جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

انقرة المرتبكة.. وصورة شرق الفرات المستقبلية! | بقلم: عادل الجبوري
انقرة المرتبكة.. وصورة شرق الفرات المستقبلية!



بقلم: عادل الجبوري  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
08-12-2019 - 1116

تمثل عملية الاجتياح العسكري التركي الاخير للاراضي السورية تحولا خطيرا للغاية في اوضاع المنطقة، وانزلاقا كبيرا نحو المزيد من الفوضى والاضطراب، واندفاعا غير محسوب النتائج تجاه الخيارات العسكرية.

المؤشرات الاولية، ومجمل ردود الفعل والمواقف الاقليمية والدولية الرافضة، تؤكد ذلك، واكثر من ذلك تذهب الى ان عدم ردع حكومة انقرة عن نزعاتها العدوانية ضد سوريا، يمكن ان تنعكس اثاره وتبعاته الكارثية على كل الاطراف.

ولعله من الواضح جدا ان العملية العسكرية التركية، ما كانت لتتم لولا توفر الضوء الاخضر الاميركي، الذي يبدو متناقضا وبعيدا كل البعد عن موقف واشنطن المعلن، لكنه بلا ادنى شك، يأتي في سياق الاستراتيجيات والاجندات الموضوعة من قبل واشنطن وعواصم اخرى لمجمل دول ومكونات المنطقة.

ومن بين تلك الاستراتيجيات والاجندات، هي تفكيك وتقسيم عدد من دول المنطقة، وفي مقدمتها العراق وسوريا، وافراغها من كل عناصر ونقاط قوتها. وايجاد تنظيم داعش الارهابي والتنظيمات والمجاميع الارهابية الاخرى، وتمكينها في هذين البلدين، ما هو الا جزء من مخططات التقسيم والتفكيك، وتركيا المتقاطعة في ظاهر الامر مع الولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني، هي في الواقع، تعد واحدة من ادوات التنفيذ، وان تقاطعت الرؤى والمواقف والتوجهات عند بعض المحطات والمنعطفات.

واشنطن وتل ابيب، لايرغبان بوجود عراقي قوي وموحد، وكذلك لايرغبان بوجود سوريا قوية وموحدة، وهذا هو هدف تركيا في الاطار العام ايضا. وعلى امتداد سبعة اعوام تقريبا تحركت العواصم الثلاث بخصوص دمشق بنفس الاتجاه، والافتراقات التي حصلت في بعض الاحيان كانت عرضية، ولم تؤثر على المسار العام للمواقف والتوجهات.

وفي واقع الامر، تتمثل مكاسب انقرة من العملية العسكرية شرق الفرات، بالقضاء على قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي ينظر اليها من قبل صناع القرار التركي على انها جناح حزب العمال الكردستاني المعارض(P.K.K) في سوريا، وبالتالي، وضع حد للتهديدات التي تشكلها (قسد) على الامن القومي التركي، سواء في المرحلة الراهنة او في المراحل اللاحقة، وتأمين موطيء قدم في العمق السوري، ليكون ورقة ضغط على دمشق في اي مسار تفاوضي مقبل، وكذلك امكانية اعادة اعداد من اللاجئين والنازحين السوريين في تركيا، والذين تقدر مصادر رسمية تركية بأن عددهم ناهز الاربعة ملايين شخص، الامر الذي شكل عبئا كبيرا على الاقتصاد التركي، واثر بصورة واضحة على سوق العمل هناك.

وربما يكون الملفت في الامر، هو ان تركيا استهدفت بصورة مباشرة، احد ادوات واذرع واشنطن في المشهد السوري، بيد انها لم تلق ردود فعل قوية وحازمة من واشنطن، ما فسره البعض بأن هناك صفقة، تشبه الى حد كبير الصفقة التي ابرمت في عام 1975 بين كل من واشنطن وطهران وبغداد، حيث كان ضحيتها اكراد العراق في ذلك الوقت، في مقابل تنازلات كبيرة ومذلة قدمها نظام حزب البعث في العراق لنظام الشاه في ايران.

وعراقيا، اذ لم تختلف مواقف بغداد الرافضة للاجتياح العسكري التركي للاراضي السورية عن مجمل المواقف الاقليمية والدولية، فأن الرؤية العراقية تقوم على حقائق ومعطيات وقراءات تستند الى طبيعة تجربة الاعوام السبعة الماضية التي عاشها كل من العراق وسوريا، وتستند كذلك على مجمل الاوضاع الاقليمية القلقة والمتأزمة في اكثر من ميدان.

ومن تلك الحقائق والمعطيات والقراءات، ان التدخلات الخارجية، لابد ان تفضي الى المزيد من التعقيد والتأزيم، وتبدد اية فرص متاحة للحلول الواقعية العملية، ناهيك عن كونها تفتح الباب واسعا لخيارات التقسيم والتفكيك، وتوفر بيئة ملائمة جدا لظهور كيانات وجماعات خارجة عن القانون ومتمردة ومرتهنة الى ارادات ومشاريع خارجية.

والنقطة الاخرى في هذا السياق، ترتبط بحقيقة ان امن واستقرار العراق مرتبط بشكل او باخر بأمن واستقرار سوريا، بحكم العوامل الجغرافية، وتشابه التحديات والمخاطر التي يواجهها كلا البلدين، وهذا ما تحدث به ساسة واصحاب رأي عراقيين في تعليقاتهم بشأن الاجتياح العسكري التركي لسوريا.

وثمة حقيقة اخرى لاتقل اهمية وحساسية وخطورة عما اشرنا اليه انفا، الا وهي ان مثل تلك الخطوات المتهورة، من شأنها تعميق الاصطفافات والمحاور الاقليمية، وبالتالي توسيع مساحات الصراع والتصادم بين الفرقاء، في ذات الوقت الذي تخلق المزيد من الحجج والذرائع والمبررات للاطراف الدولية للحضور والتدخل، وطبيعي ان ذلك يتقاطع تماما مع الجهود العراقية المبذولة للتخلص من التواجد الاجنبي، ولتكريس الامن والاستقرار في المنطقة، وردم الهوة وتجسير الخلافات والاختلافات بين الخصوم.

ولا شك انه لم يعد خافيا، ان السياسات العدوانية الاميركية ـ الصهيونية، والمواقف التركية والسعودية والاماراتية السلبية، الموازية لها، تقف وراء كل ما جرى ويجري في المنطقة من ارهاب وعنف وحروب وصراعات عسكرية مسلحة، وتحريض ديني وفكري وثقافي مقيت، وصورة شرق الفرات بعد الاجتياح التركي، تعد مثالا صارخا ودامغا، مثلها مثل صور سابقة في اكثر من مكان بالعراق وسوريا واليمن وفلسطين ووو... وكلها تعكس ضعفا وارتباكا اكثر مما تعبر عن قوة وتماسكا.

سورياالعراقتركيا

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


إنفتاح الشارع واحتباس السلطة
بقلم: عادل سمارة

موجز عن الإدارة اليابانية
بقلم: جامعة الأمة العربية



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب عادل الجبوري |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//