جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

حول صراع الإرادات في أرض السواد | بقلم: الدكتور يوسف مكي
حول صراع الإرادات في أرض السواد



بقلم: الدكتور يوسف مكي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
03-12-2019 - 1199

يبدو أن طريق الحركة الاحتجاجية في العراق سيكون طويلاً أمام إصرار السلطات المتنفذة على إبقاء الأوضاع على ما هي عليه، والاكتفاء بتغيير الوجوه التي طفت على المشهد، هنا وهناك. والجديد هذا الأسبوع، هو الدماء الغزيرة التي سالت في كل من الناصرية والنجف، واستقالة رئيس الحكومة، وما يشاع عن إقالة المسؤول الأمني في مجزرة الناصرية، الفريق جميل الشمري. أسباب الغضب الشعبي العراقي عميقة وترقى إلى الأيام الأولى من عمر الاحتلال الأمريكي حين أسست العملية السياسية على أساس القسمة بين الطوائف، وغيّب في تلك القسمة تاريخ العراق العريق، وهويته العربية. وكل إناء ينضح بما فيه، فلم يكن من المعقول أن تشيد هذه العملية، من دون قيادات تمنح أولوية لهوياتها الصغيرة، ولتكون فوق الانتماء للوطن. وحين يغيب الانتماء للوطن لا تغدو استباحته، ونهب موارده فعلاً شائناً، وعملاً غير أخلاقي. بمعنى آخر، إن الغضب الشعبي العارم، الذي يعم الآن معظم أرجاء مدن العراق، ليس موجهاً ضد أشخاص بعينهم، يتهمهم الشعب بالفساد والاستبداد، واحتكار السلطة، ولكنه يرقى إلى شكل النظام ذاته، لأن هذا الشكل من النظام يولد عصائبية وزبائنية، من نوع غير مألوف، في أنظمة ترى في الانتماء الوطني هوية جامعة لها. تعامل السلطة في العراق مع الأزمة يتم من خلال آليات الحكم، التي هندس لها السفير الأمريكي بول برايمر، والتي يتظاهر الشعب العراقي ضدها، في مدنه وقراه. بمعنى أن المعالجات تتم من خلال الاستناد إلى باطل، والشعب يدرك بحسه العفوي، ووعيه العميق، أن ما بني على باطل فهو باطل. ولذلك يرفض العراقيون الإصغاء إلى لغو المتنفذين في السلطة، ويتمسكون بمواصلة حركتهم الاحتجاجية، حتى يتم اقتلاع الفساد من جذوره. يرفض العراقيون الإصغاء إلى الكلام المعسول، واعترافات اللصوص، بتغول الفساد ونهب الثروات، في السنوات الفائتة. فالاعتراف وحده، من غير استعادة الحقوق، يبدو لغواً لا طائل من ورائه، ما لم يتم إلغاء العملية السياسية ذاتها، وبضمن ذلك دستور المحاصصة، بين الطوائف والإثنيات. هناك ثغرات عدة في الحركة الاحتجاجية العراقية، أهمها أن طابعها لا يزال عفوياً، ومن غير تنظيم أو برنامج سياسي واضح، شأنها في ذلك شأن غالبية الحركات الاحتجاجية التي شهدها الوطن العربي، منذ عام 2011. ومخاطر الحركة العفوية، هو احتمال احتوائها وضربها، أو حرف توجهها. وهي من جانب آخر، في ظل غياب القيادة، قد تفتقر إلى النفس الطويل، حين يطول الأمد في تعطيل مصالح الناس الأساسية اليومية. ثانية نقاط الضعف في الحراك الشعبي الحالي، والبعض يراه نقطة قوة، هو تخندق معظم الحراك، في الشطر الجنوبي من البلاد، في البصرة والعمارة والناصرية وبغداد. بمعنى أن وسط العراق وغربه وشماله، لا تزال خارج الحراك الشعبي. الجانب الإيجابي في تخندق الحراك بالشطر الجنوبي، يدحض ادعاء الميليشيات والأحزاب الطائفية، بدفاعها عن حقوق أهل الجنوب، الذين هم في غالبيتهم من المسلمين الشيعة. لكنه في الوقت ذاته، يحرمهم من عمقهم العراقي، بما يسهل من قمع انتفاضتهم الباسلة. وقد عاش العراقيون من قبل سوابق مماثلة، حين انتفض أهل الأنبار ضد الاحتلال الأمريكي، ولم تتم مساندتهم من قبل أشقائهم في بقية أرجاء العراق. إن الشعب العراقي بأسره متضرر من استمرار العملية السياسية وتبعاتها. وقد شهد العراق، منذ الاحتلال، عام 2003 انتفاضات عديدة، سالت فيها دماء كثيرة، وكانت معضلة هذه الانتفاضات الرئيسية، أنها تمت بمعزل عن بعضها البعض، فيما يشبه المستوطنات المتفرقة. ولا شك أن ذلك من أهم الأسباب الرئيسية لتمكن سلطة الاحتلال، وما تبعها من نظام فاسد، من الإجهاز على تلك المحاولات الشجاعة، لكسر القيود، وإعادة الاعتبار للهوية التي صنعت تاريخ العراق، وما زالت تسكن في وجدان ومشاعر العراقيين. وليس من ضمانة لاستمرار الحركة الاحتجاجية من غير وحدة العراقيين جميعاً، والتفافهم حول انتفاضتهم الباسلة. هناك خشية من تدبير انقلاب عسكري، من داخل السلطة، وبدعم أمريكي، أو إقليمي، يتبنى في العلن مطالب المحتجين، ويعمل في الخفاء على التنكر لها لتكون فيها مرحلة انتقالية، يتم فيها ترتيب الأوضاع الأمنية، وقمع الحركة الاحتجاجية. ومن ثم يعاد ترتيب الانتخابات البرلمانية، على ضوء ما هو قائم، ليعود للوجوه الكالحة مكانها، واعتبارها. التعويل كبير على يقظة العراقيين ووعيهم

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


أعمال السيادة
بقلم: جميلة الشربجي

الحراك يعيد رسم الخريطة السياسية - الأوضاع الاستثنائية في العراق تتطلب حلولاً استثنائية
بقلم: عبد الحسين شعبان



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور يوسف مكي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//