جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

قطاع غزة - الحرب الدائمة | بقلم: هاني حبيب
قطاع غزة - الحرب الدائمة



بقلم: هاني حبيب  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
09-05-2016 / 13:03:03 - 1826
بينما نجحت جهود الوسطاء في «تبريد» الحدود بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، بعد تسخين وتصعيد بين الجانبين خلال الأسبوع الماضي، إلاّ أن حالة «التسخين» لا تزال هي الغالبة داخل المستوى السياسي في إسرائيل إثر تسريب مسوّدة التقرير الذي أعده مراقب الدولة في إسرائيل حول الحرب الأخيرة على قطاع غزة قبل عامين، وبينما  كلف مراقب الدولة لجنة بالتحقيق في كيفية تسريب مسوّدة التقرير، إلاّ أنه من الناحية الثانية ـ وهو الأمر الأكثر أهمية في هذا السياق ـ أشار الى ضرورة أن تكلف القيادات السياسية والأمنية التمعُّن بما جاء في التقرير، عوضاً عن الحديث غير المجدي، حول تسريب التقرير، إذ أن حصر الأمر بالتسريب، محاولة للهروب من الاتهامات ـ الحقائق التي أوردها التقرير.
تمعّن المستوى السياسي ـ الأمني في إسرائيل بما جاء في مسوّدة التقرير المسرّبة، وخرج بعدة اتهامات ضد مراقب الدولة، باعتباره قد دسّ أنفه بما لا يعنيه، خاصة في مجال الاستخبارات والاستراتيجيات!! ووصف هذا المستوى التقرير بأنه غير جدي، واعتمد على أقوال الصحف ووسائل الإعلام، بينما يشير مراقب الدولة، كرد على هذه الاتهامات، بأن التقارير والتحقيقات التي يجريها مكتبه تخضع لمعايير صارمة وتستند إلى حقائق صلبة، خاصة فيما يتعلق بالطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع تهديد الاتفاق في قطاع غزة، وعدم نقل حقائق الأوضاع الأمنية أثناء الحرب من قبل المستوى الأمني إلى المستوى السياسي والكابينت المصغر، باعتبار أن ذلك أدى إلى تمديد فترة الحرب أكثر مما ينبغي.
انفاق غزة، كانت العمود الفقري لتقرير مراقب الدولة في إسرائيل، وهي ذاتها، انفاق غزة ـ كانت وراء التسخين ثم التصعيد على حدود القطاع مع إسرائيل وكأن هناك رابطاً متزامناً بين تسريب التقرير وردود الفعل عليه، وبين لجوء المستوى الأمني ـ السياسي في إسرائيل إلى إشاعة مناخ الحرب من جديد، شكل من أشكال الرد على التقرير، خاصة وأن هذا التسريب تزامن مع اكتشاف إسرائيل أحد الأنفاق العابرة من غزة إلى إسرائيل، في وقت لمحت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية أن اكتشاف النفق جاء متزامناً، أيضاً، مع الشعار الذي رفعته حركة حماس في أحد احتفالاتها مؤخراً: إما رفع الحصار أو الانفجار، والذي ـ حسب تلك الوسائل ـ فرض على الجيش الإسرائيلي التحسب من وضع هذا الشعار موضع التنفيذ، وان الانفجار ما هو إلاّ كناية عن إعلان حرب أو على الأقل التمهيد لها، الأمر الذي فرض على الجيش الإسرائيلي المضي قدماً لتحقيق إنجازات سريعة بالكشف عن أنفاق أخرى، حيث نجح في العثور على نفق آخر، من خلال سلسلة من عمليات البحث بالأجهزة الحديثة وأدوات الحفر العملاقة، بعد التزود بالمعلومات التي قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إنها مستمدة من اعترافات أحد المعتقلين لديها والذي خدم في حفر الأنفاق، إلاّ أن عملية البحث عن أنفاق أخرى، اقتضت من الجيش الإسرائيلي التوغل في أراضي قطاع غزة، باعتبار أن هذا التوغل كان بحدود 150 متراً، وهو تنفيذ لحق الجيش الإسرائيلي، حسب اتفاق 2012، كما تدعي إسرائيل، علماً أن الجيش الإسرائيلي، يتحكم بالنار بأكثر من هذه المسافة، وقد سمح مؤخراً للمزارعين الفلسطينيين بالوصول إلى تلك المناطق لجني محاصيلهم الزراعية، في لفتة تفيد أن الجيش الإسرائيلي، من الناحية الفعلية، يحتل هذه المسافة على الحدود، من خلال التحكم بها بالنار، وليس بالضرورة التواجد عليها عملياً!!
وسؤال الحرب، يطرح بين وقت وآخر لدى المواطن الغزي طوال السنوات السبع الماضية، التي تخللتها ثلاث حروب، والصحيح، أن هناك حالة حرب دائمة، طوال تلك السنوات، وإذا كانت هناك ثلاث حروب بالفعل، فإن الزمن الحربي لم يتوقف عندها، هناك حالة حرب بين حرب وأخرى، ولا اقصد هنا المعنى المجازي بحروب إعادة الإعمار والبناء والبطالة والتعليم... إلخ، بل أقصد المعنى الحقيقي لحالة الحرب، فعند اطلاق أي صاروخ، أو عند أي توغل إسرائيلي، أو عند أي تصريح من هنا وهناك، وعند أي اكتشاف لإعادة بناء الأنفاق واختبار الصواريخ، هناك حديث غزي لا بد منه عن الحرب، فالمواطن الغزي، عاش ولا يزال حالة الحرب بشكل دائم، وهي الحالة التي تسير حياته اليومية، حتى من دون أن يدري، فالسلوك الاقتصادي والاجتماعي، رهن بهذه الحالة من انتظار للحرب، وبهذا المعنى، فإن الحرب ليست مجرد تبادل لاطلاق النار، بقدر ما هي حالة من اطلاق مشاعر انتظار الحرب الفعلية.
وحتى بعد أن تبين أن الوساطات نجحت في تأجيل الحرب، ولم نقل وضع حد لها، إلاّ أن المواطن الغزي، الذي كان سعيداً بنجاح الوساطات، ما زال يعتقد أن الحرب قادمة، هي مؤجلة مؤقتا، ورغم قناعته بأن الطرفين، ولأسباب متباينة، لا يريدان هذه الحرب، إسرائيل وحركة حماس إلاّ أنه بات يعلم أنه إذا كان لطرف من الطرفين، أسباب تجعله يتخذ قراراً بإشعال الحرب، فإن الحرب ستندلع، حتى لو لم تكن لها مقدمات كما شهدنا في مقدمات الحروب السابقة.
لذلك، فإن المواطن الفلسطيني الغزي، لا يخرج من حرب في انتظار أخرى، بل انه يعيش حالة الحرب في كل وقت، ويتعامل اجتماعياً واقتصادياً وسلوكياً، باعتبار أن الحرب قادمة، وإذا تجاوزنا المواطن الغزي في هذا السياق، فهناك الدول المانحة، التي تبرر عدم التزامها بوعودها لإعادة الإعمار، بالخشية من حرب جديدة ما يجعلها تمتنع عن الوفاء بوعودها، هي حالة حرب دائمة إذاً. أليس كذلك؟!
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


حرب على الحضارة وعلى شعوب المنطقة
بقلم: الفضل شلق

السيناريو «المورسكي» .. هل يُمكن أن يُطرد من بقي من الفلسطينيين في بلاده؟
بقلم: عمر عاصي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب هاني حبيب |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//