جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

ألم يكن من الأفضل للرئيس الأسد لو قبل بـ"العروض الخليجية"؟! | بقلم: اللواء الدكتور بهجت سليمان
ألم يكن من الأفضل للرئيس الأسد لو قبل بـ"العروض الخليجية"؟!



بقلم: اللواء الدكتور بهجت سليمان  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
02-07-2017 - 1777
- لو أن الرئيس السوري بشار الأسد، فك علاقة سوريا مع "حزب الله" ومع إيران، وحصلت سوريا على عشرات المليارات الخليجية السخية.. ألم يكن ذلك أفضل من هذا الدمار والقتل الذي جرى في سوريا الآن؟
الجواب:
- هذا النوع من الأسئلة، يشبه سؤال: (لو أن الفلسطينيين والعرب، ارتضوا بقرار تقسيم فلسطين بين العرب واليهود عام "1947".. ألم يكن ذلك أفضل للعرب وللفلسطينيين، مما جرى في فلسطين ومع فلسطين، بعدئذ؟)
- هذان السؤالان وأمثالهما، يجسدان نمطاً من التفكير الذي يؤمن بأن:
/ الشعوب لا قيمة لها،
/ وبأن الحق لا مكان له،
/ وبأن الكرامة والإباء والاستقلال لا محل لها من الإعراب،
/ وبأن الغاية الأسمى للبشرية، هي تحقيق الحاجات البيولوجية والفيزيولوجية،
/ وبأن التبعية للأعداء وتسليم زمام الأمور لهم، هي الطريق السليم للبقاء،
/ وبأن تماهي القيادات مع حقوق الشعوب، والتمسك بهده الحقوق، ليس شجاعةً بل هو حماقة،
/ وبأن التفريط بحقوق الشعوب والتنازل المسبق عنها، هو طريق النجاة والسلامة الوحيد.

- ولأن أصحاب هذا النمط من التفكير الانهزامي الاستسلامي، هم أصحاب الحل والربط في معظم أطراف النظام العربي الرسمي.. لذلك باتوا قادرين هم وزبانيتهم وأبواقهم، على طرح مثل هذه التساؤلات الخبيثة التي تهدف إلى:
1 - تبرئة ذمة الاستعمار القديم والجديد من المسؤولية الأولى والأخيرة عن الواقع القاسي والمؤلم الذي يعيشه الوطن العربي، منذ عقود عديدة وحتى اليوم.
2 - تبرئة ذمة الصهيونية و"إسرائيل" مما جرى في فلسطين من اغتصاب لها وتشريد لشعبها، وتحميل مسؤولية ذلك للقوى الوطنية والقومية واليسارية الشريفة التي رفضت الانخراط في المشروع الصهيوني.
3 - تبرئة ذمة "آل سعود" والملك الأردني "عبدالله الأول" وعدد آخر من الحكام العرب، من المسؤولية الأساسية عن نجاح المشروع الصهيوني، عبر انخراطهم الكامل ومشاركتهم الأساسية في عملية تأمين وتنفيذ وتحقيق المشروع الصهيوني في اغتصاب فلسطين وتسليمها لليهود كي يجعلوا منها "إسرائيل" الحالية بما لها من دور استعماري جديد، يستهدف الوطن العربي وباقي المنطقة.
4 - تحميل المسؤولية للذين رفضوا المشروع الصهيوني، ممن وقفوا ضده منذ اللحظات الأولى، وممن حملوا راية رفض هذا المشروع الاستعماري الجديد، وممن لا زالوا يحملون راية رفض ذلك المشروع، بدءاً من "جمال عبد الناصر" مروراً بـ"حافظ الأسد" وصولاً إلى "بشار الأسد".
5 - تعميم وترسيخ ثقافة الخنوع والإذعان، وتشويه وتسفيه ثقافة الصمود والتصدي للعدو ولمشاريعه التدميرية، عبر تسويق المقولات التي تؤكد بشكل متواصل أن الاستسلام أمام العدو، أقل خسارة بكثير من مواجهته.
6 - وهذا النمط من "التثقيف" الخبيث والمسموم، يهدف إلى افتراض السذاجة والتفريط لدى القوى الشعبية والنخبوية العربية التي رفضت التفريط والاستسلام، وافتراض الحنكة والحرص لدى الحكام والنخب العربية الذين انساقوا مع الاستعمار القديم والجديد، وجعلوا من أنفسهم أدوات طيعة له.
7 - والجانب الأهم في تعميم هذه "الثقافة" الخبيثة والمسمومة، هو افتراض حسن النية لدى قوى الاستعمار القديم والجديد عامةً ولدى "إسرائيل" خاصةً.. سواء لدى القول بأن العرب، لو كانوا قبلوا بقرار تقسيم فلسطين عام "1947"، لكانت "إسرائيل" توقفت عند ذلك الحد، ولكانت الحصة الفلسطينية الواردة في قرار التقسيم، بيد الفلسطينيين حتى الآن، ولما كانت الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، قد احتلت عام "1967". أو عبر القول بأن "الرئيس بشار الأسد" لو قبل بالعروض الخليجية والتركية والفرنسية، لما كان ما حصل في سوريا من دمار وقتل وخراب، قد حصل.
8 - والحقيقة، هي أن قبول الفلسطينيين والعرب بقرار التقسيم حينئذ، كان يعني:
أولاً: شرعنة الاغتصاب والاحتلال الاستيطاني الدائم.
ثانياً: تسهيل مهمة الاحتلال والاغتصاب الصهيوني الاستيطاني، وتعبيد الطريق له، واختصار الزمن أمامه في تحقيق وتنفيذ المشروع الصهيوني الذي يقول (أرضك يا إسرائيل، من الفرات إلى النيل). لا بل، لو حدث ذلك وقبل العرب بقرار التقسيم، واستسلم الشعب الفلسطيني لجلاده الإسرائيلي.. لكان مشروع "إسرائيل من الفرات إلى النيل" قد تحقق كما تحقق اغتصاب فلسطين، ولكان الوضع العربي "السيء الآن" أسوأ بكثير مما هو عليه الآن.
9 - ولو قبل الرئيس "بشار الأسد" بـ"الإغراءات!!!!" الخليجية والتركية والفرنسية، لكانت سوريا الحالية قد زالت من التاريخ، ولكان قد سهل لهم ولأسيادهم في المحور الصهيو-أمريكي قبلهم، تحويلها إلى عشرات الكانتونات المتصارعة والمتقاتلة والمتذابحة، إلى أن تنتهي سوريا الحالية.. وذلك على عكس عمليات التسويق المخادعة والمنافقة التي تقول بأن سوريا كانت ستصبح "هونغ كونغ" العرب و"سنغافورة" وغيرها.
10 - كيف؟ ولماذا؟
أولاً: لأن الوعود الاستعمارية هي وعودٌ عرقوبية.
وثانياً: لأن الغاية من تلك الوعود، هي الاستفراد بسوريا من خلال فصلها ليس فقط عن حلفائها وأصدقائها، بل فصلها عن تاريخها وعن مبادئها وعن قيمها وعن مصالحها وعن طموحات أبنائها.
وثالثاً: وعندما يجري الاستفراد بسوريا، تجري مساعدتها مالياً، سنوات قليلة إلى أن يجري التحكم والسيطرة الكاملة عليها من قبل المحور الصهيو-أطلسي وأذنابه الأعرابية الوهابية الإخونجية، ثم يجري تفكيكها وتفتيتها، كما جرى في يوغسلافيا.
أي أن القبول بما يريده المحور الصهيو-أطلسي، لا يعني نجاة سوريا مما حل بها الآن، كما يقول البعض، بل كان يعني تسليم سوريا، بالتراضي، لذلك المحور الاستعماري ولأذنابه، لكي يفعلوا بها كما يريدون. وما يريدونه لسوريا، هو السحق والمحق، شعباً ودوراً، لأن سوريا تشكل عقدةً للاستعمار القديم والجديد، لا حل لها عندهم إلا بالقطع، ليس فقط لأنها منبع الحضارة والتاريخ وقلب العالم، بل لأنها أيضاً قلب العروبة النابض وذراعها الصلب، ولأنها حاضرة الاسلام القرآني المحمدي المستنير، ولأنها قلعة المسيحية المشرقية الأصيلة.. ولذلك كانت سوريا ولا زالت تشكل عقبةً كبيرةً أمام المشاريع الاستعمارية القديمة والجديدة، فقاموا بتقسيمها وتفتيتها منذ مئة عام، من خلال سايكس بيكو، والآن يريدون تفتيتها وتفكيكها من جديد، لكي ينتهوا وإلى الأبد من هذه العقبة الكأداء التي تقف أمام أطماعهم.

- ولأن أسد بلاد الشام: الرئيس بشار الأسد، هو الممثل الشرعي والقانوني والأخلاقي والمبدئي والنضالي، لسوريا ولشعبها.. وقف كالجبال الراسخات أمام ذلك المشروع التدميري لسوريا، بشقيه الإغرائي الاحتوائي، والإرهابي المتأسلم.. ومهما كانت الخسائر الحالية نتيجة مواجهة ذلك المشروع الاستعماري، والتي يمكن تعويضها عند انتهاء الحرب - كما جرى ويجري لدى جميع الشعوب الحية عندما تنتهي الحرب عليها - فهي أقل بكثير مما ستكون عليه، لو جرى تسليم القرار السوري لأعداء سوريا، أو لو تحققت لهم هزيمة سوريا الأسد.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


هل تعلم في حال إتحاد الدول العربية ماذا سيحدث ..؟
بقلم: إحسان الفقيه

الاستقلال الوطني والقومي
بقلم: الطيب الدجاني



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب اللواء الدكتور بهجت سليمان |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//