جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

روسيا العظمى، من العقيدة إلى الثروه . . من التحالف الي الوساطة . . طبعا دستوركم مرفوض . . طبعاً سوريه عربيه | بقلم: مجدي عيسى
روسيا العظمى، من العقيدة إلى الثروه . . من التحالف الي الوساطة . . طبعا دستوركم مرفوض . . طبعاً سوريه عربيه



بقلم: مجدي عيسى  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
01-02-2017 - 1916
من العدالة أن نعطي لكل ذي حق حقه، من الجحود أن ننكر - عند الاختلاف - كل ما قدمته لنا الدول الحليفة في أشد اللحظات التي مرت بأمتنا سواداً، ومن هنا كان من الواجب علينا الإقرار بما قدمته روسيا للشقيقة سوريه، كما سبق وقدم الإتحاد السوفيتي للعرب الكثير.
ورغم أنه يحلو لبعض غلاة النيوليبراليين والتيارات الظلامية وعملاء الأنظمة العربية المندسين وسط هذه الجموع أن يقارنوا بين الاتحاد السوفيتي ومن بعده روسيا وأمريكا من حيث حجم المساعدات والمعونات والمعاهدات وأنواعها ويجيرون النتيجة النهائية لصالح زعيمة الاستعمار العالمي "امريكا" .
ورغم وضوح مدى خطأ وتهافت هذه المقارنات الساذجة، إلّا أنه من المفيد الدخول في مناقشة تؤدي إلى ترسيخ أفكارنا، ليس بغرض اختبار مدى صحتها فقط، ربما بغرض ممارسة لذة تمزيق تلك القطع التي تستر عورة المذكورين سابقاً.
مبدئياً، وكما نعلم جميعاً، لاتوجد في السياسة عداوات ولا صداقات دائمة، توجد مصالح دائمة، الفارق بين العلاقات التي تقوم علي قاعدة المصالح المتبادلة وتلك التي تقوم علي تحقيق مصالح أحد الطرفين هو ما يميز بين علاقات "الصداقة" وعلاقات "التبعية".
أنت صديق طالما تحقق علاقتنا مصالح مؤكدة لبلدينا، وأنت تابع إذا آلت هذه العلاقات إلى نتائج تحقق مصلحة طرف واحد فقط.
عندما تقدم لي المصانع والخبراء وتتولي تعليم طلابنا وتدريب علمائنا في جامعاتك وتقدم لي السلاح بل وتشارك معي بالخبراء والضباط والجنود والطيارين وبكامل معداتهم وأسلحتهم في حروب مفتوحة ضد اعداء مشتركين لنا . وعندما ترفض التدخل في الشأن الداخلي لبلادي - الا بناءا علي طلب رسمي من السلطة الشرعية في بلادي - وعندما تساهم في أنشاء الجامعات والمدارس والمستشفيات والمعاهد البحثية مع بناء قصور الثقافة بالتوازي مع بناء المصانع تسمي هذه ب "علاقات الصداقة " أو "علاقات التحالف".
وعندما تبيع لي أسلحتك الخردة والمتخلفة وتبيع لعدوي أحدث أسلحتك المتقدمة التي لم يستخدمها حتى جيشك وعندما تبيع لي مصانعك المتخلفة كثيفة الاستهلاك للطاقة وذات الآثار البيئية المدمرة، وعندما تصدر لي كل أنواع السموم البيضاء من المخدرات العادية والتخليقية ومعها المبيدات والتقاوي المسرطنة، وعندما تحرم بلادي من الانتفاع بخيرة عقولها بالاغراءات المادية حيناً وبالقتل والتصفية الجسدية أحياناً وعندما تسعى إلى دفن نفاياتك النووية والصناعية في أرض بلادي، وعندما تقيم قواعدك العسكرية فوق ذات الارض لحماية مصالحك وأستثماراتك النفطية، وعندما تتدخل عسكرياً لتدمير بلادي وإعادتها للقرون الوسطى إذا فشلت أدواتك وعملائك في تحقيق ذات النتيجة ..
يسمي هذا بـ "علاقات التبعية".
كما نعلم ،ورثت روسيا الدور السياسي لكنها لم ترث الدور الامبراطوري للأتحاد السوفيتي ، هذا الدور الامبراطوري كان مغلفا" بأسباب عقائدية لكنه كان يخفي في طياته مصالح حقيقية ومشروعة لهذه الامبراطورية "الاشتراكية" الأن تحولت روسيا من تغليف المصالح بشعارات عقائدية الي ممارسة دورها دفاعا" عن مصالحها بشكل صريح وبلا مواربة .
لاينكر الا جاهل أو جاحد أن روسيا مارست دور الصديق والحليف مع الشقيقة سوريه بكل شرف ونزاهة .. دور الحليف هذا لن يستمر الي الأبد طالما تحققت علي الأرض عدة نجاحات ونتائج وثمرة لهذا الحلف الاستراتيجي الذي ربط الدولتين - مع دول وقوي اقليمية وسياسية اخري - وجاء الوقت الذي تتحول فيه الحرب الي استعمال وسائل اخري غير السلاح الذي تم هزيمته علي الارض .
لاينكر الا جاحد أو جاهل أن المساهمة الروسية في هذه الحرب - مع أسباب أخري طبعا" أولها تضحيات الضباط والجنود والشعب العربي في سورية ذاته - كانت السبب الرئيس في صمود سورية ثم انتقالها الي مرحلة تحقيق انتصارات باهرة بدأت بتحرير حلب وتطهيرها من البؤر الارهابية ولن تنتهي الا بتطهير سورية كلها من رجس هذه الجماعات .وعندما تتغير قواعد اللعبة خارجيا - بفعل ثورة 30 يونيو ضد حكم الاخوان في مصرومحاولة الانقلاب علي اردوغان في تركيا وفوز دونالد ترامب في امريكا .
هنا يتوجب علي الحليف اذن ينتقل الان من مواقعه العسكرية الي مقعده في وسط الطاوله وسيطا" مقبولا" - من خصوم وأعداء طالموا وصفوه بالعدو وبأنه يمارس أحتلالا" عسكريا" - قبل أن يكون مقبولا" ومطلوبا" من سورية ذاتها ..
أيهما أفضل للعب دور الوساطة ؟؟
أمريكا التي ترتبط مصالحها مع الحفاظ علي بقاء العدو التاريخي للامة العربية "اسرائيل" والتي تحمي وجوده بمجموعة أنظمة غارقة في التبعية حتي النخاع مثل أنظمة الخليج وغيرها .أمريكا العدو الرسمي لأمتنا العربية أم أوروبا التي تمارس ذات الدور ولكنها تابعة للامريكان هل نقبلها كوسيط ؟؟
أم روسيا التي أرتبطت مصالحها ووجودها في الوطن العربي والشرق بوجودها في سورية التي ترتبط معها بمعاهدات وتحالفات ظهرت نتائجها علي أرض المعركة ذاتها بأعتراف العدو قبل الصديق .. روسيا هذه هل نرفضها كوسيط ؟؟
الوسيط في المفاوضات الدولية ليس سمسارا" عقاريا" ، فهو يمارس الوساطة وكلا الطرفين يعلم أن الوسيط قادرعلي حماية تنفيذ ما يتم الوصول اليه من نتائج للمفاوضات التي يشارك فيها بهذا الدور تكريسا" لعودته بقوة الي هذا المسرح توطئة لمصالح اقتصادية قادمة لاشك .. هذا الوسيط أيضا" يستطيع - عبر ممارسة قوته الحديدية والحريرية ان يدفع الاطراف الي قبول اتفاقات لم يكونا ليقبلا بها لولا علمهما بما تحت يد هذا الوسيط من اوراق للعب علي الارض .. هذا الوسيط مازال يمارس مع سورية دور الحليف لكنه في المفاوضات وعلي طاولتها من حقه طرح مسودات لمشروعات ومن حق الاطراف قبولها او رفضها او تعديلها .. وفقا لموازين القوي علي الارض .. هذا الحليف أخيرا" لم يقرر الانتقال الي كراسي المشاهدين او المراقبين وما المانع ان يصل به موقعه كوسيط الي قرار سريع بالعودة الي خندق انطلق منه مترددا وعاد اليه مسرعا واثقا ؟

ليس سرا" أن ما يعلن عنه في الحروب - والمفاوضات أحد أشكال الحرب كما نعلم - هو أقل بكثير جدا مما تخفيه أضابير العلاقات بين الدول . من حق الوسيط -بل من واجبه - أن يطرح مسودات مشروعات ويضع جدول أعمال ونقاط للمفاوضات ، ومن حق الأطراف - بل من واجبهم - القبول أو الرفض وفقا" لمعادلات وموازين القوي علي الأرض .
وكل ثقة في أن روسيا التي تتهيأ للعودة بقوة الي المسرح العالمي بالاشتراك مع قوي عالمية أخري كالصين واليابان ، هي الوسيط الأنسب بالنسبة لسورية - رغم هذا المشروع المرفوض من سورية ومن كل القوي القومية والتقدمية - وهذا الدور لن يخذل دور الحليف بكل تأكيد.
لاتسارعوا بأدانة صديق حليف قدم لنا الكثير والأجدي خوض حرب لفضح العدو الذي قدم للمرتزقة السلاح ولهؤلاء العملاء الذين قدموا لذات المرتزقة كل أنواع الدعم المالي .
تعلموا أن توجهوا سلاحكم ورصاصاتكم الي العدو الحقيقي في الوقت المناسب .
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


ما توقعناه قبل شهور تحقق، انظروا إلى الشمال السوري وإليكم السناريوهات المقبلة
بقلم: كمال خلف

مشروع (المناطق الآمنة) خطة لتقسيم سورية
بقلم: العميد د أمين محمد حطيط



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب مجدي عيسى |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//