جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

التطبيع في زمن المقاومات | بقلم: حنان سلامة
التطبيع في زمن المقاومات



بقلم: حنان سلامة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
28-08-2020 - 1041

في ظلّ الانقسام الواضح والجلي بين مؤيد للإعتراف بالعدو الصهيوني كياناً قومياً بحكم التسليم بسنن الضعفاء على أرض فلسطين المغتصبة، وبين بندقية مقاومة مناضلة لطالما زغرد رصاصها من أقصى منابر السياسة إلى دفء زنادها بين أصابع شهيد قضى من أجل عدم الاعتراف وعدم التطبيع الكامل. فالتطبيع مرفوض تحت أيّ عنوان، سواء كان تطبيعاً سياسياً حكومياً، أو تطبيعاً شعبياً، أو تطبيعاً يشمل علاقات تجاريةً وما شابه.

إنّ بعض الدول العربية اللاهثة نحو عملية التطبيع مع العدو الصهيوني، تحاول أن تقيمه على أساس السلم العالمي بحجة أنها راعية ومحبة للسلام، كي تحافظ هذه الدول على وجودها الهش، وتتلطّى خلف آخر ورقة تين أو بصل أو قناع بلاستيكي – لا فرق – حتى تدفن استسلامها قبالته، وتستلّ سيف الفساد لتحارب به شعوبها الحية، وهي التي غرقت به وتبلّلت حتى مطلع الفساد وآخره، وما الملكيات العائلية التي تكدّس ثرواث شعوبها المنهوبة في بنوك جلاديها في الغرب إلا خندق مليء بالعمالة والتطبيع والسفالة الكاملة.

التطبيع الذي تطمح لإحقاقه بعض الدول العربية، لا يدلك سوى إلى شيء واحد في زمن «الترف النضالي»، ولا يشكل بالدرجة الأولى إلا براءة كاملة لعدوّنا، وشطباً لكلّ التاريخ الإجرامي لهذا الكيان الغاصب الذي مارس سياسة المجازر على أيدي عصاباته الآتية من شتات الأرض، والتي بدأت ويلاتها مع «البالماخ» و «الهاغاناه» و»شتيرن» التي مارست أبشع وسائل القتل الجماعي والتهجير الممنهج الذي كشفت الأيام أنه كان مدعوماً من الدول التي تسعى الآن إلى التطبيع، وسعت إلى بثّ رعبها النفسي والتقسيمي، وقتل لغة العقل الحيّ الفاعل، وإحلال سلوكيات «الإسلام السياسي» العاهر داعش – بديلاً عنه. إنّ داعش هي لغة تلمودية وبنت الصهيونية المدللة وفعلها وسلوكها وذراعها ووجهها الحقيقي في أمتنا العربية.

إنّ التطبيع مع «الكيان الغاصب» هو شكلٌ حيوي من أشكال الاعتراف بوجود هذا الكيان سواء كان تطبيعاً حكومياً سياسياً، كالتطبيع الحاصل في مصر التي مسحت بهذا العار دماء شهدائها الذين سطروا البطولات في حرب 1973، وتناست صور الأسرى عندما كانت دبابات العدو اليهودي تسحقهم أحياء. وبما أنّ الدولة في مصر من حكم السادات إلى حكم السيسي ما زالت في خانة الأسر السياسي والعسكري، ضمن هذا التطبيع وهذه الاتفاقية التي عُرفت باتفاقية «كامب ديفيد»، إلا أنّ الشعب المصري ما زال يرفض التطبيع الشعبي بينه وبين الصهاينة على جميع الأصعدة. إنّ الخلاص من هذا الإذلال هو أن تستعيد مصر قوّتها وعافيتها كدولة قوية في مجتمعها وفي دورها الإقليمي.

لم يعُد مشروع التطبيع مع العدو الصهيوني عملاً معيباً أو أمراً سيئاً في نظر قطار المروّجين له. فالأردن من أوائل الذين تهافتوا لإقامته في إطار الدور المرسوم له من ضمن اتفاقية عرفت باتفاقية «وادي عربة» عام 1994 والتي وُقعت بين الملك حسين ورئيس وزراء الكيان الصهيوني اسحاق رابين. لقد كان هذا التطبيع أيضاً تطبيعاً منفرداً سياسياً حكومياً، مرفوضاً من الشعب في الأردن، وأكبر مثال على ذلك ما فعله الجندي الأردني البطل أحمد الدقامسة عام 2009 عندما أطلق النار وقتل سبع «إسرائيليات»، وحكم عليه من قبل النظام الأردني بالسجن المؤبد، لكنه خرج بعد سبعة أعوام بموجب تبادل الأسرى والسجناء.
إنّ الأمثلة كثيرة إذا أردنا أن نضربها كأدلة جازمة على نيات البعض في التطبيع العملي مع الصهاينة، منها السعودية وقطر والبحرين والإمارات وجنوب السودان على سبيل المثال لا الحصر. بالإضافة طبعاً إلى الاعتراف بوجود العدو الصهيوني من قبل السلطة الفلسطينية التي تسعى من أجل توثيق وإرساء هذا التطبيع كبداية للاعتراف الكامل المرفوض من المقاومة الشعبية الفلسطينية.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الابعاد الاستراتيجية للتطبيع الكامل بين الامارات والعدو الصهيوني
بقلم: د نجيبة مطهر

*التطبيع الإماراتي.. الأسباب السياسية والدوافع الاستراتيجية
بقلم: أحمد أبو زهري



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب حنان سلامة |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//