جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الرئيس لحود: محظوظ لأنني عشت في زمن المقاومين.. و’التحرير’ أجمل أيامي | بقلم:
الرئيس لحود: محظوظ لأنني عشت في زمن المقاومين.. و’التحرير’ أجمل أيامي



26-05-2018 - 1742
لا يُمكن أن يمر عيد "المقاومة والتحرير" دون التحدث إليه. هو حامل لقّب الرئيس المقاوم... و"الرجال" كما وصفه سيد النصر. تشهد على ذلك مواقفه الوطنية، والتاريخية، التي لم تترك يوماً ديدن المقاومة. فمسيرة الرئيس اميل لحود، الرجل الوطني، حافلة بالمواقف المشرفة التي نقلت لبنان من عصر التبعية الى التحرر. هو الذي دافع عن المقاومين، قبل أن يعرفهم. يكفيه أنهم ثلة تسعى لتحرير الأرض. فكان الانتصار التاريخي عام 2000 مفخرة عهده، وعُصارة مواقفه الشجاعة التي ساندت خط الجهاد، في وقت اجتمع العالم بأكمله ضده. عُرض عليه الكثير مقابل التخلي عن هذا النهج فأبى أن يعمل إلا بلغة الضمير، الذي لا يُشرى ولا يباع، وفق قناعاته.
في حديث لموقع "العهد الإخباري" يستذكر الرئيس لحود الكثير من المحطات، منذ أن كان قائداً للجيش اللبناني وصولاً الى استلامه سدة الرئاسة. لا يُخفي "فرحته" بتحرير الأرض في عهده. يصف هذا الحدث بالمفخرة. يروي كيف تعرّف على حزب الله للمرة الأولى، وعلى قائده الذي يفخر كثيراً بلقائه. يُعرب غير مرة عن سعادته بأنه يعيش في زمن المقاومين الذي أعادوا للبنان الكرامة المسلوبة.
بعد ثمانية عشر عاماً على التحرير، ماذا يستذكر الرئيس اميل لحود من تلك الحقبة؟
*إنه أجمل يوم في حياتي. قبل ذلك التاريخ، لم يكن هناك شعور أننا قادرون على استرجاع كرامتنا. 22 عاماً يسكن الاحتلال في أرضنا، وكل المسؤولين الذين توارثوا الحكم اعتادوا على هذه المسألة، حتى أصبحت أمراً بديهياً. للحقيقة أنا لم أكن أسمع بحزب الله. عندما تسلمت منصب قيادة الجيش، كنت آنذاك أسكن في رياق. الأجواء كانت مشحونة حيال حزب الله، فعندما أريد أن أزور عائلتي المتواجدة في الشمال، تُرسل لي برقيات تدعونني للحرص والانتباه من عناصر حزب الله الذين ينوون قتلي. إلا أنّ تربيتي داخل المنزل التي لا تعرف طريقاً للمذهبية جعلتني لا أهتم للموضوع، رغم أنّ صورة رُسمت في ذهني عن حزب الله بأنه تكفيري. أي متى تعرّفت على حزب الله؟، عام 1991 عندما تسلمت قيادة الجيش صدر قرار من الدولة اللبنانية يقضي بتمركز الجيش في الجنوب. ذهبت الى صور، فقال لي أحد الضباط :"منذ 22 عاماً كان يتم ارسالي الى هنا، كنت بصفة آمر سرية وكانت تصلنا تعليمات أنه :"في حال تم الامساك بأحد المسلحين، علينا تسليمه الى المخابرات الذين بدورهم يقومون بسجنه". أنت قائد جيش جديد، ما هي تعليماتك لي في هكذا حالة؟. قلت له، ما جنسيتهم، أهم فلسطينيون؟. قال لا، إنهم لبنانيون يريدون العودة الى قراهم التي يسكنها "الاسرائيلي" ويقومون بعمليات ضده، وأحياناً نُمسك بهم قبل أن يصلوا وهم في طريقهم في الوديان، فماذا تريد أن نفعل في مثل هذه الحالة؟. قلت له:" لبنانيون يريدون العودة الى قراهم التي يسكن فيها الصهاينة، فهؤلاء مقاومون، وعليكم أن تكونوا سنداً لهم. قال لي:" ممنونك"، وفرح كثيراً، إنها المرة الأولى التي يفكّر فيها ضابط بهذه الطريقة". بالنسبة الي كإميل لحود، فإنّ أي قائد جيش وطني لا يجب أن يطلب اذنا من أحد لكي يصدر أمرًا كهذا. فهل أقف في وجه من يسعى لتحرير الأرض، بالعكس عليّ أن أكون سنداً مطلقاً له.
رجعت حينها الى بيروت فاستدعاني رئيس الجمهورية الياس الهراوي، قال لي :"إميل أأنت مجنون؟. أنت تدعم أناسًا يفتعلون مشاكل على الحدود، وغداً يُقتل عسكري ما لـ"اسرائيل"، فترد على كل لبنان. أتريد أن "تخرب" لبنان؟. قلت له:" أسمعت بقائد جيش يحتلون أرضه فيعطي أمراً لضباطه بأن من يحرر الأرض عليكم أن تزجوا به في السجن؟. نحن من يجب أن نساندهم. فقال لي وأنا أعطيك أمراً بمواجهتهم، فقلت له: لن أنفذ.
في عام 1993 أصبحت المقاومة أقوى من السابق واشتد عودها. فتضايق الصهاينة ومارسوا ضغطاً على الاميركيين، الذين بدورهم ضغطوا على الدولة اللبنانية ومجلس الأمن والأخير اتخذ قراراً بالتخلص من حزب الله، وصدر قرار من الدولة اللبنانية آنذاك بذلك. أذكر حادثة جرت في هذه الفترة، تحدّث معي عناصر من الجيش فقالوا لي أن دبابة صهيونية قصفت منطقة لبنانية، وقتلت امرأة، فماذا تريد منا أن نفعل. كانت أول تجربة مع "إسرائيل". قلت لهم، أيوجد دبابة لبنانية على مرمى، قالوا نعم، قلت ماذا تنتظرون فلتردوا. في هذا الوقت استدعاني رئيس الجمهورية، فقال لي :"اميل ما الذي يحصل؟ كيف تفعل ذلك، وتعطي أمراً بالرد، قلت له هذا الذي يجب أن أفعله. فطلب مني أكثر من مرة القضاء على حزب الله بمساندة قوات "اليونيفيل"، فقلت له، لن تفهمني، لن أقوم بذلك، قال لي "غداً اجتماع المجلس الاعلى للدفاع وعليك الحضور"، قلت لن أحضر"، فردّ "إذا سنأخذ القرار بدونك، ويأتي غيرك قائد جيش. فقلت لهم فليأت، أنا أقوم بواجبي وضميري. في اليوم التالي حضرت متأخراً للاجتماع فوجدت المجتمعين ومعهم قائد قوات "اليونيفيل" قد صمموا الخارطة للقضاء على حزب الله، قلت لهم، ماذا تفعلون، فلتُطوَ الخارطة، ردّ علي قائد قوات "اليونيفيل"
" اتخذوا القرار في مجلس الأمن"، فقلت له فليتخذوا ما يريدون، لن أنفذ، وليأتوا بقائد جيش آخر ينفذ ما يريدون، فبأي حق تعطي الدولة اللبنانية أمراً لجيش وطني بضرب أهله لأن "الاسرائيلي" مزعوج؟!!.
كل هذا وأنت لم تكن قد تعرّفت على حزب الله. متى جرى أول احتكاك مباشر معه؟
بعد مرور كل هذه السنوات، لم يكن هناك اتصال بيننا، ولكن كان هناك دعم مطلق من جهتي.
أول احتكاك تعرفت فيه على حزب الله كان عام 1997، عندما أتاني اتصال بأنّ هادي نجل الأمين العام للحزب سماحة السيد حسن نصرالله قد استشهد. قلت لهم، هذه أول مرة يقدم فيها زعيم عربي نجله شهيدا، أريد أن أتعرف عليه. وبالفعل، جرت التدابير، فدخلت عليه، رأيته مرتاحاً، رغم أنّ خبر استشهاد نجله كان قبل ساعة من زيارتي. تكلمنا قرابة عشر دقائق تعزية، وذهبت وفي نفسي شعور بأننا سنربح وننتصر، مع هذا القائد. مرت الايام ولم نلتق. عام 2000 إبان التحرير، طلب السيد نصرالله لقائي فاجتمعنا وأهداني بارودة "اسرائيلية". ومن بعدها، لم أره إلا حين تركت الرئاسة، عندها جلسنا نحو ثلاث ساعات وتكلمنا عن كل شيء، فقال لي لا أعرفك قلت له "التقينا بالضمير".
ماذا يعني لإميل لحود تحرير الأرض في عهده، وأنت لطالما وصفت هذا الحدث بالمفخرة؟
يعني لي كرامتي، أعتز بهذا الحدث كثيراً. أفرح بأن كرامة اللبنانيين استُرجعت في أيامي. أيعقل أن يجلس "الاسرائيلي" 22 عاماً في أرضنا ولا أحد يهتز انطلاقاً من شعار "العين لا تقاوم المخرز". وحدهم ثلة من الرجال المقاومين التقوا فحرروا الارض ودافعوا عنا، ولولاهم لكانت "اسرائيل" بيننا.
في تجربتك العسكرية، ماذا أضاف لك حدث تحرير الارض؟.
أننا نستطيع تحقيق المستحيل. كثر قالوا لي ماذا تفعل، لا أحد يستطيع مقاومة "اسرائيل"، قلت لهم، سترون. المقاومة هي حصانة لبنان. وهنا أستغرب كيف أن البعض يتحدّث فور الانتهاء من الانتخابات عن ضرورة نزع سلاح المقاومة، بعد كل ما أنجزته؟!. هم بالتأكيد يتقاضون الاموال من معلمهم الذي يحرضهم على ذلك.
كيف ترى اليوم المعادلة الذهبية التي كنت من أوائل الداعمين لها؟
لولا المعادلة الذهبية، فإن لبنان لم يعد موجوداً، خاصة بعد الأحداث التي جرت في سوريا والعراق والتي جعلت لبنان قويا، ويستطيع الوقوف في وجه "اسرائيل"، ولكن للأسف لم نتعلم أننا يجب أن نحافظ عليها عبر العمل وطنياً وليس مذهبياً.
اليوم يعمل الفلسطينيون كل ما في وسعهم لتحرير أرضهم. ماذا تنصحهم من خلال تجربة تحرير الارض في لبنان؟
لا حديث مع "الاسرائيلي" إلا بلغة القوة. أنا لا أريد الانتقاد، ولكن عندما أسمع بعض المسؤولين الفلسطينيين يتحدثون بضرورة التسوية، فهذا لا يعيد الأرض. الحل بالقوة فقط، تماماً كما فعلنا في لبنان. وهنا أذكر حادثة، ففي إحدى قمم رؤساء الدول العربية المغلقة التي عقدت في الخرطوم، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أيعقل أن أدفع "معاشات" للقطاع والصهاينة يمنعون وصول الأموال. أطلب منكم يا عرب أن تتوسطون لدى الجهات المعنية للضغط على "إسرائيل"، لتصل الاموال. قلت له "يا أبو مازن، فلتتصرفوا كما تصرفنا في لبنان، من المعيب أن نترجى لنأخذ معاشاتنا. علينا الهجوم عليهم بالقوة، ولو تصرفتم كما تصرف لبنان لا تصلون الى هنا".
لطالما قلت أنّ نهاية الأزمة في سوريا ستكون بالانتصار. كيف تصف الوضع بعد سبع سنوات على الأزمة؟
سوريا انتصرت. الخاسرون من صهاينة وعرب يطمعون بورقة رابحة ما، لذلك يضغطون في ربع الساعة الأخير ولكنهم لن ينتصروا. الأزمة ستنتهي قريباً، وستنتهي معها العقلية المتآمرة في لبنان.
كلمة أخيرة
كم نحن محظوظون، أننا عشنا في زمن المقاومين والرجال الذي يضحون بأنفسهم فداء للوطن.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


القدس
بقلم:

كل عام والمقاومة في انتصار
بقلم: حسام خلف



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//