تفاوضية معه، ومن ثم انتقلوا إلى قبول هذا الكيان بدون تفاوض أو مقابل. عدد من الأنظمة العربية تسارع لنيل رضا الصهاينة، وتبدي استعدادها لتطوير علاقات معهم بخاصة من النواحي الاقتصادية والأمنية وربما العسكرية في المستقبل غير البعيد. في ذات الوقت، ترفض هذه الأنظمة المقاومة العربية للكيان، ولديها الاستعداد للتعاون أمنيا معه كما حصل في حرب تموز عام 2006، وفي الحروب المتتالية التي شنها الصهاينة على قطاع غزة. ما هذا الاندفاع نحو الصهاينة وضد المقاومة؟
هناك متغيرات على الساحة العربية أهمها عدم قدرة الكيان على تحقيق نصر لا في جنوب لبنان ولا في قطاع غزة، وفشل البلدان العربية الداعمة للإرهاب في العراق وسوريا، ومعاناة الكيان الصهيوني من ضعف نسبي أمام القوى العربية الجديدة. عهد الخطابات الرنانة والكذب على الجماهير العربية قد ولى، وزمن انتصارات الكيان قد انتهى، فدق ناقوس الخطر.
أغلب الأنظمة العربية والكيان الصهيوني من منبت واحد، أو كما نقول عن الإخوة إنهم من بطن واحد، وابن بطني يعرف رطني (أي حديثي وآلامي). أغلب الأنظمة العربية بخاصة القبلية منها صنيعة الاستعمار الغربي. الاستعمار البريطاني هو الذي نصب القبائل أمراء وملوكا على إقطاعيات عربية، وبرمجها بالطريقة التي تخدم مصالحه وتحافظ على الكيان الصهيوني. وهو نفسه الذي صنع الكيان الصهيوني. فإذا كان الكيان الصهيوني هو القاعدة الاستعمارية المتقدمة، فإن العرب هم الوكلاء الطيعون له. وظيفة الكيان الصهيوني أرقى من وظيفة العرب، لكن وظائفهما تتكامل. أي أن تعاون الكيان الصهيوني والأنظمة العربية لا مفرّ منه وهو تحصيل حاصل. الطرفان لا بد أن يخدما المصالح الاستعمارية في النهاية، وسياساتهما لا بد تلتقيان. (لو) كنا على وعي بربط العلاقات الجدلية لما عوّلنا على الأنظمة العربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعديد من القضايا العربية الأخرى. هذا ربط جدلي ينطبق على فكرة الوحدة العربية والسوق العربية المشتركة والدفاع المشترك، وكل القضايا العربية التي لا تتوافق مع الرؤية الاستعمارية للمنطقة. ولهذا لن تقوم للجامعة العربية قائمة أبدا ما دامت الأنظمة التي أفرزها الاستعمار موجودة.
الكيان الصهيوني حريص على الأنظمة العربية واستقرارها لأنها في النهاية لا تدفع الأمور إلى حالة عداء جاد معه. والكيان يعي تماما كيف أفشلت الأنظمة العربية حرب عام 1948 وفسحت المجال أمامه للتمدد على مساحة أوسع مما قرره قرار تقسيم فلسطين لعام 1947، وهو يعي كيف أن أنظمة العرب لم تحارب عام 1967، وأنها لم تكن مستعدة أصلا لحرب. لقد تم تفصيل الأنظمة العربية على مقاس المصالح الصهيونية، وأي حالة تغيير في الساحة العربية قد لا تكون لصالح الكيان، والأفضل التمسك بما هو موجود.
معروف أن الكيان قدم خدمات أمنية هامة لعدد من الأنظمة العربية التي كان يهددها مخططات انقلابية، ووقف مع بعضها في بعض التحديات العسكرية. وقف مع بعض العرب في الأردن والمغرب ولبنان والسعودية واليمن في ستينات القرن الماضي.
المقاومة العربية ضد الاحتلال الصهيوني وضد الهيمنة الأمريكية على المنطقة لا تقدم خدمات للأنظمة العربية، بل يمكن أن تضعها في دائرة الخطر. إذا تمكنت المقاومة من هزيمة الاستعمار بخاصة الأمريكي، فمن الذي سيحمي الأنظمة العربية بعد ذلك. وإذا كان الكيان الصهيوني سيندحر أمام المقاومة، فمن أين تحصل الأنظمة على معلوماتها حول الجهات التي تتطلع إلى الإطاحة بها.
إنجازات المقاومة لا ترضي الأنظمة العربية لأن أثرها المعنوي الجيد سينتشر في الأوساط الشعبية، وستكتسب الجماهير إرادة أقوى على التحدي، ودائما إنجازات المبدعين تكشف عورات العاجزين. المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين كشفت عورات الأنظمة وأكاذيبها ومحاولاتها المستمرة للتظاهر بأنها مع الأشقاء الفلسطينيين. ولهذا لم يكن غريبا أن ترفض الأنظمة الاعتراف بانتصار حزب الله عام 2006، وانتصار المقاومة الفلسطينية أعوام 2008/2009، 2012، 2014. جادلت الأنظمة بأن المقاومة خسرت الحروب بسبب الدمار الهائل الذي ألحقه الكيان الصهيوني بالبنى التحتية والقتل الذي تعرض له المدنيون. لكن هذه الأنظمة لم تكن تتحدث عن فشل الصهاينة في تحقيق أهدافهم. معيار كسب الحرب أو خسرانها مرتبط بتحقيق الأهداف ليس إلا.
وذات الجدلية تنطبق على إيران. تقدم إيران في المجالات العلمية والتقنية والعسكرية ومجالات الزراعة والصناعة والتعليم، الخ، لا يريح الأنظمة العربية لأن في ذلك ما يدعم مكانة إيران إقليميا وعالميا. وبسبب تقدمها السريع، من المتوقع أن تقود إيران العالم الإسلامي بشقيه السني والشيعي ما يدفع الأنظمة العربية إلى الخلف حتى عند الذين تدعي أنها تمثلهم. إيران أرادت أن تصبح قوية وتتخلص من الاستعمار الأمريكي للمنطقة، الأمر الذي لا ترتاح له أغلب الأنظمة العربية. التقدم الإيراني لا بد ينعكس على التركيبة الاجتماعية للمنطقة، وعلى الروح المعنوية للناس على امتداد الوطن العربي، وربما تفعل نظرية الدومينون فعلها ضد الأنظمة العربية. بمعنى أن التقدم الإيراني لا يعمل لصالح الأنظمة العربية، ومن مصلحة الأنظمة أن تعمل على تدهوره.
هذه الأنظمة تريد إيران ضعيفة فقط إلى الدرجة التي تبقيها قادرة على مواجهة شعبها وتقديم خدمات أمنية واقتصادية وعسكرية لأمريكا والكيان الصهيوني.
وعليه فإن السؤال عن سبب معاداة العرب للمقاومة وإيران ساذج. إذا كانت هناك امرأة منحرفة في حي معين فإنها تتمنى الانحراف لكل نساء الحي. ففي ذلك يضيع انحرافها بين المنحرفين.
الكيان الصهيوني يهدد الأمة العربية، لكنه يحافظ على استقرار الأنظمة بخاصة القبلية، أما المقاومة فتقاتل من أجل الأمة العربية، والقتال من أجل الأمة يهدد الأنظمة. فمع من تصطف الأنظمة؟

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


قمة ثلاثية بأبعاد ثلاثية
بقلم: حسين مرتضى

تحرير الجزائر: ثورة الفقراء
بقلم: يحيى زكريا محمد



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب عبدالستار قاسم |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//