جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

هل استطاع الدب الروسي تدمير عالم القطب الواحد؟ | بقلم: الدكتور نواف ابراهيم
هل استطاع الدب الروسي تدمير عالم القطب الواحد؟



بقلم: الدكتور نواف ابراهيم  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
19-09-2016 - 1819
كل العالم ينظر ويتطلع إلى المناطق التي تدور فيها الحروب وعمليات القتال الحربية، لكن الصراع الحقيقي الذي يدور الآن هو صراع تصفية الحسابات، حسابات المصالح بين الجبابرة ومن معهم، وهو السبب الأساس في نواة كل أحداث المنطقة والعالم خلال السنوات الأخيرة التي أرادت الأسر الحاكمة في العالم تغيير شكله ومضمونه بمايخدم مصالحهم.
نعم الصراع صراع تصفية الحسابات، ولكن لابد هنا من أن نعي أن من يتعامل مع القضايا الحالية على هذا الأساس هي الولايات المتحدة وحلفائها، لأنهم يحققون الربح الكبير بالدرجة الأولى بالتوازي مع سيعهم لتنفيذ المخطط المرسوم، يحققون أرباحاً طائلة من استثمار الإرهاب، ونقصد بالطائلة هنا من الناحية الاقتصادية والريعية لمشاريعهم القادمة والمرسومة إلى مابعد ما يجري حالياً، وأما الأرباح الأخرى جراء تطبيق المخطط فهي نسبية، وتختلف من ملف إلى آخر، ونقصد بالتحديد هنا المشاريع السياسية والجيوساسية وملحقاتها، وهذه السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة على عكس السياسة التي تتبعها روسيا وحلفائها، الذين يعتبرون أنفسهم الآن بين خطي نار، فخط النار الأول هو خط مواجهة الإرهاب العالمي الذي بات خطراً على الأمن والسلم العالميين، والخط الثاني المواجهة السياسية والدبلوماسية وكل ما يرتبط بها من مصائد ومكائد تكون في بعض الأحيان أخطر وأشد وطأة على الدول من الإرهاب المسلح بعينه، ومن هنا نرى أن أولوية كل طرف واضحة تماما من خلال السلوكيات وطريقة التعامل مع الأحداث الراهنة بغض النظر عن الصح والخطاً في سلوك هذا الطرف أو ذاك.
ومن خلال التطورات والاستدارات الراهنة، في أدق لحظات القرن حيث يقف الجميع متأهبين في طرف الهاوية، نرى أن الرئيس فلاديمير بوتين استطاع بعد قمة الدول العشرين الكبرى التي عقدت مؤخراً في جمهورية الصين الشعبية، ومن خلال تحالفاته الاستراتيجية المتعاقبة وبنجاح كبير مع الدول التي كانت تسمي نفسها حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، سواء أكان في منطقة الشرق الأوسط أو دول الغرب أو أوربا الشرقية والدول المتاخمة لروسيا من بقايا الاتحاد السوفييتي السابق، استطاع الرئيس بوتين بهدوء بالغ وبأعصاب شديدة البرودة في الوقت الذي يشعل الحلف الآخر النيران حول روسيا وأمامها وخلفها ومن كل جوانبها، وفي أي مكان تتواجد فيه أو تريد التواجد فيه، ففي الوقت الذي كانت فيه توقد النيران وتحفر الحفر الملغومة أمام كل خطوة من شأنها حل الملفات الساخنة وعلى رأسها الملف السوري، كان الرئيس بوتين يقيم الوضع من وجهة نظر واسعة وشاملة لا تتوقف على المصلحة الخاصة لروسيا أو لشخص الرئيس بوتين نفسه كما يروج بعض الإعلام العربي والغربي في إطار الحرب النفسية والإعلامية الداعمة للمخطط العام لما يجري في العالم منذ عدة سنوات، ومنذ بداية الحرب التي جاءت بأغطية الربيع العربي وبطرابيش السلاطين وعباءات الأمراء والملوك، ورغم كل الاستفزازات والحصار الاقتصادي والعقوبات والمحاولات التي قامت بها الولايات المتحدة وحلفائها للف الحبل حول عنق روسيا وردعها عن اتخاذ إجراء أو موقف جديد يخرب عليهم طبخة العالم الجديد أو يسمح لروسيا بالعودة إلى محور العالم وقمة السيادة.
لم يقدروا على حصر روسيا في الزاوية أو إجبارها على أي تنازل في أي قضية من القضايا العالقة، نعم لقد استطاع الرئيس بوتين أن يشبك هذه الدول حتى المتناحرة فيما بينها بشكل عنكبوتي يستحيل على أحد منهم أن يخلق أي نزاع حقيقي يصل إلى درجة المواجهة، أو حتى قطع العلاقات، فعقد الصفقات وتوقيع العقود والاتفاقات وتوقيع المعاهدات وخلق مشاريع جديدة في شتى المجالات وصولاً إلى مد خطوط الغاز والطاقة والنفط وخطوط الجمارك الخضراء وخلق شبكة تواصل ومصالح ملونة بكافة الألوان لايمكن أن يحدث أي خلل في أي مرتكز من مرتكزاتها أو مفصل من مفاصلها، ولو حصل فسوف يقوم الجميع قومة الرجل الواحد لمحاسبة هذا الطرف، سواء قام بهذا الخلل من جراء نفسه ولغاية خاصة به أو كان بطلب من العم سام أو غير سام، لأنه لايمكن بعد الذي جرى من النتائج الكارثية التي حصلت في بعض دول الشرق الأوسط أن يسمح أحد ما بتكرار حدوث ذلك في بلده ولو كان من المشاركين في نسج ماجرى ويجري، وبالمقابل لايسمح له أي طرف من أطراف هذه الشبكة أن يتسبب في داخل بلاده بمثل ذلك لان الجسد الذي تم بناؤه على شكل يشبه تركيبة الإنسان المتناقضة فيما بينها يجعله في مأزق في حال تأذى أو بتر منه أي عضو من أعضائه فيقتل إن لم يصب بالشلل. أوليست هذه عبقرية العصر المفقودة أمام الغطرسة والجشع والطمع وحب السيطرة على العالم والتحكم به الذي يعتبر عقيدة ذاك الحلف الغربي الشرقي المشترك؟ بهذه الحالة خدم الرئيس بوتين كل هذه الدول بمافيها الصديقة وغير الصديقة، الحليفة والمعادية، ولكن بماهو يتطابق مع القوانين والشرائع الدولية في تقسيم الحصص والثروات في هذا العالم، دون أن يحتكرها طرف واحد يستثمر بالدمار والخراب كل مايريده، نعم هذه نقلة نوعية جديدة لروسيا وحلفائها في طريق سحق العالم الأحادي القطب نحو عالم متعدد الأقطاب، وليس فقط بل عالم متشابك متشارك كل طرف فيه يسعى إلى تحقيق التوازن لانه بانهيار منظومة واحدة منه حتما لن يكون هناك خيارا آخرا سوى الذهاب نحو الانهيار أو إلى حرب كارثية لن يستفيق منها العالم إلا بعد قرون طويلة. وهذا ليس في مصلحة أحد، وهكذا تعطى الفرصة للجميع بأن يكفي ماء وجهه ويخرج الجميع في معادلة أن لا منتصر في هذه الحرب غير المعلنة ولو أنها قائمة في حقيقة الأمر. الرئيس بوتين بعمله البناء هذا لم يترك مجالاً أمام أحد للحرب، وفي الوقت الذي تجري فيه المصالحات الوطنية على قدم وساق في سورية، تجري مصالحات المصالح الإقليمية والدولية، وفي الوقت الذي ينهار فيه نظام عالم القطب الواحد، يتم التحضير للقاء عالمي صوري في جنيف، نتيجته لقاء سوري سوري على أرض دمشق وما خفي أعظم وخاصة في مايخص تسويات ملف القضية الفلسطينية القادم. وهنا لابد من القول أنه بالتوازي مع السياسة الروسية الذكية والخارقة للمشاريع والعابرة للفضاءات والحدود يعود الفضل الأول من بعد الله سبحانه وتعالى للجيش العربي السوري وحلفائه الذين صمدوا صموداً إسطوريا تكسرت على صخرته كل عناوين مشروع الإسلام السياسي وذهب إلى غير رجعة على الأقل خلال المئة عام القادمة وتاتي هذه النتيجة حتمية في عالم بات يترنح على طرف الهاوية. وفي الختام، ببساطة، الحرب على منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد على سورية جاءت بكل ماكانت تتخوف منه دول الغرب وحلفاؤها وعلى رأسها الولايات المتحدة التي فشلت في حربها الاستباقية فشلاً ذريعاً، ولو تركوا سورية كما كانت لكان الأمر أسلم لهم بكثير مما وقعوا فيه.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الجيل الثاني لـ (داعش) أخطر من أسلافه ومجهول استخباراتياً
بقلم: عثمان المختار

بيان | موقف جامعة الأمة العربية من العدوان الأميركي على سورية
بقلم: جامعة الأمة العربية



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور نواف ابراهيم |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//