جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

البنتاغون و"إسرائيل" ودي ميستورا.. عندما يكتمل مثلث نسف التسويات | بقلم: فراس عزيز ديب
البنتاغون و"إسرائيل" ودي ميستورا.. عندما يكتمل مثلث نسف التسويات



بقلم: فراس عزيز ديب  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
05-12-2017 - 1607
أسبوع العودة للمربع الأول كما يمكننا تسميته، وإن كنّا نشك أساساً أن كل الحراك السياسي الذي جرى في الأسابيع الماضية قد نقلنا لمربعات جديدة حتى نتفاجأ بالعودة للمربع الأول، والتحليلات والمعلومات التي تحدثت عن انفراجات هنا وهناك ذهبت أدراج الرياح، ليس لأن شروط التسوية لم تنضج بعد، بل لأن الفكرة من الأساس واضحة: هذه الفوضى يجب أن تنتهي بمنهزم ومنتصر، وإلا فسنبقى لعقود ندور في ذات المكان والرقعة ستكون أوسع بكثير مما يظن البعض.
من الأميركي نبدأ، فبعد الحديث عن انسحاب لقوات أميركية من سورية، وما حُكي عن تعهدات «ترامبية» لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بأن ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية – قسد» لن تتسلح بعد اليوم بسلاح ثقيل ولن تشكّل تهديداً على الدولة التركية، ما فسره البعض بدايةَ رفع الأميركيين الغطاء عن هذه الميليشيا، ضرب الناطق باسم البنتاغون إيريك باهون بهذه التفاؤلات عُرضَ الحائط عندما قلَّل من أهمية سحب عدد من عناصر قوات البحرية، مؤكداً أن عدد القوات الأميركية في سورية يتحدد وفق المعطيات، وأن لا جدول زمنياً للانسحاب الأميركي من سورية حتى بعد انتهاء "داعش".
بالتأكيد لم يشَأ المتحدث أن يذكر ما «المعطيات» التي ستتحكم بتعداد القوات الأميركية زيادةً أم نقصاناً، لأن هذه المعطيات ستبقى بالنسبة لهم مسمار جحا الذي سيفاوضون عليه، بل وقد يفعّلونه ليصل لمرحلة إعادة محاربة الجيش العربي السوري بمن سيرث "داعش" بعد تطعيمهم بميليشيا «قسد» نفسها، ولعل هذا ما عناه الرئيس المشترك السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم عندما قال قبل أسابيع: «إن هدف «قسد» تحرير كامل سورية»، لم يقل تحريرها ممن، لكن الأميركي يعرف، ويدرك أنه لا يزال قادراً أن يصوغ مسار الأحداث حسبما يراه وصولاً لرفعَ ورقة الابتزاز بوجه الروس، بمعنى؛ الانسحاب بالانسحاب، تحديداً أنه لا يبدو يعير الكلام الروسي عن شرعية الوجود الأميركي خارج التنسيق مع الحكومة السورية أي اهتمام، بل هذا التجاهل الأميركي يجعلنا نسأل الروس أنفسهم: ما مصير ورقة التفاهم التي أعلنها كل من الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي قبل ما يقارب الشهر؟.
بالتأكيد لسنا بحاجة للمزيد من التفكير بعد اليوم لنفهم أن البنتاغون بات يسير بخطاً ثابتة نحو تهميش الرئيس الأميركي أكثر وأكثر، بل إنه لا يرى برئيس دولته أكثرَ من مجرد إهانة للهيمنة الأميركية في وجه الروس، ويرى بنفسه الحامي الأخير للكرامة الأميركية في العالم، وترياق الحياة لهذه الاستمرارية هو الشمال السوري، حتى ولو اضطر لمجاراة التخوفات التركية وسحب السلاح الثقيل من يد «قسد» دون سحبه من المنطقة ليبقى جاهزاً للاحتمالات القادمة.
أما الطرف الثاني فهو الكيان الصهيوني الذي نفَّذ قبل أمس اعتداءً بالصواريخ طال نقاطاً عسكرية في ريف دمشق، بالتأكيد لا يبدو أن الأسلوب الذي يتبعه الكيان الصهيوني سيتبدل، تحديداً أنه يجد في عربدته دعماً مباشراً من دول عربية، لكن هذا الحدث يعود بنا للزيارة التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو للأراضي المحتلة، يومها هناك من تحدث عن ضمانات قدمها الروس للإسرائيليين بانسحاب إيران وحزب اللـه من جبهة الجنوب مقابل ضمانات وقف الاعتداء، وأياً كانت مصداقية هذه المعلومات، وهي حكماً ليست صادقة، لكن هذا العدوان أثبت أن الإسرائيلي لا ضامن له، بل نكاد نجزم أن التوافق الروسي الإسرائيلي على أمر ما بما يتعلق بالحرب على سورية، أصعب من التوافق الأميركي الروسي ذات نفسه، فالروسي كان ولا يزال يصطدم بالعقل الإسرائيلي الذي يرى أن أي حل في سورية لا يُنتج رحيلاً للمنظومة الحاكمة لترحل معها فكرة «المقاومة»، هو حكماً هزيمة لهم، ولتثبيت هذا الكلام لم يكن مفاجئاً أن توقيت هذا العدوان الإسرائيلي جاء في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة التفاؤل، بل تزامن مع قيام إرهابيي ما يسمى «إتحاد قوات جبل الشيخ»، والذي يضم ميليشيات بعضها ملتزم باتفاق مناطق وقف التصعيد كـ«الجيش الحر» وجبهة النصرة المصنفة إرهابية حسب مجلس الأمن، بإسقاط طائرة سورية جنوب ريف دمشق بصاروخ حراري، هذا الحدث هو ما يجب الالتفات إليه وليس العدوان الإسرائيلي الذي باتت مراميه واضحة لجعل محور المقاومة يتورط بحرب لا يرى بها أولوية حالياً، أما إسقاط الطائرة السورية عبر التنظيمات الإرهابية المدعومة إسرائيليا مع اشتعال جبهة الغوطة فهو يهدد بنسف حتى ما يسمى «مناطق خفض التوتر»، تحديداً أن هناك من يرى أن مسألة استبدال جنيف بآستانا هو خط أحمر لا يجب أن يمر بأي طريقة.
أخيراً، أكمل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أضلاع مثلث نسف التفاؤل عندما قام عن عمد أو عن حسن نية بتفجير مفاوضات «جنيف8» قبل أن تبدأ بعد، وربما كان واضحاً منذ البداية أن «جنيف8» ولد ميتاً، هذا الأمر لا علاقةَ له فقط ببيان معارضة الرياض الذي وضع سقوفاً للمفاوضات هي أكثر تعقيداً من مصطلح «الشروط المسبقة»، لكن تجاهل دي ميستورا لفكرة أن وفد معارضة الرياض لا يمثل جميع أطياف المعارضة السورية، وتعاطيه غير المبالي مع بيانهم الذي يضع سقوفاً للمفاوضات، هو بحد ذاته رصاص الرحمة على هذا الاجتماع، فهل أصاب الوفد السوري عندما أعلن انتهاء الجولة بالنسبة له؟.
تحدث رئيس الوفد الرسمي بشار الجعفري أن الاعتراض كان بالشكل لأن المندوب الأممي ليس من مهامه تقديم ورقة مبادئ، هذا الكلام نتفق معه وإن كنا نحترم اللغة والمرامي الدبلوماسية التي تحدث بها الجعفري والذي ربط الانسحاب بالاعتراض على الشكل، لأنهم لم يناقشوا أساساً المضمون، فإن هذا لا يمنع أن نغوص قليلاً بمضمون بعض التناقضات التي وردت بورقة دي ميستورا:
أولاً: أصر دي ميستورا على استخدام تسميتين للإشارة إلى سورية وهما الدولة السورية والجمهورية العربية السورية، وإن كان مكتب دي ميستورا أوضح أن هذه المصطلحات هي خيارات قدمتها الأطراف، لكن في هذه الحالة كان عليه أن يتذكر أنه وسيط تابع للأمم المتحدة، وأن يعتمد التسمية الموجودة في الأمم المتحدة عندما يتحدث عن «الوطن السوري».
ثانياً: وردت في الفقرة الأولى عبارة تحدثت عن التزام الشعب السوري باستعادة الجولان السوري المحتل بـ«استخدام الأساليب القانونية ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي»، هذا الكلام هو بالنهاية كمن يقول للسوريين عليكم بالتنازل عن الجولان قبل التفكير بالحل، لأنه ببساطة أكد التزام السوريين فقط بالخيار السلمي وفق القانون الدولي، وكلام كهذا لا يعني فقط أنه يغرد خارج عقيدة الجيش العربي السوري الذي يعتبر "إسرائيل" عدواً ومحتلاً، بل يغرد خارج ميثاق الأمم المتحدة الذي سمح حسب المادة 51 منه بحق المقاومة والدفاع عن الأراضي، ثم لماذا تخصيص الجولان فحسب؟ ألا تمتلك سورية أراضي محتلة إلا الجولان؟ ماذا عن اللواء السليب، ولماذا لم يتم استخدام تعبير الأراضي السورية المحتلة؟.
ثالثاً: تحدثت المادة السابعة عن بناء جيش قوي وموحد، لكن من قال لدي ميستورا: إن الجيش العربي السوري ليس موحداً؟ استهداف الجيش بهذه الفقرة هو بالنهاية معطوف على ما يريدونه في الفقرة الأولى، أو ما تريده "إسرائيل" من مطالبة سلمية باستعادة الجولان.
هذا التناقض لا يشبهه إلا ادعاء مكتب دي ميستورا أنه لم يستخدم كلمة «علمانية» لأنها ليست واردة في الدستور السوري، وهذا الهروب للأمام من شبح «علمنة» سورية المتجددة هو ليس احتراماً للدستور السوري كما يدعون لكنه بالنهاية نزولاً عند رغبة مشيخات النفط، لو كان دي ميستورا فعلياً يأخذ بدوره كمبعوث وسيط ينقل الأفكار وليس مفوضاً سامياً يطرح الأفكار لدرس الورقة المقدمة من الوفد السوري أو ناقشهم بتعديلها، وعليه ومع اكتمال مثلث أضلاع قتل التفاؤل ماذا ينتظرنا؟.
لم نخطئ يوماً عندما قلنا ساخرين من «جنيف6»: نلقاكم في «جنيف16»، بل إن مسار الأحداث يثبت أن جنيف ومثيلاته عبارة عن مراحل تقطيع للوقت لا أكثر، على أمل أن يكون هناك حدث ما يبدل الموازين لدى هذا الطرف أو ذاك، لذلك أخفضوا مناسيب التفاؤل عندما يتحدث السياسيون، وحده الميدان من يرسم ترموستات التفاؤل فهل تكون العين على انفجار مرتقب لاتفاق «وقف التصعيد»؟ ربما هو أقرب من أي وقت مضى.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


حول الموقف من قرار تقسيم فلسطين
بقلم: منير شفيق

حرب صالح كانت للحريري وبارزاني!
بقلم: ناصر قنديل



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب فراس عزيز ديب |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//