جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الحماية الاجتماعية وبناء مجتمع معافى ما بعد الازمة | بقلم: الدكتورة هالة سليمان الأسعد
الحماية الاجتماعية وبناء مجتمع معافى ما بعد الازمة



بقلم: الدكتورة هالة سليمان الأسعد  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
07-07-2015 - 7397

في حالات الحروب والكوارث والانفلات الأمني ، ينكفئ الفرد الى ذاته باحثاً عن سلامته وسلامة عائلته التي هي المبتغى والهدف الأوحد بالنسبة اليه ، وبذلك فانه يسعى الى البحث عن الأمن والامان الداخلي ، وقد يؤدي فقدانهما الى طريقين : إما الشلل في التفكير بالمعنى المزاجي أو الى فرط في التعاطي مع ما يضخ اليه من خارج تفكيره ، لان التفكير يفقد القدرة على التوازن التقديري لما حوله والى حد ما، وهنا تسهل الحرب النفسية وتهتز القيم وتنعدم المقاييس ، بحيث يصبح افراد المجتمع مستعدين لتقبل أي ايحاء يوهمهم بالمساعدة وباستعادة الأمان والقدرة على الفعل.
وقد يحدث في المجتمعات تحول منهجي للتنمية ولبناء الاسرة اقتصاديا لكن بتغيّر المفاهيم والاولويات التي لم تعد كما هي في السابق.
وفي هذه المرحلة  فان الذي يبنى عليه ويتحمل المسؤولية هي التربية الثقافة والاعلام ومؤسسات المجتمع الأهلي التي لابد ان تعنى بالبناء والحماية الاجتماعية لما بعد الحروب ، بل ويجب ان يكون لهم الدور الأساسي في التوجيه المعنوي والسياسي والاقتصادي من خلال خلق آليات ، ذلك  لحماية الدولة الوطنية ما بعد حالة الحرب ، والكفاح ضد الإرهاب الذي قد يقع ضحاياه من المدنيين، وهنا يكون هذا العمل ضرورة ملحّة للحماية الاجتماعية ، وللحماية النفسية للفرد الذي ينتج حماية المجتمع ، بل ويكون الركيزة للتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ولا ننسى انه هناك من ينتظر توزيع المغانم السياسية والاقتصادية .... الخ

لذلك فإننا نرى الأهمية بل الحاجة الى أنماط ثقافية نوعيّة ومدروسة للتنمية ، للحفاظ على مؤسسات الدولة والمجتمع ، وربما الى إعادة تشكيل هيكلية المجتمعات القيَميّة والثقافية لمرحلة ما بعد الحرب لصالح أنماط جديدة وقوى اجتماعية جديدة تستبدل ثقافة الحرب وتستبدل القوى المستفيدة من تفاصيل وامتداد فترة الحرب والتي انتجت بنية سياسية وعسكرية تأسست مصالحها على الحرب لذلك يحتاج المجتمع السوري الان الى :
- السعي للتأسيس لمرحلة تحمل عناصرها الوعي بأهمية الاستقرار الفكري والاجتماعي والسياسي والمعرفة بأهمية التنمية وضرورتها .
- معالجة التشوهات الاجتماعية : بالعمل على ادماج المجتمع ، والايمان بأهمية البناء المؤسسي لفكر قيمي جدي يتواكب مع العصر أو المرحلة .
- التركيز على التنمية التي هي نتاج حاجة خدمية يلعب المجتمع والدولة مجتمعين الدور الأساسي فيها بحيث تتم في اطار علاقات اجتماعية واقتصادية وايديولوجية في لحظة تاريخية وبامتلاك إرادة فردية ووطنية والتأسيس عليها ، وان لم توجد على الأرض فمن الضرورة خلقها لأهميتها، والتنمية تأتي من خلال المسالة المادية للفرد وقدرته على تامين حاجياته المعاشية له ولعائلته حتى لو بالحد الأدنى فترتاح النفس وتستطيع ان تكون متوازنة بالتفكير الذي يؤدي الى صحة القرارات ، والتي يتوجب ان لا تأتي كفعل ورد فعل انما بنائية للنفس وعلاجية للمجتمع وتتحمل المسؤولية في اتخاذ القرار الصحيح والفاعل
- ضرورة العمل المشترك اجتماعياً وسياسياً وفكرياً وثقافياً لحماية المجتمع وبنائه بعد اصابته بمرض ، وحماية له من الانتكاسة التي ربما تكون الأصعب بل و يصبح علاجها أبعد وأكثر تعقيدا .

كما انه ونتيجة للمرور بالأزمة الصعبة فقد يُخلق نزاعا في مجتمع مبني على الفوضى وعدم سلطة الدولة في مناطق ما ، ولو بشكل مؤقت ، مما يؤدي لخلل في العلاقات الاجتماعية في أوقات التوتر وينسحب ذلك الى الاقلال من التواصل الداخلي الوطني على حساب أطراف عالمية خارجية تعمل على تغيير إطار العلاقات الاجتماعية ويمكن لها تغيير من أشكال التنظيم الاجتماعي.
ثم ان الانتقال المجتمعي من عملية الحرب التي تشن عليه داخليا الى سلم داخلي يمر بمراحل كما تعترضه عقبات منها الفردي الذي قد يكون قد سببه النزوح أو التشرد أو فقدان عزيز أو معيل أو فقدان رزق وأملاك والى ما هنالك من أسباب ، ومنه ما جاء في سياق مجتمعي.
و علاج ذلك يتطلب  ضرورة التوازن بين المصلحة الفردية والمصلحة المجتمعية والى بناء الاحتياجات ، وتذليل صعوبات المصلحة الفردية التي تؤدي الى صلاح مجتمعي فيؤدي الى سلام وتنمية، وتزال المعوقات ما بين الحاجة الفردية والحاجة المجتمعية وتؤثر بدورها على التقليل من البطالة التي كانت أحد مسبّبات الأزمة.
كما أن حالة التعاون المجتمعي والاندماج في المسؤوليات يدفع حصول الفرد على حاجياته عبر تحمل مسؤولياته وثقته بنفسه لأن يكون قادرا على تحمل هذه المسؤولية الفردية والعائلية والمجتمعية لأن عدم ثقته تهدم امكانيته في بناء شخصيته ومجتمعه وبالتالي يدمر النسيج الاجتماعي ويفسٍخ ترابطه .
لكن حماية المجتمع وعلاجه لا يمكن أن يتم الا عبر أدوات ، وهذه الأدوات ربما منها النفسية والمادية أو الشخصية .
 اذ ان الشخصية المعافاة من الأمراض هي الشخصية المستقلة الصحيّة المتمكنة من حياكة النسيج الاجتماعي بشكل صحيح وبناء هذه الشخصية تأتي عبر الوعي والتوعية للغير والتثقيف الذاتي والعلاج النفسي للفرد الذي يؤدي الى النتيجة الحتمية : وهي التمكين المجتمعي والبناء التكاملي بين افراد مجتمع ما مهما كان ضيقاً.
و محورنا الأخير هو ضرورة إحساس الفرد بالعدالة ، وهي من الخصائص الهامة لصحة التفكير والمشاركة الفاعلة الصادقة بعلاج المجتمع ، ففي مكان ما وقعت جرائم فتأثر الفرد فيها بشكل مباشر، ومسّته شخصياً ، بشكل مباشر أو غير مباشر، لكن عندما يشعر الفرد بالعدالة أو يلمسها أو يحس بها تترجم على الواقع تصل به الى بداية طريق المصالحة مع الذات والتي تكون نواة للمصالحة والتسامح مع الآخر ، وعندما تتقدم مسالة العدالة في المجتمع يؤدي ذلك الى كسب جميع الأطراف بحيث لا تطول او تتعقد الطرق للحصول عليها حتى لا تفقد معناها أو الهدف المبتغى منها .
حمى الله سورية
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


حول الإرهاب الصهيوني
بقلم:

السيادة والشرائع الدولية
بقلم: الدكتورة هالة سليمان الأسعد



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتورة هالة سليمان الأسعد |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//