جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

تحوّلات إردوغان في ميزان خصومه: أخوّة المال... لا أخوّة الدين | بقلم: محمد نور الدين
تحوّلات إردوغان في ميزان خصومه: أخوّة المال... لا أخوّة الدين



بقلم: محمد نور الدين  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
03-12-2021 - 1619

يبقى إردوغان واحداً من أبرز نماذج التحوّلات المتطرّفة في أكثر من قضية (أ ف ب )
لا تزال زيارة ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، إلى أنقرة، تثير جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية التركية حول التحوّلات الأخيرة في السياسة الخارجية التي ينتهجها الرئيس رجب طيّب إردوغان، والتي فتحت الباب على حصول تلك الزيارة. وفيما عاب البعض على إردوغان هذه القفزة إزاء دولة كيلت لها سابقاً الكلمات الأسوأ في القاموس التركي، ذهب آخرون إلى اعتبارها مؤشّراً إلى تراجع الجبهة العربية المناهضة لتركيا، ودليلاً على العقلانية والبراغماتية في أداء إردوغان

بينما يُنظر إلى التحوّلات في العلاقات الدولية ما بين صعود وهبوط، على أنها أمر طبيعي، يبقى الرئيس التركي، رجب طيّب إردوغان، واحداً من أبرز نماذج التحوّلات المتطرّفة، في أكثر من قضية. مسار العلاقة مع الاتحاد الأوروبي يعكس ذلك بوضوح، حيث يصفه إردوغان الاتحاد تارةً بـ«الحلف الصليبي»، ويعتبر بلاده جزءاً من مشروعه الاستراتيجي، في ما يعدّه «الحملة التحديثية الأكبر بعد تأسيس الجمهورية»، يعود تارةً أخرى ليقول: «إنّنا لسنا بحاجة لاقتباس أيّ نموذج». ولا يبتعد إردوغان في سياسته تجاه العرب عن هذا التذبذب. فبعد سدّ العداء والكراهية الذي نُصب مع مصر، عادت الحرارة النسبية إلى خطّ العلاقات بين الطرفين. وبعد حديث وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، عن سرقة قائد المُدافعين العثمانيّين عن المدينة المنوّرة، فخر الدين، الأمانات المقدّسة، ووصْفِه أجداد الأتراك الحاليين بالسارقين، ها هو وليّ عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، يُستقبل، قبل أيام، باحتفال رسمي استثنائي.
من هنا، برزت تساؤلات زعيم «حزب الشعب الجمهوري» المعارِض، كمال كيليتشدار أوغلو، «عمّا حصل لإشارة رابعة والإخوان؟»، ليُجيب بأن «كلّ ما يقوله القصر هو كذب ودجل. في اللحظة التي تَظهر فيها في الأفق الأموال، يبيع إردوغان القضية. إن المسلمين الحقيقيين لا وجود لهم في القصر الرئاسي». صحيح أن المواطن التركي سيؤيّد أيّ دعم مالي ينقذه من ضائقته الاقتصادية الخانقة، من أيّ جهة أتى، إلّا أن السؤال المطروح الآن، يتعلّق بقدرة السلطة الحالية على إقناع المواطنين بجهة أو جهات كانت تكيل لها أنقرة الكلمات الأسوأ في القاموس التركي. إزاء ذلك، يعتقد منظّر سياسات «تصفير المشكلات» بين تركيا والدول الأخرى، رئيس الحكومة السابق، ورئيس «حزب المستقبل»، أحمد داود أوغلو، أنه لا يمكن لأنقرة أن تغيّر مواقفها بين ليلة وضحاها، لافتاً إلى أن إردوغان أشار إلى «الإمارات العربية المتحدة، على أنّها المموّل لمحاولة الانقلاب التي جرت في 15 تموز 2016. لكن أن يكون فلان اليوم صديقاً، وغَداً عدوّاً، فلا تكون السياسة الخارجية هكذا». وإذ يرى أنه «لا يوجد خطأ في أن تتصحّح العلاقات بين بلدَين»، فهو يستدرك بأن «التذبدب هنا لا يعطي ضمانة بألّا تسوء العلاقات من جديد، بعد ثلاثة أيام». من جهته، يتعجّب الكاتب أمين تشولاشان، في صحيفة «سوزجي»، من «المنقذ» القادم، في وقت تَغرق فيه تركيا، دولة ومجتمعاً، في المستنقع. ويُذكّر بأن الإعلام الموالي لإردوغان كان يصف الضيف، والخليجيين عموماً، بـ«عديمي الشرف»، ليعقّب على ذلك بالقول: «ثمّ يأتي هذا، ومعه عشرة مليارات دولار، وتتحوّل عناوين الصحف الموالية، إلى أهلاً وسهلاً بولي عهد الإمارات في ربوعنا، ولي العهد سيُغرق تركيا بالدولارات... ما إن سُمِع بالعشرة مليارات، حتّى تراجع سعر صرف الدولار»، مضيفاً أن «محمد بن زايد جاء بناءً على دعوة إردوغان، ليقول له هذا الأخير: إنّنا نغرق. أنقذنا. هات مال وخُذ شركاتنا وصناديقنا».

يعتقد منظّر سياسات «تصفير المشكلات» أنه لا يمكن لأنقرة أن تغيّر مواقفها بين ليلة وضحاها

في المقابل، يرسم ندرت إرسانيل، الكاتب في صحيفة «يني شفق» الموالية لإردوغان، صورة مغايرة لزيارة ابن زايد، فيقول إن «الإصرار على التفتيش عن بلد، أو قوّة كبرى، تقف خلف الزيارة هو عبث. بل يجب البحث عن التوازنات الإقليمية، بعد الاتفاق النووي، وما يجري في أفغانستان وباكستان، وشعور الولايات المتحدة بضرورة تقليص دورها في الشرق الأوسط، والاتجاه شرقاً صوب الصين». وعلى هذا الأساس، يرى أن «من شروط السياسة الجديدة تخفيف العداوة مع تركيا»، مضيفاً أن «السؤال هو عمّا إذا كان التقارب الإماراتي يحفّز تركيا على سلوك سياسات جديدة مع بعض الدول»، ليجيب على ذلك بالقول: «نعم، وقد يكون ذلك مع سوريا ومع السعودية، لكن ليس مع الجميع وبالسرعة ذاتها». لكن عاكف باقي، في صحيفة «قرار»، يعتبر أن «من حق الأمّة أن يخرج عليها مسؤول، ويشرح ما الذي جرى»، لافتاً إلى أن «الأتراك يتحدّثون دائماً عن أنهم لن يركعوا ولن يستسلموا، لكن ما الذي فعلوه الآن مع وصول المليارات؟»، منبّهاً إلى أن «الاتهامات الموجّهة إلى الإمارات، من تمويل الانقلاب، والتحالف مع الأعداء في شرق المتوسط، والدعايات، ودعم التنظيمات الإرهابية، ليست من النوع الذي يُبلع بسهولة». وفي الاتجاه نفسه، يتساءل أحمد طاش غيتيرين، في الصحيفة عينها، عمّا إذا كان إردوغان قد أثار، أثناء لقائه ابن زايد، كلّ المسائل المرتبطة بالإمارات، ومنها «مسألة شهداء 15 تموز الذين سقطوا برصاص الجنود الانقلابيّين، بأمر فتح الله غولين، وبلغ عددهم 250 شهيداً؟». ويشير الكاتب إلى أنه بعد اللقاء، يتطلّع الجميع لمعرفة تداعياته على الملفّات الخلافية، من غولين وليبيا، إلى «الإخوان المسلمين» وشرق المتوسّط، وحتّى إسرائيل، التي أطلق إردوغان سراح جاسوسَين تابعَين لها اعتُقلا في تركيا، ومن ثمّ تحادث مع رئيسها، إسحاق هرتزوغ. ويختم طاش غتيرين، بالقول: «لقد بلغت تركيا بهذه المساومات نهاية معاييرها الأخلاقية». وفي «قرار» أيضاً، يرى طه آقيول أن على أنقرة أن «تتخلّى، في سياستها الخارجية، عن البُعد الإسلامي، وتعود إلى قواعد سياسة أتاتورك، القائمة على المصلحة الوطنية والدولة الوطنية»، مشيراً إلى أن «خسائر تركيا الاقتصادية من جرّاء سياساتها الإسلامية، ولاسيما تجاه العالم العربي، كانت كبيرة جدّاً».
أمّا مراد يتكين، الكاتب المعروف، فقد كتب على موقعه أن تركيا انتقلت من «أخوّة المسلمين إلى أخوّة المال». وتساءل عمّا إذا كانت «حرب التحرير الاقتصادية» التي أعلنها إردوغان، تبدأ بالمال الذي ستدفعه الإمارات، وبشهادة حُسن السلوك «الإردوغانية» لإسرائيل تجاه الفلسطينيين؟ واعتبر أن الحقيقة الوحيدة هي أن إردوغان يريد حماية سلطته في الانتخابات الرئاسية، عام 2023. إلّا أن اللافت هو ما كتبه برهان الدين دوران، المقرّب من إردوغان، في صحيفة «صباح»، حيث قال إن «الجميع يظنّون أن حزب العدالة والتنمية يبني سياساته الخارجية على خطاب أيديولوجي، في حين أن العقلانية والبراغماتية هي التي تحدّد المصالح الوطنية»، مستدركاً بأنه «عندما يتطلّب الأمر، فإن تركيا لا تتردّد في أن تتوسّل القوّة السياسية والعسكرية من أجل حماية أمنها القومي». من جهته، كسر إبراهيم قره غول، المعروف بأنه كان من أبرز المنتقدين لسياسات ابن زايد، صمته عن الزيارة، ليكتب في صحيفة «يني شفق» أن «تركيا وقفت صامدة ضدّ كلّ محاولات تركيعها، والغرب ينقل نفوذه إلى المحيط الهادئ، ويقلّل تأثيره في الشرق الأوسط»، مضيفاً أن «الجبهة العربية ضدّ تركيا انهارت، فجاء ابن زايد ليحمي رأسه، لأن تركيا لم تكن يوماً تهديداً لهم، بل كانت تعرض الشراكة والتعاضد». واعتبر قره غول أن «الأقرب إلى المنطق أن تكون السعودية، الدولة التالية بعد الإمارات للتقارب مع تركيا»، متابعاً: «لقد انهارت الجبهة الكبيرة التي تأسّست ضدّ تركيا على حدودها الجنوبية، وهذا مكسب كبير لنا اقتصادياً وسياسياً وجيوبوليتيكاً»، مستدركاً بأن الأساس «أن تَسقط الجبهة الداخلية (المتشكلة ضدّ إردوغان)».

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الأسد يُغيّر قواعد اللعبة
بقلم: نبيه البرجي

الوحدة العربية أولاً -4- الوحدة العربية والأمن القومي العربي
بقلم: معن بشّور



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب محمد نور الدين |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//