جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

تهجير السوريين من أرضهم: لماذا؟ وكيف يعالج؟ | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
تهجير السوريين من أرضهم: لماذا؟ وكيف يعالج؟



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
13-09-2015 - 7074

تفاقمت في الأسابيع الأخيرة مسألة النزوح السوري خارج البلاد وتحول الموضوع في وجه من وجوهه إلى مأساة إنسانية وأخلاقية، وفي وجه آخر إلى ورقة ابتزاز واستثمار في الحرب والعدوان على سورية، العدوان المتمادي منذ ما بات يقارب السنوات الخمس. فما هي حقيقة المسألة وجذورها والأهداف التي يرمي المستغلون لها تحقيقها من خلال هذه أقضية....  ولنعد إلى الجذور ، و نتذكر انه قبل أن يكون هناك شيء اسمه تهجير أو نزوح ، أقامت تركيا في لواء الإسكندرون المغتصب مخيمات لإيواء من أسمتهم "اللاجئين السوريين " و تساءل المراقبون مستفسرين يومها عن أي لاجئين تتكلم تركيا و لم يكن هناك سوري واحد قد غادر بيته أو تشكل ظرف يجبره على التفكير بذلك ، و بقيت المخيمات لأكثر من ثلاثة أسابيع خالية من أي شاغل إلى أن وقعت معركة جسر الشغور الأولى التي جاءت اثر العمليات الإرهابية الإجرامية التي قام بها مسلحون  جلهم من الإخوان المسلمين الذين ترعاهم تركيا ،المسلحون الذين  قلموا بالاعتداء على رجال الشرطة و الأمن السوريين في جسر الشغور وعلى قوافل الجيش العربي السوري التي اتجهت إلى المدينة لاستعادة الاستقرار اليها . ترافق ذلك مع ضخ أعلامي تهويلي مارسته فضائيات التحريض على سفك الدم السوري وفي طليعتها قناة الجزيرة والعربية وما افرخ من فضائيات الفتنة المدفوعة الأجر والكلفة من المال الخليجي. . وبدأ التهجير في سورية يتصاعد مع تصاعد العدوان والإرهاب....أما ردة الفعل على الواقع المستجد فقد كانت في اتجاهين متعاكسين:..
-    اتجاه تقوده الحكومة السورية وتؤيدها فيه شرائح وطنية واسعة يدعو إلى التمسك بالأرض وعدم مغادرتها وفي حالات الضرورة الانتقال داخل سورية من مكان اختل الأمن فيه وصعب العيش عليه إلى مكان امنه قائم والخدمات فيه مؤمنة، واستجابت لهذا الأمر بشكل خاص عائلات المواطنين السوريين العاملين في الجيش والقطاع العام ولاحقا في قوى الدفاع الوطني واللجان الشعبية، وبشكل عام كل من رفض تسليم بلاده للإرهاب وأصر على البقاء فيها للدفاع عنها...
-     واتجاه آخر نقيض للأول ويشكل استجابة إلى ما يريده المشاركون بالعدوان على سورية، ويرمي إلى تشكيل ورقة ضغط من النازحين والمهجرين خارج وطنهم للاستفادة منهم في أكثر من مهمة ودور....وبالنتيجة بات المهجرون صنفان: مهجر في الداخل (يصل عددهم تقريبا إلى ثلاثة ملايين نسمة) ومهجرون إلى الخارج ويصل عددهم إلى ما يقارب الثلاثة ملايين ونصف أيضا حسب إحصاءات الأمم المتحدة الرسمية، والرقم قد يكون مبالغ فيه لان كثيرا من السوريين الموجودين أصلا في الخارج قبل العدوان سجلوا أنفسهم لاجئين ظنا منهم أن ذلك يكسبهم بعض المنافع. واشتمل هذا الاتجاه على عائلات الأغنياء المحجمين عن تحمل أعباء المواجهة والقادرين على العيش بأموالهم وبعلاقاتهم في الخارج، كما اشتمل على عائلات المسلحين الذين رفعوا السلاح ضد دولتهم واستجابوا لخطط العدوان على سورية، وضم أيضا من وقع ضحية الحرب النفسية التي شنها العدوان على سورية....والأن وعند الحديث عن المهجرين السوريين، فان الأمر يعني حصرا مهجري الخارج، لان الفئة الأولى بقيت في وطنها وتقوم الحكومة السورية بكل ما يلزم وما هو ممكن لرعايتها وتقدم الخدمات لها كما لا يقصر أبدا السوريون في المناطق الآمنة خاصة في دمشق والساحل السوري في هذا الأمر حيث أن تلك المناطق تستوعب ما يقارب الثلاثة ملايين سوري في مراكز إيواء وإغاثة وإعانة وتؤمن لهم احتياجاتهم الممكنة بما فيها التعليم المجاني الرسمي لأبنائهم....أما مهجرو الفئة الثانية، فأنهم بات هو المعضلة المعقدة والمتشابكة خاصة إذا وقفنا على طبيعة تعامل دول اللجوء معهم. ففي الأردن حيث النصف مليون ،  فرض على اللاجئين الإقامة في المخيمات في ابشع الظروف المعيشية و الأخلاقية (مخيم الزعتري ) و في لبنان حيث المليون لاجئ توزعوا على مخيمات عشوائية أو داخل الأماكن الأهلة حسب وضعهم السياسي و انسجامهم مع ميول المنطقة التي قصدوها ، أما في تركيا حيث المليون ونصف فقد توزعوا في المخيمات التي أعدت مسبقا و بعض الأماكن الأخرى بأشراف من الدولة لمراقبتهم و استخدامهم ، و يبقى بعض الألاف أو عشرات الآلاف الذين توجهوا إلى خارج بلدان الجوار، و هم الذين يشكلون جوهر مشكلة اللاجئين من خلال انتقالهم إلى الغرب للجوء يتصورون أن يكون الأفضل لهم مستقبلا . والملفت هنا أن دول الخليج النفطية التي كانت بأموالها سببا رئيسيا للتهجير لم تقدم للمهجرين أي فرصة للجوء اليها فأقفلت الأبواب بوجههم ولم تسمح بدخولها ألا لمن يملك القدرة على العيش في الفنادق والشقق المفروشة المرتفعة الإيجار....في ظل هذا الواقع، وبعد السلوكيات اللاإنسانية، أو المنافية لحقوق الأنسان التي يتغنى الغرب باحترامها والتي سببت الكثير من المآسي والكوارث على طريق اللجوء والهجرة إلى الغرب والتي كان واحدا منها قضية الطفل أيلان الذي قضى غرقا على شواطئ تركيا، بات الغرب يظهر غيرة على اللاجئين ويتظاهر مسؤولوه بأنهم يراجعون سياسة قبول اللاجئين في حدود يضعونها. وهنا نطرح السؤال ماذا يريد الغرب حقيقة من الموضوع وكيف يكون الحل لمسألة التهجير أصلا؟....قبل أي كلام آخر يجب أن يعود الجميع إلى حقيقة ثابتة مفادها أن المواطن السوري كان قبل العدوان على دولته يعيش امنا عزيزا كريما في وطنه تؤمن له الدولة خدمات التعليم و الصحة مجانا وظروف الحياة بكلفة معيشة هي الأدنى في المنطقة ، و أن المآسي التي يعانيها الآن من التهجير  هي نتيجة للعدوان عليه و لاختلال الأمن و الفوضى الأميركية الهدامة التي نشرت في سورية بتمويل و تنفيذ إقليمي تركي و خليجي ، فالعدوان هو السبب في المأساة و توقف المأساة يكون بوقف سببها أي بوقف العدوان ، و لا يكون ذلك ألا بتجفيف مصادر الإرهاب المنفذ للعدوان و العمل مع الجيش العربي السوري لاقتلاع الإرهاب و هذا ما تقول به روسيا و هي صادقة في نظرتها و سلوكها .....ولكن مكونات العدوان على سوريا يرفضون هذا الحل المنطقي ويصرون على عدوانهم ويحركون اليوم ورقة اللجوء التي هم صنعوها بعدوانهم من اجل الضغط على سورية أولا ومن اجل أجراء فرز وتغيير ديمغرافي فيها يخدم أهداف العدوان الأصلية تاليا الأهداف التي فيها مشاريع التقسيم والكيانات الطائفية والأثنية، وأخيرا من اجل توفير اليد العاملة الرخصة لبلدانهم من خلال ادخل بعض السوريين في عملية وضعت لها ضوابط تخدم مصالح تلك الدول الأجنبية.
أما السوريون فواجبهم قبل كل شيء أن يمعنوا النظر جيدا ويقارنوا بين ما كانوا عليه وما باتوا فيه، وأن يدركوا أن وقوفهم مع دولتهم ومواجهتهم للعدوان عليها كفيل بوضع حد لمأساة النزوح وبهذا يجب أن يفهم كلام الرئيس الأسد بان الوطن هو لمن يدافع عنه.


لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


مشروع الشرق الأوسط: من ملء الفراغ إلى الدولة الإسلامية
بقلم: د. يوسف مكي

حوار قناة المنار مع د.بهجت سليمان، أسئلة تهم المواطنين السوريين..
بقلم:



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//