جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

التجارة والاستثمار العَبْر- أطلسية .. "الناتو الاقتصادي" | بقلم: مانيلو دينوتشي
التجارة والاستثمار العَبْر- أطلسية .. "الناتو الاقتصادي"



بقلم: مانيلو دينوتشي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
09-10-2017 - 1484
مواطنون، مكاتب محلية، برلمانات، حكومات، دول بأكملها، محرومة من السلطة على خياراتها الاقتصادية، الموضوعة بين أيدي منظمات تسيطر عليها الشركات المتعددة الجنسيات، والمجموعات المالية التي تنتهك حقوق العمال، ومتطلبات المحيط الأمن الغذائي، بتفكيك المصالح العامة والممتلكات المشتركة: لهذا يجب رفض "الشراكة العبر-أطلسية المتعلقة بالتجارة والاستثمار" TTIP، التي تم التفاوض بشأنها بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
لهذه الأسباب، تضاف أخرى لا يقال عنها شيء تقريبا: تلك التي تحمل صفة جيو-سياسية وجيو-إستراتيجية، تكشف عن مشروع متوسِّع بتزايد ومهدِّد. سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الاتحاد الأوروبي، أنطوني كاردنر، يلح: "هناك أسباب جيو-إستراتيجية جوهرية لإنهاء الاتفاق". ما تكتنفه تلك الأسباب يوضحه المجلس الوطني للاستخبارات الأمريكية، الذي قدّر أنه "على أثر أفول الغرب وبزوغ آسيا، من الآن حتى 2030، ستتجاوز الدولُ النامية الدولَ المتقدمة". لذلك، تعرف هيلاري كلينتون الشراكة الأمريكية الأوروبية كـ"هدف استراتيجي أعظم لارتباطنا العبر-أطلسي، في تطلع إلى "ناتو اقتصادي" يجمع بين الناتو العسكري والسياسي.
مشروع واشنطن واضح: الدفع بالناتو إلى مستوى أرفع، بخلق طوق سياسي، اقتصادي وعسكري أمريكي أوروبي، دوما تحت قيادة الولايات المتحدة، التي تعارض –مع إسرائيل وممالك الخليج ودول أخرى- النطاق الأرو-آسيوي الصاعد، المؤسس على تعاون بين روسيا، الصين، وكذا دول البريكس، إيران، وكل الدول الأخرى التي تتملص من هيمنة الغرب.
الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا المشروع كانت بخلق صدع بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. في جويلية 2013، عقدت في واشنطن المفاوضات على "الشراكة العبر-أطلسية المتعلقة بالتجارة والاستثمار"، التي تعثرت بسبب تضارب المصالح بين الولايات المتحدة والقوى الأوروبية الكبرى، التي تقدم لها روسيا اتفاقات تجارية مربحة.
بعد ستة أشهر، في يناير –فبراير 2014، أشعل انقلاب ساحة مايدان (الذي رتبت له الولايات المتحدة والناتو) التفاعل (تهجمات على روس أوكرانيا، فصل القرم والتحاقه بروسيا، عقوبات وعقوبات مضادة)، ما خلق في أوروبا جوا من الحرب الباردة.
في الوقت نفسه، وجدت دول الاتحاد الأوروبي نفسها خاضعة لضغط موجة الهجرة الناجمة عن حروب الولايات المتحدة والناتو (ليبيا، سوريا)، والتي شاركت هي فيها، والناجمة أيضا عن الهجمات الإرهابية التي نفذتها "الدولة الإسلامية" (صنيعة تلك الحروب ذاتها). في هذه الـ’أوروبا’، المنقسمة بـ"جدران تثبيت" تدفق الهجرة، حيث يتوسع الهوس بسبب حالة الحصار، تطلق الولايات المتحدة العملية العسكرية الأكبر منذ الحرب الباردة، بنشر مقاتلات مقنبلة وسفن حربية ذات قدرة نووية على تخوم روسيا.
الناتو تحت قيادة أمريكية، مكونا من 28 دولة من الاتحاد الأوروبي، يكثف التدريبات العسكرية (أكثر من 300 خلال 2015) على الجبهة الشرقية خاصة. كل هذا يشجع مشروع واشنطن بخلق طوق سياسي، اقتصادي وعسكري أمريكي أوروبي. مشروع يحظى برضا إيطاليا غير المشروط، فضلا عن دول الشرق المرتبطة بالولايات المتحدة أكثر من الاتحاد الأوروبي.
القوى الكبرى، لاسيما فرنسا وألمانيا، بصدد التفاوض. لكنها تندمج –في انتظار ذلك- في الناتو أكثر فأكثر. لقد تبنى البرلمان الفرنسية يوم 7 أفريل بروتوكولا أن تنصب على أراضيه قيادة وقواعد تابعة للناتو، نصب كانت فرنسا قد رفضته عام 1966. ألمانيا –كما أوردته درشبيغل- مستعدة لأن ترسل قوات إلى ليتوانيا لتعزيز انتشار الناتو في دول البلطيق المستندة إلى روسيا. ألمانيا –دائما حسب درشبيغل- تتهيأ لنصب قاعدة جوية في تركيا، أين قامت طائرات التورنادو الألمانية بعمليات رسميا ضد داعش، معززة انتشار الناتو في هذه المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية الأولية.
الاندماج المتزايد لفرنسا وألمانيا في الناتو، تحت القيادة الأمريكية، يبين أنهما، على تضارب المصالح (بالأساس حول العقوبات الاقتصادية الباهظة على روسيا)، تتحججان بـ"الأسباب الجيوستراتيجية" لـ"شراكة التجارة والاستثمار العبر-أطلسية.
ترجمة خالدة مختار بوريجي
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


«دار مدارك السعودية» تروّج للشعوذة الاسرائيلية: عليكم بسلاح الفتنة!
بقلم: خديجة الحربي

وثيقة من وثائق مجلس الأمن
بقلم: الدكتور بشار الجعفري



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب مانيلو دينوتشي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//