جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

من الشراكة إلى الصراع | بقلم: الدكتور يوسف مكي
من الشراكة إلى الصراع



بقلم: الدكتور يوسف مكي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
13-06-2023 - 265

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حتى الوقت الراهن، حيث العودة مجددا لمناخات الحرب الباردة، مرت السياسة الأمريكية بمنعطفات رئيسية كان لها تأثير كبير، على التطور العلمي، الذي شهدته الساحة الدولية. ولم تكن العلوم السياسية الراهنة، ومناهج الدراسات العليا في العلوم الإنسانية، التي تدرس بالغرب، سوى نتيجة هذا التطور. لكنها في ذات الوقت حملت مخاطر فناء البشرية بسبب امتلاك سلاح الرعب النووي.

أثناء الحرب الباردة، بين المعسكرين الرأسمالي والإشتراكي، تحقق للبشرية عدة مكتسبات، بسبب التنافس الحاد بينهما. فكل إنجاز علمي يحققه معسكر، يعقبه إنجاز يحققه المعسكر الآخر. يضاف إلى ذلك، أن عدم قدرة أي فريق من المتصارعين، لحسم التنافس لصالحه، قد أسهم في ترصين العلاقات الدولية. ونتج عن ذلك انقسام حاد للعالم كله إلى محاور تحالف هذا الفريق أو ذاك، وبينهما نشأت كتلة فاعلة بالسياسة الدولية، عرفت بكتلة عدم الإنحياز. وباتت بلدان العالم الثالث، التي خاضت حروب استقلالها عن الاستعمار أقرب لهذه الكتلة.

منذ سقوط حائط برلين في نهاية الثمانينيات من القرن المنصرم، انتهت الحرب الباردة، وساد شعور عام في الغرب، أن حركة التاريخ قد توقفت. كما أشار الرئيس الأمريكي، جورج بوش الأب، في خطاب النصر على القوات العراقية، أن القرن العشرين صار أمريكي بامتياز، وأن القرن الواحد والعشرين سيكون كذلك. بل وهناك من المفكرين الأمريكيين من شطح أكثر، مثل فوكوياما، الذي تحدث عن نهاية التاريخ، بمعنى تربع النظام الديمقراطي، بالطريقة الغربية، على العالم بأسره، وإلى ما لانهاية. وكان صامويل هانتنجون، متماهيا مع أطروحة فوكوياما، ولكن بأقل حدة، حيث قال بصراع الحضارات، وأن الحضارة الغربية، ستسود العالم بأسره، لأنها الأقوى، وأيضا لأنها تستجيب لحاجات البشرية، ويعبر عنها نظام سياسي أكثر فاعلية.

ومنذ التسعينيات، بات الغرماء الدوليون شركاء. فروسيا والصين عملا جهدهما، كل وفقا لأهدافه الخاصة، لكسب ود اليانكي الأمريكي. وباتت لغة الشراكة هي السائدة بين الغرماء, و تحول الصراع الدولي من المراكز إلى الأطراف، حيث برزت تنظيمات، بمسميات مختلفة ترفض الشكل الراهن للنظام العالمي، وتستخدم ما لديها من وسائل عنفية لتغييره. وقد قادتها حيلها الدفاعية، إلى الهجرة في الزمن، والعودة إلى الماضي السحيق. وهي هجرة لها ما يناظرها بالغرب في التاريخ الحديث، ففي الستينيات من القرن الماضي، برزت ظاهرة الهيبيز التي ترفض الحضارة المادية، وتطالب بالعودة إلى الطبيعية، والشيوعية البدائية. لكنها لم تستمر طويلا، شأنها في ذلك شأن الزلازل والبراكين، التي تعصف بقوة ثم تستنزف ذاتها، وتخمد. وقد صنفت الظاهرة الجديدة بالإرهاب. ولا تزال تداعياتها تعيش معنا. ولم يتمكن الغرب، من القضاء المبرم على هذه الظاهرة حتى يومنا هذا.

وكأن الصراع قانون طبيعي، ومطلوب، فما دامت الصراعات بين الكبار قد توارت، فالبديل، هو تحول الصراع نحو الأطراف. ولأن تفرد قوة بالهيمنة على العالم، هو أمر مخالف لنواميس الكون، ونشاز في التاريخ الإنساني، لم يقدر للهيمنة الأمريكية أن تستمر طويلا.

صحيح أن العقد الذي أعقب سقوط الحرب الباردة، كان أمريكيا بامتياز، لكن التحديات لهيمنة القوة، قد بدأت مع مطالع هذا القرن، منذ أحداث سبتمبر عام 2001، حيث تم ضرب مراكز القوة الأمريكية، في مكمنيها، الإقتصاد والقوة العسكرية، ليتبعها شن حرب ضد أفغانستان لإسقاط نظام طالبان، واحتلال العراق، في مثل هذه الأيام من عام 2003م.
​​
لكن الدب القطبي والتنين الصيني، تحركا سريعا لتغيير المعادلة القائمة، سعيا لخلق نظام دولي جديد، يعكس حقائق القوة الراهنة. وكانت نتائج الربيع العربي، وسقوط انظمة حليفة لروسيا بمثابة جرس إنذار لروسيا الاتحادية وللصين، كي يختطا سياسات جديدة، تجعل من البلدين قوتين قادرتين على تحدي الولايات المتحدة. وكانت البداية نبش الحقوق التاريخية للبلدين وإعادة تثبيت ملفاتها. ولم يمر وقت طويل، إلا والدب الروسي، يقفز فوق شبه جزيرة القرم، ويعاود المطالبة بحقوق الناطقين بالروسية في إقليم دونباس باوكرانيا. والصين تجدد بشكل أكثر قوة وتصميم على استعادة جزيرة تايوان. وفي الحالتين، يبرز معنى واحدا، هو إزاحة الهيمنة الأمريكية، عن رقبتيهما.

وإذا فالحرب الراهنة في أوكرانيا، ليست إقليمية، وليست بين روسيا وأوكرانيا، وأيضا السعي الصيني لاستعادة تايوان، بل هي من أجل خلق نظام تعددي مختلف يعكس حقائق القوة الجديدة، وتكون الصين وروسيا من أقطاب رحاه. ومع الواقع الجديد، ليس هناك مكان لمفردة الشراكة، فالصراع وحده العنصر الحاسم وهو سيد الموقف.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


تحولات أم تغيير
بقلم: الدكتورة هالة الأسعد

الأمة والقومية
بقلم: الدكتور نبيل طعمة



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور يوسف مكي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//