جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

أخطر ما فضحته إقالة السعودية للحريري! | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
أخطر ما فضحته إقالة السعودية للحريري!



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
09-11-2017 - 1615
دخل لبنان بعد البيان المكتوب الذي تلاه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من الرياض وضمّنه إعلان استقالته من منصبه كرئيس مجلس الوزراء ومهاجمة إيران ونعتها بأقذع الأوصاف، دخل هذا البيان وأدخل لبنان في متاهة رهيبة وأظهر عيوب النظام السياسي اللبناني والواقع الدستوري عامة وموقع رئيس الوزراء وارتباط الانتظام السياسي والحكم في لبنان بشكل عام به، وفرض على كلّ المعنيّين وكلّ في نطاقه مواجهة الأخطار التي تسبّب بها المشهد الذي تشكّل منذ تلاوة سعد الحريري للبيان، فما قيمة البيان؟ وما هي تداعياته ومفاعيله وانعكاسه على الوضع اللبناني؟
قبل أيّ شيء نعتبر ما حصل بدءاً من الدعوة الاستدراج إلى تلاوة البيان وما أعقبها من تمادٍ في اعتقال رئيس الحكومة اللبنانية هو عدوان على لبنان ترتكبه السعودية ضدّ دولة مستقلة ذات سيادة، حيث انها استدرجت رئيس حكومته إليها وفرضت عليه الاستقالة ثم وضعته قيد الاعتقال والإقامة الإجبارية ومنعته حتى من الاتصال مع رئيس الجمهورية. كلّ هذا يعطي للبنان الحق بملاحقة السعودية بصفتها دولة معتدية على سيادته وكرامته ومتسبّبة بنشوء حالة عدم استقرار متعدّد الوجوه في الداخل اللبناني، ما يخلّ بانتظام سير عجلة الحكم والحياة العامة فيه.
وبعد هذه الحقيقة نعود ونبحث في طبيعة البيان من وجهة قانونية لتحديد ما إذا كان هو بيان استقالة حقيقية أم لا؟ وهنا نقول وعودة إلى القواعد الإدارية والقانونية والدستورية العامة، إنّ العمل القانوني الصحيح هو العمل المستوفي شروط الزمان والمكان وصلاحية الشخص وإرادته الحرة. وإنّ بيان رئيس الحكومة لا يستوفى شرطَيْ المكان والإرادة الحرة فقد أعلن من خارج لبنان، وتلي تحت الإكراه حيث تلاه رئيس الحكومة وهو بحكم المعتقل لدى السلطة السعودية التي فرضت عليه إعلان استقالة لا يريدها لتجرّده من حصانة تحميه ولتتمكّن من ملاحقته كشخص من التابعية السعودية، من دون أن تصطدم بعقبة الصلاحية القضائية الشخصية والإقليمية.
لكن لبنان ووفقاً لأحكام القانون الدستوري والإداري لا يُقرّ بصحة الاستقالة مع تخلّف شرطيْن من شروطها، وبالتالي فإنه يتعامل مع المسألة أو عليه أن يتعامل معها على أساس أنّ سعد الحريري لا يزال رئيساً للحكومة وأنه بحكم المعتقل أو المخطوف من قبل السلطات السعودية. وبالتالي يكون الموقف الذي اتخذه الرئيس ميشال عون مبرّراً قانونياً ودستورياً بامتناعه حتى اللحظة عن قبول الاستقالة ورفضه البدء باستشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة مشترطاً عودة الحريري والاستماع اليه ليبني على الشيء مقتضاه. أما الذين يستعجلون الرئيس لدفعه إلى موقف معاكس فإنّ مواقف هؤلاء تعتبر مواقف سياسية تتصل بارتباطهم بمن أملى الاستقالة – الإقالة وتأكيد الارتهان له لإنفاذ مشيئته في لبنان، فضلاً عن كونها سلوكيات تفتقد الأخلاق والكرامة الوطنية.
بيد أنّ الأمر الآن لا يتوقف ولن يتوقف عند هذا التنازع بين مَن يعتبر أنّ الاستقالة غير موجودة وغير قائمة قانوناً وبين مَن يُصرّ على الأخذ بها وطي صفحة سعد الحريري وتركه بين يدي جلاديه السعوديين الذين يحمل جنسيتهم. فللأمر انعكاس على لبنان لا بل انّ هناك فضائح أظهرتها الإقالة أخطر بكثير من مسألة استقالة حكومة وتشكيل سواها. فالإقالة أظهرت في الحدّ الأدنى مساوئ وعيوب في النظام السياسي والدستور اللبناني لا يمكن السكوت عليها، ويجب على اللبنانيين المبادرة ومن دون إبطاء لمعالجتها حتى لا يحدث ما هو أمرّ وأدهى بالمصلحة الوطنية العامة، ولذلك وبحكم ما نعرف وما نرى نطالب بمعالجة العيوب التالية في النظام والدستور:
1 ـ مسألة تعدّد الجنسيات التي يحملها المسؤول تعتمد الدول كلها تقريباً في العالم مبدأ حظر تعدّد جنسيات المسؤول في الدولة وتتشدّد أكثر في المناصب السياسية العليا. ويُمنع إسناد منصب سياسي لمن يحمل جنسيّة ثانية، إضافة إلى جنسيته الأصلية أو الجنسية المكتسبة. وإذا اختير شخص لمنصب ما وكان متعدّد الجنسيات يخيّر بين المنصب والجنسيات الأخرى، فإنْ اختار المنصب عليه أن يتخلى عن الجنسيات الأخرى. وهنا نرى أن يطبّق هذا الحكم في لبنان خاصة بالنسبة لموظفي الفئة الأولى من الموظفين وكلّ الأسلاك إضافة إلى الوزراء والنواب ورئيس الجمهورية. وعندها لا يكون لأيّ دولة في العالم وبحكم الجنسية أيّ صلاحية على شخص يتولى منصباً رفيعاً في لبنان.
2 ـ مسألة صلاحيات رئيس مجلس الوزراء. يُعتبر لبنان اليوم في حالة انعدام السلطة التنفيذية وهو لا يستطيع ان يتخذ أيّ قرار، صغر هذا القرار أم كبر، تافهاً كان أم خطيراً، لا يمكن ان يُتخذ في ظلّ غياب رئيس الحكومة، لأنّ السلطة التنفيذية هي حصرياً في مجلس الوزراء مجتمعاً ولا يُدعى ولا يُعقد مجلس الوزراء إلا بدعوة من رئيس الحكومة وبحضوره ولا يمكن لأحد أن ينوب عنه في هذا المجال. وهذا ما كنا دائماً نطرحه ونسلّط الضوء عليه ونحذّر منه ونعتبره من أبشع وأسوأ ما جاء به اتفاق الطائف. فحسب الدستور والقانون لكلّ موقع في النظام بديل ينوب عنه ما عدا رئيس الحكومة لا يحلّ مكانه أحد، فرئيس الجمهورية يحلّ مكانه مجلس الوزراء مجتمعاً، ورئيس مجلس النواب يحلّ مكانه نائبه والوزير يحلّ مكانه وزير بالوكالة، وهكذا أما رئيس الحكومة فلا أحد يحلّ مكانه…
والآن حتى ولو أخذنا برأي من يقول بنفاذ الاستقالة وهو غير صحيح، كما بيّنا – فإنّ الدولة حاضراً بلا سلطة تنفيذية بغياب رئيس الحكومة، لأنّ تصريف الأعمال بذاته بحاجة أيضاً الى رئيس حكومة مستقيل يصرّف الأعمال. وفي الحالة الراهنة لا يوجد هذا الشخص.
إنّ طرح الموضوع الآن رغم حساسيته في هذا الظرف وصعوبة المعالجة ليس من أجل إثارة مزيد من التعقيدات في وجه من يبحث عن الحلول، بل من أجل إيجاد حلّ لمسألة جوهرية ملحة تتعلق بالانتظام العام وتستدعي حلاً من دون إبطاء…
إذ يجب ان تحلّ مسألة من ينوب أو يقوم مقام رئيس الحكومة المغيّب أو الغائب خارج لبنان، أقله في المسائل الطارئة الملحة التي لا تحتمل التأجيل ولهذا فإننا نوصي ونقترح العمل في الظروف الاستثنائية التي فيها أنّ «الضرورات تبيح المحظورات» وأن يُصار الى تعيين وزير من وزراء الحكومة الحالية بمنصب قائم بأعمال رئيس الحكومة بقرار من رئيس الدولة ويصوّت عليه مجلس النواب، أو يفسح المجال أمام نائب رئيس مجلس الوزراء للقيام بمهام رئيس الحكومة في نطاق ضيّق محصور، فالمهمّ لدينا أن يكون في الدولة سلطة تنفيذية قادرة على مواجهة الحالات الطارئة.
إنّ الدفاع عن لبنان يفرض عدم الرضوخ لمطالب المعتدي، ويفرض إيجاد الحلول التي لا تشكّل في طبيعتها استجابة للمعتدي، وعليه فإنّ علينا التمسك بالحكومة القائمة التي يريد العدوان الإطاحة بها تمسكاً ثابتاً مهما كانت المحاذير الدستورية وأنّ نظرية الظروف الاستثنائية تحمل في ثناياها حلولاً لكلّ ما يمكن أن ينبثق من الدستور من عقبات، قادرة على معالجة الأمر، ولهذا يجب أن نرفض الإقرار بالاستقالة حتى يعود رئيس الحكومة إلى مكتبه ويمارس وظيفته رئيس حكومة تصريف أعمال في مدة إعادة تشكيل حكومة. هذا إذا أصرّ على الاستقالة، فإنْ فعل واستقام الوضع لتشكيل حكومة فيجب أن تشكل حكومة سياسية وسياسية حصراً لا تستجيب لشيء من مطالب السعودية، فإنْ رفض فريق من اللبنانيين ذلك فليسر رئيس الجمهورية بالباقي ممن يتمسّكون حقيقة بالكرامة والسيادة الوطنية. وفي لبنان مَن هم على هذا النحو من الكرامة والعزة الوطنية. وهذا ما تجلّى حتى الآن وبوضوح من مواقف رئيسَيْ الجمهورية ومجلس النواب وقائد المقاومة في لبنان.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


منصور هادي وسعد الحريري .. بين الإغتيال والإقامة الجبرية
بقلم: نجم الدين نجيب

مقالة عن الحياة
بقلم: فاطمة مشعلة



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//