جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الانتصاران ودلالاتهما | بقلم: زياد الحافظ
الانتصاران ودلالاتهما



بقلم: زياد الحافظ  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
05-08-2017 - 1939
تحتفل الأمّة العربية هذه الأيام بنصرين متلازمين: النصر الأول في مدينة القدس حيث أوقع الشعب الفلسطيني هزيمة سياسية مدوية لحكومة الكيان وأجبرها على التراجع عن الإجراءات غير القانونية، وغير الأخلاقية، بحق المقدسيين ومجموع الفلسطينيين والمصلّين في جامع الأقصى. أما النصر الثاني فهو دحر فلول جبهة النصرة في جرود عرسال بسبب جهود المقاومة الإسلامية والجيش اللبناني.
النصران يندرجان في سياق تحوّلات إقليمية ودولية ظهرت في التطوّرات الميدانية في كل من سورية والعراق، وفي إخفاقات حكومة الرياض في اليمن والتصدّع داخل مجلس التعاون الخليجي، وفي تراجع قدرات الولايات المتحدة في رسم وتنفيذ سياسات تضمن هيمنتها في الإقليم وفي العالم وصعود محور مناهض لها. كما أن الانتصارين يعكسان زيادة الوعي الشعبي العربي بيقين التحوّلات وقدراته على التفاعل معها لمصلحة الحق العربي.
لذلك فإن هذين الانتصارين لهما دلالات عدّة.
الدلالة الأولى هي أن النصر أتى بفعل تراكمي لكل من الشعب في فلسطين فيما يتعلّق بمقاومة الاحتلال للقدس وللمسجد الأقصى، وفي لبنان بفعل تضافر جهود المقاومة اللبنانية والجيش اللبناني في التصدّي لجماعات التعصّب والتوحش والغلو التي كانت تهدّد السلم الأهلي. وتضافر جهود المقاومة والجيش اللبناني أكّد صحّة المعادلة الذهبية التي حكمت المواجهة مع العدو الصهيوني، أي الشعب والجيش والمقاومة رغم محاولات بعض القوى اللبنانية من التنصّل منها. كما أن توافق أكثرية اللبنانيين والالتفاف حول الجيش اللبناني كان أقوى من محاولات بعض القوى للنيل من الجيش ومن المقاومة.
الدلالة الثانية هي صحّة جدوى خيار المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني. لقد اعتقدت حكومة العدو أنها تستطيع العربدة بحرم الأقصى بسبب التواطؤ الرسمي لبعض الدول العربية المهرولة للتطبيع دون أي مقابل. كما أن حكومة الكيان توهّمت أن الانقسام الفلسطيني والتنسيق الأمني يسمحان لها بالتمادي في موضوع الأقصى. غير أن الشعب الفلسطيني وفي مقدمّتهم أهل القدس مصممون على التصدّي لممارسات الكيان وبالتالي للمواجهة. فهناك انتفاضة تعمّ فلسطين المحتلّة رغم محاولات الاستخفاف بها وتسميتها ب "هبة" محمودة ولكنها غير ذي جدوى. فالشعب الفلسطيني ابتكر وسائل جديدة للتصّدي منذ أكثر من ثلاثين سنة. فمن انتفاضة الحجارة إلى استشهاد الجبّارين الثلاث سلسة ابداعات في المواجهة سواء بالسكاكين أو بالدهس أو بالمواجهة المدروسة التي خطّط لها الشهيد البطل باسل الأعرج، إلى المظاهرات الصاخبة ليلا ونهارا في شوارع القدس، فكل ذلك أدّى إلى استنهاض جماهير غفيرة في فلسطين وفي الوطن العربي. فتظاهرات أهل اليمن تحت القصف، والمسيرات في شوارع عمّان والنواحي الأردنية، والحراك الشعبي في تونس والمغرب والجزائر، والوقفات التضامنية في لبنان والكويت والبحرين، على مدار الأحداث، شكّلت قوّة ضاغطة أربكت الحكومات المطبّعة والمهرولة للتطبيع.
من جهة أخرى هذه السلسة من الابداعات للشعب الفلسطيني التي ينجزها على الأرض أفراد توحي بأن مجمل هذه العمليات الفردية ظاهريا هي في الحقيقة منتوج لعقل جماعي يختلف بالشكل والمضمون على التخطيط التقليدي. ما استطاعت هذه الجماهير من تحقيقه في القدس يدلّ على أنه أكثر من ظاهرة عفوية بل خطة مدروسة لا يستطيع العدو والعملاء من تحديد ملامحها إلاّ ربما بعد إنجازها. مرّة أخرى يتبيّن أن العدو الصهيوني أوهن مما تعتقد النخب العربية، بل هو أو أوهن من بيت العنكبوت مقابل العقل والتصميم والايمان العربي.
الدلالة الثالثة هي أن كافة المشاريع التي تحاك لإنهاء القضية الفلسطينية وهمية ولا ترتكز إلى أي أرضية موضوعية. فلا يكفي أن تلتقي حكومات عربية مع الإدارة الأميركية وحكومة الكيان الصهيوني لفرض معادلات لا يريدها لا الشعب الفلسطيني ولا الجماهير العربية. فكل مشروع يتم صوغه في الأروقة الدولية وبعض العواصم العربية يصطدم برفض الشعب الفلسطيني وصموده وتصدّيه للاحتلال بكافة الوسائل المتاحة.
الدلالة الرابعة هي تلازم الانتصارين مع الإنجازات للجيش العربي السوري وحلفائه في سورية والتلاقي الميداني العربي والإسلامي في سورية والعراق في دحر جماعات التعصّب والغلو والتوحّش. فالحرب الكونية على سورية والدعم الذي قدّم لجماعات التعصّب والغلو والتوحّش كان لمعاقبة سورية كدولة وشعب وحكومة وقيادة على دعمها لخيار المقاومة. فكل الإنجازات للجيش العربي السورية وحلفائه تصبّ في خانة تثبيت خيار المقاومة.
الدلالة الخامسة هي في مشاهدة العلم الفلسطيني في القدس وفي المسجد الأقصى وما يعنيه من إلغاء موضوعي لادعاءات العدو بأن القدس موحدة وعاصمة أبدية للكيان الصهيوني. وإذا كان إسقاط الهدف الصهيوني في توحيد وتهويد القدس هزيمة صهيونية فإن تراجع حكومة الكيان بسبب التحرّك الشعبي يعني أن القوة السياسية للكيان في حال تراجع استراتيجي.
إن الانتصارين لن يكتملان إلاّ بتوحيد الموقف المقاوم على الساحة الفلسطينية وبالمصالحة الوطنية في كل من سورية والعراق. فالفتنة أشد من القتل ولا بد من القضاء عليها وعلى من يغذّيها. أما على الصعيد الفلسطيني فإن السلطة والفصائل مدعوون للالتحاق بالشعب الفلسطيني وليس العكس. فالشعب هو فعلا المعلّم كما هو الضمانة. فهل تعتبر النخب الحاكمة؟.
والدلالة السادسة هي أن الانتصارين هما لتضافر القوى الوطنية والقومية والإسلامية في تكريس البوصلة الحقيقية للعمل السياسي وعدم الوقوع في فخ الصراعات الجانبية أو التجاذبات الطائفية أو المذهبية. فلا تناقض بين القوى طالما فلسطين هي قبلة الحراك الشعبي على أن يترجم بواقع سياسي يعكس الواقع الميداني.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


المسجد الأقصى
بقلم: جامعة الأمة العربية

خطوة على طريق بناء سوريا الجديدة
بقلم: الباحث محمد بوداي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب زياد الحافظ |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//