جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

محور المقاومة ينتقل من الدفاع الى الهجوم | بقلم: د. حكم أمهز
محور المقاومة ينتقل من الدفاع الى الهجوم



بقلم: د. حكم أمهز  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
01-07-2020 - 1162

كيفما قلبت الاجراءات الامريكية في الحظر والعقوبات والحصار والملاحقة، لا يمكن الا ان تسميها حروب تشنها الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها دفعة واحدة ضد شعوب ايران ومحور المقاومة.
ربما تعتبر واشنطن هذه الحروب اقل كلفة عليها، في مواجهة اشرس خصم لها، الا ان الواقع قد يثبت عكس ذلك لاحقا.
فالحروب الاقتصادية والاعلامية والنفسية والالكترونية والامنية والتكفيرية وغيرها … تواجه من قبل المحور، بالقدر الممكن الذي استطاع حتى الان هزيمة الاهم من اهدافها، وعلى راسها، اسقاط النظامين الايراني والسوري، وتقسيم سوريا، واخضاع اليمن والعراق ولبنان لهيمنة الامريكيين وحلفائهم، وصولا الى سحق الحرب التكفيرية الارهابية التي حُركت ضد المحور..
ولكن بالرغم من ذلك فان المحور، يعاني استنزافا من هذه الحروب المكلفة، ويقدر ان مواصلتها، غير مضمونة النتائج في المراحل اللاحقة، بمعنى ان الاستنزاف يجري في مكان وزمان يجره اليه العدو، ويحاول اضعافه شيئا فشيئا، في اطار حرب استنزاف، تمهيدا للانقضاض عليه.
لذلك يبدو ان القرار اتخذ في محور المقاومة بتغيير قواعد اللعبة، وبدأ العمل وفق معادلة ان الحرب العسكرية اقل خطرا بنتائجها من حروب الاستنزاف الامريكية هذه، وانتقل المرحلة من دفاعية الى هجومية… برزت معالمها واهدافها بالتالي..
في المعالم، فان ارسال ايران الناقلات النفطية الى فنزويلا برغم المخاطرة الكبرى المحدقة بهذه العملية تشير بشكل واضح الى ان طهران كانت مستعدة لاي احتمال بما فيه احتمال الحرب العسكرية، نتيجة اي اعتداء كان قد يتجرأ الامريكي على القيام به ضد الناقلات.. وبحسب المعلومات، فان القيادة الايرانية درست قرارها بدقة، ووزعت المهام على اجهزتها المختصة، انه في حال تعرضت الناقلات لاي اعتداء، فان الرد جاهز ومتخذ ومحدد، لقوة القدس في الحرس الثوري الاسلامي حصة الاسد فيه.
الامر الاخر، هو ان وصول الى ايران الى ما يمكن تسميته بالحديقة الخلفية للولايات المتحدة اي فنزويلا الواقعة في امريكا اللاتينية، له ابعاده الامنية والعسكرية في اي معركة قد تحدث لاحقا بين واشنطن واطراف محور المقاومة.
القيادة الايرانية وحلفاؤها ، لن تتخلى عن دعم سوريا هو قرار اتخذ في مواجهة ما يسمى بــ”قانون قيصر” ، وهي لن تألو جهدا في ايصال المساعدات من مواد غذائية ودوائية الى الشعب اليمني المحاصر من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا واتباعهما في المنطقة وعلى راسهم السعودية. حیث يمنعون وصول سفن النفط والمواد الغذائية والدوائية الى الیمن بما يهدد حياة السكان خصوصا الاطفال الذين يعانون من امراض ونقصا في الحليب، والمرضى الذين بدأت امكانيات المستشفيات تعجز عن معالجتهم بسبب نقص المشتقات النفطية والادوية.
وبالتالي على ما يتوقع هو انه خلال فترة قصيرة، فان سفنا ايرانية محملة مواد غذائية ودوائية ستتوجه نحو سوريا واليمن… غير مكترثة لما قد تتعرض له من مخاطر من قبل امريكا..
الشعب اللبناني بدوره، يتعرض لعقوبات امريكية اصابت اقتصاده بمقتل، والهدف هو محاولة استخدام آلية تجويع اللبنانيين، كورقة ضغط ضد حزب الله الذي يشكل حجر عثرة امام المشاريع الامريكية في لبنان والمنطقة..
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، اكد ان هناك معادلات جاهزة للرد، وقال في نهاية المطاف إذا توهّم الأميركي أن “السلاح سيبقى صامتاً” مهما بلغت الأزمة الاقتصادية من مراتب، فهو واهم، لأن معادلة أمن الكيان في الميزان والميدان ستكون الوجهة التي تغيّر المعادلة.
وعندما نعلم ان توصيف السيد نصر الله هو المتحدث باسم محور المقاومة الذي بات ذو “موقف وجغرافيا واحدة ” كما اعلن سابقا، يمكن ان ندرك من خلال تهديده بان معادلة الحرب باتت على الابواب ان استمر الامريكي في تجويع شعوب المنطقة..
اذن الحروب الاقتصادية الامريكية ضد محور المقاومة، بلغت اوجها، مستغلة جائحة كورونا بتداعياتها، اي ان واشنطن لم تراع ازمة كورونا الانسانية بل استغلتها كورقة ضغط لتحقيق اهدافها بعد ان عجزت عن تحقيق هذه الاهداف عسكريا وامنيا وعقوباتيا وغيرها..
في المقابل، اهداف محور المقاومة بات محددة وتتمثل:
في التركيز على نقاط ضعط الامريكي في المنطقة وعلى راسها قواعده العسكرية الواقعة تحت مرمى الصواريخ التي ستهطل مطرا عليها ( بحسب ما يؤكد قادة المحور)

اخراج القوات الامريكية في المنطقة قرار للمحور، باعتبار هذه الوجود، سببا لعدم الاستقرار وزعزعة الامن واحداث الفتن بين دول المنطقة وعرقلة لتطورها ونموها وتقدمها.. وبالتالي فان الثأر للشهداء قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما، حدد بطرد هذه القوات من المنطقة..

الكيان الصهيوني، نقطة ضعف امريكية اخرى، ومع اي حرب، سيكون الكيان تحت رحمة نيران المقاومة من كل الجهات..

اذا تدخلت الانظمة التابعة لامريكا في المنطقة، لجهة تقديم العون او المساعدة للقوات الامريكية فستكون في دائرة الاستهداف، لا سما وانها وجود هش يتهازى مع اولى الضربات..

يدرك الجميع ان اي حرب في المنطقة ستنعكس بتداعياتها على العالم كله، فمحور المقاومة، يسيطر بشكل مباشر وغير مباشر على منطقة جيوسياسية جد حساسة في العالم ، تمتد ما بين شرق المتوسط وبحر الاحمر وباب المندب وبحر العرب وشمال غرب المحيط الهندي وصولا الى مضيق هرمز والخليج الفارسي. والكل يدرك ايضا اهمية هذه المنطقة النفطية والتواصلية بين الشرق والغرب حجم المرور الاقتصادي فيها..

لذا فان اي حرب في هذه المنطقة، لن تكون نزهة، ولن يتفرج عليها خصوم الولايات المتحدة، وعلى راسهم الصين وروسيا، وهم ان لم يدخلوا فيها مباشرة، فحتما سيقدمون بشكل مباشر او غير مباشر، الدعم للقوى التي ستواجه امريكا وحلفاءها.
اضف الى ذلك ان استطلاعات الرأي الامريكية، تظهر تراجع الرئيس الامريكي دونالد ترامب في الانتخابات المقبل امام منافسه الديمقراطي جو بايدن، بفارق كبير، ما يعني ان ترامب سيلجأ الى مزيد من التصعيد في الخارج لتحقيق مكاسب شعبية في الداخل، ويمكن ان يكون هذا التصعيد بالقيام بضربات موضعية او اشعال حروب، او غيرها من الاجراءات المتطرفة، بما يعني انه مستعد لفعل اي شيء للبقاء في السلطة، حتى لو كان ذلك على دم الشعب الامريكي في الداخل او الخارج، وهذا امر اضافي يساهم في اشعال فتيل الازمة اكثر..
فتيل اخر، يمكن ان يفجر المنطقة ايضا، هو توجه حكومة الاحتلال نحو تنفيذ قرارالضم في الضفة الغربية، هو بدوره لن يبقي فصائل المقاومة مكتوفة الايدي التي هددت بالرد العسكري..

وفقا لهذا المعطيات، فان المعادلة حتما تغيرت، والقرار اتخذ من محور المقاومة بالرد، وان التنفيذ مرتبط بعامل الوقت والظروف، وقد تكون هذه الظروف متربطة بما يجري في الداخل الامريكي وقد لا تكون. لكن في النهاية، ان المنطقة باتت على فوهة بركان، يتحمل الامريكي واتباعه مسؤولية انفجاره في اي لحظة..

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


هل يوجد علم اجتماع عربي ؟
بقلم: د. عبد الحكيم شباط

هل تنجح محاولات إسقاط تسوية درعا والجنوب السوريّ؟
بقلم: العميد د أمين محمد حطيط



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب د. حكم أمهز |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//