جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

"ويسألونك: لماذا فلسطين؟!" | بقلم: معن بشور
"ويسألونك: لماذا فلسطين؟!"



بقلم: معن بشور  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
04-10-2015 - 6127

  يسألنا عدد من الأخوة والأصدقاء عن سبب تركيزنا في معظم مبادراتنا وأنشطتنا وأحاديثنا على قضية فلسطين بمختلف عناوينها، فيما لبنان غارق في الأزمات على أنواعها، وآخرها  أزمة النفايات، وفيما الوطن العربي يحترق بالانقسام والاحتراب والفتنة والعدوان في أبرز أقطاره.... وغالباً ما تكون أول الإجابات على هذه الأسئلة القلقة، هو إننا نركز على فلسطين، القضية والشعب والمقاومة، لأننا نعتقد أن أصل أزماتنا كلها، على مستوى الأمة كما الأقطار، هو في المشروع الصهيوني والاستعماري الذي سعى في أوائل القرن الماضي إلى تجزئة الأمة إلى كيانات، ويسعى منذ أوائل هذا القرن إلى تفتيت هذه الكيانات وتحويلها إلى ساحات احتراب أهلي متواصل بين مكوناتها....وحين رفع الكثيرون شعار "فلسطين هي البوصلة" لا سيّما مع اندلاع الفتن في المنطقة تحت ذرائع مختلفة، كان المطلوب ترجمة هذا الشعار إلى مبادرات وفعاليات ومواقف يومية تعيد تصويب اهتماماتنا إلى حيث الاهتمام – الأصل بعد ان اقتنعنا بالملموس إن الكثير مما نراه حولنا من أهوال وانقسامات وحروب إنما يهدف إلى أن تصبح قضيتنا المركزية في فلسطين قضية فرعية، وان تتحول قضيتنا المحورية إلى قضية جانبية، بل أن تغيب تماماً عن اهتماماتنا.ان يصبح لنا عدو رئيسي غير العدو الصهيوني....وأول الردود على مخطط التفتيت والتدمير ودعوات الانصراف عن قضيتنا المركزية هي في أن تعود هذه القضية لتتصدر من جديد اهتماماتنا، وأن تعود من جديد مقياساً لسلامة أي مبادرة نطلقها أو فعل نقوم به أو موقف نتخذه. بل ان تصبح حافزاً لكي نتعالى جميعاً عن جراحنا على أهميتها، ودافعاً للتلاقي من اجل القضايا الأخرى، التي تشغل مجتمعاتنا ودولنا.  فحينها يصبح في أيدينا كل المبررات، الوطنية والقومية، الشرعية والدينية، القانونية والدستورية، للتصدي لمشاريع العبث بوحدة مجتمعاتنا، ومخططات تدمير دولنا وتمزيق كياناتنا، بل بشكل خاص التصدي لمحاولات الانقضاض على جيوشنا فنتذكر انه لم تكن صدفة أن يكون أول قرار للاحتلال الأمريكي في العراق هو حلّ جيشه الباسل، وتدمير بناه التحتية ومرافقه الأساسية ومعالمه التاريخية، وإطلاق دستور ينكر على العراق عروبته، ويقيم فيه نظام المحاصصة الطائفية، ويشرعن الاجتثاث لينال من حركة عريقة طالما جسدت وحدة العراق وعروبته وتحرره رغم كل ما انتاب مسيرتها من أخطاء وخطايا... ألم يكن الذي نفذه المحتل الأمريكي، وبقرار صهيوني، أساساً، في العراق هو ما يسعى المشروع الأمريكي – الصهيوني، وبأدوات متعددة، إلى تنفيذه اليوم في أقطار مركزية كسوريا ومصر واليمن وليبيا، ودائما في فلسطين....بل ألم يكن ما شهده لبنان من حرب فيه، وحرب عليه، وما يشهده اليوم من تداعيات لتلك الحرب، هو أحد تداعيات المشروع الصهيوني الذي فجر حرب 1975 باسم مواجهة المقاومة الفلسطينية ليتكشف هدفه الحقيقي بعد عام 1982 وهو تمزيق لبنان وتفتيته وإنهاء وجوده كوطن له رسالته، أو كرسالة تتجسد في وطن...بل ألم يكن ما شهدته سوريا، منذ الاستقلال، من مخططات ومؤامرات وأحلاف وصولاً إلى ما تشهده منذ سنوات من حرب كونية تستهدف وجودها ووحدتها ودولتها وجيشها هو ثأر من شعب ما لان يوما، أو هان، في تمسكه بقضية فلسطين، أو بالمقاومة من أجلها....ثم ألم يكن ما شهده العراق من حروب واحتلال وتداعياتها يتضح يوماً بعد يوم إنها كانت قراراً صهيونياً نفذته واشنطن وحلفاؤها، انتقاماً من جيش كان في طليعة من يلبي نداء الدفاع عن فلسطين في كل الحروب، ومن شعب ما بخل يوماً في مدّ المقاومة الفلسطينية بكل أشكال الدعم، وفي اقسى الظروف، بل انتقاما ممن كان له شرف المبادرة في تحصين بلده بالعلم والعلماء وشرف المحاولة في بناء مفاعل نووي، وصولا لشرف السبق في اطلاق صواريخ، وصلت للمرة  الأولى، إلى قلب عاصمته تل أبيب...ثم ألم يكن ما شهدته الجزائر في "العشرية الدامية" من احتراب أدى إلى سقوط مئات الآلاف من الشهداء، إلا ثمناً لوقفة الجزائر الحاسمة منذ استقلالها دفاعاً عن فلسطين، فاستضافت أول مكتب لحركة "فتح" في أواسط الستينات، وتولى رئيسها الراحل هواري بومدين عبء تمويل صفقات السلاح لمصر من الاتحاد السوفياتي بعد نكسة 1967، وقامت  دولتها بدعم حركات التحرر العربية والأفريقية في مناهضتها للاستعمار...هل يمكن أيضاً أن نقرأ ما نراه في مصر من محاولات لزعزعة استقرارها، واستهداف قواتها المسلحة، وضرب اقتصادها، مشروعاً بعيداً عن العداء الصهيوني والاستعماري لمصر وتاريخها المليء بلوحات في مقاومة الغزاة الطامعين بأرضنا العربية، بل بدور مصر في الدفاع لعقود  عن الأمن القومي العربي، وبإصرار قواتها المسلحة، رغم اتفاقيات كمب ديفيد، أن تُبقي في عقيدتها العسكرية الكيان الصهيوني عدواً رئيسياً لمصر، كما بعزم شعبها، بكل قواه وتياراته، على مقاومة التطبيع الشعبي رغم محاولات التطبيع الرسمي.
حتى ما يجري في اليمن أليس في بعض جوانبه بعض الانتقام الاستعماري والصهيوني من بلد طالما لبى نداء فلسطين من تظاهرات مليونية إلى إرسال مئات المتطوعين الذين جاءوا إلى لبنان خلال الغزو الصهيوني عام 1982، ليدافعوا عن عاصمته وعن المقاومة الفلسطينية، فتوحد أبناء اليمن بشطريه على ارض لبنان قبل أن يتوحدوا في بلادهم...وليبيا بوابة مصر الغربية، التي قدّم شعبها الكثير من أجل فلسطين على مدى العقود، أليس استهدافها اليوم بفتنة "الناتو" وشركائه هو جزء من "تدفيع الثمن" لمواقف شعبها القومية  خصوصاً بعد أن أصبح شعار "تدفيع الثمن" أكثر من اسم لعصابات المستوطنين المتوحشين المتخصصين بقتل الفلسطينيين، بل بات عنواناً لإستراتيجية يعتمدها المشروع الصهيوني – الأمريكي في كل أقطار وطننا العربي دون استثناء، مستغلاً بنجاح تلك المعادلة الخطيرة التي تحكم امتنا، وهي معادلة الغلو على المستوى الشعبي، والتغوّل على المستوى الرسمي وكلاهما يغذي الآخر... وما نقوله اليوم ليس مجرد استنتاجات عقائدية، بل وقائع ثبتتها وثائق صهيونية رأينا بعضها في خمسينات القرن الماضي حول لبنان (مرسلة شاريت = بن غوريون)، ورأينا بعضها الآخر في تسعينات القرن نفسه حول السودان وما بينهما...لذلك، فان الخطوة الأولى في رحلة الخروج من العصر الإسرائيلي المتمادي منذ عقود في بلادنا، سواء في مشرق الوطن الكبير أو مغربه هو في إعادة تسليط الأضواء على جرائم الكيان الصهيوني واحتضان نضال الشعب الفلسطيني، المقاوم والمنتفض منذ أكثر من قرن، بل ودعم كل مقاومة لهذا الكيان في أي موقع كان، سواء كانت هذه المقاومة بالسلاح أو الكلمة أو الموقف أو بالثقافة وهي الجذر الأصيل لكل مقاومة، بل بإدراك التكامل بين هذه المقاومات العربية والإسلامية، من فلسطين إلى العراق إلى لبنان ورفض أي ازدواجية في التعامل معها، حيث ندعم الواحدة منها ونهاجم الأخرى، بهذه الذريعة أو تلك...إذن، بإعادة التركيز على العدو الرئيسي للأمة، نسقط المحاولات الجارية من اجل استبداله بعدو آخر، أو من أجل نسيانه تماماً في غمرة انشغالنا في صراعات الداخل إلى حدّ أن بعض المتورطين في هذا الصراع لا يجد ضيراً في الاستقواء بهذا العدو على بلده ودولته وجيشه، وهو ما شهدناه في لبنان منذ اندلاع الحرب فيه قبل اربعين عاماً، ليكتشف "المستقوون" إن العدو يستخدم "المستقوين" به لمصلحة أغراضه ومخططاته، ثم يتخلى  عنهم حين يتحولون إلى أعباء عليه ( ومثال جيش لحد واضح)...وبهذا المعنى أيضاً فقضية فلسطين، بما هي قضية مواجهة للمشروع الصهيوني – الاستعماري بكل تفاصيله وعناوينه، هي قضية داخلية في كل قطر، كما هي قضية أساسية خاصة لكل جماعة أو فئة أو حزب أو مكوّن من مكونات الأقطار. بل ان التركيز عليها لا يعني، أبداً إغفال القضايا الأخرى ذات الأهمية البالغة والتي أدى إهمال  ايجاد حلول لها إلى ما نراه من تصدعات وصراعات... ثم إذا كان المشروع الصهيوني – الاستعماري بعنوانه الراهن "الشرق الأوسط الكبير أو الجديد" هو مشروع تفتيت المنطقة بأسرها، فهل يكون الرد عليه بغير الالتفاف حول القضايا التي تجمعنا، وتخرجنا من حال الانقسام التي نعيشها لانهماكنا في الصغائر، وعلى رأس هذه القضايا قضية فلسطين وما فيها من مقدسات ودلالات، وهل يمكن المواجهة  التاريخية بغير الثقافة التي توحدنا كمجتمعات وأقطار، ثم كأمة ما قام الكيان الصهيوني أساساً إلا ليشكل حاجزاً بشرياً استيطانياً لتجزئتها بالأمس، ولتفتيتها اليوم.... وبهذا المعنى أيضاً، ففلسطين باتت قضية الأمة كلها، قضية وحدتها التي لا تقوم النهضة بدونها لذلك كان شعارنا منذ عقود "فلسطين طريق الوحدة، والوحدة طريق فلسطين"...فلندافع عن أمن كل أقطارنا وعن أمننا القومي، وعن استقرار كل بلادنا ووحدتها الوطنية، من خلال التركيز على فلسطين، قضية وشعباً، مقاومة وانتفاضة، أسرى وشهداء، ونبني حولها وحدة أمتنا كما نبني جبهة عالمية ضد العنصرية الصهيونية والهيمنة الاستعمارية تكون مدخلاً للنضال من اجل عالم أكثر عدلاً وتحرراً وأكثر توازناً وتعدداً، وأكثر إنسانية ومساواة.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


أرض بلا شعب لشعب بلا أرض
بقلم: واصف شرارة

لهذه الأسباب يقلق المعتدون على سورية ويتقهقرون
بقلم: العميد د أمين محمد حطيط



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب معن بشور |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//