جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

انتصار بايدن يُربك خطط إردوغان | بقلم: د.هدى رزق 
انتصار بايدن يُربك خطط إردوغان



بقلم: د.هدى رزق   
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
13-11-2020 - 996

قد يكون الرئيس الأميركي المنتخب أكثر من يعرف الرئيس االتركي، فهو كان المبعوث الرسمي الدائم إلى تركيا  بسبب علاقته الشخصية بإردوغان، إلاّ ان هذه العلاقة ما لبثت أن تدحرجت من سيء إلى إسوأ

قد يكون الرئيس الأميركي المنتخب أكثر من يعرف الرئيس االتركي

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها تركيا في حلف شمال الأطلسي في السنوات الأخيرة صعوداً وهبوطاً دراماتيكياً، بعد أن بدأت أنقرة في اتّباع سياسة خارجية أكثر استقلالية.  
لا شك في أن تركيا  تُعتبر لاعباً أساسياً وحيوياً في العديد من التحديات والصراعات العالمية الحالية، مثل الحرب على سوريا وليبيا، والخلافات البحرية في شرق البحر المتوسط، وقضايا الهجرة، وعلاقات الغرب مع روسيا وإيران.
نتائج الانتخابات الأميركية ستؤثر بشكل كبير على مسار السياسة التركية، والتي عبّرت عنها تصريحات بايدن قبل فوزه في الانتخابات. فهو أدلى برأيه حول كيفية التعامل مع الرئيس التركي وضرورة ممارسة المزيد من الضغوط لخفض التوترات مع اليونان ووجوب ثني تركيا من أجل الامتناع عن أي استفزاز آخر في المنطقة، بما في ذلك تهديداتها باستخدام القوة، من أجل إنجاح الدبلوماسية، إضافةً إلى انتقادات أميركية سابقة أثارت غضب أنقرة. 
كان جو بايدن نائباً للرئيس السابق باراك أوباما وكان مفوضاً بالملف التركي نظراً لخبرته السياسية. ومع ذلك، شهدت إدارة أوباما الثانية تدهوراً ملحوظاً في العلاقات بين الجانبين، وكان بايدن قد لعب دوراً بارزاً خلال العملية السياسية في سوريا والمنطفة برمّتها. 
قد يكون الرئيس الأميركي المنتخب أكثر من يعرف الرئيس االتركي، فهو كان المبعوث الرسمي الدائم إلى تركيا بسبب علاقته الشخصية بإردوغان، إلاّ أن هذه العلاقة ما لبثت أن تدحرجت من سيء الى اسوأ، منذ خبر سقوط الرئيس محمد مرسي الذي نزل كالصاعقة على إردوغـان وعلى جماعة "الإخوان" في مصر عام  2013.
واستمرت العلاقة في التدهور بعد سيطرة مقاتلي حزب "الاتحاد الديموقراطي" الكردي على منطقة رأس العين وتعزيز سيطرتهم على معظم المناطق الكردية من شمال سورية، ومن ثمّ عدم السماح لتركيا بإقامة منطقة عازلة واتهامها بدعم "داعش" والتشهير بعلاقتها مع "جبهة النصرة". 
لن ينسى إردوغان إعراض واشنطن عن الضربة العسكرية في سوريا في أيلول/سبتمبر 2013. كان هدف إردوغان وحكومته آنذاك إسقاط النظام في سوريا مهما كلّف الأمر وبمعزل عن الطريقة والأسلوب. وكانت الانتقادات الغربية والضغوط الأميركية ضد حكومة إردوغان تزداد من أجل وقف دعمها المنظمات الأصولية في سوريا والعراق. كانت كل هذه الرسائل السياسية واضحة بالنسبة لإردوغان.
حتى اتفاقية استيراد النفط والغاز الطبيعي التي تمرّ عبر خطين من المناطق الكردية في شمال العراق وتلتقي داخل الأراضي التركية بخط أنابيب النفط القديم المعروف باسم خط كركوك – يومورتاليك، لاقت معارضة من بغداد وواشنطن. رفض الثنائي بايدن وأوباما طلب أنقرة إقامة منطقة عازلة لأن الدول العربية لن ترضى بهذا المشروع، وتجد فيها محاولةً لتقسيم سوريا وتحقيق أطماع تركيا. 
رأت واشنطن أن أنقرة تؤدّي دوراً مزدوجاً عبر وقوفها في صف الجماعات المسلّحة، وانتقدت الولايات المتحدة الأميركية تركيا لإعراضها عن حلّ المسألة الكردية في الداخل التركي، وعدم تشجيعها مؤيّديها على دعم مسار السلام مع الأكراد. لم تستطع أنقرة إقناع أوباما بوجهة نظرها التي اعتبرتها واشنطن "ضعيفة "
إنّ تغيير الأميركيين لسياستهم تجاه الكرد كان من أهم نقاط التناقض والتنافر بين إدارة أوباما في واشنطن وإردوغان، إضافةً الى ملفيّ "داعش" ومستقبل سوريا. عملت الحكومة التركية مباشرة مع "جبهة النصرة" وحلفائها لتطوير قدرات الحرب الكيميائية من أجل إشعال حادثة تُثني الولايات المتحدة على التدخل المباشرفي سوريا. وهذا ما توجسّت منه الولايات المتحدة، ولم توافق عليه.
بلغ الصراع الديبلوماسي بين أوباما وإردوغان ذروته في نهاية ربيع 2013، حيث أيقن أوباما أن إردوغان سيصبح حليفاً خطراً. أبلغ جو بايدن، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بموقف بلاده خلال اجتماع استمرّ 4 ساعات احتدمت على إثره الخلافات. وتأزّمت العلاقات بين الطرفين بسبب التباينات العميقة في موضوع الملف السوري.
ركّز بايدن على أهمية التعاون بين القوى الإقليمية: تركيا، ومصر و"إسرائيل" ولبنان بشأن الغاز في البجر المتوسط، وعلى الفوائد المشتركة بشأن القضية القبرصية. لكن هذه الطروحات لم تجد آذاناً صاغية من إردوغان الذي استحوذ عليه هاجس إسقاط الأسد، مع العلم أن إدارة أوباما لعبت دوراً في المصالحة بين تركيا و"إسرائيل" والتي أجبرت نتنياهو على دفع التعويضات لضحايا سفينة "مرمرة" من أجل الاستمرار في مشروع الطاقة.
إن التطورات البارزة في إدارة ترامب والعلاقة مع روسيا  وتفعيل نظام صواريخ أرض- جو الروسية "S400"، واستمرار الصراع حول "قسد" وشرق الفرات مع تواجد الجيش الأميركي في هذه المنطقة، وفتح جبهات جديدة من ليبيا إلى القوقاز، بدّلت الأولويات، وبات ملف العلاقة مع تركيا دسماً، لاسيما على خلفيّة مطالبة تركيا بتسليمها محمد فتح الله غولن، بتهمة الانقلاب، فهي تتهم الغرب بمساعدته والوقوف وراءه إلا أن عقوبات الكونغرس تنتظرها.
تركيا مهمة للغاية بالنسبة لواشنطن، أولاً بسبب أهميتها الجغرافية في منطقة سعت فيها الولايات المتحدة إلى الحفاظ على هيمنتها. هذه الأهمية الجغرافية الاستراتيجية لا يمكنها اختزال تركيا بحكّامها لا سيما بالنسبة لصانعي السياسة الاستراتيجية بحيث ستسعى واشنطن الى تخطّي بعض العقبات في سوريا أو ليبيا أو اليونان... 
لهذا السبب، سيعني وجود بايدن أكثر من مجرد استمرار التفاعل السياسي مع الحكومة التركية. حيث سيهيمن الوسط المعتدل على البرنامج الأيديولوجي للحزب الديمقراطي، لا سيما  في وجود شخصيات مرتبطة بكلينتون.
الحل نفسه ينطبق على صانعي السياسة الخارجية الذين ارتبطوا بإدارة أوباما والذين سيتمكنون من الوصول إلى عملية صنع القرار. إن أيّ من هذين الاحتمالين لا يبشّر بالخير في العلاقات التركية الأميركية، لا سيما وأن السّجال الذي بدأ حول أهمية التواصل مع المعارضة والشعب التركي ودعم المجتمع المدني، قد أثار حفيظة أنقرة التي اعتبرته تدخلاً في الشوؤن الداخلية لدولة مستقلة. 
 لكن الإدارة الأمريكية الجديدة قد تتوصل إلى اتفاق مع تركيا لتحقيق مصالحها الذاتية. فتركيا اليوم هي أقل من حليفٍ وأكثر من شريك - تتّبع أجندتها الخاصة في قلب العلاقات المعقّدة والمعرّضة للصراع في القوقاز والشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


ترامب: سقوط الابتذال
بقلم: الياس خوري

تفكك قريب للولايات المتحدة الأميركية كما حصل للاتحاد السوفييتي.
بقلم: الدكتور فاضل الربيعي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب د.هدى رزق  |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//