جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

خفايا التوافق الروسي الأمريكي ومغامرات العرب | بقلم: الدكتور نواف ابراهيم
خفايا التوافق الروسي الأمريكي ومغامرات العرب



بقلم: الدكتور نواف ابراهيم  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
23-07-2016 / 16:07:09 - 1812
لم يكن الوضع أمام بعض القوى السياسية السورية مريباً طوال فترة الأزمة السورية كما هو عليه الحال الآن أمام اللقاءات التي تعقد على مستوى القيادات الروسية الأمريكية، وبالأخص اللقاء الأخير الذي جمع كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.
هذا اللقاء على غير العادة، اتسم بكثير من الحذر والتحفظ من قبل الطرفين أمام وسائل الإعلام، ولم تكن هناك أي تسريبات واضحة من شأنها أن توضح مجريات الأحداث وخاصة بما يخص الشأن السوري وكيفية التعامل مع القضية السورية خلال الفترة القادمة في ظل التطورات الحالية التي يمكن وصفها أكثر من متشعبة وحتى أكثر من معقدة.
وقبل أن نبدأ ببعض التفاصيل التي تشرح إلى حد ما هذه السلوكيات الدبلوماسية والسياسية الجديدة للطرفين الروسي والأمريكي، يمكننا القول وبشكل واضح تماماً، أن نتائج هذه اللقاءات لم تكن لتحتاج إلى الكثير من التفكير والتمحيص والتخمين، حتى نصل إلى نتائج واضحة مفادها أن الاجتماعات كانت ذات صبغة عسكرية بحتة تخص الاستراتيجية الموحدة لمواجهة الخطر الأكبر الذي بات يشكله الإرهاب على الوضع العالمي بشكله العام وليس فقط على منطقة الشرق الأوسط وفي سورية بالتحديد، نحن نلاحظ أنه وبعد فترة قصيرة من هذه اللقاءات تحركت روسيا عسكرياً بشكل غير مسبوق وبدأت بعملية عسكرية واسعة النطاق واستخدمت تقنيات وأسلحة جديدة وطائرات استراتيجية بعيدة المدى وقاعدة حميميم الروسية العسكرية لم تعمل بهذا الزخم منذ أن بدأت روسيا بتقديم الدعم الجوي للجيش السوري.
وضربت في مناطق كان من المفترض أن الولايات المتحدة لن تسكت عن التعرض لها، والأكثر من ذلك هو الهدوء الإعلامي والسياسي الغربي والخليجي عن ضرب "جبهة النصرة" وملحقاتها، بما فيه موقف الولايات المتحدة الأمريكية شبه الصامت تجاه هذه الخطوات القوية من قبل روسيا، خاصة عمليات روسيا ضد ماتسميه بالمعارضة المعتدلة التي فضحت نفسها وسيدها الأمريكي، وأحرجت الولايات المتحدة الأمريكية إحراجاً دولياً كبيراً، عندما عرضت إحدى مجموعاتها المسلحة فيديو تعرض فيه عملية ذبح شنيعة للطفل عبد الله عيسى البالغ من العمر 12 عاماً، واستدعى الأمر أن تحاول الولايات المتحدة التنصل من هذه المجموعات وتهددها بضمها إلى لائحة الإرهابيين، هذا من جانب، ومن جانب آخر الأوضاع التي هزت تركيا وأجبرتها على الإنشغال في ترتيب بيتها الداخلي بعد محاولة الانقلاب الأخيرة على نظام حكم الرئيس أردوغان.
وإذا ما تابعنا تصريحات المرشح الرئاسي الأمريكي ترامب الذي أكد أن الأولوية هي لمكافحة الإهاب وليس لإسقاط الأسد، ووجه اتهامات مباشرة إلى الإدارة الأمريكية وإلى وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الحالية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون لجهة تشكيل تنظيم "داعش" الإرهابي والتسبب بشكل مباشر في تكوينه ودعمه ما شكل خطراً كبيراً على الاستقرار والأمن العالميين…هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، نرى أن هناك تصريحات روسية أمريكية واضحة تتحدث عن العزم على عقد اجتماع ثلاثي رفيع المستوى في جنيف يضم روسيا والولايات المتحدة وينضم إليهما المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي مستورا، وآخر لم يفصح عن تفاصيله سوى أنه على مستوى عال لمناقشة وبحث سبل إعادة إحياء محادثات جنيف.
ومن جهة ثالثة أيضاً جاءت إرشارات من الدولة السورية التي اعتبر بعض الخبراء أنها متوجسة من سرية اللقاءات الروسية الأمريكية لتعرب عن استعداد الحكومة السورية لمتابعة محادثات جنيف، وعلى المنقلب الآخر حثت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، المجتمع الدولي على السير في هذا الاتجاه في ظل هذا التأزم، وطلبت إلى الولايات المتحدة العمل بجدية لمكافحة الإرهاب والسعي لدفع عملية الحل السياسي، لابل وذهبت أبعد من ذلك عندما تحدثت عن أهمية إطلاق الحوار السوري السوري الداخلي الشامل وتحت إشراف المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، ودون شروط مسبقة ودون إي إنذارات من قبل هذا الطرف أو ذاك لا تخدم مصلحة إطلاق عملية الحل السياسي.
وقوة الموقف الروسي ظهرت اليوم أكثر وضوحاً، وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واضحاً في تصريحاته التي تعتبر أكثر من اتهامات حيث حمل الغرب المسؤولية عما حدث في بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية، ووصف هذ السياسة بالغبية، وأن سياسيو الغرب وقادته يتصرفون وكأنهم فيلة في متجر للخزف ويسعون إلى المحافظة على سيطرتهم عليه، واستشهد بطريقة إسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين تحت ذرائع مفبركة، وعن سورية، قال الوزير لافروف، أنه لا أحد يستطيع أن يجزم بأن سورية لن تلقى نفس المصير في ليبيا في حال استقال الرئيس بشار الأسد، وهذا يأتي في نفس الإطار للرد على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي عرض على روسيا التخلي عن الرئيس بشار الأسد مقابل الحصول على حصة أكبر من الحصة التي كان يحظى بها الاتحاد السوفييتي السابق في الشرق الأوسط، ويبدو أن الوزير لافروف هنا أراد أن يكون أكثر تحفظاً في جلب الأمثلة فقال متجر خزف بدل من أن يقول "سوق الجمعة" أو ما شابه من الأسواق التي يتاجر بها البعض من عرب الخليج بالمواشي.
إذا، بات الأمر على المكشوف، والولايات المتحدة إن لم نقل أذعنت أمام هذه التطورات والتحديات التي تذهب بشكل واضح في عكس تيارها وهي على أبواب الانتخابات الرئاسية في ظل عجز جميع حلفائها في المنطقة وأذرعتهم الإرهابية عن تقديم أي مكسب سياسي أو ميداني يعطيها قوة النزال مع الطرف الروسي، ولابد هنا أن نفهم الاستدارات التركية الكبيرة التي تحدث مؤخراً، بغض النظر عن الأحداث الداخلية وكيفية التعامل معها، أردوغان بدأ بالعد العكسي للدوران إلى الخلف والعودة إلى المجال الذي أراد التخلي عنه طمعاً بدخول الاتحاد الأوروبي الذي أغلقت جميع أبوابه أمام تركيا بفضل عدم قدرة أردوغان على فهم مجريات الأحداث، ولم يحسب فيها خط الرجعة، ومن هنا نقول أن هناك عملية ما تدعم إعادة تموضع تركيا في المنطقة في اتجاه دفع شبكة علاقات إقليمية ودولية جديدة مقابل التخلي عن دعم الإرهاب والسياسة المستفزة التي اتبعتها سابقا.
ويبقى الأمر الآن مرهون بالاتفاق على تصفية المجموعات الإرهابية المسلحة وتعرية المعتدلة منها كما يسمونها، كي تعطى الفرصة للدخول في خضم العملية السياسية، والرهان الأكبر هنا على قدرة روسيا والولايات المتحدة في إيجاد صيغة واضحة لمواجهة الإرهاب وفتح الطريق أمام القوى السياسية السورية بكافة أطيافها للسير باتجاه التوافق الذي يخدم سير العملية السياسية وإنقاذها من الإنهيار الذي لا يمكن أن يتنبىء أحد بعواقب فشلها في ظل المخاطر الحالية
يتضح من كل هذه التطورات أن انقلاباً ما سيحدث وعلى الأرجح هو في صالح الصوت السوري بشقيه الرسمي والوطني المعارض يسندهما موقف روسي لم ولن يتغير، من شأنه أن يغير معالم أزمة الشرق الأوسط برمتها.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


حول مشروع قانون مقاومة التطبيع مع العدوّ
بقلم: الدكتور محمد طي

الاعصار التركي: حقائق وانعكاس على الملفات الإقليمية
بقلم: العميد د أمين محمد حطيط



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور نواف ابراهيم |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//