جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

نسج الثقافة المجتمعية والوطنية ونبذ الجهل بشكل عملاني | بقلم: الدكتورة هالة سليمان الأسعد
نسج الثقافة المجتمعية والوطنية ونبذ الجهل بشكل عملاني



بقلم: الدكتورة هالة سليمان الأسعد  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
20-07-2020 - 1454

عندما تعم الحروب في منطقة ما ، يسود الرّعب بين المجتمع والسبب هو قلة الأمان التي أنتجتها الحروب لذلك فإنّ البعض يلوذ بأي عنوان سواء طائفي أم قومي ظناً منهم أنّ الدولة ضعفت في أداء واجبها في إبقاء وتعميم الأزمات
ونتيجة لهذه الحرب المدمرة للإنسان قبل تدمير الأوطان ، الحرب التي تعرضت لها سورية ، فإن التدمير طال العلاقات الاجتماعية ، كما الفكر والتفكّر وخصوصاً في ظل الحرب على الإرهاب الذي هو نفسه حرباً على الثقافة ، والعلم ، والنهج السياسي ، والمبادئ . وقد تجدفي حيّيك أو مدينتك أو عائلتك من تأثر في ذلك، كما أدت إلى تدمير ممنهج لبعض المفاهيم في محاولات تفكيك والتفسخ الاخلاقي والمجتمعي والابتعاد عن القيم والاخلاق و شق الصف الديني بإثارة النعرات الطائفية والعرقية والثقافية والمناطقية . إضافة لإرباك سياسي، ويكمن الخطر الممنهج الواضح على الثوابت والمبادئ الأخلاقية التربوية والعقائدية والسياسية والبنيوية لفكر الفرد . كل ذلك يُصنع في مصانع الأعداء لتدمير مجتمعاتنا وسحب ما تمكّن من الجهلة ومحدودي الثقافة والتفكير باتجاه تطرّف صنعوه والدين منهم براء .
صناعة الجهل : وهذا الجانب بحد ذاته يصب في المجال الأوسع للمؤامرة الكبرى التي تستهدف محور المقاومة ، وتحديدا في قلب المقاومة النابض سورية وذلك بهدف التدمير الداخلي والنفسي ، معتمدين على حرب ضروس شنّت وستشن على العلم والفكر والعقيدة والوطن والنهج ، كل ذلك عملت عليه أجهزة استخبارات عالمية ومؤسسات تابعة لها مثل مؤسسة (Rand Co Operation ) الأمريكية وهي مؤسسة بحثية متخصصة في هندسة الجهل ، وأول مهامها بث الشائعات ليعم التفكك المجتمعي ، وتُخلق الانشقاقات ، وهذا حقيقةً أحد السبل الذي عمل عليه رعاة الإرهاب على المحور المقاوم ، حيث تم تجهيز الأرض الخصبة لزراعة الفتن والرعب تحت عناوين كثيرة الذي يُنتج تفكك الأمم لبقائها ضعيفة يمكن السيطرة عليها، بحيث يموت الأمل وتشح الحلام وتزداد غربة العاقل بوسط أشبه بالقطيع ويصبح الانتماء لحزب أو قبيلة أو قومية أو طائفة أشد التصاقا وتعصبا، ولأن يفهم الجاهل انها الحالة ماقبل التمحور العملي للوطن بحيث يغيب مفهوم الانتماء للوطن كمواطن يحافظ على وطنه ومواطنته ، ويبقى الانتماء إلى الهوية والوطن ضرباً من ضروب الهذيان لذلك تحتاج البلاد الى عودة إلى الوطن ، والهوية ، ومفهوم الارتباط بالثوابت . ونحن في مواجهة تلك المؤامرة المخيفة التي تجرعنا سمها فإننا لابد من أن نواجهها بسلاح أمضى ليتسنى لنا النصر عليها وافشالها قدر المستطاع ، وكي يتحمل المواطن كامل لمسؤوليته في محاربة هذه الآفة المجتمعية التي تحوّل الصديق إلى العدو وينخفض صوت الحق ويرتفع صوت الباطل فمـــاذا نـــحـــن فـــاعـــلون .. ؟
هنا لا بد من وضع مشروع متكامل من فكرة وهدفٍ وآلياتٍ واستراتيجيات لمواجهة هذه المعركة الدقيقة والحسّاسة . .. كيف ؟؟؟
بالــشـروع في صناعة الثقافة :والوعي السياسي ، والعقائدي ، والإيماني ، وصنّاع الحضارة ، والعودة إلى الأخلاق الأصيلة التي كان مجتمعنا ينعم بها وبالثوابت والمبادئ . كل ذلك هو السلاح الذي سيواجه مخططاتهم ، وهذا مشروع لكامل المحور لأنه متكامل ومتضامن في هذه المواجهة الصعبة لهذه المواجهة عناصر وهي التي تقوم عليها صناعة الوعي :
التوعية المجتمعية القيَمية ، التوعية القانونية ( القانون الوطني والقانون الدولي ) ، التوعية والتربية الوطنية ، التوعية التربوية ، السياسية ، الاقتصادية ، التوعية الأخلاقية والسلوكية – وهي تجمع الجميع . وبرسم سياسة مجتمعية ثقافية واضحة
الهدف منها حماية المجتمع بحماية الفكر والثقافة كما هو الدفاع العسكري فإن الدفاع الفكري والثقافي والسياسي والإيماني العقائدي وهي مسؤولية الجميع . ولابد من الاستفادة من أساليب مختلفة متوفرة لكنها تحتاج لمأسسة ، وخطة عمل مدروسة بشكل علمي تخصصي .
والعلاج : يكون ثقافياً وسياسياً واجتماعياً وفكرياً وعملياً وتنفيذياً . وضرورة التركيز على الثقافة القانونية وذلك لإيضاح دور القانون في حماية المجتمع ، وما هي الجريمة التي يرتكبها البعض دون معرفتهم أنها جريمة ، ويعتبرونها حرية رأي وسلوك . .... وما هو معناها ، وتوضيح ما معنى أن يعتدي أحد على فكر ومجتمع بشكل كل حالة على حدة ، كما يوضح ما معنى الإعتداء على المؤسسات ، والدولة ، والوطن .
ومن الأهمية الحماية من الفتن الدينية ، والطائفية ، والمناطقية والعشائرية ، والعائلية ، والعرقية . وأنها جريمة لا بد لها من عقاب وتوضيح أين هي المسؤولية هنا . وتبيان الحقوق والواجبات كونك تعيش على هذه الأرض وفي هذا المجتمع ، وفي هذا الوطن .
وضرورة الحماية من ظاهرة التفكك الأسري ( اجتماعيا ) : ومعالجة أسبابها وخلق آليات حماية الأسرة من جميع النواحي .... والتعبئة الفكرية ، لأن الفراغ الفكري يؤدي إلى الجهل ، والجهل يؤدي إلى التطرف .وايجاد آلية مواجهة ذلك: بتحصين الشباب ضد التطرف الذي اشتغلت عليه المؤسسات الأمنية وبأدوات دينية ، تربوية ، وإدارية للوصول إلى تفسخ المجتمع ، وضرب ثوابته .
وان حماية مفهوم الأمن الفكري : وتبعاته وآثاره مع رسم آلياته ومراقبة ودراسة مفاهيمه و نتائج تطبيقه على المجتمع والفرد
بهدف لتحقيق حماية المجتمع الفكرية والاجتماعية والأسرية وبالمفاهيم والثوابت والأخلاق والعقائد ، وإلقاء الضوء على سلبية التطرف وآثاره المدمرة للشعوب والأوطان . وهذا يتم عن طريق طرح سياسي وفكري وتربوي وتنفيذي تاريخي وحضاري وعقلانية منطقي .وبحث كيفية مواجهة المؤثرات الفكرية :الانحراف الفكري وعلاقته وتأثيره على الأمن الوطني والدولي والمجتمعي .
وتكون العقيدة ضامنة للأمن الفكري والتربية الإيمانية : وكيفية الحفاظ على الخُلُق والأخلاق والهوية والمبادئ والثوابت
اما سياسياً : فتكون المساعدة في حماية كيان الدولة والمجتمع: في مواجهة الأخطار التي تهددها خارجياً وداخلياً من خلال تحصين المجتمع ، وتحصين الدولة وتأمين مصالحها ، وينتج عن ذلك تحصين وطن بأكمله قدر المستطاع ، وذلك بالتعاون لتهيئة ظروف اقتصادية ، واجتماعية لتحقيق الغايات والأهداف التي تعبّر عن هوية ورضا المجتمع لينتج أن الفرد سيعيش ضمن مجتمع آمن من الناحية الفكرية والتاريخية والحضارية والثقافية . وكل ذلك ينتج حفظ النظام العام وتحقيق الأمن والطمأنينة والاستقرار في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية . ... والسعي للتفاعل مع النسيج المجتمعي الفسيفسائي النادر قومياً ، واجتماعياً، وفكرياً ، ودينياً ، باحترام الآخر والتفاعل معه والاندماج تحت راية الوطن كون الفرد فيه مواطن موجود ومشارك وفق التعاون لمصلحة الجميع وينتج عن مصلحة الوطن والمواطنة . وحمايته من مفاهيم غريبة سيئة مغرية وتتصل بالإعجاب بالمجتمعات الغربية وإظهار مفاهيمنا الحضارية والسعي لدفع النشىء للإعجاب بمجتمعاتنا ومفاهيمنا ، وهذا بالتحديد له اسلوبه وآلياته وطرقه الخاصة . من خلال مؤسسات ثقافية وإعلامية وأكاديمية تخصصية . وهناك مؤسسات تعنى بآليات التأثير على المجتمع وتكوين الرأي العام ، و عملياً يجب ان تسعى إلى ترسيخ مفاهيم الحفاظ على النظام العام في أي مكان كان . كالآداب العامة ، وآداب المعاملة ، واحترام الآخر فكرياً وشخصياً وتوجهاً وجماعة ، والتواصل الاجتماعي وآدابه : وتخديمه لهذا المشروع الذي يعمل تنقية الفكر وعلى تحفيز الناس للعمل على توثيق العلاقة بين الفرد والمجتمع والدولة والنهج والهوية، والتعاون الكامل بين المحور المقاوم المنتصر باذن الله.

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


وطن ورجال يصنعون التاريخ
بقلم: المهندس : بشار نجاري

حل الدولة الواحدة
بقلم: ناجي الزعبي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتورة هالة سليمان الأسعد |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//