جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

ماذا بعد حسم معركة حلب اميركيا ودوليا؟! | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
ماذا بعد حسم معركة حلب اميركيا ودوليا؟!



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
06-12-2016 - 1699
باتت معركة حلب اليوم محسومة النتائج و لا يمكن تصور فعل او حادث يعيد عقارب الساعة الى الوراء فيها ، فالمساحة التي تم تطهيرها حتى الامن تتجاوز ثلثي المساحة التي افسد الإرهابيون امنها ، و اعداد الإرهابيين الذين اندحروا من الأجزاء المطهرة حديثا و تجمعوا في الثلث الباقي بات اقل من نصف العدد الأساسي (أي 5 الاف إرهابي) و المدنيون الذين اتخذوا دروعا بشرية يحتمي بهم المسلحون انتفض معظمهم و منهم من خرج و نجا و منهم من بات يجاهر بالتمرد على إرهاب المسلحين و النتيجة الخلاصة للمشهد ان الارهابيين انهاروا في حلب و بات السؤال محصورا كي ستكتب نهايتهم و تطهر الاحياء المتبقية من المدينة منهم ؟
لقد شكل الإرهابيون بعد انهيارهم في الأسبوع الأول من بدأ مرحلة التطهير على يد الجيش العربي السوري و حلفاؤه ، شكلوا ما اسموه "جيش حلب " و هو واقعا لا يعدو كونه "تجمع فلول الإرهابيين في حلب " و هذا عادة ما هو مألوف في التاريخ العسكري عندما تنهزم القوى و تشتت على الجبهات يعاد تنظيم الفلول المتراجعة و المنسحبة من الجبهات لتستعمل في معركة الإعاقة و التأخير و هذا ما حصل في حلب مع ملاحظة مهمة ان تجمع الفلول هذا نشأ على حال من الانهيار المعنوي الادراكي و اليأس من القيام باي عمل يغير وجهة المعركة مع الشعور بان الجميع سلم بالنتيجة المؤكدة للمواجهة و هي خروج حلب بكل احيائها من دائرة افساد الارهابين و نفوذ المسلحين .
في ظل هذا المشهد الذي جهدت اميركا في منع حصوله ، و عملت كل ما بوسعها للحؤول دون الوصول اليه ، بات عليها ان تتعامل مع الواقع بموضوعية وواقعية ، فهي فشلت في المناورات السياسية و الوعود و الهدنات ، و فشلت في الحملات و الغزوات في الميدان و انقلبت "ملحمة حلب الكبرى" التي دفعت الإرهابيين اليها  ،انقلبت الى كارثة كبرى على الإرهاب و رعاته ، و بعد كل هذا تخرج اميركا على العالم بموقفين يوحيان بالتناقض ما يفرض السؤال الان ما هي حقيقة الموقف الأميركي الممكن اعماله في الأيام الأربعين المتبقية من حكم أوباما ، و أي مشهد يريد أوباما توريثه لترامب في سورية ؟
في الموقف الأول خرج وزير الخارجية الأميركي كيري وخلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية روسيا لافروف، خرج باقتراح رزمة من الأفكار حول حلب تطابق الموقف الروسي على حد ما قال لافروف وهذا يعني ان كيري اقتنع أخيرا بان كل الحيل والمناورات لن تبقي الإرهابيين في حلب وان عليه ان يختار بين اخراج من تبقى منهم سالما او تعريضهم للموت المحتم خلال العملية العسكرية الجارية من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه، فاختار الحل الأول وسارع الى لافروف داعيا الى وضع الالية التنفيذية للموضوع.
اما الموقف الثاني اميركيا فقد صدر من الكونغرس الأميركي عبر قراره رفع الحظر عن تزويد الإرهابيين في سورية بسلاح مضاد للطائرات ما يعني ان اميركا التي سلمت بخسارة حلب، لم تسلم بخسارة الحرب في سورية، وهذا ما المحت اليه موغريني باسم اروبا والغرب كما يبدو، بقولها ان "انتهاء معركة حلب لا يعني انتهاء الازمة في سورية".
قد يبدو او قد يقال ان اميركا اتخذت موقفين متناقض من الازمة السورية موقف بعبر عن جنوحها الى الحل السلمي للمسلحين في حلب و حل يوحي او يؤكد استمرار اعتمادها على الإرهابيين و العمل بالحل العسكري للحصول على مكاسب في سورية ، اما نحن فأننا نرى ان الموفقين متكاملين متساندين و يخدمان فكرة و احد يبدو الغرب بقيادة اميركا مستمرا في اعتماها و هي فكرة العمل في الميدان و الاستمرار في القتل و التدمير و رفض التسليم بالخسارة ، و ان أوباما يريد او يورث ترامب واقعا في سورية يلزمه بالعمل العسكري و دعم الإرهابيين لانهم هم الجيش السري الأميركي الذي انشأته و تقوده المخابرات الأميركية .
لقد اختارت اميركا أخيرا و بعد عجز كل السبل الأخرى في انقاذ الإرهابيين في حلب ، اختارت ان تخرجهم لتحتفظ بهم قوة قتالية تحركها و تعتمد عليها في حرب استنزاف طويلة عملا بقرار اميركا " إطالة امد الصراع في سورية " طالما انها لم تحقق شيئا من اهدافها الاستراتيجية فيها ، و اختارت ان تزود الإرهابيين بالسلاح المضاد للطائرات بعد ان فشلت رغم اكثر من محاولة قامت بها فشلت في مشروع فرض مناطق حظر جوي في سورية و علمت ان القرار الروسي بالتصدي لأي طيران عدو لسورية هو قرار حازم و انه" لن يكون لدى منظومة الكشف و الإنذار الجوي الروسي في سورية وقت كافي لتبين هوية الثائرات المعتدية." على حد ما قالت روسيا رسميا.
وبالتالي فأننا نرى ان كلا الموقفين يخدمان هدف أميركي واحد في سورية هو الاستمرار في الميدان والمراوغة وعدم الاعتراف بالهزيمة، ففي القرار الأول تقرر الاقتصاد بالقوى من حيث العديد، وفي القرار الثاني جاء تعزيز للقدرات العسكرية من حيث نوعية التسليح وتمكين الارهابين من امتلاك طاقات دفاعية تمكنهم من الثبات في الميدان خدمة للاستراتيجية الأميركية المعتمدة مؤخرا وهي إطالة امد الصراع والاستمرار في حرب الاستنزاف.
هذا الواقع يفرض على معسكر الدفاع عن سورية استراتيجية هجومية مضادة ، استراتيجية تقوم على فكرة الحسم السريع و تطهير الجبهات تباعا لتضييق مساحات التماس و تقصير خطوط المواجهة ، و اننا نرى ان معركة حلب و بالشكل الذي تجري عليه الان هي النموذج المثالي لاستراتيجية الحسم الميداني السريع ، و قد حققت فيها سورية و حلفاؤها مكاسب فوق المتوقع في وقت اقل بكثير مما كان مخططا له ، كما ان المشهد السوري بعد حلب سيتغير راسا على عقب ، و صحيح ان معركة حلب لن تنهي فورا الازمة السورية ، لكنها ستنهي الاحلام الأميركية بالسيطرة على سورية كليا او جزئيا و ستنهي خطة تقسيم سورية. وسترسم الخط الذي منه تبدأ مرحلة انهاء الازمة السورية وبالشروط السورية وحدها.
اما على الصعيد الاستراتيجي الدولي فان معركة حلب وعلى النحو الذي تدار فيه، ووفقا للنتائج التي باتت مؤكدة ستشعل الضوء الأخضر لإعلان ولادة النظام العالمي الجديد على أنقاض الأحادية القطبية ولم يكن من فراغ ان تنبري روسيا ومباشرة بعد حسم اتجاه معركة حلب للإعلان عن استراتيجية خارجية جديدة لها اقل ما فيها القول بان روسيا عادت الى المسرح الدولي وبقوة تذكر بقوة الاتحاد السوفياتي الذي اقام التوزان الدولي طيلة معظم عقود القرن العشرين.


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//