جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

حدود اللعبة الأمريكية في سورية | بقلم: الدكتور ابراهيم علوش
حدود اللعبة الأمريكية في سورية



بقلم: الدكتور ابراهيم علوش  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
20-07-2017 - 1459
التورط الكلي والشامل في سورية من جهة، وبالتزام سورية وحلفائها الكلي والشامل، من جهةٍ أخرى، بخوض المعركة حتى النهاية.
فالولايات المتحدة أبعد ما تكون عن الشروع بمحاولة اقتراف مغامرة كبيرة في سورية، وهي لما تتخلصْ بعد من تبعات احتلالها الفاشل للعراق وأفغانستان، وهي أبعد ما تكون عن إرسال الجيوش وإحضار النعوش وهدر المليارات وتدمير الذات لتمويل مغامرة جديدة من هذا النوع، ولا يوجد حتى شبه إجماع داخلي في المؤسستين العسكرية والسياسية الأمريكية يدعم القيام بمثل هذه الخطوة الرعناء، ونذكر هنا أن ترامب وصل للحكم جزئياً بناءً على برنامج انتخابي ينتقد المغامرات الخارجية ويدعو لتقليص الدور الأمريكي في الخارج وللتفاهم مع روسيا، وإذا كانت المحصلة النهائية للسياسات الأمريكية نتاج المقايضات والصراعات بين مراكز القوى المختلفة في النظام الأمريكي، وإذا كان ترامب اضطر للخروج عن الخط الذي تبناه في حملته الانتخابية في بعض المفاصل، فإن ذلك لا يعني بتاتاً أن الولايات المتحدة مهيأة نفسياً أو سياسياً لخوض حرب كبرى جديدة تعرف جيداً أنها ستُدخِلها في مستنقع الدم والاستنزاف، وأن دخولها أسهل من الخروج منها.
ولو ذهبنا بالتصعيد اللفظي والميداني الأمريكي إلى ما دون الانجرار للتورط الكلي والشامل في سورية، إلى مستوى تصعيد الاعتداءات الجوية والصاروخية مثلاً، من دون الدخول بعشرات الآلاف براً، فإن ذلك سيمثل تحدياً مباشراً لمنظومة الدفاع الجوي فوق سورية، وهو ما لا يمكن لسورية أو روسيا أو إيران أن تسكت عنه، كما سيمثل تصعيداً خطيراً لا يمكن التنبؤ بعواقبه الإقليمية والدولية خارج سورية. وروسيا لم توافق على دخول الميدان، بناءً على طلب الدولة السورية، لكي تتعرض لإهانة أمريكية قد تهز صورتها العالمية من دون أن ترد بقوة. وسورية لم تدفع أغلى التضحيات وتصمد مثل هذا الصمود الأسطوري لتواجه عدواناً كهذا لو وقع ويداها مكتفتان، فالدفاعات الجوية السورية تمتلك إمكانات كبيرة ومهمة، والرد قد لا يكون جوياً فحسب على أي حال، فما يبدأ جوياً لا ينتهي جوياً بالضرورة. والنقطة الأخرى هنا هي أن تصعيداً من هذا النوع قد يفتح الأبواب لمواجهة كبرى مع إيران على مستوى إقليمي، قد تفجر المنطقة في الواقع، ولن يكون الكيان الصهيوني بمنأىً عنها على الأرجح.
من الواضح أن دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة في سورية راح يتبلور أكثر فأكثر كحملة ضد الدولة السورية ومحور المقاومة وروسيا، وثمة فروق عديدة بين قطبي هذا الصراع، منها أن محور المقاومة وروسيا يحاربان في مجالهما الحيوي، أما الولايات المتحدة وحلفاؤها فيسعون للتمدد خارج مجالهم. النقطة الثانية هي أن حلفاء سورية أكثر تماسكاً من حلفاء الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الذين نرى الصراعات تمزقهم. النقطة الثالثة هي أن سورية تدافع عن وجودها وحياتها، بينما تمارس الولايات المتحدة وحلفاؤها المغامرة العدوانية، والأفضلية في معركة من هذا النوع تقع إلى جانب المدافع، بحسب حكيم «فن الحرب» الصيني صن تزو. والمقصود مما سبق أن حزم وإصرار سورية وحلفائها أكبر بكثير، وهو ما يلمسه القاصي والداني، ولاشك في أن الولايات المتحدة تدركه أيضاً، وتدرك معنى التورط في صراع عسكري مع طرف قرر أن يخوض المعركة حتى النهاية.
وتستطيع الولايات المتحدة أن تعيث خراباً وأن تثير الفتن وأن تطيل أمد الأزمة في سورية، وتستطيع هي وحلفاؤها أن يعطلوا الحل السياسي، لكنها لا تستطيع «انتزاع سورية» أو احتلالها أو فرض التبعية عليها، ولذلك فإن اللعبة الأمريكية في سورية اليوم تقوم على التظاهر بالتفلت لدخول الحلبة بكامل عددها وعتادها، إنما هو تهويلٌ وتهويشٌ هدفه إيجاد موقع مؤثر لها على طاولة المفاوضات وعدم الخروج من المولد بلا حمص في صياغة مستقبل سورية في اللحظة التي بات من الواضح فيها أن الميزان الميداني والسياسي يميل فيها بشكلٍ حاسمٍ مع سورية وحلفائها. فالولايات المتحدة لا تملك القدرة ولا الاستعداد لفرض رؤيتها على مستقبل سورية، إنما باتت في موقع من يحارب «التهميش» في سورية، ونلاحظ هنا أن حسها «الهجومي» ازداد طردياً مع انهيار وضع الجماعات التكفيرية والعصابات المسلحة.
كما تحاول الولايات المتحدة من خلال التهويش و«الهوبرة» أن توحي لحلفائها في أنظمة البترودولار أنها تسير بالاتجاه الذي ما برحوا يتوسلون إليها أن تتبعه في سورية منذ سنوات، وهو الانخراط العسكري المباشر، ولكنهم سيكتشفون أنهم خُدِعوا في النهاية، بعد أن يكونوا قد قدموا التعاون المطلوب منهم أمريكياً في ملفات شتى، من الابتزاز المالي إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني.
تحاول الإدارة الأمريكية أيضاً أن تبدو أكثر صلابةً وتماسكاً من إدارة أوباما التي طالما اتهمها ترامب بالضعف والتردد، إنما حدود القوة الأمريكية في سورية التي واجهت الإدارتين هي التي تفرض نفسها، وفي الحالتين، لم تجد الإدارة الأمريكية مفراً من القبول بالرعاية الروسية للحل السياسي في سورية، إن أرادت أن تسلك باب الحل، وإن لم ترد، فإن عليها أن تقبل بالتهميش. وإن أرادت المواجهة مع محور المقاومة، فإن ذلك سيفتح أبواب الجحيم في الإقليم ككل، فخيارها الأفضل يظل محاولة تحسين شروط الحل من منظورها وتدعيم وضعها في سورية من خلال الوكلاء المحليين والإقليميين، وقد ثبت بعد ست سنوات ونيف منذ بداية الأزمة أنهم مثل «معلميهم» في الإدارة الأمريكية يقوون على التدمير والتخريب ولا يقوون على فرض رؤيتهم ومشروعهم.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


السنة والشيعة صراع على السلطة ام على الجنة؟
بقلم: الباحث محمد بوداي

ظاهرة الشّعراء الصّراصير
بقلم: فراس حج محمد



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور ابراهيم علوش |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//