جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

اختبار جديد للنفوذ الروسى فى سوريا | بقلم: الدكتور محمد السعيد إدريس
اختبار جديد للنفوذ الروسى فى سوريا



بقلم: الدكتور محمد السعيد إدريس  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
16-07-2021 - 1299

يبدو أن ما صرح به سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى فى لقائه مع نظيره البحرينى فى موسكو (الجمعة 2/7/2021) حول عودة سورية قريبة إلى جامعة الدول العربية لم تكن مجرد نبوءة أو توقع ولكن كانت أكثر من ذلك إذا أخذنا فى الاعتبار أن هذا التصريح جاء بعد أربعة أيام فقط من تصريحات مناقضة وردت على شكل تكليف أمريكى للدول العربية الصديقة أو الحليفة لواشنطن ورد على لسان أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى فى المؤتمر الوزارى الموسع الذى عقد فى روما (الاثنين 28/6/2021) الخاص بسوريا طالب فيه بوقف أى جهود ترمى إلى تطبيع العلاقات العربية مع سوريا وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وزاد على ذلك مطالبة الدول العربية بالتوسع فى تطبيع علاقاتها مع كيان الاحتلال الإسرائيلى.
عندما أدلى أنتونى بلينكن بتصريحاته تلك طرحت العديد من التساؤلات حول مدى جدية نوايا واشنطن لفرض مشروع ما سمى بـ "السلام الإبراهيمى" الذى دشنته إدارة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب من خلال اندفاعة التطبيع الإماراتى- البحرينى مع إسرائيل فى ظل أجواء تؤكد تعثر هذا المشروع لدرجة الحديث عن غيابه عن أدبيات الخطاب السياسى للإدارة الأمريكية وللخارجية الأمريكية، ووجود مؤشرات جديدة لتفكك رابطة هذا المشروع من خلافات سعودية – إماراتية آخذة فى الصعود وتقارب سعودى – عمانى عبرت عنه زيارة السلطان العمانى هيثم بن طارق آل سعيد للسعودية فى زيارة هى الأولى من نوعها للسلطان العمانى الجديد، أمس الأول الأحد (11/7/2021) وتخصيص مدينة نيوم لتكون مكان اللقاء بين السلطان العمانى والعاهل السعودى سلمان بن عبد العزيز، وهى المدينة التى تجسد رؤية ولى العهد السعودى محمد بن سلمان المستقبلية ومركز الحكم الجديد الذى ينافس مشروع مدينة دبى الإماراتية، بكل دلالات ذلك، وخاصة وجود فرص لتقارب سعودى- عمانى، يتوازى مع تقارب سعودى- قطرى، ما يعنى احتمال تشكيل محور خليجى جديد ليس على وفاق كامل مع محور "السلام الإبراهيمى" الإماراتى- البحرينى مع إسرائيل.
زيارة السلطان العمانى إلى مدينة نيوم ولقائه بالعاهل السعودى وولى عهده سبقتها تصريحات مهمة لوزير الخارجية العمانى بدر بن حمد بن حمود البوسعيدى أدلى بها لصحيفة سعودية تمهيداً لزيارة السلطان العمانى للسعودية أكد فيها أن بلاده "لن تكون ثالث دولة خليجية تطبع مع إسرائيل" مشيراً إلى دعم بلاده لعودة سوريا إلى الجامعة العربية.
الآن هل يمكن القفز خطوات فى التفكير والقبول بما ورد من تصريحات تخص العودة السورية القريبة إلى جامعة الدول العربية، الأمر الذى يعد تحدياً، وليس مجرد رفض لتعليمات وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن بهذا الخصوص؟
يبدو أن هذا النوع من التفكير يمكن أن يكون منطقياً لأسباب كثيرة بعضها يخص ما يجرى من تطورات إقليمية وبعضها الآخر يخص جديد العلاقات الأمريكية- الروسية بعد قمة الرئيس الأمريكى جو بايدن مع نظيره الروسى الشهر الماضى فى جنيف .
التطورات الإقليمية كثيرة وخطيرة أبرزها بالطبع سحب الولايات المتحدة لجزء مهم من قواتها فى المنطقة بتبرير يقول أن الأولوية الآن لمواجهة الخطر الصينى وتركيز الوجود العسكرى الأمريكى فى جنوب شرق آسيا لهذا الغرض، إضافة إلى التداعيات الخطيرة المحتملة للانسحاب الأمريكى من أفغانستان واحتمالات سيطرة حركة طالبان على السلطة فى كابول .
تداعيات هذا الانسحاب تشمل الكثير من الملفات شديدة الأهمية منها مستقبل العلاقات الإيرانية مع أفغانستان، والدور الروسى المنتظر فى التعامل مع حكم طالبان هل احتواء أم صداقة أم صراع، ومدى قدرة تركيا على القيام بوظيفة حماية المصالح الأمريكية فى أفغانستان إذا أضفنا إلى ذلك مجئ رئيس إيرانى جديد للحكم فى طهران ينتمى إلى التيار الأصولى المتشدد الأقرب إلى المرشد الأعلى السيد على خامنئى والحرس الثورى الإيرانى، وتعقد مفاوضات فيينا الخاصة بالاتفاق النووى الإيرانى، وتجدد المواجهات العسكرية فى العراق ضد القوات الأمريكية. كلها ملفات تؤكد أن الإدارة الأمريكية للرئيس جو بايدن فى وضع شديد الصعوبة لدرجة لا تعطيه الفرصة لتأزيم العلاقة مع روسيا فى هذه الظروف فى الأزمة السورية.
أما ما يخص التطورات الدولية فالقمة الأمريكية – الروسية بين بايدن وبوتين فى جنيف كشفت أن الرئيس جو بايدن يحاول تخفيف احتقان العلاقات بين واشنطن وموسكو ، ويأمل فى خلق تنافس روسى- صينى يعرقل تقدم الصين فى المواجهة مع أمريكا. وهذه المحاولات يبدو أنها تضمنت تهدئة للأوضاع فى سوريا وبالتحديد تخفيف الأعباء الأمريكية فى سوريا، وأن واشنطن على استعداد لتقديم تنازلات لروسيا فى سوريا مقابل تقديم روسيا تنازلات لأمريكا فى ملفات أخرى، وهذا ما أكدته النتائج النهائية للمواجهة الدبلوماسية الروسية- الأمريكية الساخنة التى جرت فى مجلس الأمن على مدى الأسبوعين الماضيين بخصوص إصدار قرار دولى من المجلس يخص "إيصال المساعدات الدولية الإنسانية عبر الحدود" إلى سوريا، أى عبر المناطق الواقعة خارج سيطرة السلطة المركزية فى دمشق والخاضعة إما للمتمردين التباعين لتركيا فى شمال غرب الفرات، أو للمتمردين التابعين للأمريكيين فى شمال شرق الفرات.
فقد انتهت تلك المواجهة بصدور قرار توافقى بين واشنطن وموسكو أقرب إلى الموقف الروسى منه إلى الموقفين الأمريكى والأوروبى وحصر تقديم تلك المساعدات عبر معبر واحد بدلاً من ثلاثة على نحو ما كان يريد الأمريكيون هو معبر "باب الهوى" الخاضع للسيطرة التركية. واضح أن إدارة بايدن كانت تتلهف على موافقة روسية للاستمرار فى تقديم المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية حتى ولو كانت عبر معبر واحد، ليس هذا فقط بل أن القرار استجاب للمطالب الروسية وابتدع ما أسماه بـ "سياسة الانعاش المبكر" فى إشارة جديدة لاحتمال توسيع المساعدات وتوصيلها إلى كل الشعب السورى بل وإلى مشاريع أقرب إلى مشاريع "إعادة الإعمار" التى يرفضها الأمريكيون والأوروبيون باعتبارها "تطبيعاً" مع نظام الرئيس الأسد .
تطورات تؤكد كلها وجود حالة استرخاء أمريكية اضطرارية فى سوريا تحرص روسيا على استغلالها ليس فقط من أجل إعادة سوريا إلى الجامعة العربية ولكن أيضاً لتحقيق ما ورد على لسان ألكسندر لافرنتييف رئيس الوفد الروسى فى مفاوضات "الجولة الـ 16" ضمن إطار "مسار أستانة" الذى عقد على مدى يومين فى العاصمة الكاخزستانية (7-8/7/2021) بمشاركة روسية- إيرانية – تركية . ففى مؤتمر صحفى عقب نهاية تلك الجولة طالب لافرنتييف بوضع حد لاستخدام أساليب العقاب الجماعى بحق الشعب السورى مع ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها وقال بالنص: "نأمل بشدة أن الوجود العسكرى المحدود للولايات المتحدة وبعض الدول الغربية فى شمال شرق سوريا، والوجود التركى فى شمال غرب سوريا يحمل طابعاً مؤقتاً، وسيتم سحب هذه القوات فى المستقبل القريب مع استقرار الوضع فى البلاد".
طموح روسى من المؤكد أنه سيبقى اختباراً لمدى جدية الإصرار الروسى على الفوز بسوريا تحدياً لواشنطن .

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


بعد مهمته في استهداف سوريا.. ما دور إردوغان في أفغانستان؟
بقلم: شارل أبي نادر

ماذا بعد التشكيلة الوزاريّة الحريريّة الكيديّة… والاعتذار؟
بقلم: العميد د أمين محمد حطيط



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور محمد السعيد إدريس |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//