جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الديمقراطيّة الأميركيّة : الحقيقة والوهم!من غوايدو كراكاس إلى «غوايدو» واشنطن | بقلم: الدكتور عدنان منصور
الديمقراطيّة الأميركيّة : الحقيقة والوهم!من غوايدو كراكاس إلى «غوايدو» واشنطن



بقلم: الدكتور عدنان منصور  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
12-01-2021 - 1284

الولايات المتحدة الأميركية التي نصّبت نفسها لعقود، حاملة شعارات براقة، وآثرت باستمرار على ترويجها، وتسويقها لشعوب العالم، مدّعية حرصها الدائم و»غيرتها» الشديدة على التمسك بالمبادئ والقيم، وعلى نشر مفاهيم الديمقراطية في العالم، وتعزيز أسس الحرية وحقوق الإنسان، آخر من يحقّ لها الكلام بعد ما شاهده العالم من مهزلة «ديمقراطية» يوم أول امس جرت على أرضها.
لم تكن الولايات المتحدة يوماً، بأجهزتها العميقة داخل الدولة، الا نصيرة ومنقذة، وداعمة للأنظمة الدكتاتورية في العالم بأبشع صورها، وعدوة رئيسة لكل الانظمة الوطنية الديمقراطية الحرة التي جاءت بإرادة شعوبها، وكان ذنبها الكبير الذي لا يُغتفر، انها ترفض سياسة التبعية، والإذلال والتسلط، والسيطرة الأميركية عليها .
لم تحترم الولايات المتحدة ارادة الشعوب الحرة، التي قررت عدم السير في الفلك الأميركي، مصمّمة الحفاظ على قرارها الحر المستقلّ، حيث كانت واشنطن تلجأ الى معاقبة الأنظمة التي تعارض سياساتها، والإطاحة بها، من خلال تنفيذها للانقلابات، وتخطيط المؤامرات، وتحريك أجهزتها العسكرية والاستخباراتية. هكذا كان سلوك الولايات المتحدة على الدوام ضدّ الأنظمة الديمقراطية الوطنية في أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية، وفي أفريقيا، وآسيا والعالم العربي. ليس من السهولة على العالم أن ينسى ما فعلته أجهزة المخابرات الأميركية CIA وقوات المارينز، من مؤامرات متنقلة أطاحت بالأنظمة الديمقراطية لتحلّ مكانها انظمة ديكتاتورية تكون في خدمة الولايات المتحدة وأهدافها، ومصالحها الاقتصادية والأمنية والاستراتيجية.
هكذا كان الحال مع سلفادور اللندي في تشيلي، مروراً بكوبا الثورة، ونيكاراغوا، والمكسيك، وبنما، وغانا نكروما، وإيران مصدّق، وإندونيسيا سوكارنو، وسيريلانكا باندرانيكا، وغيرها الكثير من الأنظمة الوطنية الديمقراطية التي أطاحت بها الولايات المتحدة خلال عقود سابقة حيث اللائحة تطول.
اليوم تطفو الديمقراطية الأميركية المزيفة على السطح. فالمنظومة العميقة داخل الدولة الأميركية، تفعل فعلها، وتثبت للملأ أنها ضدّ الديمقراطية وإرادة الشعب الأميركي الذي جاء ببايدن رئيساً للولايات المتحدة. هذه المنظومة التي تحرم الديمقراطية الحقيقية على الشعوب الحرة التي تختار زعماءها بإرادتها، والتي تعمل في ما بعد على تشويه العملية الديمقراطية والتشكيك فيها، ومن ثم التحضير للقيام بالإطاحة بها، تطبّق اليوم سلوكها المشين حتى في الداخل الأميركي رافضة قرار الشعب، معتبرة ان الانتخابات الرئاسية، يشوبها التزوير، والفساد والفوضى والتآمر، فقامت باقتحام الديمقراطية في عقر دارها، وهي التي جاءت برئيسها قبل أربع سنوات، والمنهزم اليوم عبر صناديق الاقتراع.
لقد أنجبت الولايات المتحدة من جملة من أنجبتهم، غوايدو في فنزويلا، وبينوشيه في تشيلي، وباتيستا في كوبا، وعائلة تروخيليو في جمهوريات الموز، وماركوس في الفلبين، والشاه محمد رضا بهلوي في إيران، وسوهارتو في اندونيسيا، وحسني الزعيم في سورية، بالإضافة الى عشرات الدمى في العالم العربي وبلدان العالم الأخرى.
ها هو غوايدو أميركا يطلّ برأسه في الداخل الأميركي هذه المرة، عبر قرصان الديمقراطية المزيفة ترامب، لينقض على النتيجة الرئاسية كما تنقض أجهزة الولايات المتحدة على نتائج الانتخابات التي تقول فيها الشعوب كلمتها الحقة، وتعبّر عن إرادتها الحرة، التي تتعارض مع سياسات الغطرسة الأميركية، وتدخلاتها ونفوذها وهيمنتها!! فالدولة التي يقول رئيسها وهو على سدة الرئاسة، إن انتخابات بلده مزيفة ومزوّرة، غير جديرة بأن تكون النموذج الذي يُحتذى به من قبل الشعوب الحرة، وبالتالي هي آخر من يحق لها بعد اليوم، ان تراقب وتتابع أيّ عملية انتخابية تجري في دولة من دول العالم، أو تحكم، أو تعطي شهادة «حسن سلوك» تقيم من خلالها مستوى شفافية الديمقراطية للدول التي ترفض بالشكل والأساس سياسة التسلط والتهديد والابتزاز الأميركي.
يوم السادس من كانون الثاني لعام 2021، لن يكون إلا وصمة سوداء على جبين الديمقراطية الأميركية التي ترنّحت أمام المشهد البشع عندما شاهدت شعوب العالم كله، جحافل «الجمهوريين» وهي تقتحم عقر دار الديمقراطية وتعبث بها، في مشهد قلّ أن نرى نظيره في العالم. فلو كان الذي حصل في الولايات المتحدة، جرى مثله في دولة من دول العالم لا ترضى عن سياستها وتوجهاتها واشنطن، لثارت ثائرتها، وأقامت الدنيا وأقعدتها، لتظهر للعالم بمظهر الغيور والحامي للديمقراطية وحرية الشعوب وحقوقها .
ما حصل في الولايات المتحدة أثلج ولا شكّ قلوب العديد من الشعوب الحرة المقهورة التي ذاقت الكثير من الظلم والمصائب والويلات والفوضى والحروب والدمار التي حلت بها، نتيجة السياسات التعسّفية المستبدة، التي مارستها الإدارة الأميركية بحقها، والتي كانت تبرّر أفعالها وتدخلاتها في شؤونها، بسبب «حرصها» البالغ
على احترام الديمقراطية، وحقوق الإنسان وتوفير الحرية لها.
لقد كشفت بوضوح منظومة الدولة العميقة التي أرادت أن تطيح بنتائج الانتخابات الرئاسية وتعيدها الى نقطة الصفر، الوجه المزيف للحياة السياسية الأميركية، التي تشوّهت وغابت عنها صدقيتها، وأوجدت شرخاً كبيراً داخل المجتمع الأميركي، حيث لا أحد يستطيع منذ الآن، معرفة متى وكيف سيلتئم الجرح العميق، بعد ان تزعزعت الثقة بـ «الديمقراطية» الأميركية، من قبل الداخل قبل الخارج.


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//