جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

العرب وتحديات الألفية الثالثة | بقلم: الدكتور خليل حسين
العرب وتحديات الألفية الثالثة



بقلم: الدكتور خليل حسين  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
08-02-2021 - 1088

لم يشهد العالم العربي ظروفاً كالتي يمر فيها حالياً، ثمة تحديات ينبغي الإجابة عنها، قبل الانتقال إلى منعطفات جديدة في تاريخه السياسي المعاصر الحافل أصلاً بالكثير من علامات الاستفهام التي لم يعثر عن تفسير منطقي لها. فمنذ قرن وما زال العرب شعباً وقيادات ونخباً وأنظمة، تتحرك وتعمل في دائرة الرهانات على المتغيرات التي تجري حولها، على الرغم من التيقن أن تلك الوسائل لم تكن يوماً ناجحة أو يمكن البناء عليها للمستقبل.

راهن العرب إبان الحرب العالمية الأولى على الحلفاء لنيل الاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية، فكانت النتيجة تقسيم أرضهم إلى جغرافية سياسية لا مثيل لها في تاريخ نشوء الكيانات والدول. تابعوا المسيرة عينها فخسروا فلسطين، وانقسموا فيما بينهم حول سياسات وأحلاف دولية، فخسروا أهم قضاياهم، ووصل بهم الأمر أن تنازعوا وتحاربوا على مسائل ثانوية وفرعية في حياة الشعوب والأمم. واليوم يغرق العرب مجتمعات وأحزاب ونخب بأحلام وردية أسموها ربيعاً، وهم في هذا ما زالوا يراهنون على المتغيرات نفسها التي ركنوا إليها سابقاً. فما العمل؟

التحدي الأول الذي يواجه العرب اليوم، أسئلة متصلة بالنظم السياسية التي ينبغي أن تبنى في كياناتهم المهترئة أصلاً، كيف يمكن الوصول إليها؟ هل عبر السبل الديمقراطية المتعارف عليها؟ أم ثمة عوائق تجبر القائمين فيها على اللجوء إلى عسكرة الثورات؟ وبالتالي المزيد من القمع والكبت والدم التي أظهرت الوقائع السالفة عدم جدواها حتى الآن. وماذا عن طبيعة الأنظمة وعقائدها وأيديولوجياتها المستساغة شعبياً، هل الحل بإعطاء فرص أخرى لمن وصل إلى السلطة والحكم لإثبات جدارته بقيادة مجتمعاته؟ أم ينبغي الإصغاء إلى الرأي الآخر الذي بات يتحدث بصوت عال عن تهميشه وعدم الاكتراث إليه في الوقت الذي يجاهر بأن من وصل إلى سدة الحكم بات مثل سلفه؛ بل يمارس السلطة عبر آليات أكثر استبداداً وشمولية وعنفاً، ويستند في رأيه إلى نموذج كل من ليبيا وتونس والعراق وغيرها، التي استعمل فيها درة تاج الديمقراطية «الاستفتاء» لممارسة الكبت الفكري والعقائدي. أسئلة كثيرة تطول بطول خصائص مجتمعاتنا العربية وتقاليدها في ممارسة السلطة.

التحدي الأخطر الذي يواجه العرب حالياً هو العودة إلى الجغرافيا السياسية للمنطقة، بعدما غابوا وغيبوا عن تاريخها. لقد انتهى النظام الإقليمي العربي الذي عانى الكثير من عوامل التصدع والضعف والوهن، وهو الآن في حالة غيبوبة سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية تامة، في ظل سطوع نجم قوى إقليمية صاعدة، صعود يبدو متسارعاً يصعب التنبؤ بمداه وتداعياته وآثاره في ظل الضمور المريع للإمكانات العربية. كيف بمكن الخروج من هذا النفق في الوقت الذي لا يزال الكثير من العرب منقسمون حول الرؤية الاستراتيجية لتحالفاتهم الإقليمية.

التحدي الآخر الذي يبدو أكثر إلحاحاً، هو الولوج في إعادة هيكلة الاقتصاد وعمليات التنمية في مختلف مجالاتها وبخاصة المجتمعية منها. فالعرب في العقد الثالث من الألفية الثالثة ما زالوا يتصدرون قوائم الأمية والبطالة والفقر، وتدني النمو والدخل، في المقابل هم الأكثر مديونية والأكثر عجزاً في ميزانيات التبادل البيني والخارجي، باختصار باتوا أمة تبتعد عن التي أخرجت للناس. لكن في مقابل ذلك، يبدو أنهم الأمة الأكثر انقساماً وتسارعا في انقسام الدول وتزايد أعدادها.

بعض العرب منقسمون اليوم حول سياسات دولية منتعشة هذه الأيام بين أقطاب دولية كبرى، ينتظرون تبدل الإدارات والسياسات لحسم مواقفهم تجاه الكثير من الملفات البينية والداخلية، في الوقت الذي يعرفون جيداً أنهم لم ولن يكونوا إلا وقوداً لتلك السياسات ونتائج لها، ومن الصعب أن يكونوا فاعلين أو مؤثرين فيها. وهنا التحدي الأبرز الذي يواجه العرب نظماً ونخباً ومجتمعات، وهو تحدٍ دائم الظهور، وحاضر في مختلف الاستحقاقات كبرت أم صغرت في مسار معالجاتهم لقضاياهم.

تلك هي حال الأمة في عقد يبدو الأصعب في تاريخها، فهل سيكون العرب في العقد الثالث بمستوى التحديات التي يواجهونها؟ أم سيكونون مجرد أرقام صعبة فيما بينهم، وسهلة على غيرهم في تفكيك الألغاز والطلاسم التي أحاطوا أنفسهم بها.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


ثقافة القبيلة وثقافة الدولة ..صراع أم تكامل ؟
بقلم: علي بن مسعود المعشني

*علم الكيان الصهيوني يركب على العلم الوطني !* *الصهيودية : سطوب !*
بقلم: الدكتور أحمد ويحمان



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور خليل حسين |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//