تصادف 25-2-2017 الذكرى الثالثة والعشرون لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل بالضفة الغربية والتي لا تزال محفورة في الذاكرة الفلسطينية التي تنوء بحمل ثقيل من المجازر والجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيها بحق الفلسطينيين والعرب على امتداد الأرض الفلسطينية وخارجها.
وتشير الوقائع إلى انه بتواطؤ مفضوح مع المستوطنين وجنود الاحتلال قام المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين بإطلاق النار فجر يوم الخامس والعشرين من شباط عام 1994 على نحو قرابة 500 مصل كانوا يؤدون الصلاة في الحرم الإبراهيمي بالخليل ما أدى إلى سقوط 29 شهيدا وإصابة أكثر من 150 فلسطينيا بجروح مختلفة قبل أن يقوم مصلون آخرون بمقاومته وقتله فيما حدثت مواجهات دامية بين جنود الاحتلال وأهالي الخليل بعد المجزرة ليرتفع عدد الشهداء في ذلك اليوم إلى 60 شهيدا وإثر هذه المجزرة أغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي مدة 6 أشهر ومنعت رفع الأذان وإقامة الصلاة فيه طوال هذه المدة.
وتشير المعطيات التي ظهرت فيما بعد إلى أن مرتكب هذه المجزرة البشعة الإرهابي غولدشتاين هو من سكان مستوطنة كريات أربع المقامة على أراضي مدينة الخليل وتتلمذ على يدي متطرفين متخصصين في الإرهاب من حركة “كاخ” الإرهابية وقد عرف لدى المصلين في الحرم الإبراهيمي الشريف لأنه كان في كثير من الأوقات يدخل إلى الحرم في جولات استفزازية متكررة ما يعني أنه قام بجريمته بشكل متعمد وبتخطيط مسبق ومدروس.
وبينت الوقائع أيضا أن جنود الاحتلال ومستوطنيه شاركوا في هذه المجزرة بشكل واضح حيث قام جنود الاحتلال الموجودون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الخروج خلال إطلاق غولدشتاين الرصاص عليهم كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.
وبعد ارتكاب المجزرة شهدت مختلف المدن الفلسطينية التي انتفضت تعبيراً عن الرفض والإدانة لهذه الجريمة المروعة مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
وبعد مرور تلك السنوات ما زال الإجرام والاستفزاز الإسرائيلي متواصلا بحق أبناء الشعب الفلسطيني الذي يعاني بشكل يومي من الاعتقال والاقتحامات والمداهمات في مختلف المناطق الفلسطينية إضافة إلى سقوط الشهداء والجرحى برصاص قوات الاحتلال فضلا عن استمرار أعمال الاستيطان غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية بهدف تهجير أبناء الشعب الفلسطيني وسلب أراضيه وتصفية قضيته العادلة في ظل صمت عربي ودولي فاضح.