جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

هل يحضر ترامب القوة للعدوان؟ .... اين؟ وكيف؟ | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
هل يحضر ترامب القوة للعدوان؟ .... اين؟ وكيف؟



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
13-11-2020 - 1165
ما إن تداولت وسائل الإعلام خبر هزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية وفشله في تجديد ولايته لأربع سنوات أخرى حتى وقبل ان تنتهي عمليات الفرز وتعلن النتيجة الرسمية بشكل نهائي قاطع، اقدم الرئيس الذي لم يتبق له في البيت الابيض سوى 70 يوماً فقط تنتهي في 2012021 اليوم المحدّد دستورياً لانتهاء ولاية الرئيس، أقدم ترامب المكابر والرافض الإقرار بالهزيمة على إقالة وزير الدفاع مارك إسبر ودفع وكيل البنتاغون الى الاستقالة وتسريب خبر التحضير لإقالة كل من مدير المخابرات المركزية C.I.A ومدير مكتب التحقيق الفيدرالي F.B.I والذي يعد بمثابة وكالة الاستخبارات الداخلية، وأرفق التغييرات مع تسريبات إعلامية بالبدء بشحن الصواريخ والقنابل الذكية الى الامارات العربية ثم تنظيم جولة لوزير الخارجية بومبيو تشمل كلاً من فرنسا وتركيا والسعودية والإمارات العربية وإسرائيل» مهّد لها بمؤتمر صحافي أهمّ ما اعلن فيه هو التأكيد على موقف ترامب بانّ الأمل بالفوز قائم لا بل حتمي، وانّ الدخول الى الولاية الثانية لترامب سيتمّ بسلاسة لأن ترامب لن ينقطع عن ممارسة الحكم.
إن تحليلاً لكل ما ذكر يقودنا الى استخلاص شيء أساسي مفاده بان ترامب يعيد تنظيم إدارته من أجل القيام بعمل ما عسكري أو أمني أو من طبيعة خاصة أخرى، وانه يريد ان يسند المهمة الى من يكون طوع بنانه ويلتزم بأوامره من دون نقاش او تردّد او تلكؤ والذي يعزز هذا التفسير هو انّ الإقالات المنفذة او المنتظرة برّرت أو تبرّر بصلابة أولئك المعزولين وعدم انصياعهم للرئيس، كما يوجب نظام عمل فريق «أمرك سيدي».
فإذا أخذنا بهذا التفسير أيّ الإعداد لاستعال القوة في مكان ما، فإنّ السؤال التالي سيكون أيّ ميدان سيختار ترامب لممارسة أفعال القوة تلك؟ وهنا سيكون منطقياً التفكير بالميدانين الأميركي الداخلي والدولي الخارجي.
ففي الوجه الداخلي يمكن أن يفسّر بنية ترامب بعد رفضه الإقرار بالهزيمة عدم تسليم السلطة الى من أكدت عليه صناديق الاقتراع بأنه الرئيس، وبالتالي سيتمسك ترامب بأصوات الـ 70 مليون أميركي (48% من المقترعين) الذين اقترعوا له ويستند الى قوة السلاح الذي انتشر بين المواطنين حتى فاق في آخر تقدير الـ 40 مليون قطعة سلاح، ويريد ان يأمن جانب القوى العسكرية والأمنية والقضائية حتى يطمئن الى نجاح الحركة الشعبية المؤيدة له والرافضة لخروجه من البيت الابيض. وبهذا تكون المناقلات والتعيينات بدءاً من رئيسة المحكمة العليا وصولاً الى من ذكر أعلاه، أعمالاً إعدادية لمسرح العمليات الرسمية والشعبية لتثبيت ترامب في موقعه بصرف النظر عما نطقت به صناديق الاقتراع. قرار يتخذه غير عابئ بما قد يقود إليه هذا التدبير من انفجار شعبي قد يؤدي الى حرب أهلية وتشرذم الدولة، فترامب يؤمن بأنّ الأكثرية البيضاء التي صوّتت له هي التي يحق لها أن تختار رئيس الولايات المتحدة فإن لم تجارِها الأكثرية الشعبية العامة فيجب ان يعمل برأي الأكثرية البيضاء كائناً ما كانت النتائج.
أما الوجه الخارجي لاستعمال القوة وهو الأخطر فإنه قد يكون بدافع الانتقام او تنفيذ ما تخلف عن تنفيذه رغم التعهّد به وسيكون في واحد او أكثر من مسارح عمليات أساسية أربعة، أولها منطقة الشرق الأوسط ضدّ محور المقاومة وإيران، والثاني في أميركا اللاتينية ضدّ فنزويلا وسواها، والثالث في الشرق الأقصى ضدّ الصين والأخير ضدّ روسيا.
ومن وجهة نظرنا ومن بين مسارح العمليات هذه نرجّح أن يكون الخيار المفضل الأول قائماً على المفاضلة بين الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية مع ترجيح مؤكد للشرق الأوسط، خاصة انّ ترامب سيجد فيه ما يلائمه أكثر لشنّ العمليات الحربية او تبريرها، حيث إنّ نفقات الحرب ستؤمّن من أموال النفط الخليجي (البعض يقول بانّ السعودية مع دول خليجية اخرى دفعت سلفاً نفقات هذه الحرب وتلقت وعداً بتنفيذها من دون أن يحدّد تاريخ شنّها) وإنّ افتعال سبب مباشر لاندلاع شرارة الحرب أمر سهل في ظلّ النيران المستمرّ اشتعالها في المنطقة منذ 10 سنوات مع وجود 65 الف جندي أميركي في 54 قاعدة عسكرية منتشرة في المنطقة ـ ثم إنّ هذه الحرب ستحقق الامن لـ «إسرائيل» بشكل نهائي عبر تفكيك محور المقاومة وتدمير أسلحته الخطرة بكل مكوّناته، ومضيفاً الى تدمير سورية إيران وحزب الله. وستوفر فرصاً أكبر لصفقة القرن التي أعطت إسرائيل أكثر مما كنت تطلب. فإذا اختار ترامب هذا الاتجاه، فإنّ السؤال التالي سيكون: ما هو بنك الأهداف وما هي العمليات العسكرية والأمنية المحتملة التنفيذ؟
طبعاً، نستبعد الحرب الشاملة في المنطقة بما فيها الاجتياح البري والاحتلال كما حصل في العراق ونستبعد العمل الواسع النطاق على جبهات متعددة براً وبحراً وجواً، نظراً لأن التحضير القانوني والإداري والعملاني واللوجستي من ترخيص وتحشيد ونقل عتاد وتجهيزات غير ممكن في الوقت المتاح، ومع التأكيد على استمرار سياسة التدابير الإجرامية اللاشرعية التي تسميها أميركا «عقوبات» ومع احتمال تصاعد الحرب السبيرانية فاننا نرى ان القيادة الأميركية الملتصقة بترامب لتنفيذ نزواته وموجات عنجهيته وغضبه ستجد نفسها أمام رزمة من الخيارات العسكرية الميدانية التي تتجنب المواجهات البرية والقتال على الأرض ولذلك سيكون الاختيار مركزاً على واحد أو أكثر مما يلي:
1 ـ ضربات تدميرية للمنشآت النووية الإيرانية وللوجود المقاوم في سورية والعراق ولبنان.
2 ـ عمليات بحرية في الخليج ضد إيران مترافقة مع عمليات برية ضد الأهداف الاستراتيجية الكبرى.
3 ـ ضربة عسكرية مركزة ضد ما يوصف بالصواريخ الدقيقة لحزب الله في لبنان، مترافقاً مع التعرّض للوجود العسكري لمحور المقاومة جنوبي سورية.
4 ـ تنفيذ عمليات اغتيال واسعة على صعيد محور المقاومة وقادته.
هذه الفرضيّات ستدفع محور المقاومة، الذي كما اتضح من كلام السيد حسن نصر الله أمس، أنّ ما يجري واقع تحت نظر المحور ويأخذه بالجدية القصوى ويضعه ضمن دائرة الأعمال المحتمل أن يقوم بها ترامب بتمويل عربي خليجي وتشجيع إسرائيلي ولتحقيق رغبات شخصيّة، ولهذا فإن هذا التصور يدفع المحور لاتخاذ تدابير دفاعية شاملة من قبله وبكل مكوّناته، تدابير تكون على وجهين:
أ ـ الأول الدفاع السلبي لتجنب الضرر أو للحد من الخسائر للحد الأقصى عبر اتخاذ التدابير التي تعقد مهمة المعتدي وتحول دون الوصول الى أهدافه بيسر وسهولة، وطبعاً هذا الامر متخذ، ولكن قد يستلزم المزيد من الإجراءات، للتحسين والتفعيل أكثر.
ب ـ اما الثاني وهو الأهم والأفعل ويكون بالدفاع الإيجابي الردعي الفاعل عبر العمل المركز باستراتيجية «الهدف بالهدف المقابل». وهنا سيكون لدى محور المقاومة بنك اهداف واسع يشمل بالإضافة الى القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة والاسطول البحري في الخليج بنك أهداف يشمل كامل المساحة المغتصبة في فلسطين المحتلة، والمراكز الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية في الدول المموّلة للحرب فضلاً عن المعابر المائية في مضيق هرمز وباب المندب.
وفي كلّ الأحوال يجب أن لا يغيب عن البال أهمية الحرب النفسية التي ستسبق أي عمل وعدوان وترافقه وتستمر بعده خاصة أن العدو يتكئ عليها بشكل واسع، لكن محور المقاومة بات له الباع الطويل فيها حيث برع بها في العقدين الأخيرين الى حدّ انه بات يملك المناعة ضدّ سموم العدو ويملك القدرة للفتك بمعنوياته، خاصة بعد ان أكد في كلّ مناسبة ان العدو يمكن أن يطلق الطلقة الأولى، لكنه حتماً لن تكون له الطلقة الأخيرة، فهل يغامر ترامب بعمل جنوني غير محسوب ويتغيّر وجه المنطقة، ام انّ الدولة العميقة في أميركا ستمسك على يده وتلقيه خارج البيت الأبيض قبل تنفيذ قراره الانتحاري؟
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


تفكك قريب للولايات المتحدة الأميركية كما حصل للاتحاد السوفييتي.
بقلم: الدكتور فاضل الربيعي

جهوزيّة قصوى لمحور المقاومة.. أخطر سيناريو في وجه ترامب!
بقلم: الاعلامية ماجدة الحاج



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//