جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

نصر القابون واستراتيجية التسكين والتمكين | بقلم: الدكتور ابراهيم علوش
نصر القابون واستراتيجية التسكين والتمكين



بقلم: الدكتور ابراهيم علوش  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
17-05-2017 - 1718
التركيز على قتال "داعش" و"النصرة" والتوجه شرقاً وجنوباً شكّل السياق الاستراتيجي لمذكرة مناطق تخفيف التوتر، كما لاحظ أي مراقب حصيف للمشهد السوري.  الجيش العربي السوري وحلفاؤه يغذون الخطى باتجاه الحدود العراقية، يقابلهم "الحشد الشعبي" من جهة العراق، ويقتربون من معبر التنف.  وفي شرق تدمر تتسع حلقات سيطرة الدولة على وقع خطوات حماة الديار.  وفي الخلفية تؤتي المصالحات أكلها في ريف درعا ودمشق، في برزة وتشرين والقابون.  مطار الجراح في ريف حلب يعود إلى حضن الدولة.  والسياق العام هو قرب استعادة سيطرة الدولة على عموم الجغرافيا السورية.
أما السياق الأهم فهو تقطيع أوصال مناطق النفوذ التي يحاول الأمريكيون أن يغترفوها شرق سورية وجنوبها وصولاً إلى تطويقها، وهي المعركة الأهم استراتيجياً.  فتسكين جبهة هنا يأتي من أجل التمكين في جبهة هناك، أو بالعكس، فقد يتلو التمكينَ العسكريَ التسكينُ السياسيُ، لتعودَ المناطقُ واحدةً تلو الأخرى إلى حضن الدولة بجميع الأحوال. 
العلامة البارزة على مثل ذلك التسكين، ببعديه السياسي والميداني، كان إعلان السيد حسن نصرالله بكل هدوء عن انتهاء معركة الجرود على الحدود اللبنانية-السورية، وتسليم مواقع الحزب على الجهة اللبنانية فيها للجيش اللبناني، باستثناء عرسال التي عرض السيد حسن أن يتم ترتيب مصالحة بين مسلحيها والدولة السورية ليخرجوا إلى إدلب أو إلى حيث يتم الاتفاق مع الدولة السورية، مما يأتي ضمن السياق نفسه تماماً.
القابون إذاً تحصيل حاصل للتقدم المظفر للجيش العربي السوري وحلفائه على رقعة الشطرنج السورية من جهة، ولسياسة المصالحات الحكيمة من جهةٍ أخرى، وكلٌ منهما يتمم الآخر: التسكين والتمكين، أو التمكين والتسكين، كما يشاؤون، وإن كانت الدولة السورية تفضل سياسة حقن الدماء ولا تألو جهداً في التجاوب مع أي مبادرة باتجاهها.
ويكتسب تأمين القابون وتشرين وبرزة أهمية قصوى بالنظر لما كان يتسرب عبرها من قصف وتهديد لأجزاء من دمشق، ومن الصلة التي كانت تقيمها، عبر شبكة أنفاق كبيرة، مع مناطق المسلحين في الغوطة الشرقية، وهي شبكة كان كشف بعض مداخلها والولوج إليها هو ما دفع مسلحيها للنزول عن الشجرة العالية التي تسلقوها إلى "الباصات الخضراء" المتجهة لإدلب. 
الأهمية الاستراتيجية للقابون تتلخص بتجفيف منابع الإرهاب في محيط دمشق، وقطع صلة الوصل مع مناطق المسلحين في الغوطة الشرقية والتهيئة للإطباق عليها، وتأمين طريق دمشق-حمص، والأهمية الرمزية لمحطة باصات البولمان التي كانت تربط دمشق بالمحافظات، فقد كانت القابون تقليدياً المدخل الشمالي لدمشق. 
جوبر والتضامن واليرموك على الطريق طبعاً، إن عاجلاً أم آجلاً، مصالحةً أم حرباً، فهي ليست أبعد منالاً من سواها، والفرز بين "داعش" و"النصرة" من جهة، وغيرهما من جهة أخرى، يدشن الطريق إليها.  وقد شهد مخيم اليرموك الأسبوع الفائت خروج مئات مسلحي "النصرة" وذويهم إلى ريف إدلب، كجزء من المرحلة الثانية لاتفاق المدن الأربع (الفوعا-كفريا-الزبداني-مضايا).
وقد أرسلت الكفاءة الاستثنائية لمرتبات الجيش العربي السوري وحلفائه في عشوائيات القابون، وأنفاقها متعددة الطوابق، وشوارعها الضيقة، رسالة استبسالٍ وإرادةٍ ومرونةٍ سيتردد صداها أبعد كثيراً من القابون لدى كل من يعتقد أن المناطق المبنية المكتظة بالاسمنت والأنفاق والتكفير ستبقيه بمنأى عن أيدي الدولة في أي جحرٍ سحيق قد يلجأ إليه، كما أرسلت رسالةً واضحةً للعدو والصديق بأن الجيش العربي السوري بات يمتلك القدرة على إعادة صياغة نفسه بسلاسة، بحسب مقتضيات الميدان وضروراته في القرن الحادي والعشرين، من النقيض إلى النقيض، أي من الشكل النظامي التقليدي إلى الشكل غير التقليدي للحرب في مواجهة لاعبين غير تقليديين أنتجتهم الحروب بالوكالة أو حروب الجيل الرابع بما يضارع أفضل قوة حرب عصابات من فيتنام إلى غيرها، ويشير المحللون الصهاينة أن امتلاك مثل هذه الخبرات متعددة المجالات، النظامية وغير النظامية، وامتلاك الملاءة الميدانية والاستراتيجية للمزاوجة فيما بينها، بات يقض مضاجعهم فيما يتعلق بحزب الله، ولا شك أنه يقض مضاجعهم أيضاً فيما يتعلق بالجيش العربي السوري.  ففي سورية اليوم يوضع اليوم المعيار العالمي لإفشال حروب الجيل الرابع واحتوائها، وثمة آلام تضحيات كبيرة من دون شك، لكنه ميلاد كونٍ جديد، على يدي دمشق.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


بيان صحفي صادر عن المؤتمر القومي العربي الثامن والعشرين
بقلم: جامعة الأمة العربية

‏هل عدو عدوي هو صديقي؟ اشتراك إسرائيل في حرب اليمن
بقلم: ترجمة: د. علي فطوم



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور ابراهيم علوش |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//