جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

هل ترتد نيران جبهة درعا على الأردن؟ | بقلم: عبد الله سليمان علي
هل ترتد نيران جبهة درعا على الأردن؟



بقلم: عبد الله سليمان علي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
11-04-2016 / 19:59:03 - 1917
| هل أرسل الأردن «مستشارين عسكريين» إلى درعا؟ مع المدى اللامتناهي للتدخل الأردني طوال الأعوام السابقة، في الجبهة الجنوبية من سوريا، يبدو السؤال غير ذي أهمية. فماذا سيقدم أو يؤخر أن يكون بضعة ضباط أردنيين قد دخلوا إلى درعا أو لم يدخلوا، طالما أن معظم قادة الفصائل المحسوبة على «الجيش الحر» يأتمرون بأوامر «غرفة عمليات ألموك» التي اتخذت منذ عامين ونيّف العاصمة عمان مقراً لها.
حجم ونوعية التقارير التي يُلزم هؤلاء «القادة»، بموجب عقود موقعة منهم، بتقديمها دورياً وبشكل منتظم إلى الغرفة التي يقبضون رواتبهم منها، وما تحويه هذه التقارير من أدق التفاصيل حول فصائلهم وأسلحتها وسلوك مرؤوسيهم وميولهم، لا تجعل الأردن بحاجة إلى إرسال عيون استخباراته للداخل وتعريضها للخطر.
ومع ذلك، فقد بدأ الهمس بين بعض نشطاء درعا يتزايد، حول وجود ضباط أردنيين داخل المحافظة مهمتهم مراقبة المعارك الدائرة بين مجموعة من الفصائل من جهة وبين «شهداء اليرموك» و«حركة المثنى» من جهة ثانية، في ريف المحافظة الغربي.
وقال لـ«السفير» ناشط درعاوي، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن الاستخبارات الأردنية غاضبة للغاية من قادة الفصائل المرتبطة مع «ألموك» بسبب فشلهم في منع تقدم «داعش». وأكد أنه «في آخر اجتماع لهم، قبل يومين، قام الضابط الأردني بتوبيخ عدد من هؤلاء القادة، واضعاً إياهم أمام خيار وحيد هو وجوب القضاء على أي ذيول تظهر لداعش في المحافظة، لأن الفشل يعني شيئاً واحداً هو أنكم متخاذلون ومتعاطفون معه». وهذا تهديد صريح باتهام أي فصيل يتخاذل عن القتال، بـ «الدعشنة»، بحسب الناشط.
وشدد على أن لديه معلومات مؤكدة حول وجود عدد من الضباط الأردنيين قرب ساحة المعارك في بلدة جلين. كما سمع أكثر من قيادي في «الجيش الحر» يتحدث عن انتقال الاجتماعات مع ضابط الاستخبارات الأردني من عمان إلى داخل درعا بسبب الظروف المستجدة، وضرورة متابعتها عن كثب.
ومما لا شك فيه أن التطورات التي حصلت في الجبهة الجنوبية لناحية الاختراق الواسع الذي أحدثه تنظيم «داعش» فيها، يعد دليلاً صارخاً على فشل الإستراتيجية التي كانت «غرفة عمليات ألموك» تعمل وفقها، والتي كانت تقضي بعدم السماح للفصائل الإسلامية المتطرفة بالهيمنة على المنطقة الجنوبية ومشارف العاصمة دمشق، مهما حدث. ويبدي الناشط استغرابه من ردة الفعل الأردنية، لأن «غرفة ألموك» ساهمت إلى حد بعيد في تفاقم الأوضاع ووصولها إلى هذه النقطة، وذلك من خلال وقف تمويلها للفصائل لأشهر عدة سبقت. ويشير إلى أن الفقر والحاجة دفعا الكثيرين إما إلى ترك السلاح أو طرق باب التنظيمات المتطرفة، وأولها «داعش» بسبب غناه.
وثمة العديد من المعطيات التي تؤكد أن قبضة الاستخبارات الأردنية على فصائل الجبهة الجنوبية تراخت بشكل ملحوظ منذ منتصف العام الماضي. والغريب أن جميع التوقعات اتجهت منذ البداية، إلى أن الحل الوحيد الذي سيكون ماثلاً أمام الفصائل، بعد وقف التمويل عنها، هو مبايعة «داعش» أو «جبهة النصرة»، ومع ذلك استمرت «غرفة ألموك» في الضغط على الفصائل من دون أدنى اهتمام. ولم تقرر إعادة التمويل الجزئي إلا منذ فترة قصيرة، بعد أن أَحَسَّت أن الأمور قد تخرج عن السيطرة.
كما ما زال من غير الواضح، لماذا قررت القيادة العامة لـ «جبهة النصرة» نقل «الأمير الأردني» أبو جليبيب من منصبه «أميراً» على درعا وتعيينه على الساحل الذي لم يبقَ فيه تحت سيطرتها سوى بضع قرى صغيرة. وقد اشتهر أبو جليبيب بمقولة «الأردن خط أحمر»، في إشارة إلى أنه لا يسمح بالمساس بالأمن الأردني أو حدوث أي أخطاء على الحدود معه. وهو ما منحه سمعة واسعة بأنه عميل للاستخبارات الأردنية. ولم تكن الأسباب التي ذكرت لتبرير عملية النقل، ومنها أنها متعلقة بأخطاء ارتكبها أبو جليبيب مقنعة، خصوصاً أن هناك الكثير من «أمراء جبهة النصرة» لم يعاقبوا بالنقل، برغم امتلاء سجلهم بالشنائع وليس بمجرد أخطاء. وعلى فرض صحة هذه الأسباب، فلماذا سُحب الأردني الآخر سامي العريدي «المسؤول الشرعي العام في جبهة النصرة»، وطلب منه الانتقال إلى إدلب بصحبة حوالي 200 عنصر غالبيتهم من «الشعيطات»؟.
هل كانت هذه الخطوة استباقية، دفعت إليها الخشية من أن يقدم أبو جليبيب على مبايعة «داعش» بما يعنيه ذلك من تسليمه درعا على طبق من ذهب وفق السيناريو نفسه الذي حدث في البوكمال من قبل؟ كل الاحتمالات واردة. ولكن هذا لا يلغي أن السلطات الأردنية فقدت قناةَ اتصالٍ وتأثيرٍ مهمةً كانت تربطها مع «قيادة النصرة الأردنية في درعا»، وكان الشيخ أبو محمد المقدسي هو صمام الأمان لهذه القناة، إذ كان يلعب دور الوسيط بين «الأمراء الأردنيين» واستخبارات الملك الأردني عندما تقتضي الحاجة.
ومع ذلك فإن تخلّي «النصرة» عن درعا بهذا الشكل تحت ستار «الإصلاح الداخلي» يثير الشك والريبة، لا سيما أنه جاء بالتزامن مع انكفاء «غرفة ألموك» عن القيام بدورها حيث كان بإمكان «النصرة» استغلال هذا الانكفاء لتعزيز وجودها في واحدة من أهم الجبهات الجنوبية وأكثرها إستراتيجية. فلماذا تعففت تاركةً الطريق ممهداً أمام خصمها اللدود «داعش» ليقطف «البيعات» من هنا وهناك؟.
هل سهّل الأردن بطريقة أو بأخرى حدوث هذا الانقلاب في الجبهة الجنوبية لمصلحة «داعش»، بهدف تهيئة الأرضية لتمرير خطة إقليمية معينة عندما تسنح الفرصة لذلك، أم على العكس سيكون هو أول من يدفع ثمن هذا الانقلاب في حال تمكن «داعش» بالفعل من الجلوس على عرش الجنوب، وما أحداث إربد ببعيدة؟
التحقق من وجود ضباط أردنيين داخل درعا أو عدم وجودهم لن يعطي جواباً حول ذلك. وحدها بوصلة القرار الأردني التي ستحسم الأمر، ولن يكون كافياً الإعلان عن رفض تكرار سيناريو عرسال في درعا، لأن مجرد الرفض لم ينقذ لبنان من قبل.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


هل التطرُّف الديني واليميني نتيجةً لفقْدان الثقة بالسياسة والسياسيين؟
بقلم: الدكتور عصام نعمان

خطة أميركية خبيثة لسلب سورية انتصارها؟!
بقلم: العميد د أمين محمد حطيط



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب عبد الله سليمان علي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//