جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

المتغيرات الدولية وتداعياتها على سياسة الفوضى الأميركية | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
المتغيرات الدولية وتداعياتها على سياسة الفوضى الأميركية



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
03-08-2015 - 6977
 | من المعلوم أن أميركا عندما تيقنت من فشل استراتيجية القوة الصلبة التي اعتمدتها بعد انحلال الاتحاد السوفياتي ، و قادتها إلى شن حروب اربع في اقل من عقدين ، أن أميركا هذه تحولت إلى استراتيجية القوة الناعمة التي تعتمد الإرهاب المنظم سلاحا و نشر الفوضى الهدامة سياسة تبتغي منها دفع القوى التي عجزت عن إخضاعها إلى التآكل و التدمير الذاتي و إفراغ شعوبها من المخزون الفكري و العقائدي و الديني و من القيم بشكل عام لتتحول إلى "وحوش مفترسة ينهش بعضها بعضا " و قدمت أميركا النموذج المثال لهذا الأمر بتنظيم القاعدة الإرهابي و ما اشتق منه من تنظيمات أو أوحى به من كائنات و فروع إرهابية تحاكيه .
وبالواقعية والموضوعية التي نعتمدها دائما في نظرتنا للأمور نستطيع أن نقول بان أميركا حققت الكثير مما أرادته من سياسة الفوضى الإرهابية، حيث إنها نجحت في تميكن الفكر التكفيري الالغائي من الانتشار ومكنته من امتلاك القوة العسكرية التي جعلته يهدم ويقتل ويهجر ويجهز على طوائف بأكملها ويغير وجه مناطق برمتها ويجتث تاريخ ويدمر معالم واثأر تعود إلى آلاف السنيين. لفد تمكنت أميركا عبر العصابات الإرهابية التي رعتها من تحقيق معظم ما حلمت به إسرائيل ونظر له خبراؤها واستراتيجيو ها وصاغوه في هرتز يليا في دورات انعقاد مؤتمرها السنوي الذي انطلق فقي العام 2001 تحت عنوان البحث عن استراتيجية إنقاذ إسرائيل بعد الهزيمة الأولى التي لحقت بها في لبنان على يد المقاومة التي أخرجتها من أراضيه فبل نيف 15 عاما.
وقد ظنت أميركا أن ما قامت به يؤهلها للزعم بان مشروعها الكوني سيتحقق من باب الإرهاب والفوضى الهدامة المنفذة باستراتيجية القوة الناعمة المعتمدة على ركني الأعلام والنار. والممولة من قبل دول المنطقة خاصة الخليجية وتركيا والمستندة إلى فكر مشوه يدعي الإسلام في الوقت الذي يبدو فيه منفصلا عن جوهر الإسلام القائم على الوحدة والأخوة.
ومع هذا الظن وضعت أميركا الجداول الزمنية لإعلان انتصارها، الذي كانت تراه متحققا بمجرد أسقاط سورية، الفعل الذي جعلت له رمزية متمثلة بأسقاط الرئيس بشار الأسد حتى كادت كل وسائل وأدوات ودوائر الأعلام والسياسة والدبلوماسية المسيرة أميركيا تختصر المواجهة كلها بعنوان واحد أن تحقق يتأكد الانتصار وأن تخلف تتحقق الهزيمة للمشروع الصهوتكفيري أمريكي برمته، انه الرئيس الأسد الذي تحول إلى رمز مواجهة وصراع بين مشروعين دوليين، مشروع الاستعمار والأذلال ومشروع السيادة والاستقلال.
لقد فهم محور المقاومة بكل مكوناته الخطة الأميركية وتعامل مع المسائل بواقعية وحزم، وخطط للدفاع عن سورية وعن نفسه انطلاقا من حجم العدوان وتشعباته وفقا لمصطلحات العدوان ورمزية الهدف وجوهر الخطط. وكانت استراتيجية الدفاع منذ الأشهر الأولى تهدف إلى منع المعتدي من الوصول إلى شيء من أهدافه الاستراتيجية الرئيسية سواء الميداني منها أو الرمزي ومن يعود إلى الوراء يعرف تماما لماذا كان ولا زال تمسك محور المقاومة بالرئيس الأسد – الرمز الأساس لتحديد اتجاه نتائج المواجهة.
لقد نجح محور المقاومة في دفاعه عبر صمود هنا و مناورات هناك و انقضاض هنالك ، ممارسات ميدانية و سياسية أفضت بعد نيف و اربع سنوات إلى رسم مشهد إقليمي و دولي يقوم جوهره على التأكيد بفشل العدوان و ارتداد إعصاره باتجاه معاكس يؤثر سلبا على من اطلقه و شن الحرب فيه ، ما مكن القول بان للنتائج تداعيات تتبلور و ستظهر على اكثر من صعيد ، تداعيات تؤكد ما كنا قللناه في خريف العام 2011 بانه من الرحم السوري يولد النظام العالمي الجديد الذي لن يكون أحادي القطبية كما تشتهي أميركا ، و الآن باتت الصورة أوضح ، و باتت تظهر الخسائر التي تبعد أميركا عن حلمها الإمبراطوري ، و في هذا المجال نتوقف عند المسائل التالية التي سيكون لها نصيبها الكبير لدى الباحثين و العالمين في الشأن تحليلا و تنقيبا .
1. خسرت أميركا سيف " مجلس الأمن الدولي " الذي كانت تشهره في كل مرة تريد أن تعاقب أو تلاحق طرفا استعصى أو تلكأ في الاستجابة لأوامرها، ولأول مرة منذ انحلال الاتحاد السوفياتي تشعر أميركا أن رغباتها في مجلس الأمن لم تعد قدرا يخضع له العالم.
2. خسرت أميركا سيف " القضاء الجنائي الدولي " وهو سيف اعتمدته عبر مجلس الأمن وإلى جانبه لتلاحق كل طرف أو جهة أو حتى شخص ناشط على صعيد السياسة الإقليمية والدولية. وكان الفيتو الروسي الأخير ضد قرار غربي بأنشاء محكمة جنائية خاصة بالطائرة الماليزية التي أسقطت فوق أوكرانيا في ظروف تثير الشبهة وتذكر بقتل رفيق الحريري لاتخاذ قتله ذريعة لملاحقة مكونات من محور المقاومة، كان هذا الفيتو موقف تحول دولي في النظرة إلى السيف القضائي الدولي الأميركي وهو امر نراه هاما سيجرد أميركا من بعض أنيابها ضد خصومها.
3. خسرت أميركا سيفها ضد النظام الإسلامي الإيراني واضطرت بعد 35 عاما للاعتراف بهذا النظام كما هو في استقلاليته وسياديته ومبادئه في نصرة الشعوب المظلومة، واضطرت لتوقيع اتفاق معه يعيد له حقوقه المغتصبة ويرفع عنه العقوبات الظالمة ويخرجه من تحت الفصل السابع ويعترف به قوة إقليمية عظمى منفتحة على احتلال موقع مميز في خريطة العلاقات الدولية.
4. خسرت أميركا سيف "الحشد الدولي " الذي طالما استعملته في أكثر من مناسبة في العراق أفغانستان وسواهما، وتراجع حشدها المزعوم ضد سورية من 133 دوله قبل 4 سنوات إلى 8 دول اليوم تتثاقل حتى في الاجتماع العلني ويبحث كل منها في السر والعلن عن طرق تقوده للقاء بمكونات محور المقاومة خاصة إيران وسورية مع تراجع النبرة ضد حزب الله بشكل أو باخر.
5. خسرت أميركا أظافر وإنياب وسائلها الإقليمية خاصة مثلث العدوان السعودية وتركيا وقطر، حيث غرقت الأولى في مستنقع اليمن وباتت بحاجة لمن يخرجها منه ولذلك كانت ليونتها المبدئية حيال النصيحة الروسية المتعلقة بالموقف من محاربة الإرهاب، وتحول موقف الثانية إلى موقع الدفاع في مواجهة تنظيمات إرهابية رعتها أو تنظيمات مسلحة هادنتها، أما الثالثة فقد بات بوقها الإعلامي وكيسها المالي النفطي محدود الأثر في مسار الحركة الإقليمية والدولية.
هذه الخسائر ما كنت لتحصل لو لم يكن في مواجهة المشروع الصهيوتكقرياميركي قوة تقاومه وتمنعه من تحقيق أهدافه، ولن تنحصر تداعيات ذلك على الميدان الذي سببها أي سورية وعلى صعيد محور المقاومة فحسب، بل إنها ستطبع بمفاعيلها المشهد الدولي كله وتكون العامل المؤثر في إرساء النظام العالمي الجديد الذي سيكون محور المقاومة ومن الميدان السورية بالذات صاحب حق في أن يفاخر بانه واجه أعتى المشاريع الاستعمارية الكونية وأفشلها وأنقذ العالم من شرورها.
الثورة – دمشق 382015.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


السيادة والشرائع الدولية
بقلم: الدكتورة هالة سليمان الأسعد

اختراق الأمن القومي والاستعمار الناعم الجديد مخاطر التمويل باسم التحول الديمقراطي أو العمل الخيري
بقلم: إيهاب شوقي / مصر



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//