جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

من شارلي إيبدو الى باتاكلان، الإرهاب والإرهاب المضاد2 | بقلم: حميد حلمي زادة
من شارلي إيبدو الى باتاكلان، الإرهاب والإرهاب المضاد2



بقلم: حميد حلمي زادة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
18-11-2015 - 1653

حميد حلمي زادة  | كان يفترض بفرنسا والبلدان الغربية الأخرى ان تضع في الحسبان إرتداد الإرهاب الذي ساهمت في انتاجه واستيلاده بصورة مباشرة وغير مباشرة، عليها يوما من الأيام.

فما حصل في قلب باريس ليل 14 نوفمبر 2015 ومن قبل في العديد من العواصم الأوروبية طيلة السنوات العشر الماضية ، وفي 11 سبتمبر 2001 في نيويورك بالولايات المتحدة ، من أعمال ارهابية تقشعر منها الأبدان ، هو تحصيل حاصل لمختلف اشكال التدخلات التي قام بها الغربيون في شؤون العالم العربي والإسلامي. وهي ليست تدخلات جديدة او مستحدثة بل تمتد في الماضي الى عشرات السنين وبعضها يعود الى مئات السنين وتحت ذرائع بدأت بالتجارة (مثل بريطانيا وشركة الهند الشرقية كنموذج)، والتبشير الديني وتسويق الثقافة الاوروبية ( نموذج فرنسا وترويج الفرانكفونية في دول المغرب الاسلامي وافريقيا طيلة احتلال دام في الجزائر لوحدها فترة 130 سنة) وانتهت بالاستعمار الإمبريالي الظالم بعد الاطاحة بالدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى (1914 ــ 1919). وتعتبر فرنسا وبريطانيا مُدانتين وتتحملان أوزاراً اكثر من غيرهما من البلدان الغربية (مثل ايطاليا واسبانيا وهولندا) على مستوى تمزيق الصف الاسلامي وتقسيم المنطقة وفقا لمعاهدة "سايكس ــ بيكو" المشؤومة (عام 1916). والتي تم بموجبها اقتسام البلدان الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط وهي سوريا ولبنان وفلسطين وشرق الاردن وبعض مناطق الأناضول والمناطق العربية المطلة على الخليج الفارسي ، في ما بين فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية حينئذ. لقد جلبت هذه المعاهدة الإستعمارية معظم الويلات والنكبات والدكتاتوريات الى الامة، وقامت بشرعنة اللصوصية الاوروبية ــ والأميركية في ما بعد ــ للثروات والخيرات التي حرم منها اصحابها الأصليون .وعمقت التجزئة والإحتراب والصراعات والنزاعات المختلقة بين بلدان المنطقة .

وروّجت للأفكار السياسية الغربية والتيارات العلمانية والتوجهات الإلحادية ، ودعمت احزابا ومنظمات وتكتلات معينة لممارسة السلطة والحكم والزعامة بالحديد والنار، واستنادا الى قاعدة اساسية تقوم على ابعاد شعوب الأمة عن قيم الدين والتسامح والألفة الإسلامية ، وتكريس الأنحرافات الفكرية والسياسية والأخلاقية وما إلى ذلك من السلوكيات التي تركت آثارها التدميرية في مضمار اخماد الوهج الإسلامي الأصيل وزرع روح الإنهيار والإنكفاء والتقهقر والتراخي في نفوس ابناء الأمة الإسلامية. أما المشروع الأسلامي الوحيد الذي حظي بمساندة الإستعمار القديم ، فقد تمثّل بنموذج يمسخ العقيدة الأسلامية مسخا ويجسد الجاهلية العربية الأولى بأجلى صورها ، ألا وهو "اسلام آل سعود الأجلاف " الذي جاء به البريطانيون وحلفاؤهم الى السلطة وفَرض حُكمه الفظّ على أطهر بقاع الأرض قدسية وأمنا وكرامة ، أي في بلاد الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة ومنازل الوحي الإلهي المباركة. كما زُرع الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين إرغاما للأمة الإسلامية والعربية على قبول المهانة والذل والخنوع ، وسيفا مصلتا على شعوب المنطقة ، مُتسلِحاً بالعدوان والإحتلال والعسف وجرائم الحرب اللاإنسانية منذ نحوسبعة عقود وحتى يومنا هذا ، دون ادنى عقاب أو مساءلة من قبل أدعياء "الشرعية الدولية" و"مجلس الأمن" و"القرارات الأممية". وبموازاة دعم الممارسات الإرهابية ل" اسرائيل" المجرمة ، اطلق الاستكبار العالمي أيدي الوهابيين في ترويج "اسلامهم الفتنوي والتكفيري والمتزمت والقاتل" ، مستغلين أموال النفط والتزكية الصهيوغربية ، ليكون هو المتحدث الرسمي الوحيد باسم رسالة إمام الرحمة وشفيع الأمة وسيد المرسلين النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). "الإسلام" الذي يفتي بالموت والقتل والفناء لكل من يخالفه ، كما يبارك بل ويُشرعِن سياسات آل سعود العميلة السائرة على خطى اسيادهم الغربيين والملبية لجميع مشاريعهم وبرامجهم الجهنمية، وفي مقدمتها تشويه الاسلام المحمدي الأصيل ومسخ التسامح الديني والاُخوّة الإيمانية وتكريس الطائفية والمذهبية ، وتمويل المدارس الدينية المنحرفة ، وتسليح أفراد الجماعات والتيارات المتطرفة وتزويدهم بالفتاوى الباطلة المحرّضة على الغدر والفتك بالأبرياء وإراقة الدماء وتسعير النعرات. وعلى سبيل المثال فقد قُتل الآلاف من المؤمنين من أنحاء العالم يوم 10 ذي الحجة 1436 هجرية في ابشع مجزرة وقعت خلال (مناسك مشعر منى) جراء سوء تدبير آل سعود واستهانتهم بأرواح ضيوف الرحمن في البلد الأمين.

فما لبث أن اصدر أشباه العلماء الوهابيون "الفتوى النفاثة" التي حمّلت الحجيج الأبرياء مسؤولية ما حلّ بساحتهم من هلاك وموت بشِعين ، وبرّأوا ساحة الحكام السعوديين العصاة من أي تقصير، رغم أنهم خانوا أمانة الحفاظ على أرواح حجاج بيت الله الحرام . ومع هول هذه الجريمة النكراء اسبغ علماء السوء عليهم آيات الشكر والثناء والإشادة على "نجاحهم الباهر" في " ادارة موسم الحج الدامي سنة 1436 هجرية ". وفيما حصدت التفجيرات الإرهابية والهجمات الإجرامية التي نفذتها وما زالت تنفذها داعش والقاعدة وبوكو حرام وطالبان و"لشكر جنك جو" ومثيلاتها ــ وهي كلها ولادات مشوهة وغير شرعية خرجت من رحم الوهابية المُضلّة ــ أرواح مئات الآلاف من المسلمين والعرب في العراق وسوريا ولبنان وافغانستان واليمن والبحرين والباكستان وكشمير وليبيا وتونس وانحاء مختلفة من افريقيا وآسيا ، وشرّدت الملايين منهم في شتى بقاع الأرض ، فإنه لم تتألم ضمائر علماء السوء والتكفير والفتن في المملكة العربية السعودية العتيدة، ولم يكلفوا انفسهم عناء إدانة هذه الممارسات الغادرة والجبانة ، فضلا عن اصدار فتاوى تحرّمها باعتبارها عدوانا صارخا على حياة الأبرياء والآمنين من العرب والمسلمين؟! وکیف لهم ان ُیحرّموها وهي نتاج عقائدهم الفاسدة وفتاواهم الشيطانية ومدارسهم المتحجرة والمجردة من القيم والأخلاق النبيلة ؟! لكن التناقض كل التناقض شوهد بشكله المفضوح من قبل وعاظ السلاطين الوهابيين عندما سارعوا وبإيعاز من أسيادهم آل سعود ـ وكلاهما عملاء لبريطانيا وأميركا والكيان الصهيوني ــ الى اصدار فتوى أدانت فيها تفجيرات " داعش الإرهابية " في قلب العاصمة الفرنسية باريس ليلة 14 نوفمبر المروعة " معتبرة ان الأعمال الإرهابية لا يقرها الإسلام وتتنافى مع قيمه والتي جاءت رحمة للعالمين" !!!؟.

بيد ان الطامة الكبرى في بيان ما يسمى ب " هيئة كبار العلماء في السعودية" ، تمثلت في اكذوبة هذه الهيئة الغير محترمة والغير معترف بها من قبل عموم الامة الاسلامية .. الأكذوبة التي حمّلت القيادة السورية المناضلة " مسؤولية إرهاب داعش الوهابية المنشأ والتمويل والتسليح" في باتاكلان ومختلف أحياء باريس المزدحمة بالمواطنين الأبرياء .

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


العروبة.. ومفهوم الأقليات
بقلم: الدكتور محمود حمد سليمان

من هذه الساعة حتى يوم الحشر ...
بقلم: الدكتور كمال يونس



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب حميد حلمي زادة |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//