جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

سوريه ايران 40 عاما من التكامل | بقلم: الدكتور طارق صياح حاتم
سوريه ايران 40 عاما من التكامل



بقلم: الدكتور طارق صياح حاتم  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
31-07-2023 - 338

عد عقدٍ من الصمود و التعاون رئيس الجمهورية الإسلامية في زيارةٍ إلى دمشق :
تعود العلاقات الثنائية بين الجمهورية العربية السورية و الجمهورية الإسلامية الإيرانية لما يربو على أربعة عقود منذ مطلع الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الراحل روح الله الخميني و قد وطد حافظ الأسد علاقات سورية مع الجمهورية منذ الأشهر الأولى و تنامت العلاقات السياسية بين البلدين بسرعةٍ و ثبات و تقاطعت الرؤية المقاومة للجمهورية مع الرؤية الشعبية السورية. دعم سياسي و عسكري و اقتصادي لا محدود قدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مدى عقد من عمر الأزمة السورية، علاوةً على كونها أحد الأطراف الضامنة و المهمة و لاعبةً أساسيةً في طاولة المفاوضات السورية-السورية و شريكةً في النصر السوري الذي تلوح نسائمه في الأفق.
1- توقيت الزيارة و مدتها :
اختارت القيادة الإيرانية توقيت الزيارة بعناية بالتنسيق مع الجانب السوري في ظل المتغيرات السياسية الدولية و الإقليمية و التطورات المتسارعة التي طرأت على الملف السوري ناهيك عن التقارب العربي السوري الذي تفهمه إيران و تدعمه بشدة و ثقة نابعة من قناعة عودة سورية لعلاقاتها قبل الأزمة السورية و وجودها في القلب العربي دولةً عربيةً وجزء لا يتجزأ من الوطن العربي، و كذلك دورها اللافت في التقارب السوري التركي الذي طرحه وزير خارجيتها على القيادتين خلال زيارتين متتاليتين لدمشق و أنقرة و لازالت تسعى من خلال علاقاتها مع الروس و الأتراك و السوريين لتذليل العقبات أمام التقارب السوري-التركي. في خضِّم هذه التغيرات كانت طائرة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي تحطّ بكل ثقة في مطار دمشق الدولي و ليتم استقباله كأخٍ عزيز في رحاب دمشق الفيحاء بين الشعب السوري الذي يعي و يدرك و يثمّن الدور الإيراني المهم في ما وصلت له سورية من نصر. استقبال رسمي و شعبي و لافتاتٌ تزيّن شوارع سورية مرحبةً بالرئيس الإيراني ضيفاً عزيزاً بين أخوته السوريين و بضيافة أخيه الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية. رسائل مهمةٌ و قوية أرسلها الرئيس الإيراني للصديق و العدو و قد فهم الجميع مضامين رسالته و تجول في أحياء دمشق و حواريها معلناً أن دمشق الفيحاء آمنةٌ منتصرة و هاهي حارتها و شوارعها تشهد على ذلك و ليكون أول رئيس يأتي بزيارة دولةٍ ببرنامجٍ عملٍ مطوّل و جدول أعمالٍ اعتيادي مدروس و مفصّل يعد نقطة تحولٍ و طفرة تاريخية في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين تؤسس لمستقبل من التعاون الثنائي المتبادلة طويل الأمد بين البلدين.
2- النتائج السياسية للزيارة التاريخية للرئيس الإيراني للجمهورية العربية السورية :
أكدت الزيارة على استمرار التنسيق السياسي بين البلدين و الدعم السياسي للشعب السوري و القيادة السورية في الملفات كافة بما يدعم الصمود السوري في المحافل الدولية و الإقليمية و استمرار التشاور الثنائي و تنسيق المواقف السياسية في إطار الوصل لحلٍّ سياسي سوري-سوري يرعى مصالح الشعب و يضمن وحدة أراضي سورية و ثوابتها الوطنية و الدستورية بغية الوصول لحلّ شاملٍ يضمن مستقبل سورية و استقلالها و سيادتها الكاملة و خيار السوريين الذي يختارونه لمستقبلهم وقفة الأخ مع أخيه. و كذلك تنسيق المواقف السياسية بين البلدين في القضايا الإقليمية و تنمية العلاقات للوصول لأعلى مستوى من العلاقات الثنائية السياسية المثالية. كذلك استمرار الجمهوريتين بالتشاور و المضي قدماً في حل المشاكل الإقليمية بما يضمن مصالح الشعب السوري و دعم خيار الحكومة السورية و ثوابتها في أي تحسن محتمل مع الدول الإقليمية خاصة تركية التي تشكل عاملاً مهماً لضمان الاستقرار في سورية من خلال حدودها مع سورية. كما حملت الزيارة في مضامينها السياسية تأييداً لإرادة الشعب السوري و استقلال خيار سورية في تطوير علاقاتها و تنميتها و تقديم دعم الجمهورية و ترحيبها لاستعادة العلاقات السورية مع أشقائها العرب لما تتضمنه تلك العلاقات من خير و استقرار على سورية و شعبها و المنطقة برمتها. و التأكيد على النهج المقاوم الذي تبنته و لاتزال سورية و إيران و مجابهة كل المشاريع الإستعمارية الهدامة التي تستهدف شعوب المنطقة و سيادة دولها و استقلالها.
3- جدول أعمال الزيارة و أثرها على مستقبل العلاقات الثنائية :
لقد ميّز الفترة السابقة الاتفاقيات السياسية و العسكرية و الدفاعية الثنائية بين البلدين و ذلك نظراً لتصدر الشؤون العسكرية لفترة الأزمة خلال العقد الماضي و لكن كان لزاماً بعد تحقيق النصر السوري تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات الاقتصادية و الثقافية و العلمية و الارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية المميزة و لهذا فلقد حملت الزيارة في طياتها توقيع أربعة عشر اتفاقية ثنائية في مجال الاقتصاد و التقانة و الطاقة و المصارف و الاتصالات و الزراعة و السياحة و تعد أكبر اتفاقية ثنائية بين البلدين حملت توقيع الرئيسين الإيراني و السوري في تاريخ العلاقة بين البلدين و تضمنت رسائل مهمة عن الإرادة الجادة للجمهورية الإسلامية في دعم سورية في النصر الاقتصادي كما تحقق النصر العسكري بسواعد الجيش العربي السوري و القوات الحليفة التي واجهت مع شعب سورية و جيشها الباسل أعتى انواع الإرهاب المنظم و المدعوم من أقوى الاستخبارات الدولية و الإقليمية. و لعل أهم ما تضمنته الاتفاقيات التوقيع على مشروع افتتاح مصرف مشترك يدعم التبادل التجاري بالعملتين المحليتين الريال و الليرة كتحدٍ للتغطرس و الإرهاب الإقتصادي الأمريكي و العقوبات الجائرة بحق سورية و شعبها. الزيارات المكوكية الأخيرة للوفود الإيرانية و التنسيق الدائم مع نظرائهم السوريين تؤكد التوجيهات الصارمة و الحازمة التي أصدرها كلا الرئيسين للحكومتين ببدء تعاون جدي عملي مثمر سريع البدء طويل الأمد و قد وصلت بعض هذه الاتفاقيات إلى البرامج التنفيذية و سترى النور قريباً و ستنعكس نتائجها على الوضع في سورية و رفع مستوى العمل و التبادل التجاري بين البلدين. أضف إلى ذلك تشكيل لجان متابعة لكل اتفاقية تحدد الأطر القانونية و الإجرائية و تعريف العقبات و توصيفا بدقة لايجاد حلول دائمة و سريعة تذللها و تزيل أثرها. و يشرف حالياً على العمل كل من رئيس مجلس الوزراء السوري و النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. اتفاقياتٌ مهمّة بعناوينها و تفاصيلها لا تلبث حتى تظهر للعلن تخطُّ نهجاً و عناوناً لعلاقات متميزة عناونها معاً نكون أقوى و نكمل بعضنا البعض و ما تعانيه سورية و شعبها من أهات و آلام تُسمَع أصداؤه في إيران و أن العلاقات ماضية بقوة و ثقة لخلق نموذجٍ إقليمي للعلاقات المتوازنة الاستراتيجية في كافة المجالات عنوانها الأخوة و الصداقة و الاحترام المتبادل.
4-الآمال و الطموحات و انعكاسات الزيارة التاريخية على الوضع في سورية :
يراقب السوريون اليوم و معهم الكثير سير هذه الاتفاقيات و ينتظرون النتائج الميدانية الملموسة لهذه الاتفاقيات و تحولها لواقع حقيقي عمليّ و كلهم ثقة بأن قيادتي البلدين يسعون بحزم لتوظيف الطاقات لتجاوز هذه المحنة التي اتت على كل شيء و يعي الرئيسان شخصياً مدى حساسية هذه الاتفاقيات و تطبيقها على الذهن العام في البلدين فإيران التي كانت حاضرةً بقوة في الأزمة آلامها و مشقتها و حتى انتصاراتها يجب أن تكون حاضرة أيضاً في كل الميادين في سورية حليفاً استراتيجياً مع احترام السيادة و الاستقلالية و أن حضورها كان بطلبٍ من الحكومة السورية و الشعب السوري و بشكلٍ دستوري لا يخفى ذلك على أحد بينما تستبيح تركية و الولايات المتحدة الأمريكية التراب السوري مستغلةً الفوضى و الإرهاب لفرض أجندتها على دمشق التي أبى و يأبى قائدها و شعبها الإملاءات و الاحتلال. و صفوة القول أن هذه الزيارة تاريخيةٌ قلباً و قالباً، عنواناً و مضموناً، أسست لمرحلة من الأخوة و التضامن و العمل المشترك و هدفها دعم سورية الغالية على قلوب كل شرفاء العالم و منهم الشعب الإيراني المقاوم الذي كان و سيبقى الحليف و الأخ و الصديق لسورية و شعبها حتى تحقيق النصر الكامل و استعادة كل شبرٍ من ثراها و العودة بها و إعمارها لما كانت عليه لتبقى عصيةً على الطامعين شامخةً شموخ شآمها و شعبها البطل و ليسجل التاريخ أن الشعبين انتصرا جنباً إلى جنب فجرح طهران بالأمس كان جرح دمشق و جرح الشام اليوم هو جرح طهران.

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


"الكبتاجون".. وحربُ الجنوب!!..
بقلم: خالد العبود

الأدب الشعبي كثقافة عامة ب بانوراما عالمية لا مادية -
بقلم: وليد الدبس



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور طارق صياح حاتم |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//