جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

مستنقع شرق الفرات | بقلم: بيار عقيقي
مستنقع شرق الفرات



بقلم: بيار عقيقي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
13-10-2019 - 1548

المستنقع يبقى مستنقعاً، مهما أسبغت عليه من صيغٍ تجميلية تحت اسم "نبع السلام" أو غيره. لم يدخل أي جيشٍ بلداً إلا وغرق فيه. ابسطوا الخرائط أمامكم، ودلّوا بأصابعكم إلى فيتنام وأفغانستان، ثم العراق ولبنان، وقبلها الغزوات الألمانية واليابانية في الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) وغيرها.

المستنقع هو الذي دفع الجيوش الغازية في أحيانٍ كثيرة إلى تدريب قواتٍ موالية لها في البلدان التي تجتاحها للقيام بعملها. لا تنسوا "جيش لبنان الجنوبي" الذي كان أداة في يد الإسرائيليين، ولا الفصائل الصغيرة الموزّعة يمنة ويسرة تحت مسمّى "الجيوش الوطنية".

المسألة، وإن كانت تتعلق بالأكراد في شرق الفرات هذه المرّة، إلا أنها لن تخرج من لعنة الجغرافيا والتاريخ. الإيرانيون سينسحبون من سورية يوماً ما، والروس أيضاً، وكذلك الأتراك من شرق الشمال. لا شيء يبقى على حاله عموماً، ولا هدف يتحقق بالكامل خصوصاً.

لن يؤدّي الهجوم التركي إلى ما يريده الرئيس رجب طيب أردوغان، لأسباب عدة، تبدأ من كونه سيصطدم لا محالة بالمصالح الإيرانية والروسية والأميركية في سورية.

ليس بالضرورة أن يتحوّل الأمر إلى حربٍ، لكنه سيتحوّل، بحدّه الأدنى، إلى عرقلة الحراك العسكري بحججٍ عدة، تُفضي إلى عدم تحقيق الجيش أهدافه كلها.

وفي حال استوعب الأكراد الهجوم الحالي، وقاموا بردة فعل، من خلال تنفيذهم عملياتٍ إرهابية في الداخل التركي، عبر حزب العمال الكردستاني، حتى لو تمّ تحييد زعيمه عبد الله أوجلان في سجنه، كيف ستصبح تركيا حينها؟

هذا إذا لم يقرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض الضرائب على الاقتصاد التركي، الأمر الذي فعله في صيف 2018 للدفع باتجاه الإفراج عن القس أندرو برانسون من سجون تركيا، وهو ما حصل.

ماذا لو تململت المعارضة التركية المؤيدة حالياً للعملية العسكرية، وبدأت طرح أسئلة من نوع "ماذا تحقق من العملية؟ كم عدد الجنود الذين سقطوا؟ هل تحقق الأمن في المناطق الحدودية مع سورية؟ هل أقمتم المنطقة الآمنة؟ هل أعدتم اللاجئين السوريين إلى هناك؟".

كمية الأسئلة التي ستُطرح ستجعل من الجيش التركي مستعجلاً أكثر لحسم العمليات. ولا يُمكن حسم العمليات بهذه السهولة والعجلة في منطقة مساحتها تقريباً 60 ألف كيلومتر مربّع، خصوصاً إذا ما اتّبع الأكراد أسلوب "القتال من منزل إلى منزل".

الجيش الألماني وصل بأسرع طريقة ممكنة إلى ستالينغراد في أغسطس/ آب 1942، وسط دعاية مكثفة في الإعلام النازي، لكنه سقط في أسوأ طريقة ممكنة في التاريخ بعد أشهر قليلة في فبراير/ شباط 1943.

هل يمكن وقف العمليات حالياً؟ ربما إذا ما تمّ الاقتناع بأن الوصول إلى مناطق حدودية عربية قد يكون كافياً لرسم خريطة طريق جديدة، في انتظار ما سيؤول إليه ملف محافظة إدلب من جهة، وملف اللاجئين السوريين من جهة أخرى.

وقد تكون فكرة الحوار الثلاثي بين الأتراك والأكراد والنظام السوري جزءاً من حلٍ روسي، لكنه لن يكرّس سوى نفوذ موسكو في دمشق. وهو الوضع الذي تقبّله النظام باكراً لحاجته إلى الحماية، والأكراد على طريق القبول به، وسيتقبّله الأتراك بحسب سير العمليات العسكرية. وبناءً عليه، ستتغيّر الأولويات حكماً، وسيجد الجميع نفسه أسيراً لتشابكاتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ ونفطيةٍ وعسكرية (مرتبطة ببيع السلاح)، تحكمها روسيا.

أما الأكراد، فهناك ثابتة أساسية: لن يتمكّنوا حالياً، في أي سياقٍ جارٍ، من تأسيس دولة خاصة بهم، لا تركيا ولا إيران ولا العراق ولا سورية تقبل بذلك.

بعلم ذلك، فإن عملية "نبع السلام" خطيئة جيوسياسية لتركيا، فالمستنقعات وُجدت لتُغرقنا لا لتُنجدنا.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


" المواطنة بين الواقع والخيال"
بقلم: نسرين نجم

ويحدِّثونك عن رميم
بقلم: الدكتور كمال خلف الطويل



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب بيار عقيقي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//