جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

إنّه الأسد، والفينيق السوري...!!! | بقلم: الدكتورة ميادة رزوق
إنّه الأسد، والفينيق السوري...!!!



بقلم: الدكتورة ميادة رزوق  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
19-07-2021 - 1208

واثق الخطوة يمشي ملكاً...


الرئيس بشار الأسد قائد عربي استثناء استمد قوته وثقته وثباته من قاعدته الشعبية، التي أعطته الشرعية ليكون ربان سفينتها لولاية دستورية رئاسية رابعة، رغم ما جندته الآلة الإعلامية الغربية والعربية المتصهينة من ميديا سوداء لشيطنته، وكل هؤلاء الذين تعاونوا وتكالبوا على هذه الصيدة (والمقصود هنا سورية) بمئات مليارات الدولارات على حد قول رئيس وزراء قطر السابق في ضخ ودعم واحتضان الجماعات الإرهابية التكفيرية المسلحة، فإذا بهذه الصيدة تفلت، وهم يعانون الانقسام والتشرذم والاقتتال مقابل حلف محور مقاومة متماسك متطور بعلاقاته، تزداد قوته وتتنامى امكانياته وقدراته، فيتكامل خطاب القسم الدستوري للسيد الرئيس بشار الأسد لولاية رئاسية جديدة مع شعار "القدس أقرب"، ومعادلة "القدس تعني حرباً إقليمية".
فمن بعد الطوفان البشري ومليونيات الحشود الشعبية التي نزلت إلى الساحات داخل وخارج سورية تأييداً لانتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية دستورية جديدة أقلقت الدول الإمبريالية وأدواتها الإقليمية والأعرابية التي تآمرت لإسقاط وتفتيت الدولة السورية إلى كيانات وظيفية تابعة يدور كل منها في فلك أحد الدول الإمبريالية الكبرى، تلاها خطاب القسم ليشكل زلزالا قضَّ مضاجعهم، علماً أن كل استحقاق انتخابي خاضه الشعب السوري كانت بمثابة مسمار يُدّق في نعش مشروع أطلسي صهيوني هدفه تدمير وتمزيق سورية وانهاك مؤسساتها وخلق فراغ كبير نحو الفوضى.
هو خطاب أكد بمضامينه وظهّر من بعد تفاصيل العشرية السوداء التي مرت بها المنطقة، أنه طبيب عيون ذو رؤية استراتيجية، قرأ التاريخ بدقة بعين الباحث الاستقصائي، والواقع بتأنٍ، فربط بين وقائع مرحلة مضت باستخلاص العبر منها، وربطها بالمرحلة الحالية، وصولاً إلى المستقبل، فأدرك موقع سورية المحوري في الصراع القائم وتأثيراته على محيطه، فحسم خياراته وعقد تحالفاته الإقليمية والدولية، ورسم استراتيجية السياسة السورية الداخلية والخارجية، وأظهر سورية القوية والواثقة بالنصر.
كان خطاباً شفافاً شاملاً، برع الرئيس بشار الأسد بالانتقال فيه من نقطة إلى أخرى بتدرج وانسياب منطقي بشكل متكامل ومترابط، تضمن مايلي بتلخيص مكثف:
1. تشريح السلبيات وأسباب المشكلة ونوافذ الضعف التي أدت إلى التوغل والوصول بالحرب إلى حد معين، وإمكانية الاختراق من قبل الأعداء والمتربصين، وبشكل أساسي وفقاً لمفهوم منظومة القيم والأخلاق.
2. تصويب مجموعة من المفاهيم والمصطلحات التضليلية التي روّج لها الإعلام المعادي ودأبت الميديا السوداء في تكريسها لتشويه الرأي العام العالمي والعربي، وللهزيمة من الداخل، فتبناها ضعاف النفوس من ساسة المنطقة، وبشكل أساسي مفهوم "الحرية" التي تغنى بها افرادا غرر المستعمر بهم، والتي لايمكن أن نجدها عند غربي امتهن أجداده ماضياً "تجارة الرقيق"، ومارس أحفاده حاضرا "التمييز العنصري"، ولا هي عند عثماني دمر أجداده منطقة بأكملها حضاريا وأخلاقيا، فطهروا عرقيا، وميزوا اثنيا، ويحاولون حاضرا تكرار تاريخهم الأسود، بنسخة أكثر سوادا وقبحا بممارساتهم المتجذرة بالإرهاب والديكتاتورية، ولازالوا يمتهنون ويمعنون بتكريسها بهدف التتريك والتغيير الديموغرافي للجغرافية السورية، كما فند معاني الشرف والبطولة والخيانة والعمالة والمعارضة والثورة والإرهاب، والوطنية والوعي الوطني والنأي بالنفس والدستور الذي هو عنوان الوطن وقرار الشعب، ومن ينشد الشرف هو في بناء الوطن لا في هدمه، ولم ينس إعادة تفنيد مفهوم الانتماء والهوية والعروبة – التي تم العمل الدؤوب على تشويهه- بأنها ليست رواية بل مفهوم حضاري إنساني يتسع لجميع مكونات الشعب السوري، وليست مفهوم ضيق يعمل على الغاء الآخر.
3. فند مقومات وأسباب الصمود والنصر الداخلية والخارجية، موضحا أننا شعب عريق ذو جذور حضارية موغلة في القدم قدمت الكثير للحضارة الإنسانية، فلايمكن ترويضه ونسف ثقافته ومفاهيمه، وبالتالي "الشعب الذي خاض حرباً ضروسا واستعاد معظم أراضيه بكل تأكيد قادر على بناء اقتصاده في أصعب الظروف، وبنفس الإرادة والتصميم، حيث أننا شعب لايدّجن وعيه، وأن الشعوب العريقة تحيا في الواقع الحي، لا في الواقع الافتراضي، ولا تسقط في فخ الاستسلام المجاني"، بالإضافة إلى الدور الروسي الإيراني في مسار الحرب وتحرير الأراضي، والدور الروسي الصيني في تغيير وجهة المسار الدولي انطلاقا من الدفاع عن القانون والشرعية الدوليين.
4. استمرار مكافحة الفساد بوتيرة أعلى ومنها تحديث القوانين لتواكب الزمن، وأتمتة الخدمات واستخدام خدمة الدفع الإلكتروني لضمان الشفافية وإلغاء التمييز، وتحقيق العدالة، ومنع الهدر والالتفاف على القوانين والحفاظ على المال العام.
5. مقومات النهوض بالاقتصاد السوري، وفتح الباب من خلال القوانين والتشريعات الجديدة لعودة العقول والخبرات ورؤوس الأموال، وتحويل الحصار والعقوبات إلى فرصة للاعتماد على الذات وتطوير الآليات والمقدرات والامكانيات ورفع مستوى الأداء بعقل تشاركي بين القطاع العام والقطاع الخاص، نحو ديناميكية عالية للخروج من الواقع إلى واقع أكثر قدرة على الصمود والإبداع، وترجمة معاني الصمود والتضحية وتكريسها واقعاً يشهد نهوضا اقتصاديا متوازيا مع العمل على إرادة تحرير كافة الجغرافية السورية.
6. رؤية استراتيجية لتكامل وترابط قضايا المنطقة، واسقاط رهانات الحرب والتطبيع رغم الفوضى والفتن التي تعتري دول الطوق، ببقاء سورية قلب العروبة النابض الذي لم يضيع البوصلة، ولم يفقد السمت، فبقي الجولان جوهر الصراع مع العدو الصهيوني نحو حتمية استعادته، وبقيت القضية الفلسطينية من ثوابت سورية التي لاتتغير بتغير الأحداث والظروف.
ولايمكننا تجاهل زيارة وزير الخارجية الصيني تزامنا مع الخطاب والمشاركة بحضوره برمزيةٍ ورسائلٍ مفادها بدء تثمير الاتفاقيات والعلاقات الاستراتيجية الصينية، لتكون سورية أحد منصات الصين لإعلان الخروج من سياسة الحذر نحو الانخراط والمواجهة من بعد منصة مواجهة الأساطيل الأطلسية في بحر الصين الجنوبي، ومنصة خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ في ذكرى مئوية الحزب الشيوعي الصيني، ربطا بتحالفاتها المعلنة مع إيران وروسيا ومشروع الحزام والطريق.
وأخيراً أوضح خطاب القسم بين ثناياه نهوض الفينيق السوري رغم الإرهاب والتدمير ونهب الثروات، للعمل نحو مستقبل أفضل، بثقة لامتناهية بالنصر في حرب اقتصادية لاتزال في ذروتها، مع استمرار زخم دعم المقاومة، لنشهد تطورات في المشهد القادم رغم الفتن التي حلت بدول الطوق وإجراءات التطبيع والحصار والعقوبات تثبت موقع سورية الإقليمي في تكريس معادلات توازن العالم الجديد.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


ماذا بعد التشكيلة الوزاريّة الحريريّة الكيديّة… والاعتذار؟
بقلم: العميد د أمين محمد حطيط

ماذا بعد الانسحاب الامريكي من افغانستان ؟
بقلم: حسين ديراني



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتورة ميادة رزوق |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//