جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

القرار 2401 أسقط الذريعة «الإنسانية»، وعودة إلى كذبة الكيماوي؟ | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
القرار 2401 أسقط الذريعة «الإنسانية»، وعودة إلى كذبة الكيماوي؟



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
27-02-2018 - 1507
عندما ذهبت أميركا الى مجلس الأمن بمشروع قرار قدّمته الكويت والسويد حول الأزمة السورية عامة والغوطة الشرقية خاصة، كانت تبتغي تحقيق 3 أهداف رئيسية معاً، واتخذت من العامل الإنساني ذريعة لترويج المشرّع والضغط على روسيا من أجل تمريره. أما الأهداف الأميركية فقد كانت تباعاً:
  • قطع الطريق على الجيش العربي السوري ومنعه من تنفيذ عملية تطهير الغوطة بعد أن أعد لها بعناية واستكمل تحرياتها.
  • تمكين المسلحين من إعادة تنظيم قواهم وإعادة التزويد بالسلاح والذخائر والتعزيز بالعديد من خارج الغوطة وعلى يد أميركية خططت لنقل 2000 من الإرهابيين من إدلب الى الغوطة عبر التنف.
  • إقامة مركز مراقبة داخل الغوطة يكون النواة لقيادة عسكرية أميركية على كتف دمشق.
هذا دون أن يشمل مشروع القرار بقية الأرض السورية خارج الغوطة، ودون أن يميّز من بين المسلحين مَن صنّف دولياً إرهابياً ومَن لم يصنّف، ودون ان يضع ضوابط للمراقبة والتنفيذ وإلزام الجماعات المسلحة بالتقيّد فعلاً عن إشارة المشروع بشكل ضمني الى انه متخذ على ضوء الفصل السابع من الميثاق الذي يفتح باباً لأميركا ليشرّع كلّ وجودها الاحتلالي في سورية ويمكنها من اختلاق الذرائع من أجل ذلك مدّعية أنها تنفذ قراراً أممياً.
بيد أنّ روسيا وبالتنسيق مع سورية وحلفائها أجهضت المناورة الخدعة، ومنعت أصحابها من الوصول الى أهدافهم العدوانية، كما انها أجهضت المحاولة الأميركية الخبيثة التي ترمي الى شيطنة السلوك الروسي عبر دفع روسيا الى استعمال الفيتو ثم الخروج على العالم بالقول إنّ روسيا ترفض الهدنة وتريد الحرب التي تؤذي المدنيين. لقد كان الخبث الأميركي في إدارة الملف واضحاً ظنّ معه الأميركي أنه سيكسب في أيّ حال سواء مرّر المشروع بشروطه ام أسقطه بالفيتو الروسي.
لقد ناور الروسي دبلوماسياً، بحيث انه لم يبق المشروع على حاله ولم يضطر الى الفيتو، حيث أدخلت تعديلات على المشروع أجهضت الأهداف الأميركية المباشرة وغير المباشرة، وصدر القرار 2401 من غير ان يقيّد الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب، ومن غير أن يحصر في منطقة أو يستثني منطقة من مناطق سورية، وكان فرصة لإطلاق سورية تهديداً لأميركا في مجلس الأمن، بأن احتلالها القائم على أرض سورية ستبادهه المقاومة التي ستكون حتمية إن لم تخرج قواتها المحتلة والموجودة بشكل غير مشروع في سورية.
ونستطيع القول إنّ المناورة الأميركية في مجلس الامن ومحاولة استعمال عنوان إنساني لتحقيق اهداف عسكرية ميدانية واستراتيجية او اهداف سياسية، إنّ هذه المناورة فشلت وبقي الجيش العربي السوري متمتعاً بحقه السيادي في ملاحقة الإرهاب على أيّ أرض سورية من دون أن يقيّد بأيّ قيد. وبقيت عملية الغوطة الشرقية قائمة على قدم وساق دون أن يؤثر القرار في مبدئها، فجلّ ما فعل القرار هو إعادة النظر بكامل الخطة العسكرية وتجزئتها، وفقاً للمراحل التي تعتمد بالنظر لطبيعة المسلحين وسلوكهم في مواجهة الجيش.
كما أننا نرى انّ القرار حقق لسورية خدمة من اتجاهات عدة، أولها سحب ذريعة العامل الإنساني ونقل عبئه من الجانب السوري حيث كان الاتهام الغربي يُطلق جزافاً، الى جانب المسلحين حيث انهم سيظهرون فعلاً بأنهم هم من يتسبّب بمعاناة المدنيين ويمنعون خروجهم ويمنعون وصول المساعدات المعيشية إليهم ويستعملونهم دروعاً بشرية/ كما ان القرار سيتيح الفرصة للجيش العربي السوري في وضع خطته العملانية بعد فرز المسلحين بين إرهابي او موافق على مخرجات استانة والحلّ السياسي، فيقاتل الأول في مرحلة أولى محيّداً الآخر ثم يكون تصرفهم الثاني متناسباً مع سلوكه فإنْ التزم بمفاهيم قواعد خفض التوتر كان به، وإلا يكون الميدان هو الحلّ. اما إذا لم يميّز نفسه أصلاً عن الإرهابيين الآخرين فلا يكون للقرار قيمة أصلاً.
وعلى هذا الأساس تجد أميركا نفسها أمام خيبة كبيرة، وأن الجيش العربي السوري الذي أرادت تقييده في عملية تطهير الغوطة سيمضي في خطته من دون أن يأبه لها، وأنها لن تستطيع نقل ارهابيّيها الى الغوطة ولا أن تقيم قاعدة أميركية فيها مستظلة بقرار أممي لم يعطها الحق بشيء من ذلك، وأنها خسرت ورقة العامل الإنساني الذي كانت تؤمل منها تبرير كلّ ذلك ما يطرح السؤال: هل تركن أميركا للخسارة أم أنها ستلجأ لمناورة أخرى تتيح تعويض الخسارة؟
يبدو أنّ اميركا لم تتأخر كثيراً في التفكير وعادت فوراً الى الذريعة القديمة التي تبقيها دائماً ورقة احتياط بيدها عندما تريد الضغط على سورية وتهديدها بعمل عسكري ضدّها لوقف الاندفاعة في الميدان أو للضغط في السياسة، انها العودة الى ورقة استعمال الكيماوي. ولكن روسيا فضحت الخطة هذه المرة قبل ساعتين من استعمالها، وجاءت وزارة الدفاع فيها ببيان يؤكد أنّ المسلحين يخططون لاستعمال مواد سامة في الغوطة لاتهام الحكومة السورية بها، وبعد ساعتين فقط من البيان الروسي خرج مَن ينطق باسم ما يسمّى «جيش الإسلام» مدّعياً أنّ الجيش السوري استعمل الكلور في الغوطة. وهنا لا يمكن أن ننسى ما صرّح به الفرنسيون والأميركيون ومن خارج السياق اثناء التداول في مشروع القرار 2401 بأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام احتمال استعمال السلاح الكيماوي.
إنّ أميركا التي أجهضت كلّ المحاولات لإقامة منظومة تحقيق محترفة ومتوازنة لكشف مزاعم استعمال الكيماوي، تعلم جيداً وباليقين القاطع على لسان المندوبة الدولية انّ سورية تخلصت كلياً من ترسانتها الكيماوية وتعلم جيداً أيضاً انّ سورية في عمليتها العسكرية متوفقة في الميدان ولا تحتاج لأيّ سلاح غير تقليدي، ثم أنّ سورية الراجحة الكفة في الميدان لا يمكن ان تعطي ممسكاً على نفسها او ذريعة لأحد لتلويث انتصاراتها العسكرية. وبالتالي فإنّ أيّ اتهام لها في هذا المجال يكون هراء وكيدية لا يمكن أن يوافق عليها أو يقبلها عاقل.
ومع هذا فقد يكون إصرار على الاتهام، ورغبة في التدخل لوقف عملية تطهير الغوطة التي تُعتبر ورقة استراتيجية بالغة الأهمية باليد الأميركية. بيد أنّ سورية التي عرفت كيف تواجه وفقاً لاستراتيجيات واقعية بعيدة النظر تعرف أيضاً كيف تردّ على الاتهام وتُجهضه وتواجه أيّ محاولة لمنعها من تطهير أرضها وتحريرها من أيّ إرهاب او أجنبي محتلّ.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


فن الحرب - المناورات النووية الكبرى في غرفة النواب الإيطاليين
بقلم: مانيلو دينوتشي

شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان: أساليب التجنيد وعوامل التحصين
بقلم: عدنان برجي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//